إﻧﺠﺎزات اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ رﻏﻢ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ
ﻟــﻌــﻞ ﻣـــﺎ ﻳــﺴــﺘــﺪﻋــﻲ اﻻﻋــــﺘــــﺮاف ﺑــﺄن اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ رﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟـﻪ ﻣـﻦ ﺗـﺂﻣـﺮ وﻣــﻦ اﺧــﺘــﺮاﻗــﺎت، ﻗـﺪ ﺣﻘﻘﺖ إﻧﺠﺎزات ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة وﻫﺎﻣﺔ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة وﻣـﻌـﻬـﺎ ﺑـﻌـﺾ اﻟــــﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ واﳌـــﺆﺛـــﺮة ﻗــﺪ أﻛــــﺪت أﻧـــﻪ ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ اﻟــﺒــﺪء ﺑـﺈﻋـﻤـﺎر ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻣــﺎ ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻫـﻨـﺎك اﻟﺤﻞ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﳌــﻨــﺸــﻮد، وﻓـﻘـﺎ ﻟــ»ﺟـﻨـﻴـﻒ١« واﻟﻘﺮار اﻟﺪوﻟﻲ رﻗﻢ ٤٥٢٢ وإﻋﺪاد دﺳﺘﻮر ﺟﺪﻳﺪ وإﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت رﺋﺎﺳﻴﺔ ﻣﺒﻜﺮة ﺑﺈﺷﺮاف اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة.
وﻫﺬا ﻛﻠﻪ رﻏﻢ أن ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣــﻨــﺬ اﻧــــﺘــــﺰاع اﺳــﺘــﻘــﻼﻟــﻪ وﺗــﺨــﻠــﺼــﻪ ﻣـﻦ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺬي ﻫﻨﺎك إﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻦ أﺑﺸﻊ أﺷﻜﺎل اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﻟﻢ ﻳﻌﺮف إﻻ اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺘﻼﺣﻘﺔ وأوﻟﻬﺎ اﻧﻘﻼب ﺣﺴﻨﻲ اﻟﺰﻋﻴﻢ ﻋﺎم ٩٤٩١ وآﺧﺮﻫﺎ اﻧﻘﻼب ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ ﻋﺎم ٠٧٩١ وﻛﻞ ﻫﺬا ﻣﻊ وﻗﻔﺔ ﻋﺎﺑﺮة ﻓﻲ ﻋﺎم ٣٥٩١، ﺣﻴﺚ ﺟﺮت اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺮﳌﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺎز ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺰب أدﻳـﺐ اﻟﺸﻴﺸﻜﻠﻲ، ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺑﺜﻤﺎﻧﲔ ﻣﻘﻌﺪﴽ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﺎز ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻘﻌﺪﴽ وأﻛﺜﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﻮزﻋﺖ اﳌﻘﺎﻋﺪ اﳌﺘﺒﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣـــﻦ اﻷﺣــــــﺰاب اﻟــﺼــﻐــﻴــﺮة، اﻟــﺘــﻲ اﺧـﺘـﻔـﺖ ﻻﺣــﻘــﴼ ﻣــﻦ اﻟــﺨــﺮاﺋــﻂ اﻟــﺤــﺰﺑــﻴــﺔ ﺑــﺼــﻮرة ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ.
إن اﳌــﻘــﺼــﻮد ﻫــﻨــﺎ ﻫـــﻮ أن ﺳــﻮرﻳــﺎ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت ﺑﻌﺪ ﻧﻴﻞ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻓﻲ ﻋﺎم ٦٤٩١ ﺣﻴﺎة ﺣﺰﺑﻴﺔ ودﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻨﺤﻮ ﺛـﻼﺛـﺔ أﻋـــﻮام ﻟــﻢ ﺗـﺘـﻜـﺮر ﻣـﻨـﺬ ﺗـﻠـﻚ اﻟﻔﺘﺮة اﳌــﺒــﻜــﺮة وﺣــﺘــﻰ اﻵن، اﻟــﻠــﻬــﻢ ﺑـﺎﺳـﺘـﺜـﻨـﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟـﻌـﺎﺑـﺮة ﻓـﻲ ﻋــﺎم ٣٥٩١. إذ أن ﻣـــﺎ ﺟــــﺮى ﻻﺣــﻘــﴼ ﻛــــﺎن ﻣــﺠــﺮد أﻧـﻈـﻤـﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ اﻋﺘﺒﺮﻫﺎ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺛـﻮرات ﻣﻊ أن اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ وﻣﻌﻬﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وإن ﺗﺸﺎﺑﻬﺖ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻗﺪ اﺧﺘﻔﺖ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ، وذﻟـﻚ ﻣﻊ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻻ ﻳـﺰال ﻳﻌﺘﺒﺮ أن ﻣﺮﺣﻠﺔ »اﻻﻧﻔﺼﺎل« اﻟﻘﺼﻴﺮة اﻟﻌﻤﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗـﺪ ﺷـﻬـﺪت ﺑﻌﺾ اﻻﻧــﻔــﺮاﺟــﺎت اﳌﻌﻘﻮﻟﺔ إن ﻟــﻴــﺲ ﻓــﻲ اﳌــﻤــﺎرﺳــﺎت اﻟـﺪﻳـﻤـﻘـﺮاﻃـﻴـﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻔﻲ أﻟﻮان ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ أﺧـــﺬ اﻟــﻀــﺒــﺎط اﻟـﺒـﻌـﺜـﻴـﻮن، وﻣـــﻌـــﻬـــﻢ ﺑـــﻌـــﺾ زﻣــــﻼﺋــــﻬــــﻢ اﻟـــﻘـــﻮﻣـــﻴـــﲔ واﻟــﻨــﺎﺻــﺮﻳــﲔ، ﺳــﻮرﻳــﺎ إﻟــﻰ اﻟــﻮﺣــﺪة ﻣﻊ ﻣـــﺼـــﺮ وأﺻــــﺒــــﺢ ﻫــــﻨــــﺎك: »اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة« أﺻــــــﺮ ﺟـــﻤـــﺎل ﻋـﺒـﺪ اﻟــــﻨــــﺎﺻــــﺮ، اﻟـــــــﺬي ﻛـــــﺎن ﺷـــﺪﻳـــﺪ اﻟــــﻌــــﺪاوة ﻟــﻸﺣــﺰاب واﻟــﺤــﻴــﺎة اﻟــﺤــﺰﺑــﻴــﺔ، ﻋـﻠـﻰ ﺣﻞ ﺣــﺰب اﻟﺒﻌﺚ وﻣﻨﻌﻪ ﻣــﻦ ﻣــﺰاوﻟــﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻤﺎ أﺻﺒﺢ ﻳﺴﻤﻰ »اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ«، وﻛـــــﻞ ﻫـــــﺬا ﻣــــﻊ أن اﻟــــﺬﻳــــﻦ وﻗــــﻌــــﻮا ﻋـﻠـﻰ ﻣﺸﺮوع ﺗﻠﻚ اﻟـﻮﺣـﺪة، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﻤﺮ إﻻ ﻟﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ أﻋﻮام، ﻫﻢ ﻗﺎدة ﻫﺬا اﻟﺤﺰب: ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻋﻔﻠﻖ وﺻـــﻼح اﻟـﺒـﻴـﻄـﺎر وأﻛــﺮم اﻟﺤﻮراﻧﻲ... وﻏﻴﺮﻫﻢ.
واﳌﻘﺼﻮد ﻫﻨﺎ ورﻏﻢ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻻ ﻳﺰال »ﻳﺘﺤﺴﺮ« ﻋﻠﻰ اﻧﻬﻴﺎر ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺣﺪة ﺑﺎﻧﻘﻼب اﻻﻧﻔﺼﺎل اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺎده ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻜﻴﻢ ﻋﺎﻣﺮ، اﻟـﺬي ﻛﺎن ﻓﻲ ذﻟـــﻚ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟــﺮﺟــﻞ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻓــﻲ اﻹﻗـﻠـﻴـﻢ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ واﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ أﻳﻀﴼ ﺑﻌﺪ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺟـﻤـﺎل ﻋﺒﺪ اﻟـﻨـﺎﺻـﺮ، ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺣﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮد ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻟﺤﺎﻗﻴﺔ، وأن اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﺑﻤﻌﻈﻤﻪ وﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ أﺣﺰاﺑﻪ ﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﺿﺪﻫﺎ وذﻟﻚ إﻟﻰ ﺣﺪ أن ﻗﺎدة اﻟﺒﻌﺚ اﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻋﻔﻠﻖ وﺻﻼح اﻟﺒﻴﻄﺎر وأﻛﺮم اﻟﺤﻮراﻧﻲ، ﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﻮا ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺎ وﺑﺤﻤﺎس ﻣﻨﻘﻄﻊ اﻟـﻨـﻈـﻴـﺮ إﻟــﻰ ﺿــﺪﻫــﺎ وإن ﺑﺨﺠﻞ وﻋﻠﻰ اﺳــﺘــﺤــﻴــﺎء، ﺗـﺤـﺎﺷـﻴـﺎ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﺼــﺎدم ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻴﺎرات واﻻﺗﺠﺎﻫﺎت واﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺠﺒﺔ ﺑﺎﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﻌﻠﻦ أﻧـﻬـﺎ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟــﻮﺣــﺪة ﻣــﻊ ﺿـــﺮورة ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ أﻗﺪاﻣﻬﺎ ﺑﺪل وﻗﻮﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ.
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ وﻋﻠﻰ ﻫــﺬه اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻓﺈن ﺣــﺮﺑــﴼ ﻛـﻼﻣـﻴـﺔ وإﻋــﻼﻣــﻴــﺔ ﺷــﻌــﻮاء، وﻣـﻦ دون أي ﻣﺤﺮﻣﺎت، ﻗﺪ ﻧﺸﺒﺖ ﻻﺣﻘﴼ ﺑﲔ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ وﻧﻈﺎﻣﻲ اﻟﺒﻌﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﻳﺎ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ اﻣـﺘـﺪت ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ وﻓــﺎة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﺼﺮي اﻷﺳﺒﻖ، رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ، ﺣﻴﺚ ﺑﻘﻲ اﻟــﻌــﺪاء ﻣﺴﺘﺤﻜﻤﴼ ﺑـﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ رﻏــﻢ أن اﻟﺤﻜﻢ ﻓـﻲ ﺑــﻼد اﻟـﺮاﻓـﺪﻳـﻦ ﻗـﺪ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﺳﻢ، وأﻧﻪ اﻧﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪه أوﻻ إﻟﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻋﺎرف ﺛﻢ إﻟﻰ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻋﺎرف.
أﻣــــﺎ ﻓـــﻲ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ ﻓــــﺈن اﳌــــﻌــــﺮوف أن »اﻟﺠﻨﺎح اﻟﻴﺴﺎري« ﻓﻲ ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ ﻗﺪ اﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ رﻓﺎﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ﻋﺎم ٦٦٩١ وأن ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ أن اﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻء ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﻋﺎم ٠٧٩١، وأن ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮ وﺗﻮاﺻﻞ ﺧﻼل ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ وﺣﺘﻰ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻋﺎم ١١٠٢، وﻋﻤﻠﻴﺎ وﺣﺘﻰ اﻵن ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ »اﻟﻘﻄﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﻮري«، ﺣﺴﺐ اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺒﻌﺜﻴﺔ، ﻣﺤﺘﻼ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ وﺣﻴﺚ ﻏﺪت روﺳﻴﺎ دوﻟــﺔ ﻣﻨﺘﺪﺑﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ.
وﻫـــﻜـــﺬا ﻓــﺈﻧــﻪ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺑــــﺪأ اﻧــﻔــﺠــﺎر اﻷوﺿـــﺎع ﻓـﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ ﻓـﻲ ﻣــﺎرس )آذار( ﻋﺎم ١١٠٢. ﺑﺪءﴽ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ درﻋﺎ، ﺗﺄﺛﺮﴽ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻲ: »اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ »اﻟﻘﻄﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﻮري« ﻣﺪﻣﺮة ﺗﺪﻣﻴﺮﴽ ﺷﺎﻣﻼ وأن اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻔﻮﻳﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺨﻄﻂ ﻟﻬﺎ وﻣﻦ دون أي أﺣﺰاب ﻷن اﻟﺤﺰﺑﲔ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺎن ﻣﺴﻤﻮح ﻟــﻬــﻤــﺎ ﺑــﺎﻟــﻌــﻤــﻞ اﻟــﻌــﻠــﻨــﻲ ﻓـــﻲ ﻫــــﺬا اﻟـﺒـﻠـﺪ اﻟـــﺬي ﻏــﺪا ﻣﺘﻌﺒﴼ وﻣﻨﻬﻜﴼ ﻫﻤﺎ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ واﻟﺤﺰب اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺴﻮري ﻓﻘﻂ.
وﻋـــﻠـــﻴـــﻪ ﻓـــــﺈن اﳌـــﻘـــﺼـــﻮد ﺑـــﻜـــﻞ ﻫـــﺬا اﻟــــﺬي ﻗــﻴــﻞ واﻟـــــﺬي ﺟـــﺮى اﻟــﺘــﻨــﻮﻳــﻪ إﻟـﻴـﻪ ﻫــﻮ أن ﺣــﺎدﺛــﺔ أﻃــﻔــﺎل درﻋـــــﺎ، اﻟـﺒـﺎﺳـﻠـﺔ ﻓﻌﻼ، ﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣـــﻦ دون أي أﺣــــــﺰاب ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ، وﻫـــﺬا ﻳﺸﻤﻞ اﻹﺧـــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻗـــﺪ أﻋــﻠــﻨــﻮا ﺳــﺎﺑــﻘــﴼ ﻣـــــﺮارﴽ وﺗــــﻜــــﺮارﴽ أﻧــﻪ ﻟــﻢ ﻳـﻌـﺪ ﻟـﻬـﻢ أي وﺟـــﻮد ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿــــﻲ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ ﺑـﻌـﺪ ﻣــﺬاﺑــﺢ ﺣﻤﺎة اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ ﻋـﺎم ٢٨٩١، وﻳﻘﻴﻨﴼ أﻧـﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻨﻈﺎم ﻫﺬه اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﻣﺎ ﻛﺎن واﺟﻪ ﺑﻪ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺣﻤﺎة وﺣﻠﺐ وﺟــﺒــﻞ اﻟـــﻌـــﺮب ﻓـــﻲ وﻗــــﺖ ﻣــﺒــﻜــﺮ ﻓـﻠـﻜـﺎن ﺑـﺎﻹﻣـﻜـﺎن اﻟـﻘـﺒـﻮل ﺑﺒﻌﺾ اﻹﺻــﻼﺣــﺎت اﻟـﻀـﺮورﻳـﺔ، وﻟﻜﺎﻧﺖ اﻷﻣــﻮر ﻗـﺪ اﻧﺘﻬﺖ ﻋـﻨـﺪ ﻫـــﺬا اﻟــﺤــﺪ، وﻋــﻠــﻰ ﻏـــﺮار ﻣــﺎ ﺣـﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻛﺘﻔﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺑﺮﺣﻴﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ واﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺒﻼد واﺳﺘﺄﻧﻒ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺳــﺲ ﺑﻮرﻗﻴﺒﻴﺔ، وﻟـﻜـﻦ ﺑﺤﺮﻳﺎت ﻋﺎﻣﺔ وﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ.
واﳌــﺸــﻜــﻠــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺑــﻘــﻴــﺖ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ ﺗـﻌـﺎﻧـﻲ ﻣـﻨـﻬـﺎ وﻣـﻌـﻬـﺎ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟــﺸــﻌــﺐ اﻟـــﺴـــﻮري، ﻫـــﻲ ﻏــﻴــﺎب اﻷﺣــــﺰاب وﻏـﻴـﺎب اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛــﺎن ﻗﺪ ﺟـﺮى ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ ﺗﺪﻣﻴﺮﴽ ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻣﺮاﺣﻞ اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺘﻼﺣﻘﺔ، ﻣــﻨــﺬ اﻧــــﻘــــﻼب ﺣــﺴــﻨــﻲ اﻟـــﺰﻋـــﻴـــﻢ ﻓــــﻲ ﻋــﺎم ٩٤٩١ وﺣــﺘــﻰ اﻧــﻘــﻼب ﺣــﺎﻓــﻆ اﻷﺳــــﺪ ﻓﻲ ﻋـــﺎم ٠٧٩١، وﻣـــﺎ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻤـﺎ ﻣــﻦ اﻧــﻘــﻼﺑــﺎت ﻣﺘﻼﺣﻘﺔ إذ أن ﻫــﺬا ﻛﻠﻪ ﻗـﺪ أدى إﻟــﻰ ﻛﻞ ذﻟﻚ اﻟﺘﺸﺮذم اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟـﺬي ﺣﺎل دون أن ﻳـــﻜـــﻮن ﻫـــﻨـــﺎك ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ ﻗـــﻴـــﺎدي واﺣـــﺪ وﻣﻮﺣﺪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻓﺮض ﻧﻔﺴﻪ وﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، إذا ﺗﻄﻠﺒﺖ اﻷﻣـﻮر، ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻛـﻞ ﻫــﺬه اﻟﺘﺸﻜﻴﻼت »اﳌﻴﻜﺮوﺳﻜﻮﺑﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎوز ﻋﺪدﻫﺎ اﳌﺎﺋﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ وﻛﻠﻬﺎ وﻟـﻴـﺲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ أﺳــﻤــﺎء إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣــﻤــﺎ ﺳــﻬــﻞ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻨــﻈــﺎم وﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮوس واﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﲔ وﻏـــﻴـــﺮﻫـــﻢ إﻟــــﺼــــﺎق ﺗـﻬـﻤـﺔ اﻹرﻫـــﺎب ﺑـﺎﻟـﺜـﻮرة اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ، اﻟـﺘـﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺑﺪاﻳﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ، وﺣﻘﻘﺖ إﻧﺠﺎزات ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﺑـﺸـﺎر اﻷﺳــﺪ ﻓـﻲ ﻋــﺎم ٥١٠٢ ﻳﺒﺪأ ﺑﺤﺰم ﺣﻘﺎﺋﺒﻪ اﺳﺘﻌﺪادﴽ ﳌﻐﺎدرة ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻐﺎدرة ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ وإﻟﻰ اﻷﺑﺪ.
وﻟﻌﻞ ﻣﺎ زاد اﻟﻄﲔ ﺑﻠﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل، أن اﻟـــﺮوس ﺑـﻌـﺪ ﺗﺪﺧﻠﻬﻢ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮي ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻋﺎم ٥١٠٢ ﻗﺪ »أﻣﺴﻜﻮا« ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ رﺟـﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏـــﺎن ﻣـﻦ اﻟــﺬراع اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﺆﳌـــﻪ اﻟـــﺘـــﻲ ﻫــــﻮ اﻷﻛـــــــــﺮاد وﺣــــﺰب اﻟﻌﻤﺎل اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ – اﻟـﺘـﺮﻛـﻲ، ﺑﻘﻴﺎدة ﻋﺒﺪ اﻟـﻠـﻪ أوﺟـــﻼن، اﳌﻘﻴﻢ وﻣـﻨـﺬ ﺳﻨﻮات ﻃـــﻮﻳـــﻠـــﺔ ﻓــــﻲ إﺣــــــﺪى زﻧـــــﺎزﻳـــــﻦ اﻟــﺴــﺠــﻮن اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﺣﻴﺚ دﻓﻌﻮا ﻫﺬا اﻟﺤﺰب وﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺸﻜﻴﻼت اﻟﻜﺮدﻳﺔ إﻟـﻰ ﺗﻨﺸﻴﻂ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎﺗــﻬــﻢ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ، وﻣــــﻦ ﺿـﻤـﻨـﻬـﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ ﺿــﺪ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ أﻧﻘﺮة وﻣﺪﻳﻨﺔ إﺳﻄﻨﺒﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ وﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ ﻣﺪن اﻟﻌﺎﻟﻢ.
إﻧــﻪ ﻟـﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺜﻮرة وﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ ﺑــــﺄن ﺗــﺸــﻜــﻞ ﺟــﻴــﺸــﻬــﺎ اﳌــﻮﺣــﺪ ﺑــﻘــﻴــﺎدة واﺣـــــﺪة وﻫــﻴــﺌــﺔ أرﻛـــــﺎن ﻣــﻮﺣــﺪة وﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺿﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﺘــﺤــﺮﻳــﺮ اﻟــــﺠــــﺰاﺋــــﺮي، وﺣــﻴــﺚ رﻓـﻀـﺖ اﻟــﺜــﻮرة اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮﻳـﺔ ﻓﺘﺢ أﺑﻮاﺑﻬﺎ اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻤـﻴـﺔ ﻷي ﺗـﻨـﻈـﻴـﻤـﺎت واﻓـــــﺪة ﻛــﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﺪﻣﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻮرة اﻟﺒﺎﺳﻠﺔ وﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻛﺎن ﺳﻴﺆﺧﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ واﺳﺘﻌﺎدة اﻹرادة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، وﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﻫــﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻳﺤﺘﻞ ﻣﻮﻗﻌﴼ ﻗﻴﺎدﻳﺎ ﻣﺆﺛﺮﴽ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وأوروﺑﺎ واﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه.
ﺛــــــﻢ إن ﻣـــﺸـــﻜـــﻠـــﺔ اﻟــــــﺘــــــﺸــــــﺮذم ﻫــــﺬه ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺎوﺋﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮة، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ اﻟـﻘـﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻻ ﺗﺨﻮض ﻣﻌﺎرك ﻣﺨﻄﻄﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻴﺌﺔ أرﻛﺎن ﻣﻮﺣﺪة وﻏﺮﻓﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت واﺣﺪة، ﻣﻤﺎ ﺳﻬﻞ ﻋﻠﻰ اﻟــﺮوس واﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ وﻏﻴﺮﻫﻢ اﻹﻧــــﻔــــﺮاد ﺑــﺠــﺒــﻬــﺎت اﻟــﻘــﺘــﺎل ﺟــﺒــﻬــﺔ ﺑﻌﺪ ﺟـﺒـﻬـﺔ وﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺑــﻌــﺪ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ، وإﻟــــﻰ أن أﺻﺒﺢ ﻫﻨﺎك »ﻣﺴﺘﻮدع« إدﻟﺐ اﻟﺒﺸﺮي، وأﺻــﺒــﺢ ﻫــﻨــﺎك أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﺳـﺒـﻌـﺔ ﻣـﻼﻳـﲔ ﻻﺟﺊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ اﻟــﺨــﺎرج، وﻫــﺬا ﻫـﻮ أﺣــﺪ اﻷﻋـﺒـﺎء اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﺪت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ.