اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻳﺴﺘﺒﻖ ﻣﺴﺎءﻟﺔ روﺣﺎﻧﻲ ﺑﺈﻃﺎﺣﺔ وزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد
ﺻﻌﺪ اﻟﻀﻐﻮط ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻮﻣﺔ... وﻇﺮﻳﻒ ﻳﻨﺘﻘﺪ ﺧﺼﻮم اﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺗـﻠـﻘـﻰ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ﺣﺴﻦ روﺣﺎﻧﻲ ﺿﺮﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪة، أﻣﺲ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﻮت اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻟﺴﺤﺐ اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ وزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻣﺴﻌﻮد ﻛﺮﺑﺎﺳﻴﺎن، وذﻟﻚ ﻗــﺒــﻞ ٨٤ ﺳــﺎﻋــﺔ ﻣـــﻦ ﻣــﺜــﻮل روﺣــﺎﻧــﻲ أﻣـــﺎم اﻟــﻨــﻮاب ﻟـﻠـﺮد ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺌـﻠـﺔ ﺣـﻮل ﺗﻔﺎﻗﻢ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ. وﻗﺎل ﻗﺎﺋﺪ »اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري« ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔﺮي إن ﺑـــﻼده ﺗــﻮاﺟــﻪ ﺗـﺤـﺪﻳـﺎت »ﻓــﺮﻳــﺪة«، ﻓـﻴـﻤـﺎ اﺗــﻬــﻢ وزﻳــــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺟـﻮاد ﻇﺮﻳﻒ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺸﻦ »ﺣﺮب ﻧﻔﺴﻴﺔ« ﻋﻠﻰ ﺑﻼده.
وﺗﺠﺎﻫﻞ روﺣﺎﻧﻲ ﺧﻼل اﻟﺸﻬﻮر اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣـﻦ اﻟــﻨــﻮاب ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓــﺮﻳــﻘــﻪ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي. وﻣــــﻦ ﺑـــﲔ ٠٦٢ ﻧــﺎﺋــﺒــﺎ ﺷـــﺎرﻛـــﻮا ﻓــﻲ اﻟــﺘــﺼــﻮﻳــﺖ ﻋﻠﻰ ﺳــﺤــﺐ اﻟــﺜــﻘــﺔ ﻣـــﻦ ﻛــﺮﺑــﺎﺳــﻴــﺎن، واﻓــﻖ ٧٣١ ﻋﻠﻰ ﺳﺤﺒﻬﺎ؛ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺎرض ١٢١ ﻧــﺎﺋــﺒــﺎ ﺧــﺮوﺟــﻪ ﻣــﻦ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ اﻟـﻔـﺮﻳـﻖ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، ﻓﻴﻤﺎ اﻣﺘﻨﻊ ﻧﺎﺋﺒﺎن ﻋﻦ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ.
وﻳﻌﺪ ﻛﺮﺑﺎﺳﻴﺎن ﺛﺎﻧﻲ وزﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻳﺴﻘﻄﻪ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﺤﺐ اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ وزﻳﺮ اﻟﻌﻤﻞ واﻟــﺮﻓــﺎه ﻋﻠﻲ رﺑﻴﻌﻲ ﻓـﻲ ٨ أﻏﺴﻄﺲ )آب( اﻟﺤﺎﻟﻲ.
وﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻐﻴﺐ روﺣﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﺟﻠﺴﺔ اﺳﺘﺠﻮاب وزراﺋﻪ، ﻓﻲ ﺣﲔ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ أداء وزراﺋـﻪ، وﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻓﺈن اﻟﺒﺮﳌﺎن ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ﺟﻠﺴﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻏﺪا اﻟﺜﻼﺛﺎء ﻓﻲ أول اﺳﺘﺠﻮاب ﻟﺮوﺣﺎﻧﻲ ﺣـﻮل ٥ ﻣﺤﺎور اﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ، وﻫــــﻮ ﺛــﺎﻟــﺚ اﺳــﺘــﺠــﻮاب ﻟﺮؤﺳﺎء إﻳﺮان أﻣﺎم اﻟﺒﺮﳌﺎن.
وﺷـــﻬـــﺪت ﺟـﻠـﺴـﺔ أﻣـــﺲ ﺗـﻼﺳـﻨـﺎ ﺣﺎدا ﺑﲔ اﻟﻨﻮاب اﳌﻮاﻓﻘﲔ واﳌﻌﺎرﺿﲔ ﻟﺒﻘﺎء ﻛﺮﺑﺎﺳﻴﺎن. واﻧﻘﺴﻢ ﻧﻮاب اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻹﺻـــﻼﺣـــﻴـــﺔ اﳌـــــﺆﻳـــــﺪون ﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺎت روﺣﺎﻧﻲ ﺑﲔ ﻣﻮاﻓﻖ وﻣﻌﺎرض ﻟﺴﺤﺐ اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ وزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد.
وﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــــﺪى ﺳـــﺎﻋـــﺘـــﲔ، ﺣــــﺎول ﻛـــﺮﺑـــﺎﺳـــﻴـــﺎن اﻟــــﺪﻓــــﺎع ﻋــــﻦ ﺳــﻴــﺎﺳــﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، ﻏــﻴــﺮ أﻧـــــﻪ أﺧـــﻔـــﻖ ﻓــــﻲ إﻗــــﻨــــﺎع أﻏــﻠــﺒــﻴــﺔ اﻟـــــﻨـــــﻮاب. وراﻓـــــــﻖ ﻛـــﺮﺑـــﺎﺳـــﻴـــﺎن ﻧــﺎﺋــﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ إﺳﺤﺎق ﺟﻬﺎﻧﻐﻴﺮي، وﻣـــــﺪﻳـــــﺮ ﻣـــﻜـــﺘـــﺐ اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ ﻣــﺤــﻤــﻮد واﻋﻈﻲ، ووزﻳـﺮ اﻟﻨﻔﻂ ﺑﻴﺠﻦ زﻧﻐﻨﻪ، ووزﻳــــــــﺮ اﻟـــــﺰراﻋـــــﺔ ﻣـــﺤـــﻤـــﻮد ﺣــﺠــﺘــﻲ، ووزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮاد ﻇﺮﻳﻒ، ووزﻳﺮ اﻷﻣﻦ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﻠﻮي، وﻣﺴﺎﻋﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﺸﺆون اﻟﺒﺮﳌﺎن ﺣﺴﲔ ﻋﻠﻲ أﻣــﻴــﺮي، وﻣــﺴــﺎﻋــﺪة اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻟـﺸـﺆون اﳌــﺮأة واﻷﺳـــﺮة، وﻋﻠﻲ أﻛﺒﺮ ﺻﺎﻟﺤﻲ رﺋـــﻴـــﺲ اﳌــﻨــﻈــﻤــﺔ اﻟـــﻮﻃـــﻨـــﻴـــﺔ ﻟــﻠــﻄــﺎﻗــﺔ اﻟﺬرﻳﺔ، وﺑﻬﺮوز ﻛﻤﺎﻟﻮﻧﺪي اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺬرﻳﺔ.
وﻳـــــــﻮاﺟـــــــﻪ روﺣـــــــﺎﻧـــــــﻲ وﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺿﻐﻮﻃﺎ ﻣـﺘـﺰاﻳـﺪة ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮاﺟﻊ ﺣﺎد ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻤﻠﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺪوﻻر، وارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺬﻫﺐ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻧﺴﺤﺎب ﺷﺮﻛﺎت أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋـﻠـﻰ أﺛـــﺮ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳌــﻮﺟــﺔ اﻷوﻟــــﻰ ﻣﻦ اﻟــﻌــﻘــﻮﺑــﺎت اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ إﻳـــــﺮان. ووﺿﻌﺖ ﻧﺤﻮ ٣٥ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻦ ١٢ دوﻟﺔ ﺣﺪا ﻟﻨﺸﺎﻃﻬﺎ أو ﻗﻠﺼﺖ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻓﻲ إﻳــــﺮان ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـﺎت اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ. وﺗـــﻌـــﻤـــﻞ اﻟــــﺸــــﺮﻛــــﺎت ﻓــــﻲ ٨ ﻣـــﺠـــﺎﻻت أﺳــﺎﺳــﻴــﺔ؛ اﻟــﻨــﻔــﻂ واﻟــﻨــﻘــﻞ وﺻــﻨــﺎﻋــﺔ اﻟﺴﻴﺎرات واﻟﺒﻨﻮك واﻟﻄﺎﻗﺔ واﻟﺘﺄﻣﲔ واﳌــﻨــﺎﺟــﻢ واﻟــﻄــﻴــﺮان واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﳌﻌﺎدن اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ.
وإذا ﻛـــﺎن ﺗــﺪﻫـــﻮر ﺳــﻌــﺮ اﻟــﺮﻳــﺎل اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻳﻌﺰى إﻟــﻰ اﳌـﻮﻗـﻒ اﻟﻌﺪاﺋﻲ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ، ﻓـــﺈن أﺣـــﺪ أﺳــﺒــﺎﺑــﻪ أﻳـﻀـﺎ ﻗــﺮار اﺗﺨﺬه اﻟﺒﻨﻚ اﳌـﺮﻛـﺰي ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ ﺑﻔﺮض ﺳﻌﺮ ﺻﺮف ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟـﺪوﻻر، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى إﻟﻰ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﺴﻮداء. وﻗﺪ ﻋﺎد اﳌﺼﺮف ﻋﻦ ﻗﺮاره ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ. وﺗﺸﻴﺮ اﻟﺠﻬﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان إﻟــﻰ ﻣﺸﻜﻼت أﺧـــﺮى ﻣــﺘــﺠــﺬرة، ﻣﺜﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ، واﻟﺪور اﳌﺒﻬﻢ اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺒﻪ ﻣﻨﻈﻤﺎت ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد.
وﺗـــﺴـــﺒـــﺐ اﻧــــﺴــــﺤــــﺎب اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻣــــﻦ اﻻﺗـــــﻔـــــﺎق اﻟـــــﻨـــــﻮوي ﻓـﻲ إﺿـــﻌـــﺎف ﻣـــﻮﻗـــﻒ روﺣــــﺎﻧــــﻲ وﺗــﻘــﻮﻳــﺔ ﻣــﻮﻗــﻒ ﻣـﻌـﺎرﺿـﻴـﻪ اﳌـﺤـﺎﻓـﻈـﲔ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻋﺎرﺿﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام أي ﺣﻠﻮل وﺳﻂ ﻣــﻊ واﺷـﻨـﻄـﻦ. وﺣـــﺎول روﺣــﺎﻧــﻲ ﺣـﻞ ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻼت، ﻟﻜﻦ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻏﻴﺮ راﺿﲔ.
وﺷــــﻬــــﺪت إﻳــــــــﺮان ﻓــــﻲ دﻳــﺴــﻤــﺒــﺮ )ﻛــــﺎﻧــــﻮن اﻷول( اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻣــﻈــﺎﻫــﺮات ﺑﺴﺒﺐ اﻟـﻮﺿـﻊ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي اﻟﺼﻌﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﺷﻤﻠﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٨ ﻣﺪﻳﻨﺔ وﺑﻠﺪة وأﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﺳﻘﻮط ٥٢ ﻗﺘﻴﻼ، ﻓﻴﻤﺎ ﺷﻬﺪت ﻣﺪن ﻛﺜﻴﺮة ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺴﺒﻌﺔ اﳌـﺎﺿـﻴـﺔ ﻣــﻈــﺎﻫــﺮات ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ وإﺿــــــﺮاﺑــــــﺎت اﺣـــﺘـــﺠـــﺎﺟـــﴼ ﻋـــﻠـــﻰ ﻏـــﻼء اﳌﻌﻴﺸﺔ وﻋﺪم دﻓﻊ اﻟﺮواﺗﺐ. وﺗﺤﻮﻟﺖ ﻫﺬه اﳌﻈﺎﻫﺮات إﻟﻰ ﺗﺠﻤﻌﺎت ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم.
وأﻇـــﻬـــﺮت أرﻗـــــﺎم ﻧــﺸــﺮﻫــﺎ اﻟـﺒـﻨـﻚ اﳌﺮﻛﺰي أول ﻣﻦ أﻣﺲ ارﺗﻔﺎﻋﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎم اﳌـﺎﺿـﻲ. ﻓﻘﺪ ارﺗﻔﻌﺖ أﺳﻌﺎر ﻣﺸﺘﻘﺎت اﻟﺤﻠﻴﺐ ﺑــﻮاﻗــﻊ اﻟـﺜـﻠـﺚ، أﻣﺎ ﻧﺴﺒﺔ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺪﺟﺎج ﻓﺒﻠﻐﺖ ٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ واﻟﻔﺎﻛﻬﺔ اﻟﻄﺎزﺟﺔ ١٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. وﻗﺎل ﻛﺮﺑﺎﺳﻴﺎن أﻣﺲ ﻟﻠﻨﻮاب: »ﻳـﺠـﺐ أن ﻧـﺆﻣـﻦ ﺑﺄﻧﻨﺎ دﺧﻠﻨﺎ ﺣﺮﺑﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺰداد اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان«.
وأﻗــــــــــــﺮ ﻛــــــﺮﺑــــــﺎﺳــــــﻴــــــﺎن ﺑـــــﻮﺟـــــﻮد ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان، وﻗﺎل: »أﻋــــﺮف أن ﻣــﻮاﺋــﺪ اﻟــﻨــﺎس اﻟــﻔــﺎرﻏــﺔ ﻻ ﺗـﺘـﻨـﺎﺳـﺐ ﻣــﻊ ﺑــﻌــﺾ اﻹﺣــــﺼــــﺎءات«، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أﺳﺒﺎب داﺧﻠﻴﺔ وﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳـﻮاء ﻓﻲ ﺗﺪﻫﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ، ﻛـﻤـﺎ اﺳﺘﺒﻌﺪ ﻗـــﺪرة اﻟـﺒـﻼد ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎوز اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.
ورﻓـــــﺾ ﻛــﺮﺑــﺎﺳــﻴــﺎن اﻟـــــﺮد ﻋـﻠـﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﺳﺌﻠﺔ اﻟـﻨـﻮاب، ﻣﺸﻴﺮا إﻟـﻰ أن أداء اﻟﻮزارة ﺧﻼل ﻋﺎم ﻣﻦ إدارﺗﻪ »ﻛﺎن اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ«. وﻗﺎل إن ردوده ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻮزارﻳﺔ، وﺣﺎول أن ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ أداء اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺮﺷﻰ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ.
وﻛــﺎن ٣٣ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﺑﺮﳌﺎﻧﻴﺎ وﻗﻌﻮا ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺸــﺮوع اﺳـﺘـﺠـﻮاب ﻛﺮﺑﺎﺳﻴﺎن ﻓﻲ ٧١ ﻣﺤﻮرا؛ ﺗﺸﻤﻞ ﻋﺪم اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ، وﻣــﺸــﻜــﻼت ﺗــﺬﺑــﺬﺑــﺎت اﻟﻌﻤﻠﺔ، واﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﻨﻜﻲ.
واﻧﺘﻘﺪ ﻧﻮاب ﻋﺎرﺿﻮا ﻛﺮﺑﺎﺳﻴﺎن أﻣـــﺲ ﻋـــﺪم وﻓــــﺎء اﻟـــﻮزﻳـــﺮ ﺑـﺒـﺮﻧـﺎﻣـﺠـﻪ اﻻﻗـــــﺘـــــﺼـــــﺎدي ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﺣـــﺼـــﻞ ﻋــﻠــﻰ ﺛـــﻘـــﺔ اﻟـــــﺒـــــﺮﳌـــــﺎن، وﺗــــﺠــــﺎﻫــــﻞ ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ »اﻻﻗﺘﺼﺎد اﳌﻘﺎوم«، وﻏﻴﺎب اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ، وﻋﺠﺰ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻦ إدارة اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺎت اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ واﳌــﺎﻟــﻴــﺔ، وﺗــــﺮاﺟــــﻊ ﻗــﻴــﻤــﺔ اﻟــﻌــﻤــﻠــﺔ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ، وﺣﺠﻢ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ، وﻋﺪم ﺗﻔﻌﻴﻞ اﳌﻬﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺠﺎل اﻟﺒﻨﻜﻲ، واﻣﺘﻨﺎع اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻦ إﺟــﺮاء ﻧﻈﺎم اﻟﻀﺮاﺋﺐ، اﻟﺬي أﻟﺤﻖ أﺿﺮارا ﺑﺎﻟﻔﺌﺎت اﻟﻔﻘﻴﺮة، واﻟﺠﻤﺎرك، واﻟﻀﻐﻮط اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.
وﻧـــــﻘـــــﻠـــــﺖ وﻛــــــــﺎﻟــــــــﺔ اﻟــــﺼــــﺤــــﺎﻓــــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﳌﺤﺎﻓﻆ ﻋﺒﺎس ﺑـــﺎﻳـــﺰاده ﻗــﻮﻟــﻪ ﻓــﻲ ﺧــﻄــﺎب أﻟــﻘــﺎه ﻗﺒﻞ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ، إن »ﻋـﺪم اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ واﻧــــﻌــــﺪام اﻟــﺘــﺨــﻄــﻴــﻂ ﻻ ﻋــﻼﻗــﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﺑـــﺎﻟـــﻌـــﻘـــﻮﺑـــﺎت«، ﻣـــﻨـــﺪدا ﺑـــــ»اﻟــــﻘــــﺮارات اﻟـــﺨـــﺎﻃـــﺌـــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ أﺿــــــــﺮت ﺑــﺎﻟــﺸــﻌــﺐ ودﻓﻌﺖ أﻓــﺮادا إﻟﻰ ﻧﻬﺐ اﳌـﺎل اﻟﻌﺎم«. وﻗــــﺎل اﻟــﻨــﺎﺋــﺐ ﺟـﻠـﻴـﻞ رﺣــﻴــﻤــﻲ ﺟـﻬـﺎن آﺑــــﺎدي إن »وزﻳــــﺮ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد ﻳﺘﺤﻤﻞ اﳌـــﺸـــﻜـــﻼت اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ اﻟــﺤــﺎﻟــﻴــﺔ«، ﻣﻀﻴﻔﺎ أن »اﻗﺘﺼﺎد ﺣﻜﻮﻣﺔ روﺣﺎﻧﻲ ﻣـــﺮﻳـــﺾ، وﻛـــﺮﺑـــﺎﺳـــﻴـــﺎن ﻟــﻴــﺲ اﳌــﺪﻳــﺮ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻹدارة اﻻﻗﺘﺼﺎد. إﻧﻪ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ إدارة ﻓﺮﻳﻘﻪ«.
ﻳﺬﻛﺮ أن ﻛﺮﺑﺎﺳﻴﺎن ﻣﻦ ﺑﲔ وزراء ﻳﻨﺤﺪرون ﻣﻦ أﺳﺮ اﻟﺘﺠﺎر اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ، وﻛﺎن ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻟﻮزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻋﻠﻲ ﻃﻴﺐ ﻧﻴﺎ اﻟـﺬي ﻏـﺎدر ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺧﻼﻓﺎت ﻣﻊ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ.
وﺳـﺄل اﻟﻨﺎﺋﺐ إﻟﻴﺎس ﺣﻀﺮﺗﻲ؛ ﻣــﻦ اﳌـﻌـﺴـﻜـﺮ اﻹﺻـــﻼﺣـــﻲ، اﻟـــﺬي ﻧـﺄى ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺣﺠﺐ اﻟﺜﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﻮزﻳﺮ: »ﻣﺎذا ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻬﺬه اﻷﻣــﺔ؟ ﺟﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﺋﺴﺔ .(...) اﻟـﻄـﺒـﻘـﺔ اﻟــﻮﺳــﻄــﻰ ﺗــﻘــﺘــﺮب ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ«.
وأﺿـــﺎف ﺣﻀﺮﺗﻲ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ »ﻟــــﻢ ﺗــﺴــﺘــﻌــﺪ ﻟــﺘــﺪاﻋــﻴــﺎت اﻟــﻌــﻘــﻮﺑــﺎت اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﺳـﺘـﺪﺧـﻞ ﻣﻮﺟﺘﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻓﻲ ٤ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌـﻘـﺒـﻞ«. وﻗـــﺎل: »ﻟــﻢ ﻧـﻜـﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ، وﻻ ﻧــــﺰال ﻛـــﺬﻟـــﻚ« ﻣـﻀـﻴـﻔـﴼ أن »وزﻳــــﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻫﻮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺤﻤﻠﻪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ. وإﻻ ﻟﻜﻨﺎ ﺣﺠﺒﻨﺎ ﺛﻘﺘﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ«.
وﻋﻘﺐ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ، أﻓﺎدت وﺳﺎﺋﻞ إﻋــــــﻼم إﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ ﺑـــــﺄن ﺣـــﻀــﺮﺗــﻲ ﻗــﺪم اﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﻠﺔ »اﻷﻣﻞ« اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ اﳌــﺆﻳــﺪة ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت روﺣــﺎﻧــﻲ، ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﻗﻔﻪ اﳌﻌﺎرض ﻣﻦ ﻛﺮﺑﺎﺳﻴﺎن.
وﻗـــــﺎل وزﻳـــــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺟـــــــﻮاد ﻇــــﺮﻳــــﻒ، أﻣـــــــﺲ، إن »ﺗــﺮﻛــﻴـــﺰ )أﻣــــﻴــــﺮﻛــــﺎ( ﻳــﻨــﺼــﺐ ﻋـــﻠـــﻰ ﺷــــﻦ ﺣـــﺮب ﻧـــﻔـــﺴـــﻴـــﺔ ﻋــــﻠــــﻰ إﻳـــــــــــﺮان وﺷـــﺮﻛـــﺎﺋـــﻬـــﺎ اﻟــﺘــﺠــﺎرﻳــﲔ«. وﻧــﻘــﻠــﺖ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ ﻟـﻸﻧـﺒـﺎء ﻋﻨﻪ ﻗـﻮﻟـﻪ إن ﻗــﺮار ﺗــﺮاﻣــﺐ اﻻﻧــﺴــﺤــﺎب ﻣــﻦ اﻻﺗــﻔــﺎق أﺿـﺮ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة.
وأﻓــــــــــﺎدت »روﻳـــــــﺘـــــــﺮز« ﻧـــﻘـــﻼ ﻋــﻦ ﻇﺮﻳﻒ: »ﻣﻨﺬ أﻋﻠﻦ ﺗﺮاﻣﺐ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي، ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ«.
وﺑــــﺪا أن ﻇــﺮﻳــﻒ ﻳــﻮﺟــﻪ اﻧــﺘــﻘــﺎدا ﻣﺴﺘﺘﺮا ﳌﻌﺎرﺿﻲ روﺣـﺎﻧـﻲ. وﻧﻘﻠﺖ وﻛــــﺎﻟــــﺔ اﻟــﻄــﻠــﺒــﺔ ﻋـــﻨـــﻪ ﻗــــﻮﻟــــﻪ: »ﻫـــﻨـــﺎك اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﺧﺘﺎروا )اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ( ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻤﻬﻴﺪ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻﻏﺘﻨﺎم اﻟﻔﺮص اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻻﺗــــﻔــــﺎق اﻟـــــﻨـــــﻮوي... وﻫـــــﺬه اﳌــﻌــﺮﻛــﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ أدت إﻟـــﻰ اﻟــﻴــﺄس وﺧﻴﺒﺔ اﻷﻣﻞ«. وﻗﺎل ﻗﺎﺋﺪ »اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري« ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔﺮي إن إﻳـﺮان ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﻮﻗﻔﺎ »ﻓﺮﻳﺪا وﻣﻌﻘﺪا وﺣﺴﺎﺳﺎ« ﻓﻲ ﻇﻞ وﺟﻮد ﺗﻬﺪﻳﺪات داﺧﻠﻴﺔ وﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻷﻣﻨﻬﺎ.