Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺿﺮﺑﺎت ﲢﺖ اﳊﺰام

-

ﻗــﺎل ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ ﻟـﻮ ﻛﻨﺖ أﻋـﻠـﻢ أن ﻗﺼﺼﻲ ﺳﻮف ﻳﻘﺮأﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺎﺑﻌﻬﺎ آﺧﺮون ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ، ﻟﻜﺘﺒﺘﻬﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻔــﻮر ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ أﺧـــﺮى أﻛــﺜــﺮ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺣـﺘـﻰ ﺗــﺘــﻮاﻓـ­ـﻖ ﻣــﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮ­ر، »اﻷوﺳـــﻜــ­ـﺎر« اﺗﺨﺬ ﻗﺮارﴽ ﺑﺄن ﻳﻤﻨﺢ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺪورة اﳌﻘﺒﻠﺔ ٩١٠٢ ﺟـﺎﺋـﺰة اﻷﻓـﻀـﻞ ﻟﻠﻔﻴﻠﻢ اﻷﻛـﺜـﺮ ﺗﺠﺎرﻳﺔ واﻟــﺬي ﻳﻘﺮر ﳌـﻦ ﺗـﺬﻫـﺐ ﻫـﻮ اﻟﺠﻤﻬﻮر، ﻗﺒﻞ ﻋـﺎﻣـﲔ ﻣﻨﺤﺖ إدارة »ﻧـﻮﺑـﻞ« اﻟﺠﺎﺋﺰة اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ واﻷﻛـﺜـﺮ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ اﻋـﺘـﺮاﻫـﺎ ﻣــﺆﺧــﺮﴽ ﻣــﻦ ﻋــﻮاﺻــﻒ ﺗـﻨـﺎل ﻣﻨﻬﺎ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣﻨﺤﺖ اﻟﺠﺎﺋﺰة ﻟﻠﻤﻐﻨﻲ واﳌﺆﻟﻒ واﳌﻠﺤﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﻮب دﻳﻼن.

ﻫــﻞ ﺗـﺠـﺪ ﺗـﻮاﻓـﻘـﴼ ﻣـﺸـﺘـﺮﻛـﴼ ﺑــﲔ اﻟـﺜـﻼﺛـﺔ ﻣﻘﺎﻃﻊ؟ اﻹﺟـﺎﺑـﺔ ﻫﻲ أﻻ ﻳﺘﻌﺎﻟﻰ اﳌﺒﺪع وﻻ ﻣﺎﻧﺤﻲ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﻋﻠﻰ ذاﺋﻘﺔ اﻟﻨﺎس، اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ ﻗﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻨﻬﻢ وإﻟﻴﻬﻢ، وﺗﻜﻔﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺳﻴﻜﺘﺐ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ذوق اﻟﺠﻤﻬﻮر.

اﻧــﻈــﺮ ﳌــﺎ ﻳــﺠــﺮي ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺴــﺎﺣـ­ـﺔ اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺳﺘﺠﺪ ﺻـﺮاﻋـﴼ ﻋﺎﻟﻲ اﻟـﺼـﻮت ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة »اﳌﻴﻮزﻳﻚ أوارد«، اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺢ ﻟﻠﻤﻄﺮب اﻷﻛﺜﺮ ﻣﺒﻴﻌﴼ، ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﺠﺎﺋﺰة ﺗﺤﻮﻃﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﻬﺎت، إﻻ أن اﻟﺼﺮاع ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ دﻻﻟﺔ رﻗﻤﻴﺔ.

اﻧــﻈــﺮ ﳌــﺎ ﻳــﺠــﺮي ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺴـﺎﺣـﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﺳﺘﺠﺪ ﺻﺮاﻋﴼ ﺣﺎدﴽ ﺑﲔ ﺗﺎﻣﺮ ﺣﺴﻨﻲ وﻣﺤﻤﺪ رﻣﻀﺎن، ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ اﻷول ودﺧﻠﺖ ﺷﺮﻛﺘﺎ اﻹﻧـــﺘـــ­ﺎج ﻓـــﻲ اﻟـــﺤـــﺮ­ب اﻟــــﺪاﺋـ­ـــﺮة، وﺣـــﺪﺛـــ­ﺖ ﻣـــﻊ اﻷﺳـــﻒ ﺗﺠﺎوزات ﻟﻔﻈﻴﺔ، ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻣﻨﻈﻮرة أﻣﺎم ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﻀﺎء.

اﻟﺮﻗﻢ اﻟــﺬي ﻳﺤﻘﻘﻪ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ ﻫﻮ ﺷﻬﺎدة ﻣﻦ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮ­ر، وﻟـﻜـﻦ ﻳـﺠـﺐ ﻣـﻼﺣـﻈـﺔ أن ﻫـﻨـﺎك ﻓـﺮﻗـﴼ ﺑﲔ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻌﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻘﻄﻊ اﻟﺘﺬﻛﺮة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋـﻠـﻰ وﺟـﺒـﺔ ﻣــﺤــﺪدة، ﻓـﻬـﻮ ﺟـﻤـﻬـﻮر اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﺪﻳﻪ »ﻋﻴﺪﻳﺔ«، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺒﺪد ﻓﻲ ﻳﻮﻣﲔ أو ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻨﻤﺎ، وﻫﻮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺳﻮى اﻟﻔﻴﻠﻢ »اﻷﻛﺸﻦ« أو »اﻟﻜﻮﻣﻴﺪي«.

اﻟـﺘـﺮاﺷـﻖ اﻟـﺮﻗـﻤـﻲ ﻻ ﻳـﺘـﻮﻗـﻒ ﺑــﲔ ﺗـﺎﻣـﺮ )اﻟـﺒـﺪﻟـﺔ( ورﻣﻀﺎن )اﻟﺪﻳﺰل(، ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ اﻷول )ﻧﻤﺒﺮ وان(، رﻣﻀﺎن ﻏﻨﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻛﻨﻮع ﻣﻦ اﳌﻜﺎﻳﺪة ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ »ﻧﻤﺒﺮ وان« و»اﳌﻠﻚ«، واﳌﻜﺎﻳﺪة اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻔﻨﻲ، وردة ﻣﺜﻼ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻲ إﺣﺪى أﻏﺎﻧﻴﻬﺎ )ﻧــــﺎس ﻣـــﺎ ﺑـﺘـﺤـﺒـﺶ راﺣــﺘــﻨـ­ـﺎ/ ﻛـــﻞ ﻳـــﻮم ﻗــﺎﻋــﺪﻳـ­ـﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ/ وﻳﻄﻠﻌﻮا ﻳﺠﻴﺒﻮا ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺗﻨﺎ( وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺼﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺴﻬﺮ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ أﺛﻨﺎء زواﺟﻬﺎ ﻫﻲ وﺑﻠﻴﻎ، ﺛﻢ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﺣﺎﻓﻆ وﺗﻜﻤﻞ ﺳﻬﺮﺗﻬﺎ ﻫﻨﺎك، وﺗﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﺑﻬﻤﺎ، ووﺻﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ اﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ »اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ«.

ﻋﻤﻖ اﻟﺼﺮاع ﻏﻴﺮ اﳌﻌﻠﻦ ﻫﻮ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺤﻮاذ ﻋﻠﻰ أﻟﺤﺎن ﺑﻠﻴﻎ، ﺑﲔ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﺣﺎﻓﻆ اﻟﺼﺪﻳﻖ، اﻟﺬي ﺷﻜﻞ ﻣﻊ ﺣﻠﻴﻢ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت وﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ﺗﻮأﻣﺔ ﻓﻨﻴﺔ، وأﻳﻀﴼ وردة اﻟﺰوﺟﺔ، اﻟﺘﻲ وﺟﺪت أن ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ أن ﺗﺤﺼﻞ ﻫﻲ أوﻻ ﻋﻠﻰ أي ﻟﺤﻦ ﻳﺮوق ﻟﻬﺎ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ، زادت ﺳﺨﻮﻧﺔ اﻟﺼﺮاع أﺣﻴﺎﻧﴼ، إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻛﺎن ﻳﺴﻔﺮ ﻋﻦ أﻏﻨﻴﺎت راﺋﻌﺔ.

اﻟﺼﺮاع ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺰءﴽ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﻨﻴﺔ وﻟﻢ ﺗﺨﻞ ﻣﻨﻪ أي ﺣﻘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣــﺮ اﻟـﻌـﺼـﻮر، ﻫــﻞ ﻣــﺎ ﻧـــﺮاه ﻫﻮ ﺣﻘﴼ ﺻﺮاع؟ أم ﺧﻨﺎﻗﺔ ﺗﻮﺻﻒ ﻓﻲ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﻓﺮش ﻣﻼﻳﺔ« ﺑﲔ ﺧﺼﻤﲔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ اﻷﻛﺜﺮ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ؟ ﻟﺴﺖ ﺿﺪ أن ﻳﺒﺤﺚ اﻟﻔﻨﺎن ﻋﻦ اﻟﻨﻐﻤﺔ اﻟﺪراﻣﻴﺔ أو اﻷدﺑﻴﺔ أو اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﻠﻨﺎس، إﻻ أن ﻣﺎ ﻧﺮاه ﻟﻴﺲ ﺻﺮاﻋﴼ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ ﻧﺠﺎﺣﴼ، ﻟﻜﻨﻪ اﻷﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ »ﻣﺮﻣﻄﺔ« اﳌﻨﺎﻓﺲ وﺗﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﺎت ﻗﺎﺗﻠﺔ إﻟﻴﻪ ﺗﺤﺖ اﻟﺤﺰام!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia