اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺤﺬر ﻣﻦ ﺗﻬﺠﻴﺮ ٠٠٨ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ إدﻟﺐ
ﺣﺬرت اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻷرﺑﻌﺎء ﻣـــﻦ أن اﻟــﻬــﺠــﻮم اﳌــﺮﺗــﻘــﺐ ﻟــﻘــﻮات اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟـــﺴـــﻮري ﻋــﻠــﻰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ إدﻟـــﺐ اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ ﻓــﻲ ﺷـﻤـﺎل ﻏﺮﺑﻲ اﻟــــﺒــــﻼد، ﻗـــﺪ ﻳــــــﺆدي إﻟــــﻰ ﺗـﻬـﺠـﻴـﺮ ﻣــﺎ ﻻ ﻳـﻘـﻞ ﻋــﻦ ٠٠٨ أﻟـــﻒ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻴﺸﻮن أﺻﻼ ﻓﻲ وﺿﻊ إﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﺄﺳﺎوي.
واﻋـــﺘـــﺒـــﺮت اﳌــﺘــﺤــﺪﺛــﺔ ﺑــﺎﺳــﻢ ﻣﻜﺘﺐ ﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟﺸﺆون اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﻟــﻴــﻨــﺪا ﺗــــﻮم ﻓـــﻲ ﻟـــﻘـــﺎء ﻣـــﻊ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، أن اﻟﻬﺠﻮم ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﻧﺘﺎﺋﺞ »ﻛﺎرﺛﻴﺔ«.
وﻗﺎﻟﺖ ﺗﻮم: »إﻧﻨﺎ ﻧﺨﺸﻰ ﻣﻦ ﺗـﻬـﺠـﻴـﺮ ﻣــﺎ ﻻ ﻳــﻘــﻞ ﻋــﻦ ٠٠٨ أﻟــﻒ ﺷﺨﺺ وازدﻳﺎد ﻋﺪد اﻷﺷﺨﺎص اﳌــــﺤــــﺘــــﺎﺟــــﲔ إﻟــــــــﻰ اﳌـــــﺴـــــﺎﻋـــــﺪات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أن أﻋﺪادﻫﻢ أﺻﻼ ﻋﺎﻟﻴﺔ، وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣﺪوث ﺗﺼﻌﻴﺪ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ«.
وﺗــﻌــﺪ إدﻟــــــﺐ، اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻘــﻊ ﻓﻲ ﺷــﻤــﺎل ﻏــﺮﺑــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻃـﻮل اﻟـــﺤـــﺪود ﻣـــﻊ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ، آﺧـــﺮ ﻣﻌﻘﻞ ﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺑﻌﺪ ﻃﺮدﻫﺎ ﺗــﺪرﻳــﺠــﻴــﴼ ﻣـــﻦ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ ﻋــــﺪة ﻓـﻲ اﻟﺒﻼد. وﻛـﺮرت دﻣﺸﻖ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة أن اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ أوﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ.
وﻳـﻌـﻴـﺶ ﻓــﻲ ﻣـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ إدﻟــﺐ ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﻧـﺤـﻮ ٣٫٢ ﻣـﻠـﻴـﻮن ﺷﺨﺺ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻣـﻠـﻴـﻮن ﺷﺨﺺ ﻧﺰﺣﻮا ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻣﻊ أﻋﺪاد ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ اﻟﺬﻳﻦ رﻓﻀﻮا اﺗـﻔـﺎﻗـﺎت اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟـﺘـﻲ أﺑﺮﻣﺘﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻘﺎﺗﻠﺔ. وﻳﻌﺘﻤﺪ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﻜﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺬاء واﻷدوﻳﺔ واﳌــﺴــﺎﻋــﺪات اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ اﻷﺧـــﺮى اﻟــــﺘــــﻲ ﺗـــﺆﻣـــﻨـــﻬـــﺎ اﻷﻣــــــــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة واﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺤﺪود اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ.
وﻋﺒﺮت ﺗﻮم ﻋﻦ ﺧﺸﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ أن »ﺗﺘﻌﺮض اﳌﺴﺎﻋﺪات ﻟﻠﺨﻄﺮ« ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻗﺘﺘﺎل ﻣﺎ ﻳﻬﺪد اﳌﺪﻧﻴﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻘﻄﻨﻮن ﻓــﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ ذات ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ.
وأﺷـــﺎرت ﺗــﻮم إﻟــﻰ أن »ﻋﻤﺎل اﻹﻏــﺎﺛــﺔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓــﻲ ﻫـﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻠﺘﻬﺠﻴﺮ أﻳﻀﺎ وﻫﺬا ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻀﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ اﳌﻘﺪﻣﺔ إﻟﻰ اﳌﺤﺘﺎﺟﲔ«. وأﺿــﺎﻓــﺖ: »إن ﻣـﺴـﺘـﻮى اﻟـﻜـﺎرﺛـﺔ اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﺳــﻴــﻜــﻮن ﻫـــﺎﺋـــﻼ ﻓـﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ إدﻟﺐ«.
وﻳــﺘــﻄــﻠــﻊ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺴــﻮري ﺑﺸﺎر اﻷﺳـﺪ إﻟﻰ اﺳﺘﻌﺎدة إدﻟﺐ، ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻌﺎد اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺴﻮري ﻣــﻦ اﻟـﻔـﺼـﺎﺋـﻞ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧــــــــﺮى واﺳـــــﻌـــــﺔ ﺧــــــﻼل اﻷﺷـــﻬـــﺮ اﻷﺧــﻴــﺮة، ﻣـﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ﺛﻠﺜﻲ اﻟﺒﻼد.
وأﺑـــــــــــــﺪت اﻟـــــــــــــﺪول اﻟـــﻐـــﺮﺑـــﻴـــﺔ اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺜﻼﺛﺎء ﻗﻠﻘﴼ ﻣﺘﺰاﻳﺪﴽ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻴﺮ ﻣﻼﻳﲔ اﳌﺪﻧﻴﲔ ﻓﻲ إدﻟﺐ.
وﻗـــــــــــــﺎل ﻣـــــﺴـــــﺎﻋـــــﺪ اﻟـــﺴـــﻔـــﻴـــﺮ اﻟﺴﻮﻳﺪي ﻓﻲ اﳌﺠﻠﺲ ﻛﺎرل ﺳﻜﺎو ﺧﻼل ﺟﻠﺴﺔ ﻋﻘﺪﻫﺎ اﳌﺠﻠﺲ ﺣﻮل اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، إن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﻓﻲ إدﻟــــﺐ ﻗـــﺪ ﺗــــﺆدي إﻟـــﻰ »ﺗــﺪاﻋــﻴــﺎت ﻛﺎرﺛﻴﺔ« ورﺑﻤﺎ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻨﻬﺎ »ﻛﺎرﺛﺔ إﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻴـــﺔ«. وﺗــــــــﺰداد اﻟــﺘــﻜــﻬــﻨــﺎت ﺑـﺸـﺄن إﻣـﻜـﺎﻧـﻴـﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎدة إدﻟﺐ، وﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ »ﺧﻔﺾ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ« اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﺤﺎدﺛﺎت ﺟﺮت ﺑﲔ روﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ وإﻳﺮان.
وﺗـــﻌـــﺪ إدﻟــــــﺐ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ ﻧــﻔــﻮذ ﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻴـــﺎ، وﺗــﻨــﺘــﺸــﺮ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﻧــﻘــﺎط ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ.
وﻳﺮﺟﺢ ﻣﺤﻠﻠﻮن أن ﺗﻘﺘﺼﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﻟـﺪﻣـﺸـﻖ ﻓﻲ ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ أوﻟـــــﻰ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ ﻓـﻲ أﻃـــــــﺮاف إدﻟـــــــﺐ، ﻣـــﻊ اﻷﺧـــــﺬ ﺑـﻌـﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﺼﻴﺮ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘﻮاﻓﻖ ﺑﲔ روﺳﻴﺎ ﺣﻠﻴﻔﺔ دﻣﺸﻖ وﺗﺮﻛﻴﺎ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﺔ.
وﻓـــــــــﻲ ٩ أﻏـــــﺴـــــﻄـــــﺲ )آب(، ﻗــﺼــﻔــﺖ ﻗــــــﻮات ﻣـــﻮاﻟـــﻴـــﺔ ﻟــﻠــﻨــﻈــﺎم اﻟـــــــــــﺴـــــــــــﻮري ﻣـــــــــﻮاﻗـــــــــﻊ ﻓــــﺼــــﺎﺋــــﻞ ﻣــﻌــﺎرﺿــﺔ وﺟــﻬــﺎدﻳــﲔ ﻓـــﻲ إدﻟـــﺐ وأﻟـﻘـﺖ ﻣـﻨـﺸـﻮرات ﺗـﺪﻋـﻮ اﻟﺴﻜﺎن ﻟﻼﺳﺘﺴﻼم. ودﻋﺖ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺒــﻬــﺎ إﻟــــﻰ اﻟــﺘــﻮﺻــﻞ إﻟــﻰ »اﺗﻔﺎﻗﺎت« ﻟﺘﻔﺎدي »ﺣﻤﺎم دم« ﻓﻲ إدﻟﺐ.