ﺟﻴﻮرﺟﻴﻮ أرﻣﺎﻧﻲ... ﻳﺮﻓﺾ ﺗﻐﻴﻴﺮ وﺻﻔﺘﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻐﻴﺮت اﻟﻈﺮوف
أرﺑــــﻊ ﻫــﻲ اﻟــﺮﻛــﺎﺋــﺰ اﻷﺳــﺎﺳــﻴــﺔ اﻟـــــﺘـــــﻲ ﻳـــــﻘـــــﻮم ﻋـــﻠـــﻴـــﻬـــﺎ اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎد اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد: ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﻮاد اﻟــﻐــﺬاﺋــﻴــﺔ، واﻟــﺴــﻴــﺎﺣــﺔ، وﺻــﻨــﺎﻋــﺔ اﻷدوﻳﺔ... واﻷزﻳﺎء. ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة ﺗــﻠــﻤــﻊ أﺳـــﻤـــﺎء ذاﻋــــﺖ ﺷــﻬــﺮﺗــﻬــﺎ ﻓﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ، وأﺻــﺒــﺤــﺖ ﻋــﻠــﻰ ﻛـــﻞ ﺷﻔﺔ وﻟﺴﺎن ﺑﲔ اﳌﻬﺘﻤﲔ ﺑﺎﳌﻮﺿﺔ، ﻟﻜﻦ ﺛــﻤــﺔ اﺳــﻤــﴼ واﺣــــــﺪﴽ ﻳــﻄــﻐــﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟـﻤـﻴـﻌـﴼ وﻳــﺨــﺘــﺼــﺮ ﺑــﺬاﺗــﻪ اﻟـﻨـﻤـﻂ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز. إﻧـﻪ ﺟﻴﻮرﺟﻴﻮ أرﻣــــــﺎﻧــــــﻲ، اﻟــــــــﺬي دﺧــــــﻞ ﻣــﻨــﺘــﺼــﻒ اﻟـــﺸـــﻬـــﺮ اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﻋـﺘـﺒـﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻤﺎﻧﲔ، ﻣــﻌــﻠــﻨــﴼ أﻧــــﻪ ﺑــــﺪأ ﻳــﻌــﺪ اﻟــﻌــﺪة ﻟـﺨـﻼﻓـﺘـﻪ ﻋﻠﻰ رأس اﻹﻣــﺒــﺮاﻃــﻮرﻳــﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﺒﻴﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر.
ﺷــــــــــــــــــــــــــﻬــــــــــــــــــــــــــﺪ ﺟــﻴــﻮرﺟــﻴــﻮ اﻟــﻨــﻮر ﻓـــﻲ إﺣـــــﺪى اﻟــﻘــﺮى اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑﲔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻨﻮة وﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺳــﺎن ﻣـﺎرﻳـﻨـﻮ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﻋــــــــــــــــــــــﺎم ٤٣٩١ إﺑـــــــــــــــﺎن اﻟــــﺤــــﻜــــﻢ اﻟﻔﺎﺷﻲ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﻣـــــﻮﺳـــــﻮﻟـــــﻴـــــﻨـــــﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟـــﻐـــﺰو إﺛــﻴــﻮﺑــﻴــﺎ، وﻗــــــــــﺒــــــــــﻞ ﺧــــﻤــــﺲ ﺳـــﻨـــﻮات ﻣـــﻦ ﺑــﺪاﻳــﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ذاق ﻣـــﺮﻫـــﺎ ﻃــﻔــﻼ، وﻳــﺘــﺬﻛــﺮ دوﻣـــﴼ ﻛــﻢ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻦ أﺛـﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ...» ﻣـــﻦ ﻳـﻌـﻴـﺶ اﻟـــﺤـــﺮب ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻨﺴﺎﻫﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻟــﻚ ﻣــﺪى ﻫـﺸـﺎﺷـﺔ اﻟـﺤـﻴـﺎة، وﻛﻴﻒ ﻳﻨﻬﺎر ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎت. ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻤﻦ أﺣـﺐ، وأن أﻛﻮن ﺻﺎدﻗﴼ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ«.
ﻳــــﻘــــﻮل ﻓـــــﻲ ﻣــــﺬﻛــــﺮاﺗــــﻪ اﻟــﺘــﻲ ﻧــﺸــﺮﻫــﺎ ﺑــﻤــﻨــﺎﺳــﺒــﺔ ﻋــﻴــﺪ ﻣــﻴــﻼده اﻟــﺜــﻤــﺎﻧــﲔ، إﻧـــﻪ اﺿــﻄــﺮ إﻟـــﻰ ﺗــﺮك دراﺳــــــــــﺔ اﻟــــﻄــــﺐ ﻓـــــﻲ اﻟـــﺠـــﺎﻣـــﻌـــﺔ ﻟﻼﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ إﻟــﺰاﻣــﻴــﺔ ﻳـــﻮﻣـــﺬاك، وﻟــﻢ ﻳﻌﺪ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻀﺎﺋﻘﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ واﻟﺪه. ﻟـــﻜـــﻦ اﻟــــﺴــــﻨــــﻮات اﻟــــﺜــــﻼث اﻟــﺘــﻲ أﻣﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻄﺐ أوﻗﺪت ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺸﻐﻒ ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ اﻟﺒﺸﺮي اﻟﺬي اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻧﺤﻮ اﻟﻘﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻷزﻳﺎء. أواﺧــﺮ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎت ﻣـﻦ اﻟﻘﺮن اﳌــــﺎﺿــــﻲ اﻟـــﺘـــﺤـــﻖ ﺑـــﻔـــﺮﻳـــﻖ اﳌــﺘــﺎﺟــﺮ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ La Rinascente ﻓــــــــــﻲ ﻣــــﻴــــﻼﻧــــﻮ ﻣـــــــــﺴـــــــــﺎﻋـــــــــﺪﴽ ﻓـــــﻲ ﺗــﺮﺗــﻴــﺐ اﻟـﻮاﺟـﻬـﺎت، ﺛـــﻢ أﺻـﺒـﺢ ﻣـــــــــــــــﺪﻳـــــــــــــــﺮﴽ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻳﺎت ﻋﺎم ١٦٩١ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻮﻟﻰ إدارة ﻗﺴﻢ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻟﺪى »ﻧﻴﻨﻮ ﺗﺸﻴﺮوﺗﻲ«. ﻓﻲ ﻋﺎم ٤٧٩١ ﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﺻــﺪﻳــﻘــﻪ ورﻓـــﻴـــﻖ ﻣـﺴـﻴـﺮﺗـﻪ ﺳــــﺮﺟــــﻴــــﻮ ﻏــــﺎﻟــــﻴــــﻮﺗــــﻲ ﻓــﻲ ﺗــﺄﺳــﻴــﺲ ﺷــﺮﻛــﺘــﻪ اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ ﺑﺮأﺳﻤﺎل ﻗﺪره ٠٠١ أﻟﻒ دوﻻر وﻣـﻮﻇـﻔـﺔ واﺣــــﺪة. اﻟــﻴــﻮم ﻳﺼﻞ ﻋﺪد اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺘﻪ إﻟﻰ ٢١ أﻟﻔﴼ، ﻣـﻮزﻋـﲔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﻣﺘﺠﺮ ﻓﻲ ٠٦ ﺑﻠﺪﴽ. وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻏﺰو اﻷﺳــــﻮاق اﻵﺳــﻴــﻮﻳــﺔ، وراﺋــــﺪة ﻓﻲ إﻃﻼق اﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻨﺴﺎء اﻷﻋـﻤـﺎل، ﻣـﻦ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﻨﺎدرة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺒﺘﻠﻌﻬﺎ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻘﺎﺑﻀﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻷزﻳﺎء. ﻟـــﻜـــﻦ ﻫــــــﺬا اﳌـــــﺒـــــﺪع اﻟـــﺼـــﺎﻣـــﺖ واﻟــــﺨــــﻔــــﻮر اﻟــــــــﺬي أﺣــــــــﺪث ﺛـــــﻮرة ﻓـــــﻲ ﻋــــﺎﻟــــﻢ اﻷزﻳـــــــــــﺎء اﻟــﻨــﺴــﺎﺋــﻴــﺔ واﻟــﺮﺟــﺎﻟــﻴــﺔ، ﻟــﻢ ﻳـﻤـﺴـﻚ إﺑـــﺮة أو ﺧــﻴــﻄــﴼ ﻓــــﻲ ﺣـــﻴـــﺎﺗـــﻪ. ﻳـــﻘـــﻮل ﻓـﻲ ﺳــﻴــﺮﺗــﻪ اﻟـــﺬاﺗـــﻴـــﺔ »ﻟـــﺴـــﺖ ﺧــﻴــﺎﻃــﴼ، وﻟﻴﺲ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ أن أﺧﻴﻂ ﺳﺘﺮة أو ﺳــــﺮواﻻ ﺣـﺘـﻰ ﺗـﺤـﺖ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ، ﻟﻜﻦ أﻋﺮف ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﻴﻒ أرﻳﺪ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺴﺘﺮة أو اﻟﺴﺮوال«.
ﺗــﺰاﻣــﻨــﺖ »ﺛــــــﻮرة« أرﻣـــﺎﻧـــﻲ ﻓﻲ ﻋــﺎﻟــﻢ اﻷزﻳــــــﺎء ﻣـــﻊ ﺻــﻌــﻮد اﻟــﺤــﺮﻛــﺔ اﻟــﻨــﺴــﺎﺋــﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــــﻐــــﺮب، واﻧـــﺨـــﺮاط أﻋﺪاد ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻷﻋــﻤــﺎل واﳌــﻬــﻦ اﻟــﺤــﺮة. اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟــﺘــﺼــﺎﻣــﻴــﻢ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪﻳــﺔ اﻟـــﺴـــﺎﺋـــﺪة ﻟـﻠـﺒـﺪﻟـﺔ اﻟــﺮﺟــﺎﻟــﻴــﺔ، ﻓــﻌــﺪل ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻴﺎﻗﺔ واﻟﻘﺒﺔ، وﺧﻔﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة زواﻳﺎ اﻟـﻜـﺘـﻔـﲔ، ﺛــﻢ ﻧـــﺰع اﻟـﺒـﻄـﺎﻧـﺔ وأﺳـــﺪل اﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺔ اﻟﺜﻮب اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺣﺮر ﺟــﺴــﺪ اﳌـــــﺮأة وأدﺧـــﻠـــﻪ ﻓــﻲ اﻟــﺨــﺰاﻧــﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ.
ﻋـــــﺎم ٣٨٩١ ﻛـــــﺎن أول ﻣـﺼـﻤـﻢ ﻋﺎﳌﻲ ﻳﻔﺘﺘﺢ ﻟﻪ ﻣﻜﺘﺒﴼ ﻓﻲ ﻫﻮﻟﻴﻮود، ﺣﻴﺚ ﺗﻬﺎﻓﺘﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺠﻮم ﺑﻌﺪ أن ﻋﻬﺪ إﻟﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات اﻹﺷﺮاف ﻋــﻠــﻰ ﺗـﺼـﻤـﻴـﻢ اﻷﺛــــــﻮاب ﻓـــﻲ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ اﻟـﺸـﻬـﻴـﺮ »ذي أﻣــﻴــﺮﻛــﺎن ﺟـﻴـﻐـﻮﻟـﻮ« ﻣــﻦ ﺑـﻄـﻮﻟـﺔ اﳌـﻤـﺜـﻞ رﻳــﺘــﺸــﺎرد ﻏـﻴـﺮ. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﺎم ٥٨٩١ واﺟﻪ ﺟﻴﻮرﺟﻴﻮ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻷﺻـﻌـﺐ ﻓـﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻨﺪ وﻓـــــــــﺎة ﺻــــﺪﻳــــﻘــــﻪ اﻷﻗـــــــــــﺮب وﺳــــﻨــــﺪه ﺳﺮﺟﻴﻮ ﻏﺎﻟﻴﻮﺗﻲ، اﻟﺬي ﻛﺎن اﻟﻌﻤﺎد اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ واﻹداري ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺰ اﻧﻄﻼﻗﺘﻬﺎ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ.
ﻳﻘﻮل أرﻣﺎﻧﻲ، إن ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺪﻣﺔ ﻛـــــﺎدت ﺗــﻔــﻘــﺪه ﺗـــﻮازﻧـــﻪ وأوﺷــــــﻚ أن ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء وﻳﻨﺼﺮف إﻟﻰ ﺷﺆون أﺧﺮى »ﻟﻜﻨﻲ ﺗﺠﺎوزت ﺗﻠﻚ اﳌﺤﻨﺔ وﻗـﺮرت اﳌﻀﻲ ﻓﻲ اﳌﺸﺮوع اﻟــﺬي وﺿﻌﻨﺎ أﺳﺴﻪ ﻣﻌﴼ ﻣـﻦ ﺑﺎب اﻟﻮﻓﺎء ﻟﺬﻛﺮى ﺻﺪﻳﻘﻲ«.
ﻓﻲ ﻋـﺎم ١٠٠٢، وﺑﻌﺪ أن اﻧﺘﺸﺮت ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻪ ﻣﻦ أزﻳﺎء وﻣـــﺴـــﺘـــﺤـــﻀـــﺮات ﺗــﺠــﻤــﻴــﻞ وﻣــــــﻔــــــﺮوﺷــــــﺎت وﺳـــــﺎﻋـــــﺎت وﻣـــــﻄـــــﺎﻋـــــﻢ ﻓـــــــﻲ أﺻــــﻘــــﺎع اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻗــﺮر ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺮح ﻃﻠﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﻣﻴﻼﻧﻮ ﻋﻬﺪ ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ إﻟـﻰ اﳌﻬﻨﺪس اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ اﳌـﻌـﺮوف ﺗـﺎدا أﻧـــــﺪو. وﻗــﺒــﻞ أن ﻳﻌﻄﻲ ﻣـــــﻮاﻓـــــﻘـــــﺘـــــﻪ اﻟـــﻨـــﻬـــﺎﺋـــﻴـــﺔ ﻻﻓـــﺘـــﺘـــﺎﺣـــﻪ، أﺻـــــــﺮ ﻋــﻠــﻰ اﻟـﺠـﻠـﻮس ﻓــﻲ ﻛــﻞ اﳌـﻘـﺎﻋـﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪدﻫﺎ ٨٢٦ ﻣﻘﻌﺪﴽ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺗــﻤــﺎم اﻟــﺮؤﻳــﺔ ﻣــﻦ ﻛــﻞ واﺣـــﺪ ﻣﻨﻬﺎ. ورﻏــــــﻢ ﺗــــﺠــــﺎوزه ﻋــﺘــﺒــﺔ اﻟــﺨــﺎﻣــﺴــﺔ واﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ، ﻓﻤﺎ زال أول اﻟــﻮاﺻــﻠــﲔ إﻟـــﻰ ﻣــﺮﻛــﺰ ﻋـﻤـﻠـﻪ وآﺧــﺮ اﳌﻐﺎدرﻳﻦ.
ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ٢٨٩١، ﺧــﺼــﺼــﺖ ﻟﻪ ﻣﺠﻠﺔ »ﺗﺎﻳﻢ« ﻏﻼﻓﻬﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺤﺘﻠﻪ ﺳــﻮى اﺛـﻨـﲔ ﻣـﻦ ﻣﺼﻤﻤﻲ اﻷزﻳـــﺎء، ﻫﻤﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎن دﻳﻮر وﺑﻴﺎر ﻛﺎردان. وﺗــــﻘــــﺪر ﻣــﺠــﻠــﺔ »ﻓــــﻮرﺑــــﺲ« ﺛــﺮوﺗــﻪ ﺑﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻠﻴﺎرات دوﻻر. وﻳﻨﻜﺐ ﻣﻨﺬ ﻋــﺎﻣــﲔ ﻋـﻠـﻰ اﻻﻫــﺘــﻤــﺎم ﺑﻤﺆﺳﺴﺘﻪ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄﻫﺎ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ وﻣﺴﺎﻋﺪة اﳌﺒﺪﻋﲔ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻄﻼق، ﻣﺼﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﻣــــﻮاﺻــــﻠــــﺔ ﻧــــﺸــــﺎﻃــــﻪ ﺣــﺘــﻰ اﻟﻴﻮم اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ﻟـــﻢ ﻳـــﺒـــﺪل أرﻣـــﺎﻧـــﻲ ﻓﻲ أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ »اﻷﻧﺎﻗﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎدة، ﺑﻞ ﺑـــﺎﻟـــﻨـــﻘـــﺼـــﺎن«، ﻟـﻜــﻦ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻪ ﻳﻌﻴﺒﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟـﺘـﺼـﺎﻣـﻴـﻢ وﻗــﻠــﺔ اﻻﺑــﺘــﻜــﺎر ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ أﺛﻮاﺑﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ٥٢ ﻋﺎﻣﴼ. وﻋﻠﻰ ذﻟــﻚ ﻳﺠﻴﺐ »ﻫــﺬا ﻋـﺎﳌـﻲ وأﺳﻠﻮﺑﻲ وأﻓــــــــــــــــﻜــــــــــــــــﺎري، وﻟـــــــــــــــﺴـــــــــــــــﺖ ﻣــــﺴــــﺘــــﻌــــﺪﴽ ﻟـــﻠـــﺘـــﺨـــﻠـــﻲ ﻋـــﻨـــﻬـــﺎ أو اﳌﺴﺎوﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ«.