ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ ﺗﺨﺘﺘﻢ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ
ﻋﻨﺪ اﻧﺘﺼﺎف ﻧﻬﺎر آﺧـﺮ أرﺑﻌﺎء ﻣﻦ ﺷﻬﺮ أﻏﺴﻄﺲ )آب( ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم، ﺗﺘﺤﻮل ﺷﻮارع ﺑﻠﺪة ﺑﻮﻧﻴﻮل اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣــﻦ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﻓﺎﻟﻨﺴﻴﺎ اﻹﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺔ إﻟـﻰ أﻧــﻬــﺎر ﺗــﺠــﺮي ﻓـﻴـﻬـﺎ دﻣــــﺎء اﻟـﻄـﻤـﺎﻃـﻢ ﻗـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، ﺑـــﻌـــﺪ ﻣـــﻌـــﺮﻛـــﺔ ﺗـــــــﺪوم ﺳــﺎﻋــﺔ ﺑــــﺎﻟــــﻀــــﺒــــﻂ ﺑـــــــﲔ آﻻف اﳌـــــﻮاﻃـــــﻨـــــﲔ واﻟـــﺴـــﻴـــﺎح اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳـــﺘـــﻮاﻓـــﺪون إﻟـﻴـﻬـﺎ ﺑﻌﺸﺮات اﻵﻻف، ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓـﻲ ﻫﺬا اﻟــﻌــﻴــﺪ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪي اﻟــــﺬي ﻳــﺘــﻜــﺮر ﻣﻨﺬ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ اﻟــﺤــﺮب اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ. إﻧـﻪ ﻋﻴﺪ اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ (La Tomatada) اﻟﺬي ﻳﺪوم أﺳﺒﻮﻋﴼ ﻛﺎﻣﻼ ﺗﺘﺨﻠﻠﻪ ﻋﺮوض ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وﻣﺴﺮﺣﻴﺔ وأﻟﻌﺎب ﻧﺎرﻳﺔ، وﻳﺴﺘﻬﻠﻚ ﻓـﻴـﻪ اﳌـﺤـﺘـﻔـﻠـﻮن أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ ٠٠١ ﻃــﻦ ﻣــﻦ اﻟـﻄـﻤـﺎﻃـﻢ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑـــﻬـــﺎ ﻫـــــــﺬه اﳌـــﻨـــﻄـــﻘـــﺔ اﻟـــــﺰراﻋـــــﻴـــــﺔ ﻓــﻲ اﳌــﺸــﺮق اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻲ، ﻳــﺘــﺮاﺷــﻘــﻮن ﺑﻬﺎ ﻃـــــﻮال ﺳـــﺎﻋـــﺔ، إﻟــــﻰ أن ﻳـــــﺪق اﻟـﻨـﻔـﻴـﺮ ﻣﻌﻠﻨﴼ اﻧـﺘـﻬـﺎء اﳌــﺒــﺎرزة اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺸـﺎرك ﻓــﻴــﻬــﺎ اﻟـــﻨـــﺴـــﺎء ﺑــﺎﻟــﻘــﻤــﺼــﺎن اﻟــﺒــﻴــﺾ وﻳﺨﻮﺿﻬﺎ اﻟﺮﺟﺎل ﻋﺮاة اﻟﺼﺪور.
ﻳــﺒــﺪأ اﳌــﺸــﺎرﻛــﻮن ﺑــﺎﻟــﺘــﻮاﻓــﺪ إﻟـﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺒﻠﺪة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻔﺠﺮ اﻷوﻟـﻰ، ﻗﺒﻞ أن ﺗﻘﻔﻞ اﻟﺸﻮارع اﳌﺆدﻳﺔ إﻟﻴﻬﺎ، ﺑﻌﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﺠﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ﺛـﻼﺛـﲔ أﻟــﻒ ﺷﺨﺺ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪة اﻷﺻﻠﻴﲔ. وﻓـــﻲ ﺗــﻤــﺎم اﻟــﺴــﺎﻋــﺔ اﻟــﺤــﺎدﻳــﺔ ﻋـﺸـﺮة ﺗـــﻌـــﻄـــﻰ إﺷــــــــﺎرة اﻻﻧــــــﻄـــــﻼق، ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳــﺘــﺴــﻠــﻖ ﺷـــــﺎب ﻋـــﻤـــﻮدﴽ ﺧــﺸــﺒــﻴــﴼ ﻓـﻲ وﺳﻂ اﻟﺴﺎﺣﺔ وﻳﻨﺰل ﻣﻦ أﻋﻼه ﻓﺨﺬﴽ ﻣـﻦ اﻟﻠﺤﻢ اﻟـﻘـﺪﻳـﺪ، ﻓﻴﺒﺪأ اﳌﺸﺎرﻛﻮن ﺑـﻤـﺮاﺷـﻘـﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑـﺎﻟـﻄـﻤـﺎﻃـﻢ اﻟﺘﻲ ﺗــــﻜــــﻮن ﺷـــﺎﺣـــﻨــــﺎت ﻗــــﺪ ﻧــﻘــﻠــﺘــﻬــﺎ إﻟـــﻰ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ. وﺗﺪوم ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﻘﺼﻒ اﻟﻄﻤﺎﻃﻤﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺘﺤﻮل ﻓﻴﻬﺎ اﻟـﺴـﺎﺣـﺔ إﻟــﻰ ﺳــﺠــﺎدة ﺣــﻤــﺮاء ﺗﺴﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ، وﺗﺘﻘﺎﻃﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮه اﻟﺒﺎﺳﻤﺔ واﻟـﻌـﻴـﻮن اﳌﺒﺘﻬﺠﺔ ﺑﻔﺮﺣﺔ اﻟـﻌـﻴـﺪ اﻟــــﺬي ﻳــــﺆذن ﺑـﻨـﻬـﺎﻳـﺔ اﻟﺼﻴﻒ اﻟﺴﻌﻴﺪ.
أﻣﺎ اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﺘﺮاﺷﻖ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ ردﻳﺌﺔ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟـﻸﻛـﻞ، وﻳــﺸــﺎرك اﳌـﻮاﻃـﻨـﻮن واﻟــــﺴــــﻴــــﺎح ﻓــــﻲ إزاﻟــــﺘــــﻬــــﺎ وﺗــﻨــﻈــﻴــﻒ اﻟـــﺸـــﻮارع ﻣـﻨـﻬـﺎ ﻣـــﻊ ﻋـــﻤـــﺎل اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﺔ، ﺑــﻌــﺪ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﳌـــﻌـــﺮﻛـــﺔ. وﻳــﺸــﻤــﻞ ﻫــﺬا اﻟﻌﻴﺪ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﻬﻲ ﻃﺒﻖ «Paella» اﻟــــــﺬي ﺗــﺸــﺘــﻬــﺮ ﺑـــﻪ ﻏــﻮﻃــﺔ ﻓﺎﻟﻨﺴﻴﺎ ﻣﻮﻃﻦ زراﻋــﺔ اﻷرز، واﻟــﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ رﻣﺰ اﳌﻄﺒﺦ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز.
ﻛﺜﻴﺮة ﻫﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻰ ﺣــﻮل ﻣـﺼـﺪر ﻫــﺬه اﻻﺣــﺘــﻔــﺎﻻت؛ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن اﻷوﺛﻖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺪه إﻟﻰ ﺣﺎدﺛﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ وﻗﻌﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻞ رﻫــﻂ ﻣـﻦ اﻟـﺸـﺒـﺎن إﻟــﻰ ﺳـﺎﺣـﺔ اﻟﺒﻠﺪة ووﻗــﻌــﻮا ﻋﻠﻰ ﻣـﻄـﺮب ﻳﻐﻨﻲ وﻳﻌﺰف ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺜﺎرﺗﻪ أﻟﺤﺎﻧﴼ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎز واﻟﺮداءة، وﺻﺎدف أن ﻛﺎن ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺑـﺎﺋـﻊ ﺧــﻀــﺮاوات ﻣـﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻃﻤﺎﻃﻢ، ﻓﺮاﺣﻮا ﻳﺮﻣﻮﻧﻪ ﺑﻬﺎ إﻟـﻰ أن ﺣﻤﻞ ﻗﻴﺜﺎرﺗﻪ وﻏﺎدر اﻟﺴﺎﺣﺔ واﻟﺒﻠﺪة إﻟـﻰ ﻏﻴﺮ رﺟﻌﺔ. وﻗـﺪ ذاع ﺻﻴﺖ ﻫﺬا اﻟﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان ﻛﺜﻴﺮة، وﺗﺒﻨﺘﻪ ﻣﺪن ﻋﺪة ﻓﻴﻬﺎ، ﻣﺜﻞ اﻷرﺟﻨﺘﲔ وﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ واﻟــــﺼــــﲔ وﻛـــــﻮرﻳـــــﺎ. ﻛـــﻤـــﺎ أن ﺑـــﻠـــﺪات إﺳﺒﺎﻧﻴﺔ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻗﺮرت اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻴﺪ أواﺧﺮ اﻟﺼﻴﻒ أﻳﻀﺎ.
وﺗــﺠــﺪر اﻹﺷـــــﺎرة إﻟـــﻰ أن ﺷﻬﺮة ﻣـﻌـﺮﻛـﺔ اﻟـﻄـﻤـﺎﻃـﻢ »ﻻ ﺗــﻮﻣــﺎﺗــﺎدا« ﻓﻲ ﺑﻮﻧﻴﻮل ﻗـﺪ اﺳﺘﻘﻄﺒﺖ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻔﻦ اﻟــﺴــﺎﺑــﻊ؛ إذ ﺻــــﻮرت أﻓـــﻼم ﻋـــﺪة، ﻓﻲ ﻫﻮﻟﻴﻮد وﺑﻮﻟﻴﻮد، ﺣـﻮل ﻫـﺬا اﻟﻌﻴﺪ، ﻛــﻤــﺎ أن ﺷــﺮﻛــﺎت ﻋــﺎﳌــﻴــﺔ ﻟــﻺﻋــﻼن ﻗﺪ اﺳــﺘــﺨــﺪﻣــﺖ ﻣــﺸــﺎﻫــﺪ ﻣــﻨــﻪ ﻟــﺘــﺮوﻳــﺞ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ.