ﻗﺮاءة أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺗﺮﺻﺪ ﻃﻔﺮة ﺟﺪﻳﺪة ﻟـ »اﻟﻘﺎﻋﺪة« ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب »داﻋﺶ«
ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻧﺼﺎر اﻟﺒﻐﺪادي ﰲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﻓـﻲ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣـﻦ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷـﺒـﺎط( اﳌـﺎﺿـﻲ، ﻧﺸﺮ اﳌﺮﻛﺰ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﳌﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮﴽ ﺣﻮل »ﻧﻔﻮذ« اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، أﻛﺪ ﺗﺮاﺟﻊ »داﻋﺶ« اﻹرﻫﺎﺑﻲ، ﻓﻴﻤﺎ ﺿﺎﻋﻒ ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺑﺎﳌﻐﺮب«، ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ وﻳﺘﻔﻖ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺟﻤﻠﺔ وﺗﻔﺼﻴﻼ ﻣﻊ دراﺳﺔ ﺻﺪرت ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﺮﺻﺪ اﻟﻔﺘﺎوى ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺗﺮاﺟﻊ وﺗﻘﻠﺺ ﻋﻤﻠﻴﺎت »داﻋﺶ« وﺑﻨﻮع ﺧﺎص ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ.
ﺑﺎت ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ« أﻗﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻓﻘﺪ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ٩١٣ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ٦١٠٢ إﻟﻰ ٣٤ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ٧١٠٢، ﺧﻠﻔﺖ ﻣﻦ وراءﻫــﺎ ﻧــﺤــﻮ ٩٣٢ ﻗـــﺘـــﻴـــﻼ، أﻏــﻠــﺒــﻬــﻢ ﻣـــﻦ ﻋــﻨــﺎﺻــﺮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌــﺬﻛــﻮر، ﻛﻤﺎ ﺗـﺮاﺟـﻌـﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎت »داﻋــــﺶ« اﻹرﻫــﺎﺑــﻲ ﻓــﻲ ﺗـﻮﻧـﺲ واﻟـﺠـﺰاﺋـﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ اﳌﻨﻮال.
ﻓــﻲ اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ ﻳـﺆﻛــﺪ اﻟـﺘـﻘـﺮﻳـﺮ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻀــﺎﻋــﻒ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة ﻓﻲ ﺑﻼد اﳌﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ ٧٥١ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ٦٥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓـﻲ ٦١٠٢. ﻣـﻊ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ »ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻧﺼﺮة اﻹﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤﲔ« اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﺎرس )آذار( ٧١٠٢. ﻟﻜﻦ، ﻣﺎذا ﻋﻦ أﻫﻢ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻟـﺘـﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻧـــﻮاة »ﻟـﻠـﻘـﺎﻋـﺪة ﻓﻲ ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ودول اﻟﺴﺎﺣﻞ« ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ؟
ﻧﺤﻦ أﻣﺎم ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء، ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌـﺜـﺎل ﺗﻨﻈﻴﻢ »أﻧﺼﺎر اﻟـﺸـﺮﻳـﻌـﺔ« ﻓــﻲ ﺗــﻮﻧــﺲ، وﻛﺘﻴﺒﺔ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ، وﺟﻤﺎﻋﺔ ﺟﻨﺪ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ، وﺗﻨﻈﻴﻢ أﻧﺼﺎر اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﻛﺘﻴﺒﺔ أﺑــﻲ ﻣﺤﺠﻦ اﻟـﻄـﺎﺋـﻔـﻲ ﻓــﻲ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ، وﺗﺒﻘﻰ »ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ« اﻟﺼﻮﻣﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ﺿﻤﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ دﻣﻮﻳﺔ وﻗﺎﻣﺖ ﺑﻨﺤﻮ ٣٩٥١ ﻋﻤﻠﻴﺔ.
ﻣــﺘــﺎﺑــﻌــﻮ اﻹرﻫـــــــــﺎب اﳌــــﺪﻋــــﻲ اﻟــﻬــﻮﻳــﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻳﺸﻴﺮون إﻟﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪات ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻟـــﻘـــﺎﻋـــﺪة« ﺑــﺸــﻦ ﻫــﺠــﻤــﺎت ﻋــﻠــﻰ ﺷــﺮﻛــﺎت ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل وﻏﺮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ووﺻﻔﻬﺎ ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ »أﻫـــــﺪاف ﻣــﺸــﺮوﻋــﺔ«. ﻓـﻌـﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌــﺜــﺎل ﺟــﺎء ﻓــﻲ ﺑـﻴـﺎن ﻟـــ»اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة ﻓــﻲ ﺑـﻼد اﳌﻐﺮب« ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع اﻷول ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳــﺎر( اﳌﺎﺿﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: »ﻗﺮرﻧﺎ أن ﻧﻀﺮب اﻟﻌﻤﻖ اﻟﺬي ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت، واﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ اﳌﺤﺘﻞ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ رﻏﺪ اﻟﻌﻴﺶ واﻟﺮﺧﺎء ﻟﺸﻌﺒﻪ«. أﻣﺎ اﻟﻌﻤﻖ ﻓﻜﺎن ﻳﺘﻨﺎول ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دول ﺷــﻤــﺎل أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﴼ، ﻣــﺎﻟــﻲ، وﺑـﻮرﻛـﻴـﻨـﺎﻓـﺎﺳـﻮ، وﻛــــــﻮت دﻳـــــﻔـــــﻮار، وﺟــﻤــﻴــﻌــﻬــﺎ ﻓــــﻲ اﻟــﻘــﻠــﺐ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ.
وﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن وﺟﻮد »اﻟﻘﺎﻋﺪة« ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ أﺑﺪا ﻣﻦ ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﻏﺮﺑﻬﺎ، وﻛـﻞ ﻣﺎ ﺟـﺮى ﻫﻮ أن ﺻـﻮت »داﻋــﺶ« ﻛﺎن اﻷﻛﺜﺮ ﻋﻠﻮﴽ وارﺗﻔﺎﻋﴼ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺗـــﻌـــﻮد ﻣـــﻦ ﺟـــﺪﻳـــﺪ روﻳــــــﺪﴽ روﻳــــــﺪﴽ ﻟـﺘـﺮﺗـﻴـﺐ أوراﻗﻬﺎ.
وﻫــﻨــﺎ ﺗـﻠـﻔـﺖ ﻣـﺠـﻠـﺔ »اﻟــﻨــﻴــﻮﻳــﻮرﻛــﺮ« اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪد أﺧﻴﺮ ﻟﻬﺎ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺒﻜﺮ ﺟـﺪﴽ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻬﺰﻳﻤﺔ »داﻋــﺶ«، ﻓﻤﻨﺬ ﺻﻌﻮد ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻄﺮف ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد، ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﻪ اﻷﻛﺜﺮ دﻳﻤﻮﻣﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﻠﻴﺎﺗﻪ داﺋﻤﺔ اﻟﺘﻄﻮر، ﻫﻲ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗﺄﺳﻴﺲ وإﺣــــﻴــــﺎء اﻟـــﺤـــﺮﻛـــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺑــــﺪا أﻧـــﻬـــﺎ ﻗـﺪ ﻫﺰﻣﺖ.
وﻓــــﻲ إﻃـــــﺎر اﻟـــﻀـــﺮﺑـــﺎت اﻟــﻘــﻮﻳــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻠـﻘـﺎﻫـﺎ اﻟـــﺪواﻋـــﺶ ﻓــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق، وﺳــﻮرﻳــﺎ، ﻓﻜﺄﻧﻬﻢ وﺟـــﺪوا ﺿﺎﻟﺘﻬﻢ ﻓــﻲ دول ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﺗﺤﺪﻳﺪﴽ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﺎدة اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻋﺪة، واﻟﺘﻲ ﺑﺪا وﻛﺄن ﻟﻬﺎ اﻵن اﻟﻴﺪ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ اﳌﺸﻬﺪ اﻹرﻫﺎﺑﻲ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻄﺎع أﻋﻀﺎء »اﻟﻘﺎﻋﺪة« إﻋـــــﺎدة ﺗــﻘــﺪﻳــﻢ أﻧـﻔـﺴـﻬـﻢ ﻟــﻠــﻌــﺎﻟــﻢ، وﻫــــﺬا ﻣﺎ ﻳﺮﺻﺪه ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺮﺻﺪ اﻟﻔﺘﺎوى ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ودراﺳﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﺖ ﻋﺪدﴽ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻮﻻت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺨﻄﺎب اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ، إذا ﺳﻌﻰ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ إﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺧﻄﺎب اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﺿﺪ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر، وﻗﻮات اﻷﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ واﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان، ﻛﻤﺎ ﺣﺎول ﺟﺎﻫﺪﴽ إﺿﻔﺎء ﺻـﺒـﻐـﺔ اﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ إﺻـــﺪاراﺗـــﻪ ﺣﻴﺚ ﺻﻮر ﻣﻘﺎوﻣﺘﻪ ﻟﻠﺠﻴﺶ واﻟﺸﺮﻃﺔ ﻛﺮد ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺠﻨﻮد ﺿﺪ اﳌﻮاﻃﻨﲔ اﳌﺪﻧﻴﲔ، ﻛﻤﺎ أن ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻬﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﺿﺪ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﻘﻬﺮ اﻟـــﺬي ﺗﺘﻌﺮض ﻟــﻪ ﺷـﻌـﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ. وﻟﻌﻞ اﻟـــﻘـــﺎرئ ﺑــﻌــﺪ اﻟــﺘــﺪﻗــﻴــﻖ ﻟـــﺪراﺳـــﺔ »ﻣــﺮﺻــﺪ اﻟـﻔـﺘـﺎوى« ﻳــﺪرك ﺗﻤﺎم اﻹدراك أن اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺑﺎت ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﴼ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٧١٠٢. ﻓﻬﻮ ﻳﺮﺗﺐ أوﻟــﻮﻳــﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ اﺳــﺘــﻬــﺪاف ﻗـــﻮات اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺠﻤﻊ دول اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺴﻴﺎح واﻟﻌﻤﺎل واﻷﺟﺎﻧﺐ، وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ اﳌﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓـــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ، واﺳـــﺘـــﻬـــﺪاف ﺑــﻌــﺜــﺎت ﻗـــﻮات اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة، واﺳﺘﻬﺪاف ﻗــﻮات اﻟﺠﻴﺶ واﻟـﺸـﺮﻃـﺔ ﻓــﻲ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﺒــﻼد ﻣـﺤـﻞ اﻟــﺪراﺳــﺔ، وأﺧـﻴـﺮﴽ اﺳﺘﻬﺪاف اﻟﻌﻤﻼء اﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ ﻣﻊ اﻟﻘﻮات اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أو اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.
أﻣــــــﺎ ﻛـــﻴـــﻒ ﻳــــﻤــــﻮل ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ اﻟـــﻘـــﺎﻋـــﺪة ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎﺗــﻪ اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ ﻓـــﻲ ﺷــﻤــﺎل أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺎ وﻛـــــﺬا ﻏــﺮﺑــﻬــﺎ ﻓــــﺈن اﳌـــﺼـــﺎدر اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ ﺗـﻜـﺎد ﺗــﻜــﻮن ﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺔ ﻟـﻠـﻘـﺎﺻـﻲ واﻟـــﺪاﻧـــﻲ، وﻓــﻲ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﺧﺘﻄﺎف وﺗﺒﺎدل اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ، وﺗﺠﺎرة اﳌﺨﺪرات، وﺑﻴﻊ اﻟﺴﻼح وﻏﺴﻞ اﻷﻣﻮال، واﻟﺴﺮﻗﺔ واﻟﻨﻬﺐ، ﺛــﻢ ﺗـﻬـﺮﻳـﺐ اﳌـﻬـﺎﺟـﺮﻳـﻦ، ﻋﻄﻔﴼ ﺑـﻜـﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﺒــﺮﻋــﺎت واﻟــﺘــﻤــﻮﻳــﻼت اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﺗﻮﻧﺲ وﻟﻴﺒﻴﺎ
ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﻘﺎﻋﺪة وإن ﻛﺎن ﻟﻪ وﺟـــﻮد ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑـﺂﺧـﺮ ﻓــﻲ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮ، ﻓـﺈن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﻘﻮة واﻟﻘﺪرة ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻼﻗــﺎة أﻋــﻀــﺎء اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ اﻹرﻫــﺎﺑــﻲ واﻻﺣــــﺘــــﺮاب اﻷﻫـــﻠـــﻲ واﻟــﻄــﺎﺋــﻔــﻲ ووﺟــــﻮد ﺣــﻜــﻮﻣــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﻐـــﺮب ﺗــﻜــﺎد ﺗــﻜــﻮن ﻣــﻮاﻟــﻴــﺔ ﺑﺎﳌﻄﻠﻖ ﻟﻸﺻﻮﻟﻴﲔ، ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ أرﺿـﺎ ﺧﺼﺒﺔ ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة. ﻛﻤﺎ أن ﻟﻴﺒﻴﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ واﺣــــﺪة ﻣــﻦ أﻛــﺜــﺮ اﻟــــﺪول اﻟـﻨـﻔـﻄـﻴـﺔ أﻫـﻤـﻴـﺔ، ﺗــﻌــﺪ ﻣــﻮﻗــﻌــﴼ وﻣــﻮﺿــﻌــﴼ ﻟــﻸﻃــﻤــﺎع اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ ﻟﻺرﻫﺎﺑﻴﲔ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻋﻄﻔﴼ ﻋـﻠـﻰ ذﻟـــﻚ ﻓـــﺈن اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة واﻟـﺘـﻲ وﻋﺪة وﻋﺪد ﻗﻮاﺗﻬﺎ اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻧﺴﺒﻴﴼ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ٥٣ أﻟﻒ ﻋﺴﻜﺮي، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺪر ﻇﺎﻫﺮة »اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ« اﳌﻜﺬوب، وﻻ ﺗﺰال ﺟﻤﺎﻋﺔ »اﻹﺧــﻮان« ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻛﻤﺎ أن ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺑﺴﻂ ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﺒﻼد.
وﻓــﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ »روﻳــﺘــﺮز« ﻳﺆﻛﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻌﺒﺪ اﳌﻠﻚ درو ﻛﺎل اﳌﻌﺮوف ﺑﺎﺳﻢ »أﺑـﻮ ﻣﺼﻌﺐ ﻋﺒﺪ اﻟـــﻮدود«، زﻋﻴﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺑﺒﻼد اﳌﻐﺮب«، وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮ... ﻣﺎ اﻟـﺬي ﻛـﺎن ﻳﻔﻌﻠﻪ »اﻟﻘﺒﻲ« ﻫﻨﺎك؟
ﺑﺤﺴﺐ اﳌـﺼـﺎدر اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ، ﻳـﺒـﺪو أن »اﻟــﻘــﺒــﻲ« ﻛــﺎن ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓــﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻹﻋــــــــــﺎدة ﺗـــﻮﺣـــﻴـــﺪ ﻣـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺎت ﻣــﻘــﺎﺗــﻠــﻲ اﻟـﻘـﺎﻋـﺪة اﳌﺘﺸﺮذﻣﲔ ﻓـﻲ ﺗـﻮﻧـﺲ، وﻫــﻮ ﻣﺎ دﻓـــﻊ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻲ ﻟـﻠـﺘـﺄﻫـﺐ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣــﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺴﻠﻞ اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ. وﻟــﻢ ﻳﻜﻦ »اﻟﻘﺒﻲ« اﳌﺘﺸﺪد اﻟﺒﺎرز اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ إرﺳﺎﻟﻪ ﻹﻋﺎدة ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺗـﻮﻧـﺲ، إذ ﺗﺸﻴﺮ ﻣـﺼـﺎدر أﻣﻨﻴﺔ ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ إﻟﻰ اﳌﺪﻋﻮ »ﺣﻤﺰة اﻟﻨﻤﺮ«، اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﺬي اﻧﻀﻢ ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة ﻓـﻲ ٣٠٠٢. وأرﺳــﻞ ﻟﻘﻴﺎدة ﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺘﻞ ﻣﻊ »اﻟﻘﺒﻲ« ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.
ﻣــﻦ ﻫــﻨــﺎ ﻳـﺘـﺒـﲔ ﻟــﻨــﺎ أن ﻫــﻨــﺎك راﺑــﻄــﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﺑﲔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﻮﻧﺲ ﺑﻨﺤﻮ ﺧﺎص، ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﻘﻴﺎدي ﻓﻲ دول اﳌﻐﺮب اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ ﻳــﻜــﺎد ﻳــﻜــﻮن ﺣــﻜــﺮﴽ وﺣــﺼــﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮﻳـــﲔ، ﺳــﻴــﻤــﺎ اﳌــﻨــﺘــﻤــﲔ ﻟــﻠــﻘــﺎﻋــﺪة، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻮن وﺣﺘﻰ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻳﻬﻴﻤﻨﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎدة ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﻓﻀﻔﺎﺿﺔ ﺑـــ»داﻋــﺶ« وﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﳌﻨﻄﻘﺔ.
»اﻟﻘﺎﻋﺪة« ﰲ اﻟﻌﻤﻖ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻋﲔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﺘﻐﻴﺐ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﺮي ﻣﻦ إﺣﻴﺎء ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﻏـــﺮب أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺎ، ﺣـﻴـﺚ ﺗـﻨـﺸـﻂ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﳌـﺴـﻠـﺤـﺔ ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷـﺒـﻪ ﻓـﺎﺻـﻠـﺔ، ﺗﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻃــﻮل اﻟــﺤــﺪود اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻓـﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺼﺤﺮاء ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ، وﺗﻘﻮل اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﺑـﺄن اﻟـــﺪﻋـــﻢ اﻟـــﺨـــﺎرﺟـــﻲ ﻟــﻺرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ ﻓـــﻲ ﻏــﺮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻋـﺎدة ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ، وﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣــﻦ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت ﺗــﺄﺗــﻲ ﺟــﻤــﺎﻋــﺔ »دﻋــﻢ اﻹﺳـــــﻼم واﳌــﺴــﻠــﻤــﲔ« وﻫـــﻲ ﻓـــﺮع ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة، ﺟـــﺮى ﺗـﺄﺳـﻴـﺴـﻪ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أرﺑـﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺤﻠﻴﺔ، وﺗﻌﺮف اﺧــﺘــﺼــﺎرﴽ ﺑــﺎﺳــﻢ »ﺟــﻴــﻨــﻢ«، وﻫــــﺬه ﺗﻨﺸﻂ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ووﺳﻂ ﻣﺎﻟﻲ،، وﺧﺼﻮﺻﴼ ﻣﺪن ﻛﻴﺪال، وﺗﻤﺒﻮﻛﺘﻮ، وﻣﻮﺑﺘﻲ.
واﻟﺸﻲء اﳌﺰﻋﺞ ﻷﺟﻬﺰة اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻫﻨﺎك ﻫﻮ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﺑﲔ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﺠـﻤـﺎﻋـﺎت ﻣـﺎﺿـﻴـﺔ ﻗــﺪﻣــﴼ، ﻣــﺎ أﻋﻄﻰ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة ﻫـﻨـﺎك زﺧـﻤـﴼ ﺟــﺪﻳــﺪﴽ، اﻷﻣـــﺮ اﻟــﺬي ﻳﻔﺴﺮ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻟﻬﺠﻤﺎت.
وﻟـــﻔـــﻬـــﻢ ﺧـــــﻄـــــﻮرة ﻣـــﺸـــﻬـــﺪ اﻟـــﺘـــﻄـــﺮف واﻹرﻫـــﺎب اﻟﻘﺎﻋﺪي اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ إﻟﻰ اﻷﻓﻖ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، رﺑﻤﺎ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﳌﺬﻛﺮة اﻟﺘﻲ أﻋﺪﻫﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي »ﺑــﻮﺗــﻔــﻠــﻴــﻘــﺔ« ﻓـــﻲ ﻳــﻮﻟــﻴــﻮ )ﺗـــﻤـــﻮز( ٧١٠٢، وﻗﺪﻣﻬﺎ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﻨﺴﻖ اﻻﺗـﺤـﺎد ﻟـﺸـﺆون ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫـــﺎب، ﺣﻴﺚ أﺷــﺎر إﻟــﻰ أن ﻫـﻨـﺎك أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﺧﻤﺴﺔ آﻻف أﻓـﺮﻳـﻘـﻲ ﻣـﻦ ﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻳﻨﺸﻄﻮن ﻣﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟـﻘـﺎرة، وﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻷﺧــﺮى، وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺸﻒ ﻋﻨﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﻫﻮ أن اﻟﻘﺎرة اﻟﺴﻤﺮاء ﺗﻌﺪ ﻣﺮﻛﺰﴽ ﻟﻨﺤﻮ ٤٦ ﻣﻨﻈﻤﺔ وﺟﻤﺎﻋﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻣـﻌـﻈـﻤـﻬـﺎ ﻣـــﻦ أﻗــﺼــﻰ اﻟــﺴــﺎﺣــﻞ اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮب إﻟﻰ أﻗﺼﻰ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟــﺸــﺮق، ﺳـﺎﻫـﻢ ﻓــﻲ ذﻟــﻚ اﻻﻧــﺘــﺸــﺎر ﺗـﺪاﺧـﻞ اﻷﻓـﻜـﺎر اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻔﺮاغ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ.
وﻳﺒﺪو أن ﺷﻤﺎل وﻏﺮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻘﺒﻼن ﻋــﻠــﻰ ﺗـــﺤـــﻮﻻت وﻣــﻌــﻄــﻴــﺎت أﻣــﻨــﻴــﺔ ﻣـﺜـﻴـﺮة وﺧﻄﻴﺮة، ﺳﻴﻤﺎ وأن اﻟﺮاﺑﻂ اﻵﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺑﲔ »داﻋﺶ« و»اﻟﻘﺎﻋﺪة« ﻗﺮﻳﺐ ﺟﺪﴽ، وﻫﻨﺎك إﺷـــــــﺎرات ﻛــﺜــﻴــﺮة ﻋــﻠــﻰ اﻷرض ﺗــﻘــﻮل ﺑــﺄن اﻟﺘﻌﺎون ﻣﺤﺘﻤﻞ ﺟﺪﴽ ﺑﲔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﲔ، ﻋﻄﻔﴼ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻇﻬﻮر وﻟﻴﺪ إرﻫﺎﺑﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﻤﺮة اﻟﺘﻘﺎء اﻟﺠﻤﺎﻋﺘﲔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺘﲔ، ورﺑﻤﺎ ﻫﺬا ﻣﺎ أﻣﺎﻃﺖ اﻟﻠﺜﺎم ﻋﻨﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻐﺎردﻳﺎن اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﺆﺧﺮﴽ، إذا أﺷﺎرت إﻟـﻰ وﺟــﻮد رؤﻳــﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺑﻼد اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺗﻬﺪف إﻟﻰ وراﺛﺔ اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﺎت اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ ﺧـــﺎﺻـــﺔ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ داﻋــﺶ، ﺑﻌﺪ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق.
اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ اﺳﺘﻘﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟـﻰ أن ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻹرﻫﺎﺑﻲ« ﺷﺮع ﻣﻨﺬ أﻏﺴﻄﺲ ٧١٠٢ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﺠﻨﻴﺪ إرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ ﻣــﻦ ﺑــﻌــﺾ دول اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺠﺰاﺋﺮ، ﺗﻠﺘﻬﺎ ﺣﻤﻠﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﳌﺎﺿﻲ.
واﻟﺸﺎﻫﺪ أﻧﻪ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ ﺳــــﺎرع ﻣـﺤـﻠـﻠـﻮ وﻣــﺴــﺆوﻟــﻮ اﻷﻣــﻦ ﻓــﻲ اﻟــــﺪول اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ إﻟــﻰ دراﺳــــﺔ ﻇـﺎﻫـﺮة اﻟﺘﺠﻨﻴﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺎﻋﺪة، وﻣﺪى ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ. ﻫﻞ ﻧﺤﻦ أﻣﺎم ﺧﻄﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻬﺪد اﳌﻨﻄﻘﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ؟