ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ... اﻟﻴﺎﺑﺎن ﺗﺨﺘﺒﺮ ﻣﺼﻌﺪﴽ ﻓﻀﺎﺋﻴﴼ
ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻓـﺮﻳـﻖ ﻣـﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﲔ ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ، ﻻﺧﺘﺒﺎر أول ﻧﻤﻮذج ﻣﺼﻐﺮ ﻣﻦ »ﻣﺼﻌﺪ ﻓﻀﺎﺋﻲ« ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وذﻟﻚ ﺑﺈرﺳﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻔﻀﺎء وﺗﺠﺮﺑﺘﻪ.
وﻗﺎل ﺑﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﻴﺰوﻛﻮ إن اﻟﻨﻤﻮذج ﺳﻴﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﱳ ﺻﺎروخ »إﺗﺶ - ٢ ﺑﻲ« اﻟﺬي ﺳﺘﻄﻠﻘﻪ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ اﻷﺳــﺒــﻮع اﳌـﻘـﺒـﻞ ﻣــﻦ ﺟــﺰﻳــﺮة ﺗﻴﻨﻴﻐﺎﺷﻴﻤﺎ ﺟﻨﻮب اﻟﻴﺎﺑﺎن. وﺗﻬﺪف اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ إﻟﻰ وﺿﻊ ﻧــﻤــﻮذج اﳌﺼﻌﺪ اﻟـﻔـﻀـﺎﺋـﻲ، وﻫــﻮ ﺻﻨﺪوق ﺗــﺒــﻠــﻎ إﺑـــــﻌـــــﺎده ٦ ﺳــﻨــﺘــﻴــﻤــﺘــﺮات ﻃـــــﻮﻻ و٣ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮات ﻋﺮﺿﺎ و٣ أﺧﺮى ارﺗﻔﺎﻋﺎ.
وﺗــﻘــﻀــﻲ اﻟــﺘــﺠــﺮﺑــﺔ ﺑــﺘــﺤــﺮﻳــﻚ اﳌـﺼـﻌـﺪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺑﻞ ﻃﻮﻟﻪ ٠١ أﻣﺘﺎر ﻳﻮﺿﻊ ﻓـــﻲ اﻟــﻔــﻀــﺎء ﻣــﺮﺑــﻮﻃــﺎ ﺑــﻘــﻤــﺮﻳــﻦ ﺻـﻨـﺎﻋـﻴـﲔ ﺻﻐﻴﺮﻳﻦ ﺟــﺪا. وإن ﺗﻤﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻨﺠﺎح ﻓــــﺈن ذﻟــــﻚ ﻳــﻌــﻨــﻲ إﻣــﻜــﺎﻧــﻴــﺔ ﺗــﻄــﺒــﻴــﻖ اﻟــﻔــﻜــﺮة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻮاﻋﺪة ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﺼﺎﻋﺪ ﻟﻼرﺗﻘﺎء إﻟﻰ اﻟﻔﻀﺎء.
وﺳــﻴــﻨــﻄــﻠــﻖ اﳌـــﺼـــﻌـــﺪ اﻟـــﻔـــﻀـــﺎﺋـــﻲ ﻣـﻦ ﺣﺎوﻳﺔ ﺗﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ واﺣـﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﻗﻤﺎر. وﻧﻘﻠﺖ اﻟﻨﺸﺮة اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻋـــﻦ ﻣــﺘــﺤــﺪث ﺑـــﺎﺳـــﻢ اﻟــﺠــﺎﻣــﻌــﺔ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ أن »اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺳﺘﻜﻮن اﻷوﻟــﻰ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻﺧﺘﺒﺎر ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺼﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء«.
وﺳـــﺘـــﺮﺻـــﺪ ﻛــــﺎﻣــــﻴــــﺮات ﻧــﺼــﺒــﺖ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗــــﻤــــﺎر اﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﻴــﺔ ﺣـــﺮﻛـــﺔ اﻟـــﺼـــﻨـــﺪوق - اﳌــﺼــﻌــﺪ. وﺗــﺠــﺪر اﻹﺷـــــﺎرة إﻟـــﻰ أن اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟـــــﺮوﺳـــــﻲ ﻗــﻨــﺴــﻄــﻨــﻄــﲔ ﺗــﺴــﻴــﻠــﻜــﻮﻓــﺴــﻜــﻲ ﻛـــﺎن أول ﻣــﻦ ﻃـــﺮح ﻓــﻜــﺮة إﻧــﺸــﺎء ﻣـﺼـﺎﻋـﺪ ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﺎم ٥٩٨١ ﺛﻢ ﺗﺒﻨﻰ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻲ اﻟـﺸـﻬـﻴـﺮ آرﺛـــﺮ ﺳــﻲ ﻛـــﻼرك ﻓﻲ إﺣﺪى ﻗﺼﺺ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ. إﻻ أن اﻟﻔﻜﺮة ﻟﻢ ﺗﻄﺒﻖ ﳌﺼﺎﻋﺐ ﻛﺜﻴﺮة.
وﺗﺴﻌﻰ ﺷﺮﻛﺔ »أﺑﺎﻳﺎﺷﻲ« اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺘــﻌــﺎون ﻣـــﻊ اﻟــﺠــﺎﻣــﻌــﺔ، إﻟــــﻰ إﺟــــﺮاء أﺑﺤﺎث ﻹﻧﺸﺎء ﻣﺼﻌﺪ ﻓﻀﺎﺋﻲ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٠٥٠٢، وذﻟﻚ ﺑﺘﻮﻇﻴﻒ أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟــﻜــﺮﺑــﻮن اﻟــﻨــﺎﻧــﻮﻳــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺰﻳــﺪ ﺻﻼﺑﺘﻬﺎ ٠٢ ﻣــﺮة ﻋﻠﻰ ﺻـﻼﺑـﺔ اﻟــﻔــﻮﻻذ، ﻟﺒﻨﺎء »ﺑﺌﺮ ﻣـﺼـﻌـﺪ« ﺑــﺎﻣــﺘــﺪاد ٦٩ أﻟــﻒ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻓـﻮق اﻷرض.
وﻗﺪ ﻃﺮﺣﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر ﺑﺪاﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﻹﻧﺸﺎء اﳌﺼﻌﺪ اﻟﻔﻀﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ أﺳﻬﻞ وأرﺧﺺ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺬﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻔﻀﺎء، ﻣﺜﻞ ﻓﻜﺮة وﺿﻊ ﻗﻤﺮ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﺪار ﻓﻮق ﺧــﻂ اﻻﺳـــﺘـــﻮاء ﻋــﻠــﻰ ارﺗـــﻔـــﺎع ٠٠٣٢٢ ﻛـﻠـﻢ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﻤﺮ أن ﻳــﺪور ﺣـﻮل اﻷرض ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﻳﻮم واﺣﺪ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟـﻘـﻤـﺮ ﺳﻴﻈﻞ ﻓــﻮق ﻧﻘﻄﺔ واﺣــــﺪة ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض. وﻣﻊ إﻳﺼﺎل ﻛﺎﺑﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻊ ﺳﻄﺢ اﻷرض وﺗﺜﺒﻴﺘﻪ، ﻳﻤﻜﻦ ﺻﻨﻊ ﻣﺼﻌﺪ ﻳﺼﻌﺪ وﻳﻨﺰل ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺑﻞ.
ﻣـــﻦ ﺟــﻬــﺔ أﺧـــــﺮى، ﻳــﻌــﻜــﻒ اﳌــﻬــﻨــﺪﺳــﻮن اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن ﻋﻠﻰ زرع ﻣﺴﺘﺸﻌﺮات ﻟﻠﺰﻻزل ﻓــﻲ أﺣـــﺪث ﺟـﺴـﺮ ﻳـﺠـﺮي إﻧــﺸــﺎؤه ﻓــﻲ ﺛﺎﻧﻲ أﻛـــﺜـــﺮ اﳌــــﻮاﻧــــﺊ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ ازدﺣــــﺎﻣــــﺎ ﻟـﻨـﻘـﻞ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻓـﻲ ﺟﻨﻮب ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ. وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا أول ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻟﺠﺴﺮ ﻳﺒﺎﺷﺮ اﳌﻬﻨﺪﺳﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﻮﺿﻊ اﳌﺴﺘﺸﻌﺮات ﻣﻨﺬ أول ﻳـﻮم ﻣﻦ إﻧﺸﺎﺋﻪ.
وﺳﻴﻜﻮن اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺬي ﺳﻴﻔﺘﺘﺢ اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ ﺑﺪﻳﻼ ﻟـ»ﺟﺴﺮ ﺟـﻴـﺎرد ﺟﻴﺴﻤﻮﻧﺪ«، وﻳــﺒــﻠــﻎ اﻣـــــﺘـــــﺪاده ٠٨٦٢ ﻣـــﺘـــﺮا وﻳـــﻘـــﻊ ﻓــﻮق ﻣـﻴـﻨـﺎء »ﻟــﻮﻧــﻎ ﺑـﻴـﺘـﺶ«. وﺗـــﺰرع ﻓـﻴـﻪ ٥٧ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺸﻌﺮات اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﺮﺻﺪ اﻻﻫﺘﺰازات اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ واﻟـــــﺰﻻزل، ﺑـﻘـﻴـﺎس اﻟــﻘــﻮى اﳌــﺆﺛــﺮة ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﺼﺪوع اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻪ.
وﻧﻘﻠﺖ وﻛﺎﻟﺔ »آﺳﻮﺷﻴﻴﺘﺪ ﺑﺮﻳﺲ« ﻋﻦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟﻮن ﺑﺎرﻳﺶ رﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ اﳌﺴﺎﺣﺔ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ أن »اﻷﻣﺮ ﻣﺜﻴﺮ ﺟـﺪا ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺸﻬﺪ إﻧﺸﺎء ﺟﺴﻮر ﺟﺪﻳﺪة« ﺣﺎﻟﻴﺎ. وﺳﻴﺘﺎﺑﻊ ﺧﺒﺮاء اﻟﻬﻴﺌﺔ ﻛﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺮﺳﻠﻬﺎ اﳌﺴﺘﺸﻌﺮات أوﻻ ﺑﺄول، ﻟﻜﻲ ﺗﻀﺎف إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﺨﺘﺰﻧﺔ ﺣﻮل اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ.
وﻗـــــﺪ أدﺧــــﻠــــﺖ ﻣـــﺠـــﺴـــﺎت اﻻﺳــﺘــﺸــﻌــﺎر إﻟــــﻰ اﻟــﺠــﺴــﻮر وﻣــﻨــﺸــﺂت اﻟــﺒــﻨــﻴــﺔ اﻟـﺘـﺤـﺘـﻴـﺔ ﻓــــﻲ ﻛـــﺎﻟـــﻴـــﻔـــﻮرﻧـــﻴـــﺎ ﻣـــﻨـــﺬ اﻟــﺴــﺒــﻌــﻴــﻨــﺎت ﻣــﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، إﻻ أن اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﺘﺼﻤﻴﻤﻪ اﻟﺨﺎص. وﻗﺎل اﻟﺨﺒﺮاء إﻧﻪ ﻣﺼﻤﻢ ﻟﻠﺒﻘﺎء ٠٠١ ﺳﻨﺔ وإن أﺟﺰاءه اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻻﻫﺘﺰازات ﻗﻮﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﺎ.
وﻳـــﻘـــﻊ اﻟــﺠــﺴــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻌــﺪ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ٣ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻣﻦ ﺻـﺪوع زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻗــﺎدرة ﻋﻠﻰ إﺻﺪار زﻻزل ﻣﺪﻣﺮة ﺑﺪرﺟﺔ ٥٫٦ إﻟﻰ ٧ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎس رﻳﺨﺘﺮ.