دراﺳﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ارﺗﺒﺎط ﺑﲔ اﻟﺘﻠﻮث واﻟﺨﺮف
أﺷـــﺎرت دراﺳـــﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ إﻟــﻰ اﺣـﺘـﻤـﺎل ارﺗــﺒــﺎط ﺗـﻠـﻮث اﻟـﻬـﻮاء ﺑــــﻤــــﺨــــﺎﻃــــﺮ اﻹﺻـــــــﺎﺑـــــــﺔ ﺑــــﺎﻟــــﺨــــﺮف. وﺧﻠﺼﺖ اﻟﺪراﺳﺔ، اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن وﻧﺸﺮت ﻓﻲ دورﻳﺔ »ﺑﻲ إم ﺟﻴﻪ أوﺑــــﻦ«، إﻟــﻰ وﺟـــﻮد ﺻـﻠـﺔ ﻣــﺎ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﲔ اﻻﻧﺘﻜﺎس اﻟﻌﺼﺒﻲ واﻟﺘﻌﺮض ﻟـــــﺜـــــﺎﻧـــــﻲ أﻛـــــﺴـــــﻴـــــﺪ اﻟــــﻨــــﻴــــﺘــــﺮوﺟــــﲔ واﻟــﺠــﺴــﻴــﻤــﺎت اﳌــﺠــﻬــﺮﻳــﺔ اﳌــﻌــﺮوﻓــﺔ ﺑﺎﺳﻢ »ﺑﻲ إم ٥٫٢«، وﻓﻖ ﻣﺎ ﻛﺸﻔﺖ ﺻـﺤـﻴـﻔـﺔ اﻟـــ»ﺗــﺎﻳــﻤــﺰ« اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺔ أﻣـــﺲ. ووﺻــﻔــﺖ »ﻣـﺆﺳـﺴـﺔ أﺑـﺤـﺎث أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ« ﻓﻲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮ ﺑـﺄﻧـﻪ »ﻣـﺠـﺎل ﻣﺘﻨﺎم ﻣـﻦ اﻷﺑــﺤــﺎث«، وﻟــﻜــﻨــﻬــﺎ ﻗــﺎﻟــﺖ إﻧـــﻪ ﻳـﻨـﺒـﻐـﻲ ﺗـﻮﺧـﻲ اﻟـــﺤـــﺬر ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﻣـــﻊ اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ وﺗﺒﻨﻴﻬﺎ.
واﺳـــــﺘـــــﺨـــــﺪم اﻟــــﺒــــﺎﺣــــﺜــــﻮن ﻣــﻦ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ ﻟــﻨــﺪن، وﻛـﻠـﻴـﺔ »إﻣــﺒــﺮﻳــﺎل«، وﻛﻠﻴﺔ »اﳌﻠﻚ« ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، اﻟﺴﺠﻼت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﳌﺮﺿﻰ ﻣﺠﻬﻮﻟﻲ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗــﺎﻋــﺪة ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت أﺑــﺤــﺎث اﳌـﻤـﺎرﺳـﺎت اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻣـــــــﻦ ﻣــــــﻤــــــﺎرﺳــــــﺎت اﻷﻃــــــــﺒــــــــﺎء ﻏــﻴــﺮ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻴﲔ )اﳌﻤﺎرس اﻟﻌﺎم(.
وﺟــﺮى ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻧﺤﻮ ٧ ﺳﻨﻮات ﻓــــﻲ اﳌـــﺘـــﻮﺳـــﻂ. ورﻛـــــــﺰت اﻷﺑـــﺤـــﺎث ﻋـــﻠـــﻰ ١٣١ أﻟــــــﻒ ﻣــــﺮﻳــــﺾ ﺗــــﺘــــﺮاوح أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺑﲔ ٠٥ و٩٧ ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٤٠٠٢، ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﺮف، واﳌﺴﺠﻠﲔ ﻓﻲ ٥٧ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺿﻤﻦ »إم٥٢«.
وﺟــﺮى ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟــــــﻬــــــﺆﻻء اﳌــــــﺮﺿــــــﻰ ﻋــــﻠــــﻰ ﻣــــــــﺪى ٧ ﺳﻨﻮات ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﺮف، أو واﻓﺘﻬﻢ اﳌﻨﻴﺔ، أو ﺗﺮﻛﻮا اﻟﻌﻼج ﻋﻠﻰ أﻳﺪي اﳌﻤﺎرس اﻟﻌﺎم.
ﺑــــﲔ ﻋــــــﺎم ٥٠٠٢ و٣١٠٢، ﺗــﻢ ﺗـــﺸـــﺨـــﻴـــﺺ ﻣـــــﺎ ﻣـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﻪ ١٨١٢ ﻣــﺮﻳــﻀــﺎ )ﺑــﻨــﺴــﺒــﺔ ٧٫١ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ( ﺑﺎﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺨﺮف، و٩٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑــﺎﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﺑـﺄﻟـﺰﻫـﺎﻳـﻤـﺮ، و٩٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺨﺮف اﻟﻮﻋﺎﺋﻲ.
ووﺟــــــــﺪ اﻟــــﺒــــﺎﺣــــﺜــــﻮن أن ﻫـــﺬه اﻟﺘﺸﺨﻴﺼﺎت ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳌﺴﺘﻮﻳﺎت اﳌـــﺤـــﻴـــﻄـــﺔ ﻣــــﻦ ﻏــــــﺎز ﺛــــﺎﻧــــﻲ أﻛــﺴــﻴــﺪ اﻟﻨﻴﺘﺮوﺟﲔ، و»ﺑــﻲ إم ٥٫٢«، ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﳌﺴﺘﻤﺪة ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻨﺎزل ﻫﺆﻻء اﳌﺮﺿﻰ ﻓﻲ ﻋﺎم ٤٠٠٢.
وﻗـــــــﺎل اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﻮن إن أوﻟـــﺌـــﻚ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓــﻲ اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻣﺲ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣـــــﻦ ﺛــــﺎﻧــــﻲ أﻛـــﺴـــﻴـــﺪ اﻟـــﻨـــﻴـــﺘـــﺮوﺟـــﲔ ﻟــﺪﻳــﻬــﻢ ﻣــﺨــﺎﻃــﺮ ﻣـــﺘـــﺰاﻳـــﺪة ﺑـﻨـﺴـﺒـﺔ ٠٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻟﺘﺸﺨﻴﺺ اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﺑـﺎﻟـﺨـﺮف، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣـﻊ أوﻟـﺌـﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ أدﻧـﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت وﺟـﻮد اﻟﻐﺎز ﻧﻔﺴﻪ. وﻟﻮﺣﻈﺖ زﻳﺎدة ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣــﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﺴﻴﻤﺎت اﳌﺠﻬﺮﻳﺔ اﳌــﻌــﺮوﻓــﺔ ﺑـﺎﺳـﻢ »ﺑــﻲ إم ٥٫٢«، ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن.
وﻻ ﻳـــﻤـــﻜـــﻦ ﺗـــﻔـــﺴـــﻴـــﺮ اﻟـــﺼـــﻠـــﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ، وﻟﻜﻦ اﻟﺮواﺑﻂ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ اﺗﺴﺎﻗﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌــﺮض أﻟـﺰﻫـﺎﻳـﻤـﺮ ﺑـﺄﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ﻣـﺮض اﻟﺨﺮف اﻟﻮﻋﺎﺋﻲ.
وﻗـــــﺎل ﻣــﺆﻟــﻔــﻮ اﻟـــــﺪراﺳـــــﺔ: »ﻣــﻊ اﺣﺘﻤﺎﻻت أن ﺗﻜﻮن اﻷﻋﺒﺎء اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﳌـﺮض اﻟﺨﺮف ﻛﺒﻴﺮة، ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻣـﺎﺳـﺔ ﳌـﺰﻳـﺪ ﻣــﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓــﻲ أﺑﺤﺎث ﻋﻠﻢ اﻷوﺑـﺌـﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﺗﻔﻬﻤﻬﺎ ﺑـﺼـﻮرة أﻓﻀﻞ ﻣــــﻦ ﺣــﻴــﺚ ارﺗــــﺒــــﺎط ﺗـــﻠـــﻮث اﻟـــﻬـــﻮاء ﺑﻤﺮض اﻟﺨﺮف«.