Asharq Al-Awsat Saudi Edition

٠٠٣ ﻧﻮع ﻣﻦ ﻃﻴﻮر اﻟﺨﺮﻳﻒ ﺗﻐﺎدر اﻟﺴﻮدان إﻟﻰ ﻣﻮﻃﻨﻬﺎ اﻷﺻﻠﻲ

-

ﻓﺎﺟﺄﺗﻨﻲ زﻣﻴﻠﺔ ﻋﺰﻳﺰة ﺑﺴﺆال ﻟﻢ أﺳﻤﻊ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ: »ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ﻣﺎذا ﻛﺎن اﺳﻢ ﺟﺪ ﺟﺪك؟«، ﻓﻜﺮت ﻃﻮﻳﻼ وﺗﺒﲔ ﻟﻲ أﻧﻨﻲ أﻋﺮف ﻓﻘﻂ اﺳﻤﻲ واﻟﺪي ﺟﺪي ﻷﺑﻲ وأﻣﻲ. وﳌﺎ ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻬﺪف ﻣﻦ اﻟﺴﺆال، ﻗﺎﻟﺖ: »ﻟﻜﻲ أﺛﺒﺖ ﻟﻚ أن اﻻﺳﻢ ﻟﻴﺲ ﺷﻴﺌﴼ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة واﳌﻬﻢ ﻫﻮ اﻷﺛﺮ. ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻌﺮف اﺳﻢ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ وﺗﻌﺮف ﺗﻬﺠﺌﺎﺗﻪ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ أو اﻷﺧﻴﺮة اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻷن اﻻﺳﻢ ﻓﻲ أﻳﺎﻣﻪ وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺴﻨﻮات ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺗﻬﺠﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ. ﻟﻜﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ واﳌﺆرﺧﲔ واﳌﺴﺮﺣﻴﲔ واﻟﻜﺘﺎب اﺷﺘﻐﻠﻮا ﻃﻮال ﻋﻘﻮد ﻋﻠﻰ ﻗــﺮاءة ﺧﻄﻪ اﳌﺘﻌﺜﺮ إﻟـﻰ أن اﺳﺘﻘﺮوا ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﺳﻤﻪ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ«. ﺗﻘﻮل اﻟﺰﻣﻴﻠﺔ اﻟﻌﺰﻳﺰة، إن اﻻﺳﻢ ﻟﻴﺲ ﺳﻮى ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻨﺎ ﻛﻲ ﻧﻴﺴﺮ أﻣﻮرﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة. ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺘﺤﻮل ﺑﻄﺎﻗﺘﻪ ﻫﺬه إﻟﻰ اﺳﻢ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷدب، وﻣﻨﺎ ﻣـﻦ ﻳﺼﺒﺢ اﺳﻤﻪ ﻣﺮادﻓﴼ ﻟﻠﻘﺘﻞ واﻟﺠﻨﻮن، وﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﺼﺒﺢ ﻧﻤﻮذﺟﴼ ﻟﻠﺒﺮ واﻹﺣﺴﺎن وﻋﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮ، وﻣﺌﺎت اﳌﻼﻳﲔ ﺗﺬﻫﺐ أﺳﻤﺎؤﻫﻢ ﺑﻼ أي أﺛﺮ، ﻛﻤﺜﻞ ﺟﺪ ﺟﺪي ﻷﻣﻲ أو ﻧﺪه ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻷب.

اﻟﺰﻣﻦ ﻣﻤﺤﺎة. أو ﺳﻴﻮل ﺟﺎرﻓﺔ. وﻟﺬﻟﻚ؛ ﻳﺤﻔﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻷرض ﺑﺤﺜﴼ ﻋﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺣﺠﺎرة أو ﻋﻦ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﺤﻔﻮرة ﻣﻨﺬ آﻻف اﻟﺴﻨﲔ، ﻟﻴﺠﻤﻌﻮا ﻣـﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟـﺸـﻬـﺎدا­ت ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﻓﺈذا ﻋﺜﺮ أﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻢ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﺒﺎدﺗﻪ، ﺑﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻗﺮاءة زﻣﻨﻪ واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻲ ﻣﺮت ﺑﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻧﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ.

وﻟﻘﺪ درج اﻟﻜﺜﻴﺮون ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ »ﺷﺠﺮة اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ«. وﻳﻔﺘﺮض ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ أﻧﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻣﻊ أن ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﻟﺮواة ﻻ إﻟﻰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ. وﺗﺒﲔ ﺷﺠﺮة ﻋﺎﺋﻠﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ أﺣﺪ اﳌﻬﺘﻤﲔ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات، أن ﺟﺬورﻫﺎ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﺗﺪﻣﺮ وﻧﺠﺪ. ورﺑﻤﺎ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ اﻟﺸﻌﻮر اﻟﻐﺎﻣﺾ اﻟﺬي أﺣﺴﺴﺖ ﺑﻪ ﻳﻮم ذﻫﺒﺖ إﻟﻰ ﺗﺪﻣﺮ، ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺜﴼ ﻋﻦ ﺟﺪﺗﻲ وإﻧﻤﺎ ﻋﻦ آﺛﺎر زﻧﻮﺑﻴﺎ، ﺗﻠﻚ اﳌـﺮأة اﻟﺨﺎرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎدت ﺗﺰﻳﺢ ﻛﻠﻴﻮﺑﺎﺗﺮا ﻣﻦ واﺟﻬﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، وﺑﺎﻟﺬات ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ روﻣــﺎ. ﻏﻴﺮ أن اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓـﻲ أي ﺣــﺎل. وﻛـﺬﻟـﻚ اﻟﻠﻮن اﻟﻮردي اﻟﺬي ﺑﻨﻴﺖ ﺑﻪ ﻗﻨﺎﻃﺮ زﻧﻮﺑﻴﺎ. ﻫﻨﺎ ﺗﺒﺮز أﻫﻤﻴﺔ اﻻﺳﻢ وﺿﺮورﺗﻪ. ﻓﻤﺎذا ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺨﻼﺑﺔ ﺑﻐﻴﺮ اﺳﻢ؟ أو ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻤﴼ ﺟﺎﺋﺮﴽ ﻣﺜﻞ ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ؟

وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮر اﻹﺳﻜﻨﺪر اﳌﻘﺪوﻧﻲ أن ﻳﺒﻨﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻔﻮق ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻪ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن أو ﻓﻲ ﻏﺰواﺗﻪ، أﻋﻄﺎﻫﺎ اﺳﻤﻪ ﻳﺨﻠﺪ ﺑﻬﺎ. وﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﺎدة إﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻌﺼﻮر وﻣﻌﻈﻢ اﻟـﺒـﻠـﺪان، وﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓـﻲ أزﻣـــﺎن اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻄﻰ اﳌﺴﺘﻌﻤﺮون واﳌﺴﺘﻜﺸﻔﻮن أﺳﻤﺎءﻫﻢ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ وﻗﻌﺖ أﻳﺎدﻳﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ. ﺛﻢ ﺟﺎء اﻟﻮﻃﻨﻴﻮن ﻓﻐﻴﺮوﻫﺎ إﻟﻰ أﺳﻤﺎء ﺗﻌﻜﺲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﻢ وﺗﺮاﺛﻬﻢ ورﺑﻤﺎ ﺑﺎﻟﻐﻮا ﻓﻲ ذﻟﻚ أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻜﻮﻧﻐﻮﻟﻲ ﻣﻮﺑﻮﺗﻮ ﺳﻴﺴﻲ ﺳﻴﻜﻮ ﻛﻮﻛﻮ ﻧﻐﺒﻨﺪو وازا ﺑﻨﻐﺎ.

ﻳــﻐــﺎدر ٠٠٣ ﻧـــﻮع ﻣــﻦ ﻃــﻴــﻮر اﻟـﺨـﺮﻳـﻒ اﳌﻮﺟﻮدة ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان إﻟﻰ ﻣﻮﻃﻨﻬﺎ اﻷﺻﻠﻲ وﻳﻌﺪ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ﻣﻦ ﺷﻬﻮر ﻓـﺼـﻞ اﻟـﺨـﺮﻳـﻒ اﳌـﺸـﻬـﻮرة ﺑﺘﺸﻜﻞ أﺳــﺮاب اﻟـﻄـﻴـﻮر اﳌــﻬــﺎﺟـ­ـﺮة اﺳــﺘــﻌــ­ﺪادا ﻟـﻠـﻌـﻮدة إﻟـﻰ اﻟﻮﻃﻦ اﻷم ﺑﻌﺪ إﻗﺎﻣﺔ اﻣﺘﺪت ﻟﻌﺪة أﺷﻬﺮ ﻓﻲ ﺑﻮادي اﻟﺴﻮدان اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ.

وﻣـﻦ أﺷﻬﺮ ﻃﻴﻮر اﻟﺨﺮﻳﻒ ﻣـﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﺑﻄﺎﺋﺮ »اﻟﺤﺎﺟﺔ« ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻬﺠﺮﺗﻬﺎ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ ﻟﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﻌﺒﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻮدان ﻋﺒﺮ اﻷراﺿﻲ اﳌﻘﺪﺳﺔ.

ﺑــــﻌــــ­ﺾ اﻟــــﻄـــ­ـﻴــــﻮر ﻳــــﺄﺗـــ­ـﻲ ﻣـــــﻊ ﻃـــﻼﺋـــﻊ اﻟﺨﺮﻳﻒ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﻄﺎﺋﺮ »اﻟﺴﻤﺒﺮ« وﻳﺸﺘﻬﺮ ﺑـﻮداﻋـﺘـﻪ وﺑـﺒـﻨـﺎء ﻋـﺸـﻪ ﺑﺤﺮﻓﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ووﺿﻊ اﻟﺒﻴﺾ ﻣﻊ ﺣﺮاﺳﺔ ﻣﺸﺪدة. وﺑﻌﺪ ﻓﻘﺲ اﻟﺒﻴﺾ ﻳﻌﻮد »اﻟﺴﻤﺒﺮ« إﻟﻰ ﻣﻮﻃﻨﺔ اﻷﺻﻠﻲ.

أﻣــــﺎ اﻟــﻬــﺪﻫـ­ـﺪ ﻓــﻬــﻮ ﻣـــﻦ اﻟــﻄــﻴــ­ﻮر اﻟـﺘـﻲ ﺗﻔﻀﻞ ﻗﻀﺎء اﻟﺨﺮﻳﻒ ﻓـﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺷﻤﺎل اﻟﺴﻮدان وﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﺳﻢ »ود اب ﺷﻜﺘﻮ«.

أﻳﻀﺎ ﻳﻌﺪ اﻟﺰرزور ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ اﻟــﺨــﺮﻳـ­ـﻒ اﻟـــــﺬي ﻳــﺴــﺘــﻮ­ﻃــﻦ ﻣــﻌــﻈــﻢ ﺑــــﻮادي اﻟﺴﻮدان وﺣﻮاﺿﺮه ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻔﻀﻞ ﻋﺼﻔﻮر اﻟــﺒــﻴــ­ﻜــﻠــﻮ اﻟــــﻘـــ­ـﺎدم ﻣـــﻦ إﻳــﻄــﺎﻟـ­ـﻴــﺎ ﻓـــﻲ رﺣــﻠــﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻮدان اﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﺄﻣﺎﻛﻦ ﻏﺰﻳﺮة اﻷﺷﺠﺎر وﻳﺸﺘﻬﺮ اﻟﺒﻴﻜﻠﻮ ﺑﺼﻮﺗﻪ اﻟﺮﻗﻴﻖ واﻟﺤﺎد.

أﻣﺎ اﻟﺒﺠﻊ اﻷﺑﻴﺾ ﻓﻴﺄﺗﻲ ﻣﻦ أوروﺑﺎ ﻓــﻲ ﺟـﻤـﺎﻋـﺎت وﻳﺴﺘﻮﻃﻦ اﻟـﺒـﺤـﻴـﺮ­ات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﺑﻔﻌﻞ اﳌﻄﺮ، وﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺼﻒ ﻣﻨﻴﺮ ﺧﻠﻴﻞ وﻫﻮ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻄﻴﻮر وﻋﺎﻟﻢ آﺛﺎر ﻓﺈن رﺣـﻠـﺔ ﻃـﻴـﻮر اﻟـﺨـﺮﻳـﻒ اﳌـﻬـﺎﺟـﺮة ﻟﻠﺴﻮدان »ﻣﺒﺮﻣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺴﺎرﻳﻦ، اﻷول ﻃﻴﻮره ﺗـﺄﺗـﻲ ﻣـﻦ أوروﺑـــﺎ ﻓـﻲ ﺟﻤﺎﻋﺎت أﻣــﺎ اﳌﺴﺎر اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺘﺴﻠﻜﻪ اﻟﻄﻴﻮر ﻣﻦ داﺧـﻞ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ وﻛﻴﻨﻴﺎ«.

وﻳﻀﻴﻒ ﻣﻨﻴﺮ ﺧﻠﻴﻞ أن ﻃﻴﻮر اﻟﺨﺮﻳﻒ ﻓـــﻲ ﻣــﺴــﺎرﻫـ­ـﺎ اﻷول ﺗــﺼــﻞ إﻟــــﻰ اﻟـــﺴـــﻮ­دان ﻋﺒﺮ ﻣﺤﻄﺎت ﻓﺘﻌﺒﺮ إﻟـﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑـﻴـﺾ اﳌـﺘـﻮﺳـﻂ وﺻــﻮﻻ إﻟــﻰ أﺳـــﻮان ﺛﻢ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺷﻤﺎل اﻟﺴﻮدان ﻣﺮوي ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺨﺮﻃﻮم وﺗﻜﻮن ﺟﺰﻳﺮة ﺗﻮﺗﻲ وﻏﺎﺑﺎت اﻟﺴﻨﻂ ﻣﺤﻄﺘﻬﺎ اﻷوﻟﻲ. ﺗﻘﻴﻢ اﻟﻄﻴﻮر ﻋﺪة ﺷﻬﻮر أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺘﻤﺴﺎح وﺷﻼﻻت اﻟـﺴـﺒـﻠـﻮ­ﻗـﺔ واﻟــﺤــﺪﻳ­ــﻘــﺔ اﻟـﻨـﺒـﺎﺗـ­ﻴـﺔ ﺛــﻢ ﺗﻜﻤﻞ رﺣﻠﺘﻬﺎ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﻴﻞ اﻷﺑﻴﺾ ﺛﻢ ﻣﺤﻤﻴﺔ اﻟﺪﻧﺪر.

ﻳﻘﻮل ﺧﻠﻴﻞ: »ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم ﻳــﻮﺟــﺪ ٠٠٢١ ﻧــﻮع ﻣــﻦ اﻟـﻄـﻴـﻮر ﺑـﺎﻟـﺴـﻮدا­ن ٠٠٣ ﻧـﻮع ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﻃﻴﻮر ﻣﻬﺎﺟﺮة ﺣﺴﺐ آﺧـــــﺮ إﺣــﺼــﺎﺋـ­ـﻴــﺔ ﻟــﻠــﺤــﻴ­ــﺎة اﻟـــﺒـــﺮ­ﻳـــﺔ. ﺣـﻴـﺚ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺟــﺰﻳــﺮة ﺗـﻮﺗـﻲ وﺣــﺪﻫــﺎ ٠٩ ﻧﻮﻋﺎ ﺑﺪأت ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﻤﻀﺎﻳﻘﺎت ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺤﺴﲔ اﻷراﺿــــﻲ اﻟــﺰراﻋــ­ﻴــﺔ وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟــﻰ ﻣـﺒـﺎن ﺳﻜﻨﻴﺔ وﺑﻨﺎء ﻃﺮﻳﻖ داﺋﺮي ﻳﺤﻴﻂ اﻟﺠﺰﻳﺮة.

وﻳـــﺆﻛـــ­ﺪ أن ﺗــﻐــﻴــﺮ اﳌـــﻨـــﺎ­خ ﻟـــﻢ ﻳــﻌــﺪ ﻫﻮ اﻟــﺴــﺒــ­ﺐ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺴــﻲ ﻓــﻲ ﻫــﺠــﺮة اﻟــﻄــﻴــ­ﻮر ﺑﻞ اﻟـﺘـﺪﻫـﻮر اﻟﺒﻴﺌﻲ ﻓـﻲ ﻣﻮﻃﻨﻬﺎ اﻷﺻﻠﻲ وﻟــﻜــﻨــ­ﻬــﺎ ﻟـــﻸﺳـــﻒ ﺑــــــﺪأت ﺗــﺘــﻌــﺮ­ض ﻟــﻨــﻔــﺲ اﻟـــﺨـــﻄ­ـــﺮ ﻓــــﻲ ﻣــﻮﻃــﻨــ­ﻬــﺎ اﳌﻮﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف اﻟﻨﻴﻞ ﻣــــﻤــــ­ﺎ ﻳـــــﻌـــ­ــﺮض اﻟــــــﺴـ­ـــــﻮدان ﻟﺨﻄﺮ ﻓﻘﺪﻫﺎ، ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺒﻨﺖ ﺟــﻤــﻌــﻴ­ــﺎت ﺗــﻄــﻮﻋــ­ﻴــﺔ ﻟﻔﺖ اﻧــﺘــﺒــ­ﺎه ﻣــﻨــﻈــﻤ­ــﺎت دوﻟــﻴــﺔ وﻣﺤﻠﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺨﻄﺮ.

وﻣــــــــ­ـــﻦ اﳌــــــــ­ــﻌـــــــ­ـــﺮوف أن ﻫﺠﺮة اﻟﻄﻴﻮر ﺗﺤﻔﻆ اﻟﺘﻮازن اﻟـــﺒـــﻴ­ـــﺌـــﻲ، ﻟــﻜــﻨــﻬ­ــﺎ أﻳـــﻀـــﺎ ﻟـﻌـﺒـﺖ دورا ﻣــﻬــﻤــﺎ ﻓــــﻲ اﻟــــﺘـــ­ـﺮاث اﻟــﺸــﻌــ­ﺒــﻲ ﻟﻠﺴﻮداﻧﻴﲔ وﺗﻮﻇﻴﻔﻬﻢ ﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﻄﻴﻮر ﻓﻲ اﻟﻔﻨﻮن واﻷدب واﻟﺮﻗﺺ اﻟﺸﻌﺒﻲ.

ﻓــﻮﺟــﺊ ﻣـــﻮاﻃـــ­ﻦ ﻳـﻤـﻨـﻲ ﺑـــﺄن زوﺟـــﺘـــ­ﻪ ﻣــﺤــﺮﻣــ­ﺔ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺑﻌﺪ اﻛﺘﺸﺎف وﺟــﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﻗـﺮاﺑـﺔ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓـﻚ اﻻرﺗــﺒــﺎ­ط ﺑﺄم أﻃﻔﺎﻟﻪ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﻮى ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺑﺤﺮﻣﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ.

وﺗﺒﲔ أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰواج، ﺑﺎﺣﺖ اﻟﺠﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻪ ﺑﺄﻣﺮ إرﺿﺎﻋﻬﺎ أﺧﻮات ﻋﻤﻪ اﻟﺬي ﺗﺰوج اﺑﻨﺘﻪ.

واﺗﺠﻪ ﻧﺒﻴﻞ، وﻫـﺬا ﻫﻮ اﺳﻤﻪ، إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻔﺖ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻋﻘﺪ ﻧﻜﺎﺣﻪ، ﻓﺄﻛﺪوا ﻟﻪ وﻃﺎﻟﺒﻮه ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻛﺄن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ، وﻫﻮ ﻣﺎ وﺿﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺮة ﻣﻦ أﻣﺮه، ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺪري ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺼﺮف - اﻧﺘﻬﻰ.

اﻟﺬي أﻋﻠﻤﻪ أن ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻼت ﻋﻮﻳﺼﺔ ﺣﺼﻠﺖ وﺳﺘﺤﺼﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺿﺎﻋﺎت، وﻻ أدري ﻣﺪى ﺗﻘﻨﻴﻨﻬﺎ وﻧﺠﺎﻋﺘﻬﺎ، ﻓـﻬـﻞ ﻫــﻲ ﺧـﻤـﺲ رﺿــﻌــﺎت أو أﻗـــﻞ؟ وﻫــﻞ ﻫــﻦ ﻣﺸﺒﻌﺎت أم أن اﻟﺼﺪور اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻠﻴﺐ ﻛـﺎف ﻻ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻬﺎ؟! وﻫﻜﺬا، وﻫﻜﺬا.

وﻓـﺘـﻮى رﺿـﺎﻋـﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ أﻳـﻀـﴼ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﻋـﻨـﺎ، وﻫﻞ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺸﺒﻌﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺮﺿﺎﻋﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﺗﺘﺄﻛﺪ أﻣﻮﻣﺔ ﻣﺮﺿﻌﺘﻪ ﻟﻪ، وﻳﺼﺒﺢ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﺑﻦ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎﻋﺔ؟!

أﻋﻠﻢ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻄﺮح أو اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻹﺣﺮاج، وﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﺮج وﻻ ﺣﻴﺎء ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ، ﻓﺎﳌﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ أي ﻓﻠﺴﻔﺔ أو ﺗﻮرﻳﺔ، ﻓﺈﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن إرﺿﺎع اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰﴽ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻬﺮي، أو ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰ، ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺟﺎﺋﺰﴽ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻌﺮف أﻧﻪ ﺷﺒﻊ، ﺧﺼﻮﺻﴼ إذا ﻛﺎن رﺟﻼ ﺑﻄﻴﻨﴼ ﻻ ﻳﻤﻸ ﺑﻄﻨﻪ وﻻ ﺣﻠﻴﺐ ﺑﻘﺮة )ﻣﻀﺮع(؟! أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰ، ﻓﺄﺗﻤﻨﻰ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ أن ﺗﺤﺴﻢ اﻷﻣﺮ ﺑﺈﺻﺪار ﻓﺘﻮى ﻻ ﻳﺨﺮ ﻣﻨﻬﺎ اﳌﺎء واﺿﺤﺔ وﺣﺎﺳﻤﺔ.

وإذا ﻋﺪت إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺰوج اﻟﻴﻤﻨﻲ اﳌﻨﻜﻮب، اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻤﻨﻰ اﻵن أي ﻗﺎرئ ﻣﺘﺰوج أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻓﺄﺗﻤﻨﻰ أن ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺪة )اﻟﺤﻴﺰﺑﻮن( ﻋﻠﻰ ﺻﻤﺘﻬﺎ ﻃﻮال ٠٢ ﺳﻨﺔ، وﻟﻢ ﺗﺘﻜﻠﻢ إﻻ ﺑﻌﺪ أن )وﻗﻊ اﻟﻔﺎس ﺑﺎﻟﺮاس(.

أﻣﺎ اﳌﺮأة )اﳌﺮوﻗﺔ( ﻓﻌﻼ، اﻟﺘﻲ أﻇﻦ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺒﻊ أي دﻳﻦ، ﻓﻬﻲ اﻣﺮأة ﻛﻴﻨﻴﺔ ﻋﻘﺪت زواﺟﻬﺎ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﻋﻠﻰ رﺟﻠﲔ، وﺗﻀﻤﻦ اﻟﻌﻘﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴﺔ ﺑﲔ اﻷﻃﺮاف اﻟﺜﻼﺛﺔ، وأن ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻼم.

وﻗﺪ واﻓﻖ اﻟﺮﺟﻼن ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻋﻘﺪ ﻳﺤﺪد ﺟﺪوﻻ ﳌﻮاﻋﻴﺪ إﻗﺎﻣﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻤﻨﺰﻟﻬﺎ، وﻳﻠﺰﻣﻬﻤﺎ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻷﺑﻨﺎء ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ.

وﺑﺴﺒﺐ اﻟﻐﻴﺮة اﳌﻔﺮﻃﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﲔ، اﺿﻄﺮت ﻫﻲ إﻟﻰ أن ﺗﻄﻠﻘﻪ وﺗﻄﺮده، وﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮع واﺣﺪ ﻋﻘﺪت ﻋﻠﻰ رﺟﻞ آﺧــﺮ، وأﺗــﺖ ﺑﻪ ﻟﻴﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ، وﻳﻌﻴﺶ ﺟﻨﺒﴼ إﻟـﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ )ﻃﺒﻴﻨﻪ( - وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ذﻛﺮﺗﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ )دﻳﻠﻲ ﻧﻴﺸﻦ(.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia