ﺑﻄﺮس ﺣﺮب: اﻷزﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ
ﻗﺎل ﻟـ إن »اﻟﺘﻴﺎر« ﻣﺎٍض ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت
ﺑﲑوت: ﻳﻮﺳﻒ دﻳﺎب
رأى اﻟــــــﻨــــــﺎﺋــــــﺐ واﻟــــــــﻮزﻳــــــــﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻄﺮس ﺣـﺮب، أن اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎن ﻻ ﺗـــﺘـــﻮﻗـــﻒ ﻋـــﻨـــﺪ اﻟــــﺨــــﻼف ﻋـﻠـﻰ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺤﺼﺺ داﺧﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺘﻴﺪة، ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻴــﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ. واﺳـــــﺘـــــﻐـــــﺮب ﻛــــﻴــــﻒ أن »أﻗــــــــﺮب اﳌﻘﺮﺑﲔ ﻣـﻦ رﺋـﻴـﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣــﻴــﺸــﺎل ﻋـــﻮن ﻳــﺴــﻌــﻮن ﻟــﻮراﺛــﺘــﻪ وﻫــﻮ ﻻ ﻳـــﺰال ﻓــﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻋــﻬــﺪه«، ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أن »اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ وﻣﻨﺬ ﻛﺎن ﻋﻮن رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻪ، اﻋﺘﻤﺪ أﺳــﻠــﻮب ﺗـﻌـﻄـﻴـﻞ اﻻﺳـﺘـﺤـﻘـﺎﻗـﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺼﺐ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ، وﻻ ﻳﺰال ﻣﺴﺘﻤﺮﴽ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب«.
وﻟﻔﺖ إﻟﻰ أن ﺛﺒﺎت اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻷﻣــﻨــﻲ ﻓــﻲ ﻟــﺒــﻨــﺎن، أو اﻧــﻔــﻼﺗــﻪ، ﻳــﺒــﻘــﻰ رﻫــــــﻦ إرادة ﻣــــﻦ ﻳـﻤـﺘـﻠـﻚ ﻓـﺎﺋـﺾ اﻟــﻘــﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ )ﺣــﺰب اﻟـــﻠـــﻪ(، واﻟـــــﺬي أﻃــﻠــﻖ ﻓـــﻲ اﻵوﻧـــﺔ اﻷﺧــــﻴــــﺮة ﺗـــﺤـــﺬﻳـــﺮﴽ ﺑـــﻌـــﻨـــﻮان »ﻻ ﺗﻠﻌﺒﻮا ﺑﺎﻟﻨﺎر«.
وﻓــــــﻲ ﺣــــﺪﻳــــﺚ ﻣــــﻊ »اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳﻂ«، ﺗﻨﺎول ﺣﺮب ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ اﳌــﻌــﻮﻗــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﺘـﺮض ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﻜﻠﻒ ﺳﻌﺪ اﻟﺤﺮﻳﺮي، ﻟــﺘــﺸــﻜــﻴــﻞ ﺣــﻜــﻮﻣــﺘــﻪ اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪة، ﻓﺄﺷﺎر إﻟﻰ أن »ﻇﺎﻫﺮ اﻷﻣﻮر ﻳﻘﻮل إن ﺻﻌﻮﺑﺎت ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺗــﻤــﻜــﻦ ﻓــــﻲ ﺗــــﻮزﻳــــﻊ اﻟــﺤــﺼــﺺ، ﻟـﻜـﻦ ﻓــﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﳌﺸﻜﻠﺔ أﺑﻌﺪ ﻣــﻦ ذﻟـــﻚ ﺑـﻜـﺜـﻴـﺮ، وﻫـــﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑــــﺎﻟــــﺘــــﻤــــﻬــــﻴــــﺪ ﳌـــــﻌـــــﺮﻛـــــﺔ رﺋـــــﺎﺳـــــﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ أﺣـﻜـﺎم اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻟﻴﻜﻮن اﻟﻼﻋﺐ اﻷﺳـــﺎﺳـــﻲ ﻓــﻲ ﻣــﻌــﺮﻛــﺔ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ«.
وﻋــــﺒــــﺮ ﻋــــﻦ اﺳـــﺘـــﻐـــﺮاﺑـــﻪ ﻷن »أﻗـــــــــﺮب اﳌـــﻘـــﺮﺑـــﲔ ﻣــــﻦ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﻣــــﻴــــﺸــــﺎل ﻋـــــــﻮن )ﺻـــــﻬـــــﺮه وزﻳـــــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓـﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺼﺮﻳﻒ اﻷﻋﻤﺎل ﺟﺒﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ(، ﻳﺴﻌﻰ إﻟــــﻰ وراﺛــــﺘــــﻪ، وﻫــــﻮ ﻻ ﻳـــــﺰال ﻓﻲ اﻟــﺴــﻨــﺔ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، وأﻣــــﺎﻣــــﻪ أرﺑـــﻊ ﺳــﻨــﻮات ﻣــﻦ وﻻﻳــﺘــﻪ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻴـﺔ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻧﻔﺴﻪ إﻟــﻰ أن »اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟــﻌــﺘــﻴــﺪة واﳌــﺮﺷــﺤــﺔ ﻟﻠﺒﻘﺎء أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث أي ﻃﺎرئ، ﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻫﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌــﺸــﺮﻓــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻧــﺘــﺨــﺎب اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﳌﻘﺒﻞ، ﻷن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺗﺴﺒﻘﻬﺎ، وﻣﻊ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت )٢٢٠٢( ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺴﺘﻘﻴﻠﺔ ﺣﻜﻤﴼ«.
وﺗﺸﻜﻞ اﻟﺘﻮازﻧﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟـــﺪﻗـــﻴـــﻘـــﺔ ﻋـــــﺎﻣـــــﻼ أﺳــــﺎﺳــــﻴــــﴼ ﻓــﻲ ﻋــﺮﻗــﻠــﺔ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ، ﻛﻤﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ، واﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﻳـﺆدي إﻟـﻰ دﺧـﻮل اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻓــــﻲ ﻓــــــﺮاغ ﻃـــﻮﻳـــﻞ اﻷﺟـــــــﻞ، وﻗــــﺎل اﻟــﻨــﺎﺋــﺐ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ ﺑــﻄــﺮس ﺣــﺮب، اﻟــــــﺬي ﻛـــــﺎن أﺑــــــﺮز ﻗــــﻴــــﺎدات ﻗـــﻮى اﻟــﺮاﺑــﻊ ﻋﺸﺮ ﻣــﻦ آذار: »اﻟﻄﺮﻳﻒ ﻓـﻲ اﳌـﻮﺿـﻮع أن اﻷﺳـﻠـﻮب اﻟـﺬي أدﺧــــﻠــــﻪ اﻟـــﺘـــﻴـــﺎر اﻟـــﻮﻃـــﻨـــﻲ اﻟـــﺤـــﺮ ﺑـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ ﻣـــﻴـــﺸـــﺎل ﻋـــــﻮن آﻧــــــﺬاك، واﻟــــــــــﺬي ﻳــﻌــﺘــﻤــﺪ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗــﻌــﻄــﻴــﻞ اﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗــﻜــﻦ ﳌـﺼـﻠـﺤـﺘـﻪ، ﺳــــﻮاء ﺑﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟــﺸــﺮوط اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻣـﻦ أﺟــﻞ ﺗـﻮزﻳـﺮ ﺻﻬﺮه ﺟـــﺒـــﺮان ﺑـــﺎﺳـــﻴـــﻞ، أو اﻟــﺤــﺼــﺺ اﻟﺘﻲ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت، أو ﻋـﻠـﻰ ﺻـﻌـﻴـﺪ اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت رﺋـﺎﺳـﺔ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ ﻣــﺎ ﻟــﻢ ﻳـﻨـﺘـﺨـﺐ ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﴼ، ﻻ ﻳــﺰال ﻣﻌﺘﻤﺪﴽ ﺣﺘﻰ اﻵن«، ﻣــﺒــﺪﻳــﴼ أﺳـــﻔـــﻪ ﻷن »ﻫــــﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺑﺎت ﺳﻼﺣﴼ ﺑﻴﺪ اﻟﺘﻴﺎر اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ اﻟـﺤـﺮ ﺑـﺮﺋـﺎﺳـﺔ ﺑﺎﺳﻴﻞ، وﺣﺘﻰ إن ﻛﻞ اﻷﻃﺮاف ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﺗﺜﺒﻴﺖ وﺿﻌﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ«. ASHARQ AL - AWSAT وﻣــﻊ ﺗــﺮاﺟــﻊ ﻧﺴﺒﺔ اﻟـﺘـﻔـﺎؤل ﺑــﺈﻣــﻜــﺎﻧــﻴــﺔ وﻻدة اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ورﺑﻤﺎ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌــﻘــﺒــﻠــﺔ، أﻛـــﺪ ﺣــــﺮب، أﻧـــﻪ »ﻻ ﺣــﻞ ﻟــﻠــﺼــﺮاع اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻲ إﻻ ﺑـﺘـﻨـﺎزل اﻟــﻔــﺮﻗــﺎء اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﲔ ﻋــﻦ ﺑﻌﺾ ﻃـــﻤـــﻮﺣـــﺎﺗـــﻬـــﻢ، واﻟــﺘــﻔــﻜــﻴــﺮ أﻧــﻬــﻢ ﻣﻨﺘﺨﺒﻮن ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﺴﲔ وﺿﻌﻪ اﳌﻌﻴﺸﻲ واﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي، وﻟــﻴــﺲ ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﺧــﺪﻣــﺔ ﻣـﺼـﺎﻟـﺤـﻬـﻢ اﻟــﻔــﺌــﻮﻳــﺔ، أو وﺿﻊ ﻳﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪرات اﻟﺒﻠﺪ، وواﻗﻌﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻷﻣــﻨــﻲ، وﻛــﻞ ﻫــﺬه اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﳌﺒﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﺴﻠﻄﺔ«.
وﻳــﺴــﻮد اﻟـﺴـﺎﺣـﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻗـﻠـﻖ ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻣــﻦ أن ﻳــــﺆدي اﻟــﻔــﺮاغ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ إﻟــــﻰ اﻧـــﻔـــﻼت أﻣــﻨــﻲ، ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﴼ ﺑـــﻌـــﺪ اﻟـــﺸـــﺤـــﻦ ﻋــﻠــﻰ اﻷرض ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟــﻐــﺒــﻴــﺮي ﻓـــﻲ ﺿــﺎﺣــﻴــﺔ ﺑــﻴــﺮوت اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، أﺣﺪ ﺷﻮارﻋﻬﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﻣــﺼــﻄــﻔــﻰ ﺑـــــﺪر اﻟــــﺪﻳــــﻦ )اﻟـــﻘـــﺎﺋـــﺪ اﻷﻣـــﻨـــﻲ اﻷول ﻓـــﻲ »ﺣـــــﺰب اﻟــﻠــﻪ« اﻟــــــﺬي ﻗـــﺘـــﻞ ﻓــــﻲ دﻣــــﺸــــﻖ، ﺻـﻴـﻒ اﻟــﻌــﺎم ٦١٠٢(، وﻳﺼﻨﻔﻪ اﻻدﻋــﺎء اﻟﻌﺎم ﻟﺪى اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ اﻟــﻌــﻘــﻞ اﳌـــﺪﺑـــﺮ ﻟــﺠــﺮﻳــﻤــﺔ اﻏــﺘــﻴــﺎل رﺋـــﻴـــﺲ وزراء ﻟـــﺒـــﻨـــﺎن اﻷﺳـــﺒـــﻖ رﻓــﻴــﻖ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي. ورأى اﻟـﻨـﺎﺋـﺐ واﻟــﻮزﻳــﺮ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ ﺑـﻄـﺮس ﺣـﺮب، أن »اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻷي اﻧﻔﻼت أﻣـــﻨـــﻲ، ﺑــﻴــﺪ ﻓــﺮﻳــﻖ ﻟــﺪﻳــﻪ ﻓـﺎﺋـﺾ ﻣــﻦ اﻟــﻘــﻮة ﻫــﻮ »ﺣـــﺰب اﻟــﻠــﻪ«، وﻻ أﺣـــﺪ ﻗــــﺎدر ﻋـﻠـﻰ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺘــﻪ، ﺑﻤﺎ ﻳـﻤـﻠـﻚ ﻣــﻦ ﻓــﺎﺋــﺾ ﻗـــﻮة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ وأﻣﻨﻴﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻗـﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻢ أي ﻣــﻌــﺮﻛــﺔ ﳌـﺼـﻠـﺤـﺘـﻪ، ﻟــﻜــﻦ ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻫﻨﺎك رﻫﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﳌﻨﻊ أي اﺿﻄﺮاﺑﺎت أﻣﻨﻴﺔ«.
ورﻏــــــﻢ رﻫــــــﺎن اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﲔ ﻋــــﻠــــﻰ وﻋـــــــﻲ ﻗـــــﻴـــــﺎدة اﻟــﺠــﻴــﺶ وﺣـﺮﺻـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻷﻣــﻦ واﻻﺳــﺘــﻘــﺮار، ﻳﺸﻴﺮ ﺣــﺮب إﻟﻰ أن »إﻣــﻜــﺎﻧــﻴــﺔ اﻧــﻔــﺠــﺎر اﻟـﻮﺿـﻊ ﺗــﺒــﻘــﻰ ﻗــﺎﺋــﻤــﺔ، ﺑــﻔــﻌــﻞ اﻟــﺴــﻼح اﳌﻨﺘﺸﺮ، واﻟﺸﺤﻦ اﻟﺬي ﺗﺴﻌﺮه ﺧــﻼﻓــﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺴﺘﺠﺪة، ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎت رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ورﺋﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ«.
وﺗــﻮﻗــﻒ ﺣــﺮب ﻋـﻨـﺪ اﻷﺑــﻌــﺎد اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ واﻷﻣــﻨــﻴــﺔ ﻟــﻺﺻــﺮار ﻋــﻠــﻰ ﺗـﺴـﻤـﻴـﺔ ﺷــــﺎرع ﺑــﺎﺳــﻢ ﺑــﺪر اﻟﺪﻳﻦ، وﻗﺎل: »ﻳﺒﺪو أن ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺰال ﻳﺼﻨﻒ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺒﻪ إﻟﻰ ﻛﻼم أﻣﲔ ﻋﺎم اﻟﺤﺰب ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ اﻷﺧـﻴـﺮ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗــــــﺎل: )ﻻ ﺗــﻠــﻌــﺒــﻮا ﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺎر(، ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟــﺬي ﻧﺸﻬﺪ آﺧــﺮ ﻓﺼﻮل ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻗﺘﻠﺔ رﻓــﻴــﻖ اﻟـﺤـﺮﻳـﺮي، وﻫــﺬا اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﻟﻴﺲ ﻣﻼﺋﻤﴼ وﻻ ﻳﺨﺪم اﺳﺘﻘﺮار اﻟﺒﻠﺪ«. وﻻﺣﻆ أن ﻫﻨﺎك »ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮاﻋﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻗﺴﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ )ﻓـﻲ إﺷـﺎرة إﻟـﻰ ﺣـﺰب اﻟـﻠـﻪ(، وﻻ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﺑﻦ اﻟﺸﻬﻴﺪ رﻓـﻴـﻖ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي )ﺳﻌﺪ اﻟﺤﺮﻳﺮي( اﻟــﺬي ﻳﺤﺎول ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ رﻏـــﻢ ﻛـــﻞ اﻟــﺼــﻌــﻮﺑــﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺿﻪ، وﻛﺄن ﻫﺬا اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻌﺮي اﻟﺤﺮﻳﺮي ﺷﻌﺒﻴﴼ إذا اﻟــﺘــﺰم اﻟــﺼــﻤــﺖ، أو ﻳــﺮﻳــﺪ أن ﻳـــﺪﻓـــﻌـــﻪ إﻟـــــﻰ اﻟــﺘــﺼــﻌــﻴــﺪ، وﻫــــﺬا ﻳﻘﻮد اﻟﺒﻠﺪ إﻟﻰ اﺿﻄﺮاﺑﺎت أﻣﻨﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮة«، ﻣﺘﻤﻨﻴﴼ ﻋﻠﻰ »اﻟﺤﻜﻤﺎء اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻳـــــﺪﻋـــــﻮن اﻟــــﺤــــﺮص ﻋـﻠـﻰ اﺳـﺘـﻘـﺮار اﻟﺒﻠﺪ، أن ﻳﻀﻌﻮا ﺣﺪﴽ ﻟﻬﺬه اﻻﺳـﺘـﻔـﺰازات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﺳﻴﺮ اﳌﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻘﻄﺖ اﺗﻬﺎﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺴﺒﺐ وﻓﺎﺗﻪ«.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺮاء ﺗﻪ ﻷﺑﻌﺎد اﻟﺪﻋﻮة إﻟـﻰ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ، ﻹﻗـﺮار ﻋـﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻘﻮاﻧﲔ ﺑﻐﻴﺎب اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، أوﺿﺢ ﺑﻄﺮس ﺣـــﺮب أﻧــﻬــﺎ »ﻧـــﻮع ﻣــﻦ اﻻﻋــﺘــﺮاف ﺑﻌﺠﺰ ﻛﻠﻲ ﻋﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻣــﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧــﻪ ﻻ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ ﺑـﺎﳌـﺪى اﳌﻨﻈﻮر، واﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺑﺎت ﺿﺮورة ﻟﺤﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﻠﺤﺔ ﻛﻮن اﻻﺑﺘﺰاز اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺴﺘﻤﺮ«.