ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻹﻓﺮاج ﻋﻦ ٤ ﻟﻴﺒﻴﲔ ﻣﺤﻜﻮﻣﲔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٠٣ ﻋﺎﻣﴼ ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ
ﻋـﺎدت إﻟﻰ واﺟﻬﺔ اﻷﺣــﺪاث ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻗﻀﻴﺔ أرﺑﻌﺔ ﻻﻋﺒﻲ ﻛﺮة ﻗﺪم ﻟﻴﺒﻴﲔ ﺳﺠﻨﻮا ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﺮاﺑﺔ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﺑﺘﻬﻤﺔ »اﻻﺗﺠﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﺸﺮ واﻟﻬﺠﺮة ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوﻋﺔ«، ﺣﻴﺚ ﺟﺮى ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﺪة وﻗﻔﺎت اﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ، ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ أﺳﺮﻫﻢ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻋﺪة ﺑﺎﻟﺒﻼد، ﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑـ»اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻺﻓﺮاج ﻋﻨﻬﻢ«.
وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻜﻤﺔ إﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﻗﻀﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٥١٠٢ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٠٣ ﻋﺎﻣﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﻼﻋﺒﲔ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ اﻷرﺑــﻌــﺔ، وﻫــﻢ ﻋــﻼء ﻓﺮج اﳌﻐﺮﺑﻲ، ﻣﻦ ﻧﺎدي )أﻫﻠﻲ ﺑﻨﻐﺎزي(، وﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺒﺪ اﳌﻨﺼﻒ وﻃــﺎرق ﺟﻤﻌﺔ اﻟﻌﻤﺎﻣﻲ، ﻣﻦ ﻧﺎدي )اﻟــﺘــﺤــﺪي( اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ، واﻟــﻼﻋــﺐ ﻣﺤﻤﺪ اﻟـﺼـﻴـﺪ ﻣﻦ ﻃﺮاﺑﻠﺲ، ﺑﺘﻬﻢ »اﻻﺗﺠﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﺸﺮ واﻟﻬﺠﺮة ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوﻋﺔ«.
واﺣﺘﺸﺪ ﻣﺌﺎت ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼت وأﺻﺪﻗﺎء اﻟﻼﻋﺒﲔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻨﻐﺎزي، ﻣﺴﺎء أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻣﻄﺎﻟﺒﲔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺆﻗﺘﺔ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﺒﻼد وﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺴﺮﻋﺔ اﻹﻓﺮاج ﻋﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﲔ، وﻧــﺪدوا ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻮه »ﺻﻤﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ«.
وﻗــﺎل أﺣـﺪ أﻓــﺮاد أﺳــﺮة اﻟﻼﻋﺐ ﻋـﻼء اﳌﻐﺮﺑﻲ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــﻂ« إن »اﻟـــﺘـــﻬـــﻢ اﻟـــﺘـــﻲ وﺟـــﻬـــﺖ ﻟـﻠـﺮﻳـﺎﺿـﻴـﲔ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ ﻏـﻴـﺮ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. ﻓـﻘـﺪ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳـﺴـﺘـﻬـﺪﻓـﻮن اﻟــﻬــﺠــﺮة ﻟــﻼﺣــﺘــﺮاف ﺑــﺄﺣــﺪ اﻷﻧــﺪﻳــﺔ اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟــﻰ أن اﻻﻧـﻘـﺴـﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ »ﺗـﺴـﺒـﺐ ﻓــﻲ إﻫــﻤــﺎل ﻗـﻀـﻴـﺔ اﻟــﻼﻋــﺒــﲔ، وﻣـــﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﻌﻘﻮل أن ﻳﺘﺮﻛﻬﻢ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﻳﻘﻀﻮن ﻛﻞ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻓـﻲ اﻟﺴﺠﻦ، وأﻧــﺎ أرى أﻧـﻪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺻــﺪور ﻋﻔﻮ ﺑﺸﺄﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﺗﺤﺮﻛﺖ اﻟﺪوﻟﺔ«.
وﺗﺮﺟﻊ ﻗﺼﺔ اﻟﻼﻋﺒﲔ اﻷرﺑﻌﺔ إﻟﻰ ﻋﺎم ٥١٠٢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﻜﺮوا ﻓﻲ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺄﺣﺪ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﺸﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺷﻴﺮة ﺳﻔﺮ، ﻓﺎﺿﻄﺮوا )ﺑﺤﺴﺐ رواﻳﺔ أﺳﺮﻫﻢ( إﻟﻰ اﻟﻬﺠﺮة ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوﻋﺔ، ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ رﻛﻮب أﺣﺪ اﻟﻘﻮارب ﻣﻊ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ زوارة )٠٢١ ﻛﻠﻢ ﻏﺮب اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ( إﻟﻰ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﻣﺸﻴﺮﻳﻦ إﻟﻰ أﻧﻬﻢ ﺳﻘﻄﻮا ﻓﻲ ﻳﺪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻫﻨﺎك ﺑــﻤــﺠــﺮد دﺧـــﻮﻟـــﻬـــﻢ اﻟــــﺒــــﻼد، وﺑـــﻌـــﺪ أن ﺧــﻀــﻌــﻮا ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ، ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٠٣ ﻋﺎﻣﴼ ﺑﺘﻬﻤﺔ »اﻟﻬﺠﺮة ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ واﳌﺘﺎﺟﺮة ﻓﻲ ﺑﻴﻊ اﻟﺒﺸﺮ«.
وﺳـﺒـﻖ أن ﻧﻘﻠﺖ اﻟــﻮﻛــﺎﻟــﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻓــﻲ ﺷـﺮق اﻟـــﺒـــﻼد ﻋـــﻦ واﻟـــــﺪ اﻟـــﻼﻋـــﺐ اﻟــﻌــﻤــﺎﻣــﻲ أﻧــــﻪ اﺗــﺼــﻞ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺆﻗﺘﺔ، ووزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، وﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻠﻖ أي رد ﻣﻨﻬﺎ، وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﻛﺪه ﻋﻢ اﻟﻼﻋﺐ اﳌﻐﺮﺑﻲ.
وﻛﺎﻧﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻓﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ ﻗــﺪ ﻗﻄﻌﺖ ﺷــﻮﻃــﴼ ﻓــﻲ اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ، ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﺑﺤﺚ آﻟــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻣــﻊ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻹﻳـﻄـﺎﻟـﻴـﺔ ﻹﻃــﻼق ﺳﺮاح اﻟﻼﻋﺒﲔ. وﻗﺎﻟﺖ إدارة اﻟﺘﻮاﺻﻞ واﻹﻋﻼم، ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﻋﺒﺮ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ »ﻓـﻴـﺴـﺒـﻮك«، إن ﻧـﺎﺋـﺐ رﺋـﻴـﺲ اﳌـﺠـﻠـﺲ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻲ ﻓــﺘــﺤــﻲ اﳌـــﺠـــﺒـــﺮي، ﻧـــﺎﻗـــﺶ ﻓـــﻲ اﺟـــﺘـــﻤـــﺎع ﺣــﻀــﺮه رﺋـﻴـﺲ ﻧـــﺎدي اﻷﻫــﻠــﻲ ﺑـﻨـﻐـﺎزي ﺧـﺎﻟـﺪ اﻟﺴﻌﻴﻄﻲ، آﻟﻴﺔ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ اﻟﺠﻬﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﻣـــﻊ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻹﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺔ ﺑـــﺸـــﺄن إﻃـــــﻼق ﺳـــﺮاح اﻟﻼﻋﺒﲔ اﻟـﺬﻳـﻦ ﺣـﺎوﻟـﻮا دﺧــﻮل إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮوﻋﺔ.
وﻗــﺎل اﳌـﺠـﺒـﺮي ﺣﻴﻨﻬﺎ إﻧــﻪ »ﺳـﻴـﺘـﻮاﺻـﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻨﻮات اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﺸﺄن ﻋــﻮدة اﻟﻼﻋﺒﲔ ﻟﻘﻀﺎء ﻣﺤﻜﻮﻣﻴﺘﻬﻢ ﻓـﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ«. ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﴼ ﻣـﻦ ذﻟــﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث إﻟـﻰ اﻵن. وأﺿــﺎف أن زﻳــﺎد ﻗﺮﻳﺮة، رﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب واﻟـﺮﻳـﺎﺿـﺔ، اﺳﺘﻌﺮض ﺧـﻼل ﻟﻘﺎء اﻟــﺨــﻄــﻮات اﻟـﺘـﻲ اﺗـﺨـﺬﺗـﻬـﺎ اﻟﻬﻴﺌﺔ ﺑـﺸـﺄن دﻋﻤﻬﺎ ﻟــﻸﻧــﺪﻳــﺔ اﻟــﺮﻳــﺎﺿــﻴــﺔ ﺣــﺘــﻰ ﺗــﺤــﻘــﻖ أﻫـــﺪاﻓـــﻬـــﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﺜﻤﺎر أوﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎب وﺻﻘﻞ ﻣﻮاﻫﺒﻬﻢ.
وﺑــﻌــﺪ ﺳـﻠـﺴـﻠـﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﻮﻗــﻔــﺎت اﻻﺣـﺘـﺠـﺎﺟـﻴـﺔ ﻟﺬوي اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﲔ اﳌﺴﺠﻮﻧﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ، وﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﳌﺴﺆوﻟﲔ، ﻟﻢ ﺗﻔﻘﺪ أﺳﺮﻫﻢ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﻗﻀﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، واﺻﻄﻔﻮا ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮة ﺳﻠﻤﻴﺔ، اﻧﻀﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﲔ ﺑـــﺄﻧـــﺪﻳـــﺔ ﺑـــﻨـــﻐـــﺎزي، وﺗـــﻮﺟـــﻬـــﻮا ﺑــﻤــﻄــﻠــﺐ رﺳــﻤــﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
وﺗﻌﺪ ﻟﻴﺒﻴﺎ دوﻟﺔ ﻋﺒﻮر ﻵﻻف اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﲔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ اﻷﻓﺎرﻗﺔ اﻟﺤﺎﳌﲔ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ أوروﺑﺎ.