ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺣﻮل ﺗﻐﻴﻴﺮ اﺳﻢ ﻣﻘﺪوﻧﻴﺎ
ﺻـــــــﻮت اﳌــــﻘــــﺪوﻧــــﻴــــﻮن، أﻣـــــــﺲ، ﻓــﻲ اﺳﺘﻔﺘﺎء ﺣﻮل ﺗﻐﻴﻴﺮ اﺳﻢ ﺑﻼدﻫﻢ إﻟﻰ »ﻣﻘﺪوﻧﻴﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ«، ﺑﻐﻴﺔ ﻃﻲ ﺻﻔﺤﺔ ﻧﺰاع ﻣﻊ اﻟﻴﻮﻧﺎن، واﻟﺘﻘﺮب ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـــــــــــﻲ وﺣــــﻠــــﻒ ﺷــــﻤــــﺎل اﻷﻃــﻠــﺴــﻲ )ﻧـــﺎﺗـــﻮ(. وﺟـــــﺎءت ﻧـﺴـﺒـﺔ اﳌــﺸــﺎرﻛــﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ذي اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻻﺳﺘﺸﺎري ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ، إذ إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎوز ٥٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻣﻊ إﻏﻼق ﻣﻜﺎﺗﺐ اﻻﻗﺘﺮاع، وﻓﻖ اﻷرﻗﺎم اﻷوﻟﻴﺔ.
وﻟـــﻢ ﻳــﺨــِﻒ ﻣــﺴــﺆوﻟــﻮن ﺣﻜﻮﻣﻴﻮن ﺧﺸﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم ﺗﺨﻄﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ٠٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻬﺎء ﻣﻬﻠﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ، وﻫـﻮ اﻟﻬﺪف اﻟـﺬي ﺣــﺪدوه ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﲔ، إذ إن اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ دﻋﺖ إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻫﺪدت ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ، إذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﳌــﺸــﺎرﻛــﺔ أﻗــﻞ ﻣــﻦ ٠٥ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، إﻻ أن رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء اﳌﻘﺪوﻧﻲ، زوران زاﻳﻒ، ﻗــﻠــﻞ ﻣــﻦ أﻫـﻤـﻴـﺔ ﻧﺴﺒﺔ اﳌــﺸــﺎرﻛــﺔ، وﻗــﺎل إﻧـﻪ ﺳﻴﻮاﺻﻞ اﻟﻀﻐﻂ ﻣﻦ أﺟـﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﺳﻢ ﺑﻼده، ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﺖ ﻋﻨﻪ وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ.
وﺗــــﺄﻣــــﻞ ﻣـــﻘـــﺪوﻧـــﻴـــﺎ، اﻟـــﺒـــﻠـــﺪ اﻟــﻔــﻘــﻴــﺮ اﻟـﻮاﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺒﻠﻘﺎن، ﻓـﻲ اﻻﻧـﻀـﻤـﺎم إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ وﺣﻠﻒ ﺷﻤﺎل اﻷﻃﻠﺴﻲ )اﻟـﻨـﺎﺗـﻮ(، وﻫــﻮ أﻣــﺮ ﻳــﺮى ﻓﻴﻪ ﻛـﺜـﻴـﺮون ﺧــﻄــﻮة ﻧـﺤـﻮ اﺳــﺘــﻘــﺮار اﻟـﺒـﻼد وازدﻫـــــــــﺎرﻫـــــــــﺎ. وﻣــــﻨــــﺬ اﺳــــﺘــــﻘــــﻼل ﻫـــﺬه اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ اﻟـﻴـﻮﻏـﻮﺳـﻼﻓـﻴـﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓـــﻲ ﻋـــﺎم ١٩٩١، اﻋــﺘــﺮﺿــﺖ أﺛــﻴــﻨــﺎ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻔﺎﻇﻬﺎ ﺑـﺎﺳـﻢ ﻣـﻘـﺪوﻧـﻴـﺎ، وﻫــﻮ اﺳﻢ إﻗﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل اﻟﻴﻮﻧﺎن. وﻗﺪ ﻋﻄﻞ ﻫﺬا اﻟــﻨــﺰاع اﻧـﻀـﻤـﺎم اﻟﺒﻠﺪ اﻟـــﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻪ ١٫٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ، إﻟــﻰ اﻟﺤﻠﻒ اﻷﻃﻠﺴﻲ واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ.
وﺑــــﺪت ﻋــﺰﻳــﻤــﺔ ﺳــﻠــﻄــﺎت ﺳـﻜـﻮﺑـﻴـﻲ واﺿﺤﺔ ﻟﺘﺠﺎوز ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ، وﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺟــــﺪران اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ ﺑــﺄﺣــﺮف ﺣــﻤــﺮاء: »ﻧﻌﻢ ﳌﻘﺪوﻧﻴﺎ أوروﺑـﻴـﺔ«، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ دﻋﻮات إﻟـــﻰ اﺗــﺨــﺎذ »ﻗــــﺮار ﺗــﺎرﻳــﺨــﻲ« وﺗـﺠـﺎﻫـﻞ دﻋـﻮات إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
)ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ص ٨(