ﻛﻮﻟﺮ ﻳﺪﻋﻮ أﻃﺮاف ﻧﺰاع اﻟﺼﺤﺮاء ﻻﺟﺘﻤﺎع ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ
أﻓــﺎدت ﻣﺼﺎدر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺑــﺄن ﻣﺒﻌﻮث اﻷﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة إﻟﻰ اﻟـــﺼـــﺤـــﺮاء، اﻷﳌــــﺎﻧــــﻲ ﻫــﻮرﺳــﺖ ﻛـﻮﻟـﺮ، وﺟــﻪ دﻋـــﻮات إﻟــﻰ اﳌﻐﺮب وﺟﺒﻬﺔ اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﺎرﻳﻮ واﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣـــﻮرﻳـــﺘـــﺎﻧـــﻴـــﺎ ﻟـــﻼﺟـــﺘـــﻤـــﺎع ﻓــﻲ ﺟــﻨــﻴــﻒ ﻳـــﻮﻣـــﻲ ٥ و٦ دﻳـﺴـﻤـﺒـﺮ )ﻛــــﺎﻧــــﻮن اﻷول( اﳌــﻘــﺒــﻞ ﻟـﺒـﺤـﺚ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻧـــﺰاع اﻟــﺼــﺤــﺮاء، ﻋﻠﻰ أﻣﻞ دﻓﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻼم اﳌﺘﻮﻗﻔﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ٠١ ﺳﻨﻮات.
وﻣــــﻨــــﺢ اﳌــــﺒــــﻌــــﻮث اﻟــــﺪوﻟــــﻲ اﻷﻃــﺮاف اﻷرﺑـﻌـﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻤﺖ اﻟـــــﺪﻋـــــﻮات اﻟـــﺠـــﻤـــﻌـــﺔ، ﺣـــﺘـــﻰ ٠٢ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟـﻠـﺮد. وﻗــﺎل ﻣـﺼـﺪر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ إن اﻷﻣـــﺮ ﻟــﻦ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑــ»اﺟـﺘـﻤـﺎع ﻣــــــﻔــــــﺎوﺿــــــﺎت«، ﺑـــــﻞ ﺑـــــ»ﻃــــﺎوﻟــــﺔ ﻧـــﻘـــﺎش«، وﻓـــﻖ »ﺻــﻴــﻐــﺔ ٢ زاﺋـــﺪ ٢«. ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ ﻫﻨﺎك ﻃﺮﻓﺎ اﻟﻨﺰاع اﳌــﻐــﺮب وﺟـﺒـﻬـﺔ اﻟـﺒـﻮﻟـﻴـﺴـﺎرﻳـﻮ، وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻫﻨﺎك اﻟﺠﺎرﺗﺎن اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ.
ووﺟــــــﻬــــــﺖ اﻟــــــــﺪﻋــــــــﻮات إﻟــــﻰ وزراء ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ واﳌﻐﺮب وﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﺣﺘﻰ اﻵن ﻣــﺴــﺘــﻮى ﺗـﻤـﺜـﻴـﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻃﺮاف ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺟﻨﻴﻒ. وﺗﻌﻮد آﺧﺮ ﺟﻮﻟﺔ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺑﲔ اﳌﻐﺮب وﺟﺒﻬﺔ اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﺎرﻳﻮ إﻟﻰ ٨٠٠٢، وﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﺷﻲء ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ.
وﺧـــــﻼل ﻫــــﺬا اﻟــــﻌــــﺎم، ﻋــﺒــﺮت اﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮ ﻋــــﻦ رﻓــﻀــﻬــﺎ ﻹﺟـــــﺮاء ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻊ اﳌﻐﺮب، ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺮﺑﺎط ﻣﻨﺬ أﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ. وﺗﺮى اﻟﺠﺰاﺋﺮ أن اﻟﻨﺰاع ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﻞ ﺑﲔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﲔ واﳌﻐﺮب، ﻣـﻦ دون أن ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ »ﻣﻮاﻛﺒﺔ« اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺗﻬﻤﺎ.
وأﻛﺪ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻣﺴﺎﻫﻞ أﻣﺎم اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﻟـﻸﻣـﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة، أول ﻣﻦ أﻣــــﺲ، أن ﺑــــﻼده ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ أن ﺣﻞ اﻟﻨﺰاع ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ إﻻ ﺑﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﲔ ﻟــﺤــﻖ ﺗــﻘــﺮﻳــﺮ اﳌــﺼــﻴــﺮ، وأﺿـــﺎف أن اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ »اﺳﺘﺌﻨﺎف اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻦ دون ﺷﺮوط ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ، اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ وﺟﺒﻬﺔ اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﺎرﻳﻮ، ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻘﺒﻮل ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﲔ«.
ﻛﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺳﻌﺪ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻗﺪ اﻋﺘﺒﺮ، اﻟﺜﻼﺛﺎء اﳌﺎﺿﻲ، ﻣﻦ اﳌﻨﺒﺮ ذاﺗﻪ أن اﻟـﺼـﺤـﺮاء ﻫــﻲ »ﻣــﺼــﺪر ﻋﺪم اﺳــﺘــﻘــﺮار وﻋــﻘــﺒــﺔ أﻣــــﺎم اﻧــﺪﻣــﺎج اﳌــــﻐــــﺮب اﻟــــﻌــــﺮﺑــــﻲ«، وﻃـــﻠـــﺐ ﻣـﻦ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮ »ﺗـﺤـﻤـﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ«، ﻣﺘﻬﻤﴼ إﻳﺎﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘﻒ وراء اﻷزﻣﺔ.
وﺗــــــــــــــــﻄــــــــــــــــﺎﻟــــــــــــــــﺐ ﺟـــــــﺒـــــــﻬـــــــﺔ اﻟـــﺒـــﻮﻟـــﻴـــﺴـــﺎرﻳـــﻮ، اﳌـــﺪﻋـــﻮﻣـــﺔ ﻣـﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ، ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ اﺳﺘﻔﺘﺎء ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮ ﻓـﻲ اﻟـﺼـﺤـﺮاء. وﺗﺮﻓﺾ اﻟــــﺮﺑــــﺎط، ﻣــﺪﻋــﻮﻣــﺔ ﻣـــﻦ ﺑــﺎرﻳــﺲ وواﺷﻨﻄﻦ، أي ﺣﻞ ﺧــﺎرج ﺣﻜﻢ ذاﺗﻲ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﺎدﺗﻬﺎ.
وﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻣﻬﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻓــــﻲ اﻟــــﺼــــﺤــــﺮاء اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻀـﻤـﻦ اﺳــﺘــﻤــﺮار وﻗـــﻒ إﻃـــﻼق اﻟـــﻨـــﺎر ﻓـــﻲ أﺑـــﺮﻳـــﻞ )ﻧـــﻴـــﺴـــﺎن( إﻻ ﻟﻔﺘﺮة ٦ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ، وذﻟﻚ إﺛﺮ ﺿﻐﻮط أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟـــﻠـــﺪﻓـــﻊ ﺑــــﺎﺗــــﺠــــﺎه ﺣـــــﻞ اﻟـــــﻨـــــﺰاع. وﺳﻴﺪﻋﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـﻦ ﻣﺠﺪدﴽ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﻤﺪﻳﺪ وﻻﻳﺔ اﳌﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﻛﺘﻮﺑﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ.
وﻋـــﻠـــﻰ ﺻــﻌــﻴــﺪ ذي ﺻــﻠــﺔ، أﺷــﺎرت ﻣﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻟــﻌــﻠــﻴــﺎ ﻟـــﺸـــﺆون اﻟــﻼﺟــﺌــﲔ، ﻓﻲ ﺑﻴﺎن أﺻﺪرﺗﻪ أول ﻣﻦ أﻣﺲ، إﻟﻰ ﺿﺮورة ﺗﺴﺠﻴﻞ وإﺣﺼﺎء ﺳﻜﺎن ﻣﺨﻴﻤﺎت اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﲔ ﻓــــــﻲ ﺗــــــﻨــــــﺪوف )ﺟــــــﻨــــــﻮب ﻏـــﺮﺑـــﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ(.
وأوﺿــﺢ اﻟﺒﻴﺎن أن »اﻷرﻗــﺎم اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﳌﻮﺟﻬﺔ ﳌﺨﻴﻤﺎت ﺗﻨﺪوف ﻟﻢ ﻳﻄﺮأ ﻋﻠﻴﻬﺎ أي ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮ«، ﻓــﻲ إﺷــــﺎرة إﻟــﻰ ﻣﺎ ﺗـــﺮوج ﻟــﻪ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮﻳـﺔ وﺟــﺒــﻬــﺔ اﻟــﺒــﻮﻟــﻴــﺴــﺎرﻳــﻮ ﻣـــﻦ أن ﻋﺪد اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﲔ ﻓﻲ ﺗﻨﺪوف ﻧﺎﻫﺰ ٠٦١ أﻟﻔﴼ.
وأﻛــــــﺪ ﺑـــﻴـــﺎن اﳌــﻔــﻮﺿــﻴــﺔ أن اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻌﺪد اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻓـــــــﻲ ﻏــــــﻴــــــﺎب أي ﺗــــﺴــــﺠــــﻴــــﻞ أو إﺣـــﺼـــﺎء ﻫـــﻮ ٠٩ أﻟــــﻒ ﺷـﺨـﺺ، داﻋـــــﻴـــــﴼ اﳌــــﺎﻧــــﺤــــﲔ إﻟــــــﻰ ﺿــﻤــﺎن اﳌـﺴـﺎﻋـﺪات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ ﺣﺪود ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ. وﺗﺮﻓﺾ اﻟﺠﺰاﺋﺮ، اﻟﺒﻠﺪ اﳌﻀﻴﻒ، ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟــــﻼﺟــــﺌــــﲔ اﻟــــﺼــــﺤــــﺮاوﻳــــﲔ ﻓــﻲ ﺗﻨﺪوف أو إﺣﺼﺎﺋﻬﻢ، ﻓﻲ ﺧﺮق واﺿــــﺢ ﻟــﻠــﻘــﺎﻧــﻮن اﻟـــﺪوﻟـــﻲ اﻟــﺬي ﻳــﺮﺑــﻂ اﻻﺳــﺘــﻔــﺎدة ﻣــﻦ وﺿـﻌـﻴـﺔ اﻟــﻼﺟــﺊ، وﻣــﻦ اﻟــﺪﻋــﻢ اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻲ اﻟﺬي ﺗﻮﻓﺮه، وﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ، ﻛﺤﺮﻳﺔ اﻟــﺘــﻨــﻘــﻞ واﻟـــﻌـــﻤـــﻞ، ﺑـﺎﻟـﺘـﺴـﺠـﻴـﻞ ﻣـــــــﻦ ﻃـــــــــﺮف اﻟـــــﺒـــــﻠـــــﺪ اﳌــــﻀــــﻴــــﻒ، واﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻄـﺎﻗـﺔ ﻻﺟــﺊ. ورﻏـﻢ اﻟﺪﻋﻮات اﳌﺘﻜﺮرة ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻣـــﻦ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻷﻣـــــﻦ وﻣــﻔــﻮﺿــﻴــﺔ اﻟﻼﺟﺌﲔ، ﻓﺈن ﺗﺴﺠﻴﻞ وإﺣﺼﺎء اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﲔ ﻇﻞ ﺣﺒﺮﴽ ﻋﻠﻰ ورق.