ﻗﻠﻖ ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﺑﺄﻧﻐﻮﻻ ﺑﻌﺪ ﺣﻤﻠﺔ ﺿﺪ ﻣﺤﻼت اﳌﺎس
ﺗﻨﻈﺮ اﻟـﺠـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ أﻧـــﻐـــﻮﻻ إﻟـــﻰ اﻹﺟـــــــﺮاءات اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﺗﺠﺎرة اﳌﺎس ﺑﻘﻠﻖ ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻋﻠﻦ أﻣﺲ ﻋﻦ إﻗﻔﺎل ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺤﻼت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ، ﻣﺎ اﺳﺘﺪﻋﻰ ﺗﺪﺧﻼ ﻣــﻦ اﻟـــﺪوﻟـــﺔ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ ﻋــﻠــﻰ أﻋـﻠـﻰ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت، ﻓﺄﺑﺮق رﺋﻴﺲ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻧـﺒـﻴـﻪ ﺑـــﺮي إﻟـــﻰ رﺋــﻴــﺲ ﺟـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ أﻧﻐﻮﻻ ﻣﺘﻤﻨﻴﺎ ﻣﻨﻪ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻹﻋﺎدة ﻓﺘﺤﻬﺎ، وﺗﺎﺑﻌﺖ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻗﺒﻼن ﻓﺮﻧﺠﻴﺔ.
وﻓـﻴـﻤـﺎ ﻟـﻔـﺖ ﺑــﺮي ﻓــﻲ رﺳﺎﻟﺘﻪ إﻟــــﻰ رﺋــﻴــﺲ أﻧـــﻐـــﻮﻻ إﻟــــﻰ »أﺳــﺒــﺎب ﻏــﻴــﺮ ﻣــﻌــﺮوﻓــﺔ وراء اﻟــــﻘــــﺮار«، أﻛــﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺪر ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ أﻧﻐﻮﻻ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ« أن »اﻟــﺴــﺒــﺐ اﻷﺳــــﺎﺳــــﻲ ﻫـــﻮ اﺗـــﺨـــﺎذ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻷﻧﻐﻮﻟﻴﺔ إﺟﺮاءات ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟــﻘــﻄــﺎع ﻓــﻲ ﻇــﻞ اﻟــﻌــﻬــﺪ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ وﺳﻴﺎﺳﺎت ﺟﺪﻳﺪة، وﻫﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺪف اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص إﻧﻤﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﺠﺎرة اﳌﺎس«.
ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻗﺎل ﻣﺼﺪر ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻲ أﻧﻐﻮﻻ ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«، إن ﻫﻨﺎك ﻣﺆﺷﺮات ﺗﻔﻴﺪ ﺑـﻘـﺮار إﻗـﻔـﺎل ﻛـﻞ ﺷـﺮﻛـﺎت وﻣﺤﻼت اﳌــــﺎس ﺗــﻤــﻬــﻴــﺪا ﻟــﺤــﺼــﺮ ﺗـﺠـﺎرﺗـﻬـﺎ ﺑﺠﻬﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول اﺣﺘﻜﺎر ﺗﺠﺎرة اﳌﺎس ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، وﻫـﻮ اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي أدى إﻟــﻰ اﺗـﺨـﺎذ ﻗــﺮار ﻛـﻬـﺬا. وأﺷــﺎر إﻟﻰ أﻧﻪ ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳌﺪاﻫﻤﺎت ﻋﻨﺪ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻓﺠﺮا وﺷﻤﻠﺖ ﻣﻨﺎزل اﻟﺘﺠﺎر وﻣﺤﻼﺗﻬﻢ واﻗﺘﻴﺪ ﻋﺪد ﻣﻨﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﻴﻨﻬﻢ ٤ أو ٥ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﲔ، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻓﻲ أﻧﻐﻮﻻ ﻳــﺘــﺮﻗــﺒــﻮن ﺑـﻘـﻠـﻖ ﻣــﺠــﺮﻳــﺎت اﻷﻣـــﻮر وﻳﺘﺨﻮﻓﻮن ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻻت ﻹﺑﻌﺎدﻫﻢ ﻋـــﻦ ﻫـــﺬه اﻟـــﺘـــﺠـــﺎرة، ﻛــﻤــﺎ ﺳــﺒــﻖ أن ﺣﺼﻞ ﻓﻲ دول أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﺜﻞ ﻟﻴﺒﻴﺮﻳﺎ وﺳﻴﺮاﻟﻴﻮن، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻛﺎرﺛﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻬﻢ. ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أن ﻋﺪدا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ اﳌﻐﺘﺮﺑﲔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﺠﺎر اﳌﺎس ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮات اﻟﺴﻨﻮات، وﻳﻨﺘﻤﻲ ٠٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ إﻟـﻰ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ وﺗﺤﺪﻳﺪا ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﻨﻮب.
وأﻛــــــــــــــــــﺪت ﻣـــــــــﺼـــــــــﺎدر وزارة اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﺔ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ«، أﻧـــﻬـــﺎ ﺗــﺘــﺎﺑــﻊ اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ ﻣــﻊ اﻟـﺴـﻔـﻴـﺮ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻲ ﻓــﻲ ﺟـﻨـﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، واﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻷوﻟﻴﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺑــﺘــﻮﻗــﻴــﻒ ٤ أﺷـــﺨـــﺎص ﻟـﻠـﺘـﺤـﻘـﻴـﻖ ﻣﻌﻬﻢ، وﻗــﺪ أﻓــﺮج ﻋـﻦ اﺛـﻨــﲔ، وﻣﻦ اﳌــــﺘــــﻮﻗــــﻊ أن ﻳــــﻔــــﺮج ﻋـــــﻦ اﻻﺛــــﻨــــﲔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﺎﻋﺎت اﳌﻘﺒﻠﺔ.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﺷﺪد رﺋﻴﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻘﺎري اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻋﺒﺎس ﻓﻮاز، ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﻤﻠﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻬﺪف اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـﻌـﻤـﻠـﻮن ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﻘــﻄــﺎع، ﻛﻤﺎ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣــﻦ ﺟﻨﺴﻴﺎت أﺧــﺮى. وأوﺿــــﺢ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ« أﻧـﻪ »ﺑـﻌـﺪ إﺻـــﺪار اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻧﻐﻮﻟﻴﺔ ﻗـﻮاﻧـﲔ ﺟـﺪﻳـﺪة ﺗﻬﺪف إﻟــﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع، ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ وﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺬه اﻹﺟــﺮاءات اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ«، ﻣﺆﻛﺪا أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ إﻗﻔﺎل اﳌــﺤــﻼت، وﻣــﺎ ﺣﺼﻞ ﻛــﺎن ﺗﻮﻗﻴﻒ ﻧﺤﻮ ٠٠٣١ ﺷﺨﺺ ﻣـﻦ ﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺑﻴﻨﻬﻢ ٥ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﲔ، ﻧﺎﻓﻴﺎ إﻗﻔﺎل ﻣﺤﻼﺗﻬﻢ.
وﻛــــﺎن ﺑــــﺮي أﺑــــﺮق إﻟــــﻰ رﺋـﻴـﺲ ﺟـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ أﻧــﻐــﻮﻻ، ﻣﺘﻤﻨﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ »اﻟــــﺘــــﺪﺧــــﻞ اﻟـــﺴـــﺮﻳـــﻊ ﻹﻋــــــــﺎدة ﻓـﺘـﺢ اﳌــﺤــﻼت اﻟــﺘــﺠــﺎرﻳــﺔ وأﺑــــــﻮاب ﻋﻤﻞ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻓﻲ أﻧﻐﻮﻻ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺟﺮى ﻋﻨﻮة إﻗﻔﺎﻟﻬﺎ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻋﺘﻘﺎل ﺑــﻌــﺾ أﺻــﺤــﺎﺑــﻬــﺎ وﻋــﻤــﺎﻟــﻬــﺎ دون أي ﺳـــﺒـــﺐ ﻣـــــﻌـــــﺮوف، اﻷﻣـــــــﺮ اﻟــــﺬي ﻳــﻠــﺤــﻖ أﻛــﺒــﺮ اﻷﺿـــــــﺮار ﻟــﻴــﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﻬﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮة رﻋﺎﻳﺎ اﻟﺒﻼد وأﺳﺒﺎب ﻧﻬﻀﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ، ﺑــﻞ أﻳــﻀــﺎ ﻳـﻠـﺤـﻖ اﻟــﻀــﺮر ﺑـﺄﻧـﻐـﻮﻻ ﻧــﻔــﺴــﻬــﺎ«. واﺗـــﺼـــﻞ ﻟـــﻬـــﺬه اﻟــﻐــﺎﻳــﺔ أﻳﻀﺎ ﺑﻮزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗـﺼـﺮﻳـﻒ اﻷﻋــﻤــﺎل ﺟــﺒــﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ وﺑﺎﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﻠﻮاء ﻋﺒﺎس إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻹﺟﺮاء اﻻﺗﺼﺎﻻت ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻷﻣﻨﻴﲔ ﻫﻨﺎك.
وﻓــــﻲ ﺑـــﻴـــﺎن ﻟــــﻪ، أﺛـــﻨـــﻰ ﻋــﺒــﺎس ﻓــﻮاز ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻮد ﺑـﺮي واﺗﺼﺎﻻﺗﻪ ﻣــﻊ اﻟـﺠـﻬـﺎت اﻟـﺮﺳـﻤـﻴـﺔ ﻓــﻲ أﻧـﻐـﻮﻻ وﻟﺒﻨﺎن ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ، ﻣﺆﻛﺪا أن »اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻓﻲ أﻧﻐﻮﻻ ﺑﺨﻴﺮ، وﻫﻢ ﻣﻠﺘﺰﻣﻮن داﺋﻤﺎ ﻣـﻨـﺬ أن وﻃــﺌــﻮا أرض ﻫــﺬه اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ دول اﻟﻘﺎرة اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺔ، ﺑــﺎﻷﻧــﻈــﻤــﺔ واﻟــﻘــﻮاﻧــﲔ اﳌﺮﻋﻴﺔ اﻹﺟـــﺮاء، وﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن«. وﻗــﺎل إﻧــﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﺗـــــــﺼـــــــﺎﻻت اﻟـــــﺘـــــﻲ أﺟــــــﺮاﻫــــــﺎ ﻣــﻊ ﻣــﺴــﺆوﻟــﻲ اﻟــﺠــﺎﻟــﻴــﺔ وﻓـﺎﻋـﻠـﻴـﺎﺗـﻬـﺎ، ﺗــﺒــﲔ أن ﻣـــﺎ ﺣــﺼــﻞ إﺷـــﻜـــﺎل ﻋـﺎﺑـﺮ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺿﻤﻦ اﻷﻃﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، وﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟـﻰ اﻟﺤﻞ، واﻷﻣــﻮر ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻧﻐﻮﻟﻴﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺎﺗﺠﺎه إﻳﺠﺎﺑﻲ، ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺳﺮﻳﻌﺎ«.