ﺻﺮاع ﻋﺠﺰ اﳌﻮازﻧﺔ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻳﻈﻬﺮ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻗﻮة اﻟﺸﻌﺒﻮﻳﲔ

ﺗﻠﻘﺖ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﺿﺮﺑﺔ ﻗﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻮﻳﻐﻲ دي ﻣﺎﻳﻮ وﻣـﺎﺗـﻴـﻮ ﺳﺎﻟﻔﻴﻨﻲ اﻟـﻠـﺬﻳـﻦ ﻓـــﺎزا ﺑــﺄول ﻣﻌﺎرﻛﻬﻤﺎ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﻮﻋﻮد اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟــﺒــﺎﻫــﻈــﺔ اﻟــﻜــﻠــﻔــﺔ. ﻓــﺒــﻌــﺪ ﻣــﻔــﺎوﺿــﺎت ﺷــﺎﻗــﺔ وﻃــﻮﻳــﻠــﺔ ﻫـــﺪدت ﻣـﻨـﺼـﺐ وزﻳــﺮ اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ ﺟــﻴــﻮﻓــﺎﻧــﻲ ﺗــﺮﻳــﺎ، أﻋــﻠــﻦ ﻧﺎﺋﺒﺎ رﺋﻴﺲ اﻟـــﻮزراء دي ﻣـﺎﻳـﻮ، وﺳﺎﻟﻔﻴﻨﻲ ﺑﺤﻤﺎﺳﺔ ﺑـﺎﻟـﻐـﺔ ﻣــﺴــﺎء اﻟـﺨـﻤـﻴـﺲ، أن اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ واﻓــﻘــﺖ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﺤــﺪﻳــﺪ ﻋﺠﺰ ﻣــﻮازﻧــﺔ اﻟــﻌــﺎم اﳌـﻘـﺒـﻞ ﻋـﻨـﺪ ﻧـﺴـﺒـﺔ ٤٫٢ ٪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ، وﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ أﻗــﻞ ﻣــﻦ اﻟــﺤــﺪ اﻷدﻧـــﻰ اﻟـﺒـﺎﻟـﻎ ٢ ٪ اﻟﺘﻲ ﺟـﺎءت اﺧﺘﺒﺎرﴽ ﻟﻠﻀﻐﻮط ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق اﳌﺎﻟﻴﺔ وﻟﻘﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺘﻌﻬﺪاﺗﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، وﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺸﻜﻞ ﺿﺮرﴽ ﻋﻠﻰ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم، وﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺨﺎﻟﻒ اﻟﺤﺪود اﻟﺘﻲ ﺣﺪدﻫﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، أم ﻻ.

اﻟﻬﺪف ﻛﺎن ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﻟﻮزﻳﺮ اﳌـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﺟـــﻴـــﻮﻓـــﺎﻧـــﻲ ﺗـــﺮﻳـــﺎ وﻟــﻠــﺮﺋــﻴــﺲ ﺳﻴﺮﺟﻴﻮ ﻣﺎﺗﺮﻳﻼ. ﻓﻘﺪ ﺳﻌﻰ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻗــﺪر ﻣــﻦ اﻻﻋــﺘــﺪال واﻟــﺘــﻮازن داﺧــــــﻞ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺸــﻜــﻠــﺖ ﻓـﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣــﺰﻳــﺮان( ﺑـﺮﺋـﺎﺳـﺔ ﺣـﺮﻛـﺔ دي ﻣﺎﻳﻮ »ﻓﺎﻳﻒ ﺳﺘﺎر ﻣﻮﻓﻤﻨﺖ« اﳌﻨﺎوﺋﺔ ﻟـﻠـﻤـﺆﺳـﺴـﺎﺗـﻴـﺔ و»راﺑــــﻄــــﺔ« ﺳﺎﻟﻔﻴﻨﻲ اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد، ﻗــــﺎل إرﻳـــــﻚ ﺟـــﻮﻧـــﺰ، أﺳـــﺘـــﺎذ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ واﻻﻗــﺘــﺼــﺎد ﺑـﺠـﺎﻣـﻌـﺔ ﺟﻮﻧﺰ ﻫﻮﺑﻜﻨﺰ ﺑﺒﻮﻟﻮﻧﻴﺎ، إن »ﻫـــﺬا ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻟﺘﺮﻳﺎ«.

إن اﻷﻫـــــــﺪاف اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ ﺗـــﺤــﺪد أﻃــﺮ ﻣـــﺸـــﺮوع ﻣـــﻮازﻧـــﺔ ٩١٠٢ اﳌــﻔــﺘــﺮض أن ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻠﻤﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﺑــﺤــﻠــﻮل ﻣــﻨــﺘــﺼــﻒ أﻛـــﺘـــﻮﺑـــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻷول( اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ ﻻﻋــﺘــﻤــﺎدﻫــﺎ. وﻳﺴﻌﻰ ﺣـــﺰﺑـــﺎ »ﻓــــﺎﻳــــﻒ ﺳــــﺘــــﺎر« و»اﻟــــﺮاﺑــــﻄــــﺔ« ﻟــﺘــﻘــﺪﻳــﻢ وﻋــــﻮد ﻣــﺮﺗــﻔــﻌــﺔ اﻟـﺘـﻜـﻠـﻔــﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻟﺤﺸﺪ اﻟﺪﻋﻢ ﻗﺒﻴﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻷوروﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﳌﻘﺒﻞ.

وﺳـــﺘـــﻈـــﻬـــﺮ ﺻـــﻨـــﺎدﻳـــﻖ اﻻﻗــــﺘــــﺮاع ﻣﺪى ﻗﻮة اﻟﻘﻮى اﳌﺘﺸﻜﻜﺔ ﻓﻲ ﺟﺪوى اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ ﻣــﻊ ﺗﻌﺰﻳﺰ أﺣــﺰاب ﺗــﻴــﺎر اﻟـﻴـﻤـﲔ ﻫـﺠـﻮﻣـﻬـﻢ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟـــﺤـــﺎﻛـــﻤـــﺔ وﻣـــﻤـــﺎرﺳـــﺘـــﻬـــﻢ اﻟــﻀــﻐــﻮط ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺰﻳﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺴـﻴـﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺴﻌﻲ ﻟﻮﺿﻊ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮة.

وﻗـــــــﺪ ﺻـــــــﺎح ﻣـــــﺴـــــﺆول اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷوروﺑﻲ اﻟﺬي أذﻫﻠﻪ رﻗﻢ ﻋﺠﺰ اﳌﻮازﻧﺔ: »ﻳﺎ ﻟﻠﻬﻮل«. وأﻓﺎد اﳌﺴﺆول اﻟﺬي ﻃﻠﺐ ﻋﺪم ذﻛﺮ اﺳﻤﻪ، ﺑﺄن رﻗﻢ ﻋﺠﺰ اﳌﻮازﻧﺔ اﻟـﺬي ورد ﻓﻲ اﻟﻌﻨﻮان ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ٦٫١ ٪ ﻟﻀﻤﺎن ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﺤﺴﻦ ﻃﻔﻴﻒ ﻓـﻲ اﻟــﺘــﻮازن اﻟﻬﻴﻜﻠﻲ. وﻣــﻦ اﳌـﺆﻛـﺪ أن رﻗﻢ ٤٫٢ ٪ ﻳﻈﻬﺮ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﺗﻌﻬﺪاﺗﻬﺎ، ﺑﺤﺴﺐ اﳌﺴﺆول اﻷوروﺑﻲ.

وﺑﺤﺴﺐ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺳﻮل ٤٢ أور«، ﻓـﻘـﺪ ﻗـــﺮر ﺗــﺮﻳــﺎ ﻋـــﺪم ﺗـﻘـﺪﻳـﻢ اﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻃﺎﻟﺒﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎﺗﺮﻳﻼ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻪ. وﻓﻲ اﻟﺸﺄن ذاﺗـﻪ، ﺗﺤﺪث رﺋــــﻴــــﺲ اﻟــــﺒــــﻼد ﻣــــﻊ رﺋــــﻴــــﺲ اﻟــــــــﻮزراء ﺟﻴﺴﻴﺒﻲ ﻛــﻮﻧــﺘــﻲ، ﺑـﺤـﺴـﺐ ﺻﺤﻴﻔﺔ »أﻧـــــﺴـــــﺎ«. ودﺧـــــــﻞ ﺗـــﺮﻳـــﺎ ﻓــــﻲ ﺷـــﺠـــﺎر، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ ﻣـــﻊ دي ﻣـــﺎﻳـــﻮ اﻟـــــﺬي أﻓـــﺎد اﻷﺳــﺒــﻮع اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ ﺑـــﺄن ﻋـﺠـﺰ اﳌــﻮازﻧــﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٢ ٪ »ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﺤﺮﻣﺎت«، وأن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻷن ﺗﻨﻔﻖ ﺑﺴﺨﺎء ﻟــﺘــﻌــﺰﻳــﺰ اﻟـــﻨـــﻤـــﻮ. وﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻟــﺤــﺰب »ﻓﺎﻳﻒ ﺳﺘﺎر«، ﻓﺈن اﻷﻣﺮ ﺑﺎت وﺳﻴﻠﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﳌﺒﺎدرة ﻣﻦ ﺣﺰب »اﻟﺮاﺑﻄﺔ« اﻟﺬي ﻳﺮأﺳﻪ ﺳﺎﻟﻔﻴﻨﻲ.

وﻗﺪ أﻓﺎد دي ﻣﺎﻳﻮ وﺳﺎﻟﻔﻴﻨﻲ ﺑﺄن اﻹﺟـــﺮاءات اﻟﺘﻲ ﺟــﺮى اﻻﺗـﻔـﺎق ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟـــﺨـــﻤـــﻴـــﺲ، ﺗــﻀــﻤــﻨــﺖ ﺗـــﺤـــﺪﻳـــﺪ دﺧـــﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﻟﻠﻔﻘﺮاء، وﺗﺨﻔﻴﻀﺎت ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ، وإﺟـــــــﺮاء إﺻـــﻼﺣــــﺎت ﻋــﻠــﻰ اﳌــﻌــﺎﺷــﺎت اﻟﺘﻘﺎﻋﺪﻳﺔ ﺑﻌﺪ رﻓﻊ ﺳﻦ اﻟﺘﻘﺎﻋﺪ. وﻗﺪ رﺣــﺐ دي ﻣﺎﻳﻮ ﺑـﺎﳌـﻮازﻧـﺔ اﻟﺘﻲ أﻋـﺪت ﻟــﺼــﺎﻟــﺢ اﻟـــﻨـــﺎس واﻟـــﺘـــﻲ ﻧــﺠــﺤــﺖ ﻓـﻲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮ ﺑﻌﺪ زﻳــﺎدة اﻟﺪﺧﻞ ﻓــﻲ ﻣــﺸــﺮوع ﺗــﻘــﺪر ﺗﻜﻠﻔﺘﻪ ﺑـﻨـﺤـﻮ ٠١ ﻣﻠﻴﺎرات ﻳﻮرو.

وﻗﺪ ﺗﺒﻨﻰ ﺳﺎﻟﻔﻴﻨﻲ ﻣﻮﻗﻔﴼ ﻣﺘﺤﻔﻈﴼ أﻣــــــﺎم اﻟــــﻨــــﺎس، ﻟـــﻜـــﻦ ﻓــــﻲ اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﺎت اﻟﻮزارﻳﺔ دﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻋﺠﺰ أﻛﺒﺮ.

وﻗـــﺪ ﺗـﺒـﻨـﻲ ﺣـــﺰب »ﻓــﺎﻳــﻒ ﺳـﺘـﺎر« ﻣﻮﻗﻔﴼ ﻣﻨﺎوﺋﴼ ﺑﻌﺪ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺰ اﳌـــﻮازﻧـــﺔ اﳌــﺴــﺘــﻬــﺪف، وﻫـــﻮ ﻣــﺎ ﺗﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ رﺋﻴﺴﻪ: »ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺨﺸﻰ اﻻﻧﺘﺸﺎر«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻔﺠﻮة ﻓﻲ اﻟــﺘــﻔــﺎوت ﺑــﲔ إﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺎ وأﳌــﺎﻧــﻴــﺎ ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار اﻟـﺴـﻨـﻮات اﻟﻌﺸﺮ اﳌـﺎﺿـﻴـﺔ. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد، أﻛﺪ ﺳﺘﻴﻔﺎﻧﻮ ﺑﺎﺗﻮﻧﻴﻠﻲ، رﺋﻴﺲ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ ﺑﺤﺰب »ﻓﺎﻳﻒ ﺳﺘﺎر«، ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺨﺸﻰ اﻷﺳـــــــﻮاق. ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗــــﻞ ﻓــــﺈن اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﺗﺤﺎول اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳌﻄﺎﻟﺐ اﳌﻮاﻃﻨﲔ«.