»ﻋﻴﺎر ﻧﺎري«... ﻓﻴﻠﻢ ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﺎﳌﺴﻜﻮت ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺛﻮرة ﻳﻨﺎﻳﺮ
ﺻﻨﺎع اﻟﻌﻤﻞ ﻟـ : ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻻ ﺗﺪﻋﻢ ﻣﻌﺴﻜﺮﴽ ﺑﻌﻴﻨﻪ
»ﻛـــﻞ ﺷـــﻲء ﻟـــﻪ وﺟـــﻬـــﺎن ورﺑــﻤــﺎ أﻛﺜﺮ«، ﺑﻬﺬه اﻟﺠﻤﻠﺔ ﻳﻠﺨﺺ ﺻﻨﺎع »ﻋﻴﺎر ﻧﺎري«، ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺮﺳﻠﻪ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻞ، ﻃﺎرﺣﲔ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮاﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺷﺎﺋﻜﺔ، وﻳﺮاﻫﺎ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻣﺸﺮوﻋﺔ.
اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻟــــــﺬي ﺷــﻬــﺪ ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن اﻟﺠﻮﻧﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻋﺮﺿﻪ اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻷول اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ، ﺗﺪور أﺣﺪاﺛﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ اﺷﺘﺒﺎﻛﺎت ﻻﻇﻮﻏﻠﻲ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻜــﺮرت ﻛــﺜــﻴــﺮﴽ ﺑــﺠــﻮار وزارة اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ ﺧــﻼل ﺛـــﻮرة ٥٢ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ١١٠٢. وﺗﺒﺪأ ﺑـﻮﺻـﻮل ﺟﺜﺔ ﻋــﻼء أﺑــﻮ زﻳــﺪ، اﻟـﺬي ﻳﺠﺴﺪه اﳌﻤﺜﻞ اﻟﺸﺎب أﺣﻤﺪ ﻣﺎﻟﻚ، إﻟﻰ اﳌﺸﺮﺣﺔ، ﻟﻴﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻃﺒﻴﺐ ﺳﻜﻴﺮ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣــﻦ ﻣﺸﻜﻼت ﻋـﺎﺋـﻠـﻴـﺔ ﻳـﺠـﺴـﺪه أﺣــﻤــﺪ اﻟـﻔـﻴـﺸـﺎوي )ﺑﻄﻞ اﻟﻔﻴﻠﻢ(، ﻓﻴﺜﻴﺮ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮه ﺟﺪﻻ وﻫﻮﺳﴼ ﺷﻌﺒﻴﴼ وإﻋﻼﻣﻴﴼ، وﺗﻄﺎﻟﻪ اﻻﺗـﻬـﺎﻣـﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ، ﳌـﺠـﺮد أﻧــﻪ ﻳـﺒـﺮئ ﻗﻨﺎﺻﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻪ، وﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ أن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻛﺎن ﻳـﻘـﻒ ﺑـﺎﻟـﻘـﺮب ﻣــﻦ اﻟـﻀـﺤـﻴـﺔ، ﻓﻴﺒﺪأ اﻟﻄﺒﻴﺐ رﺣﻠﺘﻪ ﺑﻤﻌﺎوﻧﺔ ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ ﻣﺘﺤﻤﺴﺔ ﺗﺠﺴﺪﻫﺎ »روﺑﻲ«، ﻹﺛﺒﺎت ﺻــﺤــﺔ ﺗــﻘــﺮﻳــﺮه، وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺄن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻫﻮ اﻷخ وﻟﻴﺲ اﻟــﺸــﺮﻃــﺔ، وأن ﻣــﻮﻗــﻊ اﻟــﺤــﺎدث ﻛـﺎن اﳌـﻨـﺰل وﻟﻴﺲ أﻣــﺎم وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻛﻤﺎ ادﻋـﺖ أﺳﺮة اﻟﻀﺤﻴﺔ، ﻳﺘﺮاﺟﻊ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋﻦ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻟﺸﺮﻓﻪ اﳌﻬﻨﻲ، وﻳﺮﻓﺾ أن ﻳﻨﺘﺰع ﻣﻦ اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻟﻘﺐ »ﺷﻬﻴﺪ«.
»اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳــــــــــﻂ« ﺗــﺤــﺪﺛــﺖ إﻟﻰ ﺻﻨﺎع ﻓﻴﻠﻢ »ﻋﻴﺎر ﻧــﺎري« ﺑﻌﺪ ﻃﺮﺣﻪ رﺳﻤﻴﴼ ﻓﻲ دور اﻟﻌﺮض، أول ﻣـﻦ أﻣــﺲ )اﻷرﺑــﻌــﺎء(، ﻟﺘﺴﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻔﻴﻠﻢ، وﳌــﺎذا اﺧـﺘـﺎروا اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ.
ﻳﻘﻮل ﻫﻴﺜﻢ دﺑﻮر ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻔﻴﻠﻢ، ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ«، إﻧﻪ ﻻ ﻳـﻌـﺘـﺒـﺮ اﻷﺳــﺌــﻠــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﺑـﺎﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﺷــﺎﺋــﻜــﺔ، ﻗــﻨــﺎﻋــﺔ ﻣــﻨــﻪ ﺑــﺄن اﻟﺘﻨﺎول اﻟﺪراﻣﻲ ﻟﻸﺣﺪاث اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﻣــﻠــﻚ ﻟــﻠــﺠــﻤــﻴــﻊ، ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﺪاﺳﺔ ﻷﺣﺪاث، ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء.
وأﺿـﺎف دﺑﻮر أن اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻳﻄﺮح أﺳــﺌــﻠــﺔ أﺑـــﻌـــﺪ ﻣـــﻦ اﻟـــﺘـــﺄرﻳـــﺦ ﻟــﻔــﻜــﺮة اﻟــﻄــﺮف اﻟــﺜــﺎﻟــﺚ اﻟــﺘــﻲ أﺛــــﺎرت ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺠﺪل ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺜﻮرة، ﻓﺠﺪﻟﻴﺔ »ﻋـــﻴـــﺎر ﻧــــــﺎري« ﻣــﺮﺗــﺒــﻄــﺔ ﺑــﺎﻟــﺸــﺮف اﳌﻬﻨﻲ وﺷﺮف اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺜﻮرﻳﺔ، إﻟﻰ أﻳﻬﻤﺎ ﺳﺘﻨﺘﺼﺮ إذا ﺗﻌﺎرﺿﺎ؟ وﻫﻞ ﻳــﻜــﻮن اﻹﻧــﺴــﺎن ﻓــﺎﺳــﺪﴽ إذا اﻧﺘﺼﺮ ﻟﺸﺮف اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﺷﺮﻓﻪ اﳌﻬﻨﻲ، وإذا ﺣﺪث اﻟﻌﻜﺲ ﻫﻞ ﻳﻜﻮن أﻧﺎﻧﻴﴼ؟ وأﻛــﺪ دﺑــﻮر أن ﺷﺮف اﻟـﻔـﻜـﺮة اﻟـﺜـﻮرﻳـﺔ ﻳﻨﺠﺢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻢ اﳌــﺤــﺎﺳــﺒــﺔ، وأن ﻧـﻨـﻈـﺮ إﻟـــﻰ ﻛـــﻞ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻣﻦ دون ﺗﺨﻮﻳﻦ أو ﺗﺸﻨﺞ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺮاﺣﻞ ﺻﻼح ﺟﺎﻫﲔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﻜﺴﺔ ٧٦ وﻳﻘﻮل ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ »وﻗـﻒ اﻟﺸﺮﻳﻂ ﻓﻲ وﺿﻊ ﺛﺎﺑﺖ دﻟﻮﻗﺖ ﻧﻘﺪر ﻧﻔﺤﺺ اﳌﻨﻈﺮ... ﻣﻔﻴﺶ وﻻ ﺗﻔﺼﻴﻠﺔ ﻏﺎﺑﺖ وﻛﻞ ﺷﻲء ﺑﻴﻘﻮل وﺑﻴﻌﺒﺮ«.
وأوﺿـــﺢ ﻣـﺆﻟـﻒ »ﻋــﻴــﺎر ﻧــﺎري« أﻧـــﻪ اﺧــﺘــﺎر إﺛـــــﺎرة ﻗـﻀـﻴـﺔ إﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ ﺗﻤﺲ ﺟﺪﻟﻴﺔ اﻟﻀﻤﻴﺮ ﻟﺪى اﳌﺸﺎﻫﺪ، دون اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺑﻮﻫﺎت أو ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر، ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﺄن اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻶراء اﻟﺘﻲ ﺗﺮدد ﻣﺜﻞ ﳌﺎذا ﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﻫــﺬه اﻟﻘﺼﺔ دون ﻏـﻴـﺮﻫـﺎ؟ ﻧــﻮع ﻣﻦ دﻓﻦ اﻟﺮؤوس ﻓﻲ اﻟﺮﻣﺎل.
وﺗـــﺎﺑـــﻊ: »رأﻳـــــﻲ اﻟــﺸــﺨــﺼــﻲ أن اﻟــﺜــﻮرة ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ رأﺳـﻬـﺎ )ﺑﻄﺤﺔ( ﺣــﺘــﻰ ﻧــﺘــﺤــﺪث ﻓــﻘــﻂ ﻋــﻦ ﺟـﻤـﺎﻟـﻴـﺎت وﻧﻨﻜﺮ ﻣﺎ دون ذﻟـﻚ، ﻛﻤﺎ أن اﻟﺜﻮرة ﺣﺪث ﺷﺎرك ﻓﻴﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﺮاﺑﻮن أو أوﺻﻴﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﺤﺘﻜﺮوا اﻟـﺤـﺪﻳـﺚ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ، ﻓﻬﻲ أﻛـﺒـﺮ ﻣﻨﻲ وأﻛــﺒــﺮ ﻣــﻦ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳــﺰاﻳــﺪون ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻃﺮﺣﻪ«.
أﻣﺎ اﳌﺨﺮج ﻛﺮﻳﻢ اﻟﺸﻨﺎوي اﻟﺬي ﻳﺨﻮض ﺑﻬﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ أوﻟــﻰ ﺗﺠﺎرﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺮواﺋﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، ﻓﺄﻛﺪ أن أول ﻣﺴﻮدة ﻟﻔﻴﻠﻢ »ﻋﻴﺎر ﻧﺎري« ﻛـﺘـﺒـﻬـﺎ دﺑــــﻮر ﻋـــﺎم ٢١٠٢، واﺳـﺘـﻤـﺮ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﺣــﺘــﻰ ﺗـــﻢ اﻟـــﻮﺻـــﻮل ﻟـﻠـﺴـﻴـﻨـﺎرﻳـﻮ ﻓــﻲ ﻧﺴﺨﺘﻪ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻓﻲ ٧١٠٢، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أﻧﻪ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻧﻮع أدﺑﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﺸﺮ ﺑﺼﻮرة ﻛﺒﻴﺮة وﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﳌﺼﺮﻳﺔ، وﻟـــﺬﻟـــﻚ ﻛــــﺎن ﻫــﻨــﺎك اﺗـــﻔـــﺎق ﻋــﻠــﻰ أن اﻟﻬﺪف ﻫﻮ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻬﻞ اﻟﻬﻀﻢ واﻟﻔﻬﻢ ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪ وﻟـﻴـﺲ ﻧﺨﺒﻮﻳﴼ، ﻣﻊ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺘﻠﻘﻲ أو اﻟﻘﺮاءات اﳌﺘﻌﺪدة.
وأﻛـــــــــــﺪ ﻛــــــﺮﻳــــــﻢ اﻟــــــﺸــــــﻨــــــﺎوي أن اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻻ ﻳﺒﺤﺚ ﻋـﻦ اﻟـﻘـﺎﺗـﻞ وإﻧﻤﺎ ﻳــﺒــﺤــﺚ ﺑــﺸــﻜــﻞ أﻛـــﺒـــﺮ ﻋــــﻦ ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ ﻣـــــﺎ ﺣـــــــــﺪث، وﻫـــــــﻮ اﻟــــــﺴــــــﺆال اﻟـــــﺬي ﺗﻮاﺟﻬﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻃﻮال أﺣﺪاث اﻟﻔﻴﻠﻢ وﻳﻐﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﻢ ﻋـﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن رؤﻳﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟـﻠـﻘـﻀـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳـﻨـﺎﻗـﺸـﻬـﺎ ﻻ ﺗـﺪﻋـﻢ ﻣﻌﺴﻜﺮﴽ ﺑﻌﻴﻨﻪ، ﺑﻞ ﺗﺸﺘﺒﻚ ﻣﻊ ﻛﻞ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت، ﻣﺸﺪدﴽ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺘﺤﻤﺲ ﳌﺎ ﺳﻴﺨﻠﻘﻪ »ﻋﻴﺎر ﻧــــﺎري« ﻣــﻦ ﺣــﺎﻟــﺔ ﻧــﻘــﺎش، وﻳـﺘـﻮﻗـﻊ ﺑﻌﺾ اﻻﻋﺘﺮاﺿﺎت أﻳﻀﴼ ﻋﻠﻴﻪ.
وﻛـﺸـﻒ اﻟـﺸـﻨـﺎوي أﻧــﻪ ﺗـﻢ ﺑﻨﺎء دﻳﻜﻮر ﻣﺸﺎﺑﻪ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﳌﺸﺮﺣﺔ زﻳﻨﻬﻢ ﻓـﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻣـﻊ إﺿﺎﻓﺔ ﺗـــﻌـــﺪﻳــﻼت ﻟــﺠــﻌــﻞ اﳌـــﺸـــﺎﻫـــﺪ ﻏـﻨـﻴـﺔ، أﻣـــﺎ ﻓــﻲ ﻣــﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑـﺎﻟـﺘـﺼـﻮﻳـﺮ ﻓﻲ اﳌــﺤــﺎﺟــﺮ، ﻓــﺄﻛـﺪ أﻧــﻪ اﺧــﺘــﺎر اﳌﺤﺠﺮ اﳌـــــﻮﺟـــــﻮد ﻓــــﻲ اﳌـــﻨـــﻴـــﺎ ﻷﻧــــــﻪ ﻳــﺤــﻘــﻖ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ وﺗﺨﻴﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، وﺗﻤﺴﻚ ﺑﺬﻟﻚ رﻏــﻢ وﺟـﻮد ﻣــﻘــﺎوﻣــﺔ أو ﺗـــﺮدد ﻣــﻦ ﺟــﺎﻧــﺐ ﻓﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن أﻗﺮب ﻓﻨﺪق ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﺤﺠﺮ ﻧﺤﻮ ٤ ﺳﺎﻋﺎت، ﻟﻜﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻗﺘﻨﻊ ﺑﻌﺪ أن ﺷﺎﻫﺪوا اﻟﺼﻮر، وﻓﻲ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻤﺪوح وروﺑﻲ، وﻗﺪ اﺳﺘﻐﺮق اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻫﻨﺎك ﻳﻮﻣﴼ ﻛﺎﻣﻼ.
ﻣـــــــــﻦ ﺟــــــﺎﻧــــــﺒــــــﻪ ﻗــــــــــــﺎل اﻟـــــﻨـــــﺎﻗـــــﺪ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺪوي، ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـــــﻂ«: »إن اﻟـﺒـﻌـﺾ ﻳـﻤـﻴـﻞ إﻟـﻰ ﺗـﻘـﻴـﻴـﻢ اﻷﻋـــﻤـــﺎل اﻟــﻔــﻨــﻴــﺔ ﺑــﻌــﻴــﺪﴽ ﻋﻦ ﻣﺤﺘﻮاﻫﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﲔ ﻳﻤﻴﻞ اﻟــﺒــﻌــﺾ اﻵﺧــــﺮ إﻟــــﻰ اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ رﻣﺰﴽ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن ﻓﻴﻠﻢ »ﻋــﻴــﺎر ﻧــــﺎري« ﻣــﻦ اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺮاﻫﺎ ﻓﻌﻼ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ رﺳــﺎﻟــﺘــﻬــﺎ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ وﻓــــﻲ ﻧـﻔـﺲ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗـﻐـﻔـﻞ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟـــﻔـــﻨـــﻲ ﻟـــﻬـــﺎ. ﻓــﺎﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻟـــــــﺬي ﻳـﻌـﺪ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺨﺮﺟﻪ اﻟـﺮواﺋـﻴـﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻷوﻟــﻰ وﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗـﺠـﺎرب ﻣﺆﻟﻔﻪ ﺑﻌﺪ ﻓـﻴـﻠـﻢ »ﻓـــﻮﺗـــﻮ ﻛـــﻮﺑـــﻲ«، ﻗـــﺪم ﺻـــﻮرة ﺟﺪﻟﻴﺔ ﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺜﻮرة اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ٥٢ ﻳـﻨـﺎﻳـﺮ، وﻗــﺪم ﺣﻜﺎﻳﺔ أﺻــﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ واﻗﻌﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ﺷﺎب أﻇﻬﺮت ﺗﻘﺎرﻳﺮ اﻟﻄﺐ اﻟﺸﺮﻋﻲ أﻧﻪ ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﻣـﻜـﺎن وأﺣــــﺪاث ﻣـﻐـﺎﻳـﺮة ﳌــﺎ ﺣـﺎوﻟـﺖ ﻋــﺎﺋــﻠــﺘــﻪ وﺟـــﻴـــﺮاﻧـــﻪ أن ﻳـــﻜـــﺮﺳـــﻮا ﻟﻪ واﻋـــﺘـــﺒـــﺎره ﺷـــﻬـــﻴـــﺪﴽ، ﻟــﻜــﻦ اﻟـﻄـﺒـﻴـﺐ اﳌﺘﻬﻢ ﻳﻜﺸﻒ ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﻤﻞ أن اﻟﺸﺎب ﻣﺎت ﻣﻘﺘﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺷﻘﻴﻘﻪ.
وﻳﺆﻛﺪ ﻋﺪوي أن اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺣــــــﺎول ﺻـــﻨـــﺎع اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﺗــﻮﺻــﻴــﻠــﻬــﺎ ﻟــﻠــﺠــﻤــﻬــﻮر ﻫــــﻲ أﻧـــــﻪ ﻟــﻴــﺲ ﻛــــﻞ ﻣــﻦ ﻣـــــﺎت ﻓــــﻲ أﺣـــــــﺪاث ﻳـــﻨـــﺎﻳـــﺮ ﺷــﻬــﻴــﺪﴽ. وﻫــﺬه اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ أﻟـﻘـﺖ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮﻳﺎت اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﻔﻨﻴﺔ، ﻓﺄﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ أن ﺻﻨﺎﻋﻪ ﻓﻜﺮوا ﻓﻲ ردود اﻷﻓﻌﺎل ﻗـــﺒـــﻞ أن ﻳـــﻔـــﻜـــﺮوا ﻓــــﻲ ﺗـــﻘـــﺪﻳـــﻢ ﻋـﻤـﻞ ﻓﻨﻲ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ، ﻓﺨﺮج »ﻋﻴﺎر ﻧـﺎري« ﻣـﺸـﻮﺷـﴼ ﻓﻨﻴﴼ ﺑﻨﻔﺲ ﻗــﺪر رﺳﺎﻟﺘﻪ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ، ﻛــــﺄن ﺻــﻨــﺎﻋــﻪ اﻛــﺘــﻔــﻮا ﺑـــﺎﳌـــﺮدود اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺣـﺴـﺎب اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻔﻨﻲ.