اﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﺸﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ
ﻟﻘﺎء اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن، وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﻮدي، ﺑﻮﻛﺎﻟﺔ »ﺑﻠﻮﻣﺒﺮغ« ﻫﻮ ﻧﻤﻮذج ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺤﻮار اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟﺬي ﺗﻨﺸﺪه وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم، وﻳﺪرس اﳌــﺘــﺨــﺼــﺼــﻮن ﻓــــﻲ ﺣـــﻘـــﻞ اﻻﺗـــﺼـــﺎل أرﻛﺎﻧﻪ وﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ؛ وأﻫـﻢ ﻣﻦ ذﻟـﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﻬﻒ اﳌﺘﻠﻘﻮن إﻟﻴﻪ. ﻓﻠﻘﺪ أﺟﺎب ﺑﺪﻗﺔ وﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻋﻦ ﺗﺴﺎؤﻻت ﻧﺸﺄت ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮات ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻛـﻴـﺪي، وﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧﺮ ﻃﺎرئ ﺣﻤﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺘﻤﻞ؛ أﻣﺎ اﻟﻨﻮع اﻷول ﻓﻬﻲ ﻣﺠﺮد ﻣﺤﺎوﻻت أوﻫﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت ﳌﻌﺎداة ﻛﻴﺎن ﻓﺮض ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﺪاد ﺑﻨﺎء اﻟﺪول؛ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺿﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﻷﻗﻮى اﻗﺘﺼﺎدﻳﴼ، ﺣﺘﻰ إذا ﻇﻨﻮا أﻧﻬﻢ ﻏــﻠــﻔــﻮا اﻷﺑـــﺼـــﺎر ﺑــﻀــﺒــﺎب ﻣﺼﻄﻨﻊ؛ ﺟــــﺎءت اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺔ ﻓـــﻲ إﺟـــﺎﺑـــﺔ واﺣـــﺪة ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺪﻗﺔ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺑﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ، وﻋﻤﻖ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺗﻤﻜﻦ راﺳـــﺦ ﻣــﻦ اﻹﳌـــﺎم ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﺎﻧﻘﺸﺎع اﻟﻀﺒﺎب، وﺗﺠﻠﻴﺔ اﻟﺼﻮرة.
أﻣﺎ اﳌﺘﻐﻴﺮات اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺘﺨﻤﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ أﺛﻴﺮت ﻋﻦ ﻃﺮح ﺟﺰء ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ »أراﻣﻜﻮ« ﻟﻼﻛﺘﺘﺎب، وﻛﺬﻟﻚ اﻟـﻀـﺠـﺔ ﻏـﻴـﺮ اﳌــﺒــﺮرة ﺗــﺠــﺎه ﺗﺼﺮﻳﺢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻋﻦ اﳌﻤﻠﻜﺔ، اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﻜﺲ ﻋﻼﻗﺘﻪ اﳌﺘﻤﻴﺰة ﻣﻊ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻋــﻼﻗــﺘــﻬــﺎ ﻣــﻌــﻪ، ﻓــﻘــﺪ ﺗــﻌــﺎﻣــﻞ ﻣﻌﻬﺎ وﻟـــﻲ اﻟـﻌـﻬـﺪ ﺑـﻤـﺎ ﺗﻘﻀﻴﻪ ﺟﺰﺋﻴﺎﺗﻬﺎ اﳌﺤﺪودة دون أن ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮرة وﺑــﺄﺳــﻠــﻮب اﻟــﺴــﻬــﻞ اﳌــﻤــﺘــﻨــﻊ اﻟــــﺬي ﻻ ﻳﺠﻴﺪه إﻻ اﻟﺴﺎﺳﺔ اﻟﻜﺒﺎر.
ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻟــﻬــﺬا اﻟــﺤــﻀــﻮر اﻟــﻬــﺎﺋــﻞ ﻟﻮﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﻮدي أن ﻳﺤﺪث اﻷﺛﺮ اﻟﻔﻌﺎل ﻓـﻲ اﳌﻮاﺟﻬﺔ واﻟﺘﺼﺤﻴﺢ أن ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ، ﻓﻌﻼوة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ وﻟﻲ ﻋﻬﺪ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ذات اﻟــﻌــﻤــﻘــﲔ اﻟـــﻌـــﺮﺑـــﻲ واﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ واﻟــﺘــﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑــﺎﻟــﻘــﻮة اﻻﺳـﺘـﺜـﻤـﺎرﻳـﺔ اﻟــﺮاﺋــﺪة، وﺗﺸﻜﻞ ﻣﺤﻮر رﺑــﻂ ﻟﻘﺎرات رﺋـــﻴـــﺴـــﻴـــﺔ ﺛـــــــﻼث، ﻓـــﻬـــﻮ ﻣــــﺴــــﺆول ﻓــﺬ ﺷـﻐـﻮف ﺑـﻮﻃـﻨـﻪ، ﺗـﻐـﺬى ﺑـﺨـﺒـﺮة ﻣﻠﻚ ﺣـــﺎزم ﻳـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣــﻊ اﻷﺣـــــﺪاث ﺑﺤﻜﻤﺔ وﺣﻨﻜﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺴﻴﺮﻫﺎ اﻟﺒﺼﻴﺮة اﻟﻔﺬة واﻟﻌﺰم ﻧﺤﻮ ﻫﺪف واﺿﺢ ﺑﺈرادة ﻻ ﺗﻠﲔ.
ﺗﺤﺪث وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ وﻓﻲ ﺟﻌﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة ﺟﺪﴽ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟــﺘــﻲ ﻛـــﺎن ﻳـﺄﻣـﻠـﻬـﺎ اﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﻮن ﻣﻨﺬ ﺳـــــﻨـــــﻮات، ﻋـــﻠـــﻰ اﳌـــﺴـــﺘـــﻮﻳـــﺎت ﻛـــﺎﻓـــﺔ، اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ واﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ، ﻧـﺬﻛـﺮ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻺرﻫﺎب ﺧﺎرﺟﻴﴼ وداﺧﻠﻴﴼ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ ﻣــﻊ اﻟــﺪول اﳌـــﺆﺛـــﺮة، وﺗـﻐـﻴـﻴـﺮ ﺛــﻘــﺎﻓــﺔ اﳌــﺆﺳــﺴــﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺴﻦ أداء ﻫﺎ، وإﻃﻼق ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ، وﺗﻤﻜﲔ اﳌـــــــــﺮأة ﻣـــــﻦ ﺣــــﻘــــﻮق ﺣـــﺮﻣـــﺘـــﻬـــﺎ ﻣــﻨــﻬــﺎ اﻷﻋـــﺮاف، وﻏﻴﺮﻫﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻴﺮ وﻓﻘﴼ ﻟﺮؤﻳﺔ واﺿﺤﺔ اﳌﻌﺎﻟﻢ واﻟﺒﺮاﻣﺞ ﻓــــﻲ ﻣــــﺮاﺣــــﻞ دﻗــﻴــﻘــﺔ وﻣـــــﺤـــــﺪدة. ﻫــﺬا اﻟـﺮﺻـﻴـﺪ اﻟـﻀـﺨـﻢ أﺳـﻬـﻢ وﻻ ﺷــﻚ ﻓﻲ أن ﻣﻬﻨﺪس ﻫﺬه اﻹﻧﺠﺎزات وﺻﺎﻧﻌﻬﺎ ﺑـﺈﺷـﺮاف وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﳌﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن، ﻓﻲ إﻳﻤﺎن اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﳌﻤﺰوج ﺑﺎﻹﻋﺠﺎب ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ.
ﻟــﻘــﺪ ﺣــﻤــﻞ اﻟــــﺤــــﻮار اﻟـــﺜـــﺮي ﻗـﻴـﻤـﴼ ﻣـﻀـﺎﻓـﺔ وأﺳــﻠــﻮﺑــﴼ ﻣﺨﺘﻠﻔﴼ ﻋـﻤـﺎ أﻟﻔﻪ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮون ﻓـــﻲ ﺣـــــــﻮارات اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣﻦ اﻟــــﻘــــﺎدة اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻳــــﺠــــﺪون ﻓــــﻲ ﻧــﻌــﻮﻣــﺔ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻼﺳﺘﻄﺮاد ﻟﻠﻬﺮب ﻣـﻦ اﻷﺳـﺌـﻠـﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ، واﻟــﺨــﺮوج ﻣﻦ اﳌــﺄزق ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ. ﻟﻘﺪ رﺳﻢ اﻷﻣﻴﺮ وﻣﻨﺬ أول ﻇﻬﻮر ﻟﻪ ﻓﻲ اﻹﻋــﻼم ﺧﻄﴼ واﺿﺤﴼ ﻳﻌﻜﺲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﺻﻪ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺮﺳـﻴـﺦ ﻗـﻴـﻢ اﻟــﺼــﺪق واﻟـﻨـﺰاﻫـﺔ واﻟــﺸــﻔــﺎﻓــﻴــﺔ، اﻟــﺘــﻲ أﺻــﺒــﺤــﺖ ﻇــﺎﻫــﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻤﻮس وﺑـــﺎرز ﻓـﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻟـــﺴـــﻌـــﻮدﻳـــﺔ ﻣــــﻊ اﻟـــﺪاﺧـــﻞ واﻟﺨﺎرج.
ﻏــﻨــﻲ ﻋــﻦ اﻟـــﻘـــﻮل، أن ﻫـــﺬه اﻟـﻘـﻴـﻢ، ﺑـــﺎﻹﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟـــــﻰ ﻣــﻜــﺎﻧــﺔ اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ واﳌـﻤـﻠـﻜـﺔ، ﺷﻜﻠﺖ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺗــﻜــﻮﻳــﻦ اﻟــﻘــﻴــﻤــﺔ اﻹﻋـــﻼﻣـــﻴـــﺔ اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮة ﻟﺘﺮدد أﺻــﺪاء ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ، ووﺻﻮل اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﳌﻘﺼﻮدة ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺗﺴﺎؤﻻت ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺟﻤﻬﻮر ﻣﺘﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ واﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ واﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﺑﻌﻤﻮﻣﻪ.
وﺣﺮي ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺤﻮار اﻹﻋﻼﻣﻲ اﳌـﻬـﻢ أن ﻳﻀﻴﻒ ﻟـﻠـﺼـﻮرة اﻟﻨﺎﺻﻌﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻋــﻦ اﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﺔ اﳌـﺰﻳـﺪ ﻣــﻤــﺎ ﺗـﺤـﻘـﻖ ﻋــﺒــﺮ اﻟــﻠــﻘــﺎءات اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ ﻟﻮﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﻮدي، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻋﻠﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ ﻣـﺤـﺪودﻳـﺔ ﻋـﺪدﻫـﺎ ﻣﺮﺟﻌﴼ وﺛﻴﻘﴼ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﺜـــﺎر ﻣــــﻦ وﻗـــــﺖ إﻟـــــﻰ آﺧـــــﺮ ﻋـﻦ اﳌﻤﻠﻜﺔ. ﺑﻞ إﻧﻪ ﺟﺎء وﻛﺎﻟﻌﺎدة ﻟﻴﺠﺪد اﻟـﺜـﻘـﺔ اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟــﺪى اﻷﻃــــﺮاف ﻛﺎﻓﺔ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺴــﺘــﻮﻳــﺎت اﳌـﺤـﻠـﻴـﺔ واﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ واﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ، ﻛـﻤـﺎ أﻧـــﻪ ﺣـــﺮي ﺑـــﺄن ﻳﻌﺰز ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ورﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓـــــﻲ ﻣـــﻌـــﺎﻟـــﺠـــﺔ اﻟـــﺘـــﺤـــﺪﻳـــﺎت ﺑــﻤــﻨــﻄــﻖ ﻋﻘﻼﻧﻲ، ﻓﺎﻟﺤﻮار ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل أﺑﺎن ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﻃﻤﺲ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﺄن ﺳﻌﻮدﻳﺔ اﻟﻴﻮم ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎدﻳﺔ ﻣﻊ ﺣﻔﺎﻇﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﺮام اﳌﺘﺒﺎدل اﻟﺬي ﻳﻀﻤﻦ اﻟﻨﻤﻮ واﻻزدﻫــــﺎر ﻓـﻲ أﺟـــﻮاء ﻳﻌﻤﻬﺎ اﻟﺴﻼم واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ، ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻓﺤﺴﺐ؛ ﻓﻠﻘﺪ ﻋﺰز ﺣﻮار وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ، ﻛﻤﺎ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻳﻠﺘﻘﻴﻪ اﻹﻋﻼم، اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻟﺪى اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻌﻮدي وإﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ زاﻫــﺮ، ﺑــﺈذن اﻟﻠﻪ، ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ.
ذﻟــــﻚ أن وﻟــــﻲ اﻟــﻌــﻬــﺪ اﻟــﺴــﻌــﻮدي ﻻﻣـﺲ ﺑﺪﻗﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي ﻛــﺎن ﺣـﺎﺿـﺮﴽ ﺑـﻘـﻮة ﻓـﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ، وأﻛـﺪ أﻧـــﻪ أوﻟـــﻮﻳـــﺔ ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻳــﻘــﻮم ﺑـــﻪ، ﺑﻞ ﻇـﻬـﺮ ﺟﻠﻴﴼ أن ﻣﺼﻠﺤﺔ اﳌــﻮاﻃــﻦ ﻫﻲ ﻓﻲ أول اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ؛ ﻓﺘﻨﺎول ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ وﺑﺪد ﻗﻠﻘﻬﻢ ﺣﻮل ﺗﺮﻗﺐ أي أﻋﺒﺎء ﻗﺪ ﻳﺤﻤﻠﻮﻧﻬﺎ، ﻣﺒﺮﻫﻨﴼ أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻢ اﺗﺨﺎذه ﻣﻦ إﺟﺮاءات ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻫﻮ ﻣـﺎ ﺳﻴﺴﻬﻢ ﻓـﻲ اﻟـﻮﺻـﻮل إﻟــﻰ »رؤﻳــﺔ ٠٣٠٢« اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ.
إن اﻟﻨﻘﻠﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻫﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎت أﻛﺜﺮ اﳌﺤﻠﻠﲔ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ اﻟـﺬي ﺗﻌﻴﺸﻪ اﻟﻴﻮم أو ﻓﻲ اﻟﻐﺪ. وﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻊ اﺟﺘﻬﺎدات اﳌﺤﻠﻠﲔ ﻣﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﲔ واﳌﻬﻨﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻹﻋــﻼﻣــﻴــﺔ، أو ﻣـﻦ ﻳـﻌـﻮد ﻟﻘﺮاءﺗﻬﺎ، ﺳﻴﻔﺎﺟﺄ ﺑﺘﺄرﺟﺢ ﻣﻘﻠﻖ ﺗﺠﺎه ﺑﻠﺪ ﻇﻞ وﺳﻴﺒﻘﻰ ﻣﺆﺛﺮﴽ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑــﻤــﺎ ﻳــﻤــﻠــﻜــﻪ ﻣـــﻦ ﻣــﻘــﻮﻣــﺎت ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ واﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ودﻳــﻨــﻴــﺔ، رﺑــﻤــﺎ ﻟــﻢ ﻳﻜﻦ ﻳـــﺮى ﻫـــﺬا اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ وﻳــﺮﺳــﻤــﻪ ﺑـﺪﻗـﺔ ﺳــﻮى ﺷﺨﺼﻴﺔ واﺣـــﺪة ﺗـﻌـﺮﻓـﺖ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﺤﻜﻢ واﻟـﻘـﻴـﺎدة ﻓﻲ ﺗــﺠــﺮﺑــﺔ ﻧـــــﺎدرة وﻓـــﺮﻳـــﺪة ﻣـــﻦ ﻧــﻮﻋــﻬــﺎ، وأﺣــﺴــﻦ ﺑــﺤــﺰم وﻋـــﺰم ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣـﻊ ﻣﺘﻐﻴﺮاﺗﻬﺎ ﻛـﺎﻓـﺔ، ذﻟـﻜـﻢ ﻫـﻮ اﳌﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ، اﻟﺬي وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺮاﺣﻞ أﻛﺜﺮ ازدﻫﺎرﴽ وﻧﻤﺎء دون ﺗﻮﻗﻒ. وﻓﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟـــﺬي ﺗـﻼﺷــﺖ ﻓـﻴـﻪ اﻟـﺘـﻮﻗـﻌـﺎت ﻇﻬﺮت ﻗﻮة اﳌﻤﻠﻜﺔ ﺑﺼﻮرة أﻗﻮى ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺷﺎﺑﺔ وﻣﻠﻬﻤﺔ ﺗﻤﺴﻚ دﻓﺔ اﻷﻣــﻮر وﺗﻨﻘﻠﻬﺎ ﻣـﻦ ﻧﺠﺎح إﻟــﻰ آﺧـﺮ، ﺣــﻖ ﻟـﻠـﺴـﻌـﻮدﻳـﺔ وأﻫـﻠـﻬـﺎ أن ﻳﻔﺨﺮوا ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﻤﻴﺰ ﺟﺪﻳﺪ.
* ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى اﻟﺴﻌﻮدي