اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮق »اﻟﺨﻠﻮد اﻟﺮﻗﻤﻲ«
اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ ﺗﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻟـ »ﺣﻴﺎة أﺑﺪﻳﺔ« ﲡﺎﺑﻪ ﺑﺘﺴﺎؤﻻت أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻛﺜﲑة
ﻳﻌﻤﻞ اﻟﺘﻘﻨﻴﻮن ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ ﻣــﺘــﻨــﻮﻋــﺔ ﻟــﺘــﻔــﺎدي اﳌـــــﻮت وﻣـﻨـﻬـﺎ ﺗــﺤــﻤــﻴــﻞ اﻟــــﺪﻣــــﺎغ اﻟـــﺒـــﺸـــﺮي ﻋـﻠـﻰ اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ.
وﻳــﺴــﻌــﻰ رواد اﻷﻋــــﻤــــﺎل ﻓـﻲ وادي اﻟــﺴــﻴــﻠــﻜــﻮن وﺧـــﺎرﺟـــﻪ إﻟــﻰ إﻳﻘﺎف ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺸﻲء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟـــــﺬي ﻻ ﻳــﻤــﻜــﻦ ﺗــﻔــﺎدﻳــﻪ ﻓـــﻲ ﻫــﺬه اﻟﺤﻴﺎة... وﻫﻮ اﳌﻮت.
ﻳــﻌــﻤــﻞ ﻋــﻠــﻤــﺎء اﻟــﻜــﻮﻣــﺒــﻴــﻮﺗــﺮ وﻣﻬﻨﺪﺳﻮ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻨﺎس، ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ، ﺑﺘﻔﺎدي اﳌﻮت، وﺗﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب أﻣﺎم اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳﺔ وﻣــﻌــﻬــﺎ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﺴــﺎؤﻻت اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ.
ﺗـــــــﺘـــــــﺸـــــــﺎﺑـــــــﻪ ﺑــــــــﻌــــــــﺾ ﻫــــــــﺬه اﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﻴﻒ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ »ﺑﻼك ﻣﻴﺮور«. إذ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺷــﺮﻛــﺔ »ﻧــﻴــﺘــﻜــﻮم« اﻟـﻨـﺎﺷـﺌـﺔ ﻣﺜﻼ أن اﻹﻧــﺴــﺎن ﺳﻴﺼﺒﺢ ﻗـــﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ رﻗﻤﻨﺔ وﻋﻴﻪ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﳌﻘﺒﻞ.
ﻳــــﺪﻋــــﻲ روﺑــــــــــﺮت ﻣــﺎﻛــﻨــﺘــﺎﻳــﺮ وﻣــــﺎﻳــــﻜــــﻞ ﻣـــــــﺎك ﻛـــــﺎﻧـــــﺎ، ﻣــﺆﺳــﺴــﺎ »ﻧـــــﻴـــــﺘـــــﻜـــــﻮم« وﺧـــــﺮﻳـــــﺠـــــﺎ ﻣــﻌــﻬــﺪ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺔ أﻧﻬﻤﺎ ﻧـﺠـﺤـﺎ ﻓــﻲ ﺣـﻔـﻆ وﺧـــﺰن ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻻﺗــــــــﺼــــــــﺎﻻت اﻟـــﻌـــﺼـــﺒـــﻴـــﺔ ﻷﺣــــﺪ اﻟـﺤـﻴـﻮاﻧـﺎت، ﻫــﺬه اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ دورﴽ أﺳـﺎﺳـﻴـﴼ ﻓــﻲ ﺗﺨﺰﻳﻦ اﻟـــــﺬاﻛـــــﺮة، وﻫـــﻤـــﺎ ﻳــﺒــﺤــﺜــﺎن أﻳــﻀــﴼ ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻟﺪﻣﺎغ اﻟﺒﺸﺮي.
ﻓـــــﻲ اﻟـــــﻮﻗـــــﺖ ﻧــــﻔــــﺴــــﻪ، ﻳــﻌــﻤــﻞ اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﺎن أﻳـــﻀـــﴼ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗــﻄــﻮﻳــﺮ ﺗــﻘــﻨــﻴــﺎت ﻣـــﺴـــﺢ دﻣــــﺎﻏــــﻲ ﻫــﺪﻓــﻬــﺎ رﻗﻤﻨﺔ اﻟﻌﻘﻞ.
ﻳﻘﻮل ﻣﻌﻬﺪ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺔ إن اﻻﻋــﺘــﺒــﺎرات اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻣﺮاﻋﺎﺗﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﺒﺤﺚ ﺗــــﺸــــﻤــــﻞ اﳌـــــــــﺴـــــــــﺎواة ﻓـــــــﻲ ﺗــــﺄﻣــــﲔ اﻟﺤﺎﺟﺎت وﻋﺪاﻟﺔ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺜﺮوات ﺣـــــــﻮل اﻟـــــﻌـــــﺎﻟـــــﻢ، وﻟـــــﻜـــــﻦ ﻳــﺼــﻌــﺐ اﻟﺘﻜﻬﻦ ﺑﻤﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﺎﻛﺎة اﻟـﻜـﻮﻣـﺒـﻴـﻮﺗـﺮ ﻟــﻠــﺪواﺋــﺮ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﻳﺸﻜﻚ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف واﳌــــﺘــــﺨــــﺼــــﺺ ﻓــــــﻲ أﺧــــﻼﻗــــﻴــــﺎت ﻋــﻠــﻢ اﻷﺣـــﻴـــﺎء ﺟــــﻮن ﻫـــﺎرﻳـــﺲ ﻓﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ أﻛﺜﺮ اﻷﺷﺨﺎص ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺣــــﻴــــﺎة ﻓــــﻲ ﺻــﻴــﻐــﺔ اﻓـــﺘـــﺮاﺿـــﻴـــﺔ. وﻳــﻀــﻴــﻒ: »ﻧــﺤــﻦ ﻣـﺨـﻠـﻮﻗـﺎت ﻣﻦ ﻟﺤﻢ ودم، وﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن أﺗﺨﻴﻞ أﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻮد ﻓﻲ وﺿﻊ ﻏﻴﺮ ﺟﺴﺪي«.
وﻟــﻜــﻦ ﻣـﺎﻛـﻨـﺘـﺎﻳـﺮ وﻣـــﺎك ﻛـﺎﻧـﺎ ﻟﻴﺴﺎ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪﻳـﻦ ﻓـﻲ اﻋﺘﻘﺎدﻫﻤﺎ أن اﻟـــﺪﻣـــﺎغ، أو ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗـــﻞ اﻟﻌﻘﻞ اﻟـــﺒـــﺸـــﺮي، ﻳــﻤــﻜــﻦ ﺗــﺤــﻤــﻴــﻠــﻪ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ.
ﻳﺘﻮﻗﻊ راي
ﻛــﻮرزوﻳــﻞ، ﻣﺪﻳﺮ ﻗـﺴـﻢ اﻟـﻬـﻨـﺪﺳـﺔ ﻓــﻲ »ﻏــﻮﻏــﻞ« أﻧـﻪ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٠٣٠٢، ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺒﺸﺮ ﻗـــــﺎدرﻳـــــﻦ ﻋـــﻠـــﻰ وﺻـــــﻞ أدﻣــﻐــﺘــﻬــﻢ ﺑﺎﻟﺴﺤﺎﺑﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ. وﻳﺸﺎرﻛﻪ ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﳌـﻌـﺘـﻘـﺪ اﳌـﺴـﺘـﺜـﻤـﺮ ﺳــﺎم آﻟـــﺘـــﻤـــﺎن، اﻟـــﺸـــﺮﻳـــﻚ اﳌـــﺆﺳـــﺲ ﻓـﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »واي ﻛﻮﻣﺒﻴﻨﻴﺘﻮر« اﻟﺬي ﻳﻤﻮل وﻳﺪﻋﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ.
وﻓــــﻲ إﻃــــــﺎر ﺷـــﺮﺣـــﻪ ﻟـﻠـﺴـﺒـﺐ اﻟﺬي دﻓﻌﻪ ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﻲ »ﻧﻴﺘﻜﻮم«، ﻗﺎل ﻛﻮرزوﻳﻞ ﳌــﺠــﻠــﺔ ﻣــﻌــﻬــﺪ ﻣــﺎﺳــﺎﺗــﺸــﻮﺳــﺘــﺲ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺔ: »أﻋﺘﻘﺪ أن دﻣﺎﻏﻲ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﺤﻤﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ«.
ﻓـــﻲ اﳌــﻘــﺎﺑــﻞ، ﻳــﺮﻓــﺾ ﻋـﻠـﻤـﺎء أﻋــــﺼــــﺎب وﻛـــﻮﻣـــﺒـــﻴـــﻮﺗـــﺮ آﺧـــــﺮون ﻓــﻜــﺮة »ﺗـﺤـﻤـﻴـﻞ اﻟـــﺪﻣـــﺎغ« ودﻋـــﻮا إﻟـــــــﻰ اﳌــــﺴــــﺎءﻟــــﺔ ﻓـــــﻲ أﺧـــﻼﻗـــﻴـــﺎت »ﻧﻴﺘﻜﻮم« ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﺬر ﻣﺎﻛﻨﺘﺎﻳﺮ ﻣﻦ أن ﺧﻄﺘﻪ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺪﻣﺎغ »ﻗﺎﺗﻠﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ«. ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ، ﻋﻠﻰ اﻟـﺰﺑـﻮن أن ﻳﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻀﻮع ﻟﻠﻘﺘﻞ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻬﺪف اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻮﻳﺔ اﻟﺪﻣﺎغ ﻗﺒﻞ ﺣﻔﻈﻪ.
ﻓـــﻲ أﺑـــﺮﻳـــﻞ )ﻧـــﻴـــﺴـــﺎن(، ﻗـﻄـﻊ ﻣﺨﺘﺒﺮ ﻣـﻌـﻬـﺪ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ اﻹﻋــــــﻼﻣــــــﻲ ﻋــــﻼﻗــــﺎﺗــــﻪ ﺑـــﺎﻟـــﺸـــﺮﻛـــﺔ اﻟــﻨــﺎﺷــﺌــﺔ، ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ دﻋـﻤـﻪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﻣﺮ، ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أن ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب ﻟﻢ »ﻳﺘﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻜﺎﻓﻲ« اﻟﺬي ﻳﺘﻴﺢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﺣﻔﻆ اﻟﺬاﻛﺮة واﻟﻌﻘﻞ، أو ﻣـــﺎ إذا ﻛــــﺎن ﺑــﺎﻹﻣــﻜــﺎن إﻋــــﺎدة ﺗﻜﻮﻳﻦ وﻋﻲ اﻹﻧﺴﺎن.
ﻳﻌﺘﻘﺪ رواد أﻋــﻤــﺎل ﺗﻘﻨﻴﻮن آﺧــﺮون أن اﻟﺨﻠﻮد اﻟﺮﻗﻤﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ أﻗﻞ ﺗﺪﺧﻼ.
إذ ﻳـــﻌـــﻤـــﻞ ﻋــــﻠــــﻤــــﺎء اﻟـــــﺬﻛـــــﺎء اﻟـــﺼـــﻨـــﺎﻋـــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗـــﻄـــﻮﻳـــﺮ ﺻـــﻮر رﻣـﺰﻳـﺔ رﻗﻤﻴﺔ ﺗﻨﺴﺦ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ وﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻣـــﻊ اﳌــﻘــﺮﺑــﲔ ﺑﻌﺪ وﻓــــــــﺎة أﺻـــﺤـــﺎﺑـــﻬـــﺎ. وﻗــــــﺪ اﺑــﺘــﻜــﺮ ﺣﺴﲔ رﺣـﻨـﺎﻣـﺎ، أﺳـﺘـﺎذ زاﺋــﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﺒﺮ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ ﻟﻺﻋﻼم، ﺑــﺮﻧــﺎﻣــﺠــﴼ ﻳــﺴــﺘــﻄــﻴــﻊ اﺳــﺘــﺨــﺮاج ﻏـــﻴـــﻐـــﺎﺑـــﺎﻳـــﺘـــﺎت اﻟـــﺒـــﻴـــﺎﻧـــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻳﻮﻟﺪﻫﺎ اﻷﺷﺨﺎص ﻳﻮﻣﻴﴼ ﺑﻬﺪف اﺑـــﺘـــﻜـــﺎر ﻧــــﻤــــﺎذج اﻓـــﺘـــﺮاﺿـــﻴـــﺔ ﻣـﻦ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ.
ﺑـﻌـﺪﻫـﺎ، ﺳﻴﺘﻤﻜﻦ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ اﺳﻢ »اﻟﺨﻠﻮد اﳌﻌﺰز« (Augmented Eternity) ﻣــﻦ ﻧﻘﻞ ذﻛﺮﻳﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ وﻣﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل ﺑﻌﺾ اﳌﻮاﺿﻴﻊ، ﻛــﺂراﺋــﻜــﻢ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ، ﺑــﻨــﺎء ﻋﻠﻰ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺤﺰﻧﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻜﻢ.
ﻳـــﻔـــﻜـــﺮ رﺣــــﻨــــﺎﻣــــﺎ أﻳــــﻀــــﴼ ﻓــﻲ إدﺧـــــــﺎل اﻟـــﺒـــﻴـــﺎﻧـــﺎت ﻓــــﻲ ﺑــﺮﻧــﺎﻣــﺞ ﻳــﺤــﺎﻛــﻲ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ اﻟــﺒــﺸــﺮي ﺑﻌﺪ وﻓــــــﺎة أﺻـــﺤـــﺎﺑـــﻪ، ﻣــﻤــﺎ ﺳـﻴـﺴـﻤـﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻗﺮﻳﺒﲔ ﻣﻦ اﻟﺸﺆون اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وﺣـﺘـﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻵراء أو اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬﻢ.
وﻗﺎل رﺣﻨﺎﻣﺎ إن ﻟﺪﻳﻪ زﺑﻮﻧﺎ واﺣــــــﺪا ﻣــﺘــﻮﻗــﻌــﺎ، وﻫــــﻮ ﻣــﺆﺳــﺲ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻋﺎﳌﻴﴼ، ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ زﻣﻼﺋﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺷﺮﻛﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻣــﻮﺗــﻪ، ﻋﻠﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑــﺄن ﻣﺸﺮوﻋﻪ ﺳﻴﺜﻴﺮ ﻋﺪدﴽ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت. وﻟﻔﺖ رﺣــﻨــﺎﻣــﺎ إﻟـــﻰ أن ﻫـــﺬا اﻷﻣـــﺮ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﺴــﺎؤﻻت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺣﻮل ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ودﻗﺔ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت.
وﻟﻜﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﺼﻮرة اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ وﻗـــﺪرﺗـــﻬـــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺗـﻤـﺜـﻴـﻠـﻨـﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﺑﻌﺪ اﳌﻮت »ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ« ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻟـﻠـﻔـﻴـﻠـﺴـﻮف ﻫــﺎرﻳــﺲ. واﻋـــﺘـــﺒـــﺮ اﻷﺧـــــﻴـــــﺮ، وﻫـــــﻮ أﺳـــﺘـــﺎذ زاﺋﺮ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ »ﻛﻴﻨﻐﺰ ﻛﻮﻟﻴﺪج ﻟﻨﺪن«: »ﻳﻤﻜﻨﻜﻢ أن ﺗﺴﺘﻨﺘﺠﻮا ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮاﻗﻔﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ ﺣـﻮل ﻋـﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ، وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻦ أﻛﻮن، ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل، أﻧﺎ اﳌﺘﺤﺪث«.
ﻳـــﺸـــﻜـــﻞ وﺟـــــــــﻮد أﺛـــــــﺮ رﻗـــﻤـــﻲ ﻟــﻠــﻤــﺤــﺒــﲔ ﺑـــﻌـــﺪ وﻓـــﺎﺗـــﻬـــﻢ ﻧــﻌــﻤــﺔ ﻛــﺎﻓــﻴــﺔ ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻟــﻠــﺒــﻌــﺾ. ﻓـﻘـﺪ ﻃﻮرت أوﺟﻴﻨﻴﺎ ﻛﻮﻳﺪا، اﻟﺸﺮﻳﻜﺔ اﳌـــﺆﺳـــﺴــــﺔ ﻟــﺘــﻄــﺒــﻴــﻖ »رﻳــﺒــﻠــﻴــﻜــﺎ آي إي« ﺻـــــــﻮرة رﻣــــﺰﻳــــﺔ رﻗــﻤــﻴــﺔ ﻟﺼﺪﻳﻘﺘﻬﺎ روﻣﺎن ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎدث أﺛﻨﺎء اﺟﺘﻴﺎزﻫﺎ ﻟﻠﻄﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ. وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﺗﻐﻔﻞ ﻋـــﻦ ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ أن ﻫـــﺬه اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ. وﻗــــــــــــــــﺎﻟــــــــــــــــﺖ ﻛــــــﻮﻳــــــﺪا: »ﻫـــــﺬه اﻟــﺼــﻮرة ﻫﻲ ﻋــــــﺒــــــﺎرة ﻋــﻦ ﻗﺒﺮ رﻗﻤﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻌﻮد إﻟﻴﻪ وﻧــــــــﺤــــــــﺰن ﻋـــــــــﻠـــــــــﻰ ﻣـــــﻦ ﻧــــﺤــــﺐ، ﻷﻧـــﻪ ﻳـــــــــــﺬﻛـــــــــــﺮﻧـــــــــــﺎ ﺑــــﺎﻟــــﻄــــﺮﻳــــﻘــــﺔ اﻟـــــــــﺘـــــــــﻲ ﻛـــــــﺎن ﻳــــﺘــــﺤــــﺪث ﺑــﻬــﺎ اﻟــﺮاﺣــﻞ، وﺑﻘﻴﻤﺔ إﺟــﺮاء ﻣﺤﺎدﺛﺔ ﻣﻊ روﻣﺎن«. وﺗــــﻀــــﻴــــﻒ: »ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﻳــﻘــﻮل اﻟـــﻨـــﺎس إن ﺗـﻄـﻮﻳـﺮ ﻫــــﺬه اﻟــــﺼــــﻮرة اﻟـــﺮﻣـــﺰﻳـــﺔ ﻫـــﻮ ﻓـﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻫﺮوب ﻣﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن أﺣــﺪﻫــﻢ ﻗــﺪ ﻗــﻀــﻰ، أﻗــــﻮل ﻟﻬﻢ )ﻻ(، ﺑﻞ ﻫﻮ اﻟﻌﻜﺲ، ﻫﻮ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫـــﺬه اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ«، ﻣــﺸــﻴــﺮة إﻟـــﻰ أن ردة اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳌـﻮت ﻓــﻲ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﻫــﻲ اﳌﻀﻲ ﻗﺪﻣﴼ واﻟﻬﺮوب ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻤﻮت أﺣﺪﻫﻢ.
ورأت ﻟــﻴــﺰا ﺗـــﻮي، ﻣﺴﺘﺸﺎرة ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓــﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺣــــﺎﻻت اﻟــﻔــﻘــﺪ ﻓــﻲ ﻣــﺮﻛــﺰ »دﻛــﺘــﻮر ﻏـــﺎي اﳌـﺘـﺨـﺼـﺺ ﺑــﺤــﺎﻻت اﻟﻔﻘﺪ ﻟـــﻸﻃــﻔـــﺎل« ﻓـــﻲ ﺗـــﻮرﻧــﺘــﻮ، أﻧــــﻪ ﻓﻲ اﻟـــﻮﻗـــﺖ اﻟــــﺬي ﺗـﺸـﺠـﻊ ﻓـــﻲ اﻟــﻨــﺎس ﻋـﻠـﻰ اﻻﺳــﺘــﻤــﺮار ﻓــﻲ اﻟـﺤـﺪﻳـﺚ ﻣﻊ أﺣـﺒـﺎﺋـﻬـﻢ اﳌــﺘــﻮﻓــﲔ ﻓــﻲ ﻋـﻘـﻮﻟـﻬـﻢ، ﺗــﺸــﻌــﺮ ﺑــﺎﻟــﻘــﻠــﻖ ﻣــــﻦ اﻻﺳــﺘــﻌــﺎﻧــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺘـــﻜـــﻨـــﻮﻟـــﻮﺟـــﻴـــﺎ ﻟــــﺒــــﻨــــﺎء ﻫــــﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ. وﻗﺎﻟﺖ: »ﺣﺘﻰ أذﻛﻰ أﻧﻮاع اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت، ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ وﻻ ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﻣـﻦ اﻷﺷــﻜــﺎل، أن ﻳﻄﺎﺑﻖ ﻣﺎ ﻧﺸﻌﺮه ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻨﺎ وﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻨﺎ اﻟﺤﻤﻴﻤﺔ«.
ﻳـــﻌـــﺘـــﻘـــﺪ ﻋــــﺎﻟــــﻢ اﻟــــﺮوﺑــــﻮﺗــــﺎت اﻟــﻴــﺎﺑــﺎﻧــﻲ ﻫــﻴــﺮوﺷــﻲ إﻳـﺸـﻴـﻐـﻮرو ﺑـــﻮﺟـــﻮد ﻣــﺴــﺘــﻮﻳــﲔ ﻣـــﻦ اﻷﺑـــﺪﻳـــﺔ: اﻟـــﻮﻋـــﻲ اﻟــﺸــﺨــﺼــﺎﻧــﻲ واﻟــﺨــﻠــﻮد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
وﻳﻘﻮل إن اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺠﺢ ﻓـﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺨﻠﻮد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻋـﺒـﺮ اﻟــﺴــﻤــﺎح ﻟﻠﺸﺨﺺ اﳌـﺘـﻮﻓـﻰ ﺑـــﺎﳌـــﺴـــﺎﻫـــﻤـــﺔ ﺑـــﺸـــﻜـــﻞ ﻓـــــﻌـــــﺎل ﻓــﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣــﻦ داﺧـــﻞ اﻟـﻘـﺒـﺮ. وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻠﻔﺖ إﻟﻰ أن اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻜﺮار اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺸﺨﺼﺎﻧﻲ وﻳﺸﻚ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم.
اﺑــﺘــﻜــﺮ إﻳــﺸــﻴــﻐــﻮرو ﻧـﺴـﺨـﺎت روﺑﻮﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ أﺷﻬﺮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟــﻴــﺎﺑــﺎﻧــﻴــﲔ، اﻟـــﺘـــﻲ ﺳــﻤــﺤــﺖ ﻟﻬﻢ ﺑـــــﺮواﻳـــــﺔ أﻋـــﻤـــﺎﻟـــﻬـــﻢ ﻟـــﻠـــﻄـــﻼب ﻓــﻲ ﻣﺪارس ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟــــﺒــــﻼد. ﻛــﻤــﺎ ﻋــﻤــﻞ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻄــﻮﻳــﺮ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ إﻧﺴﺎن آﻟﻲ ﻳﺮى أﻧﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻢ اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ أوﺳﺎﻛﺎ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ.
وأﺧﻴﺮﴽ ﻗﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ: »ﻗــــــﺪ ﻳـــﺘـــﻴـــﺢ ﻟـــﻨـــﺎ وﺟــــــــﻮد ﻧــﺴــﺨــﺔ آﻟــﻴــﺔ ﻣـﻨـﺎ ﺑـﺎﻟـﻌـﻴـﺶ إﻟـــﻰ اﻷﺑـــﺪ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ، وﻟـﻜـﻦ اﻟﺨﻠﻮد اﻟﺒﺸﺮي ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻷن اﻟﻮﻋﻲ ﻟﻴﺲ داﺋﻤﴼ«.