ﻫﻞ ﻣﺆﻟﻒ »اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم« ﻓﺘﻮة أم ﻗﺎﻃﻊ ﻃﺮﻳﻖ؟
ﻛـﺘـﺎب اﻹﺧــﻮاﻧــﻲ أﺣـﻤـﺪ ﻧــﺎر »اﻟـﻘـﺘـﺎل ﻓــﻲ اﻹﺳـــﻼم« ﻣـﻜـﻮن ﻣـﻦ إﻫــﺪاء وﻣﻘﺪﻣﺔ وﺗﻤﻬﻴﺪ، وﻣــﻦ اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: »اﻟـﻘـﻮاﻋـﺪ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻘﺘﺎل«، »اﻹﻋــــﺪاد اﻷدﺑـــﻲ«، »اﻹﻋـــــــــﺪاد اﻹداري«، »اﻹﻋـــــــــﺪاد اﳌـــــﺎﻟـــــﻲ«، »اﳌـــﻌـــﺮﻛـــﺔ«، »اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ«، »ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ«. وﻣﻜﻮن أﻳﻀﴼ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺴﻠﺢ اﻟﺴﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺴﻨﺪي اﻟﺘﻲ أﺗﺖ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﻜﺘﺎب، واﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﻘﺎل اﻟﺴﺎﺑﻖ.
ﻋـــﻨـــﺪ اﻟـــﻨـــﻈـــﺮ ﻓــــﻲ اﻟـــﻜـــﺘـــﺎب ﻣــــﻦ ﻧـــﺎﺣـــﻴـــﺔ ﺗــﺼــﻤــﻴــﻢ ﻣـﻮﺿـﻮﻋـﺎﺗـﻪ وﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ، وﻣــﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣـﺤـﺘـﻮاه، وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﻠﻐﻮي ﺗﻌﺠﺐ أن ﻣﺆﻟﻔﻪ أﺣﻤﺪ ﻧﺎر ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻀﻢ إﻟــﻰ »اﻹﺧــــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، ﻛــﺎن ﻣـﺠـﺮد ﻓﺘﻮة ﻛﻤﺎ ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻹﺧﻮاﻧﻲ رﺷﺎد اﻟﺒﻴﻮﻣﻲ، وﻣﺠﺮد ﺷﻴﺦ ﻣﻨﺼﺮ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻹﺧﻮاﻧﻲ اﻟﺤﺎج ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ.
ﻓﺄﺣﻤﺪ ﻧﺎر، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب، ﻣﺘﻌﻠﻢ ﻗﺎرئ وﻣﺜﻘﻒ ﻣــﺼــﻘــﻮل. واﻟـــﻔـــﺘـــﻮات وﺷـــﻴـــﻮخ اﳌــﻨــﺼــﺮ )ﻛـــﻤـــﺎ ﻳــﻌــﺮف اﳌـﺼـﺮﻳـﻮن( أﻧــﺎس ﻋــﻮام ﻻ ﻳـﻌـﺮﻓـﻮن ﺷﻴﺌﴼ ﻣـﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻷدب واﻟﻌﻠﻢ اﻟﺪﻳﻨﻲ.
إﻧﻨﻲ اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻴﻎ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎب، وإﻟــــﻰ اﻻﺳــــﻢ اﻟــﻜــﺎﻣــﻞ ﻷﺧــﻴــﻪ ﻣــﺎﻟــﻚ ﻧـــﺎر اﻟــــﺬي ورد ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ، ﻓﻲ »وﻳﻜﻴﺒﻴﺪﻳﺎ اﻹﺧﻮان«، وإﻟﻰ ذﻛﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ أﺣــﻤــﺪ ﻣـﺤـﻤـﺪ إﺑــﺮاﻫــﻴــﻢ ﻧــــﺎر، ﻣــﺤــﻞ إﻗــﺎﻣــﺘــﻪ ﻓــﻲ إﺣــﺪى ﻗﺼﺎﺋﺪه، وﻫﻮ ﻣﻨﻴﺎ اﻟﻘﻤﺢ، واﻟﺬي ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻞ إﻗﺎﻣﺔ أﺣﻤﺪ ﻧﺎر اﳌﺬﻛﻮر ﻓﻲ رواﻳﺘﻲ رﺷـﺎد اﻟﻔﻴﻮﻣﻲ واﻟﺤﺎج ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ... ﻫﻲ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ أرﺟـﺢ أن أﺣﻤﺪ ﻧﺎر »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻷرﺑــﻊ اﳌﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺘﻲ »أﺑﻮﻟﻠﻮ« و»اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ« ﻓﻲ ﺛﻼﺛﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ.
ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻠﺤﻆ أن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳﻤﻪ وإﻟﻰ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻗﺒﻞ أن »ﻳﺘﺄﺧﻮن« ﻓﻲ رواﻳﺔ رﺷﺎد اﻟﺒﻴﻮﻣﻲ ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻋﺮﺿﻲ؛ ﻓﻬﻲ ﻗﺪ ﺟﺎء ت ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﺧﻴﻪ ﻣﺎﻟﻚ، وأﻧﻬﺎ أﻫﻤﻠﺖ أﻫﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻨﻪ، وﻫﻮ أﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﺆﻟﻒ ﻛـﺘـﺎب »اﻟـﻘـﺘـﺎل ﻓـﻲ اﻹﺳـــﻼم«، وﻫــﻮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟــﺬي ﺣﻔﻆ اﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻋﺪاد اﳌﺆﻟﻔﲔ ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ، وﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ. وأﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﺿﺢ ﻣـﺎذا ﺗﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ اﳌﺨﻞ ﺑـﻪ، ﻣـﺎذا ﺗﻌﻨﻲ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ: إﻧــﻪ أﺻﺒﺢ )ﺟﻨﺪﻳﴼ( ﻋـﺎﻣـﻼ ﻫـﻮ وأﺧــﻮه ﻣﺎﻟﻚ. ﻓﻬﻞ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﻬﺬا اﻟﻘﻮل اﻟﺘﻠﻤﻴﺢ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻫﻮ وأﺧﺎه ﺿﻤﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﺮي اﳌﺴﻠﺢ ﻓﻲ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«؟!
وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻠﺤﻆ أن رواﻳـﺔ رﺷﺎد اﻟﻔﻴﻮﻣﻲ ﻧﺴﺒﺖ اﻟــﻔــﻀــﻞ ﻓــﻲ إﻗــﻼﻋــﻪ ﻋــﻦ اﻟــﻔــﺘــﻮة إﻟـــﻰ دﻋــــﻮة »اﻹﺧـــــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، ﻓﻲ ﺣﲔ أن رواﻳـﺔ اﻟﺤﺎج ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻧﺴﺒﺘﻪ إﻟﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ، وأﻧﻬﻤﺎ اﺷﺘﺮﻛﺘﺎ ﻓﻲ إﻏﻔﺎل أﻧﻪ ﺿﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﺮي اﳌﺴﻠﺢ أو ﺑﺎﺻﻄﻼح »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، »اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺨﺎص«.
إﻏﻔﺎﻟﻬﻤﺎ ﻟﻬﺬه اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻔﻬﻮم؛ ﻓﺈن ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻧﻀﻤﺎﻣﻪ إﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ« ﻓﺘﻮة، أو ﻣــﺎ ﻫــﻮ أﺳـــﻮأ ﻣــﻦ ذﻟـــﻚ، ﺷﻴﺦ ﻣﻨﺼﺮ، ﺛــﻢ ﺻــﺎر ﺑﻌﺪ اﻋﺘﻨﺎﻗﻪ دﻋــﻮة »اﻹﺧـــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺨﺎص، ﻓﻼ ﻏﺮاﺑﺔ وﻻ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ.
رواﻳﺔ اﻟﺤﺎج ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻛﺎﻧﺖ - ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ رواﻳـــﺔ رﺷــﺎد اﻟﻔﻴﻮﻣﻲ - ﻣﻔﻴﺪة؛ ﻓﻬﻲ ﻗـﺪ أﺧﺒﺮﺗﻨﺎ أﻧﻪ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎب »اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ اﻹﺳــﻼم«، ﻛﻤﺎ أﺧﺒﺮﺗﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻊ وﻣﻜﺎﻧﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻟﺪى ﺟﻤﺎﻋﺔ »اﻹﺧــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، إذ ﻗﺎل إن »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ« ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺪارﺳﻮن ﻛﺘﺎﺑﻪ.
اﻻﺿﻄﺮاب ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺘﲔ ﻫﻮ أن رواﻳﺔ رﺷﺎد اﻟﻔﻴﻮﻣﻲ ﻗـﺎﻟـﺖ ﻋـﻦ أﺣـﻤـﺪ ﻧــﺎر: إﻧــﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻀﻢ إﻟــﻰ »اﻹﺧـــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ« ﻛﺎن ﻓﺘﻮة ﻳﺨﺸﻰ ﺑﺄﺳﻪ ﺣﺘﻰ ﺷﻴﻮخ اﳌﻨﺼﺮ، ورواﻳــﺔ اﻟﺤﺎج ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻋﻨﻪ إﻧـﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻀﻢ إﻟﻴﻬﻢ ﻛﺎن ﺷﻴﺦ ﻣﻨﺼﺮ.
اﻟﺤﺎج ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻣﻌﺎﺻﺮ ﻟﻠﺒﻨﺎ، وﻗﺪ ﺟﺎﻟﺴﻪ وﺧﺎﻟﻄﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺗﺎﺑﻌﴼ ﺻﻐﻴﺮﴽ ﻟﻪ، وﻫﻮ إﻟﻰ ﻫﺬا ﻳﺒﲔ ﻣﻦ رواﻳﺘﻪ، أﻧﻪ - ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﳌﺼﺮي اﻟﺪارج - ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻳﺎت أﺣــﻤــﺪ ﻧـــﺎر، ﻓـﻬـﻮ ﻳـﻌـﺮﻓـﻪ ﺷﺨﺼﻴﴼ ﻗـﺒـﻞ أن ﻳـﻨـﻀـﻢ إﻟـﻰ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، ﺑﻴﻨﻤﺎ رﺷﺎد اﻟﺒﻴﻮﻣﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎت ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ »اﻹﺧـــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«. وﻋﻠﻴﻪ، ﺳﻨﺄﺧﺬ ﺑﺮواﻳﺔ اﻷول ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن ﺷﻴﺦ ﻣﻨﺼﺮ، وﻟﻦ ﻧﺄﺧﺬ ﺑﺮواﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﺖ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻓﺘﻮة. وﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮي أن رﺷﺎد اﻟﺒﻴﻮﻣﻲ ﻳﻌﺮف أﻧﻪ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﻗﺪاﻣﻰ »اﻹﺧﻮان اﳌـﺴـﻠـﻤـﲔ«، إﻧــﻪ ﻛــﺎن ﺷﻴﺦ ﻣﻨﺼﺮ، ﻟــﺬا ﻓﻬﻮ ﻗـﺪ ﺗﻼﻋﺐ ﺑﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ، ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻓﺘﻮة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺷﻴﻮخ اﳌﻨﺼﺮ.
ﻣــﺤــﻤــﻮد ﻋـــﺴـــﺎف ﻋــﻀــﻮ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟـــﺨـــﺎص وأﻣـــﲔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت، أو ﻣﻜﺘﺐ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻼزﻣﴼ ﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ، واﻟﺬي ﻛﺎن ﻻ ﻳﺮى ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ، إﻻ وﻳﺮى ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ أﻗﺪم ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ رواﻳﺘﻲ اﻟﺒﻴﻮﻣﻲ وﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ، ﻗﺎل ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻣﻄﺒﻮع إﻧﻪ ﻛﺎن ﺷﻴﺦ ﻣﻨﺼﺮ، وﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻋﻨﻪ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻓﺘﻮة. وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻌﺰز رواﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ اﳌﺘﺄﺧﺮة.
ﺗــﻔــﻀــﻞ رواﻳــــــﺔ ﻣــﺤــﻤــﻮد ﻋـــﺴـــﺎف ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮواﻳـــﺘـــﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺘﲔ أﻧـﻬـﺎ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت أﻛـﺜـﺮ ﻋــﻦ ﻣﺎﺿﻲ أﺣـﻤـﺪ ﻧــﺎر ﻗﺒﻞ اﻧﻀﻤﺎﻣﻪ ﻟـــ»اﻹﺧــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، وﻋﻦ ﺷـﻲء ﻃﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟﺘﻲ ﻗـﺎم ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﻀﻤﺎﻣﻪ إﻟﻴﻪ.
ﻳﻘﻮل ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺴﺎف ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻣﻊ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﻬﻴﺪ«، اﻟـﺼـﺎدر ﻋـﺎم ٣٩٩١: »ﻛــﺎن اﻷخ أﺣﻤﺪ ﻧـﺎر - ﻛﻤﺎ ﻗـﺎل ﻟﻲ - ﻗـﺎﻃـﻊ ﻃــﺮﻳــﻖ... وﻛــﺎن ﻣـﻦ ﻗـﺮﻳـﺔ ﻣـﻦ ﻗــﺮى ﻣﻨﻴﺎ اﻟﻘﻤﺢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻗﻴﺔ. وﻛﺎن ﻗﻮﻳﴼ ﻳﻬﺎﺑﻪ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﴼ، وﻟﻪ أﺗﺒﺎع ﻳﺄﺗﻤﺮون ﺑﺄﻣﺮه. ﺣﻀﺮ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻟﻸﺳﺘﺎذ اﻹﻣﺎم اﻟﺒﻨﺎ ﺑﻤﻨﻴﺎ اﻟﻘﻤﺢ، ﻓﺄﺻﺎﺑﻪ إﺷﻌﺎع ﻣﻦ ﻧﻮر... ﺛﻢ اﻟﺘﻘﻰ ﺑﺎﻹﻣﺎم ﺑﻌﺪ اﳌﺤﺎﺿﺮة، وﺟﻠﺲ ﻳﺘﺤﺪث ﻣﻌﻪ«.
ﺛـﻢ زاره ﻓـﻲ اﳌـﺮﻛـﺰ اﻟــﻌــﺎم، وﺗــﻜــﺮرت اﻟــﺰﻳــﺎرات، ﻓـﺈذا ﺑﺄﺣﻤﺪ ﻧـﺎر ﻳﺼﻴﺮ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﺪﻋﺎة إﻟـﻰ اﻹﺳــﻼم اﻟﺤﻖ واﻻﻫﺘﺪاء ﺑﺸﺮﻳﻌﺘﻪ، وﻃﻮع اﻟﻠﻪ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻟﻠﺨﻄﺎﺑﺔ ﻓﺼﺎر ﺧﻄﻴﺒﴼ ﻳـﺄﺳـﺮ اﻟــﻨــﺎس ﺑﺮوﺣﺎﻧﻴﺘﻪ اﻟـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ. ﻛــﺎن ﻳﺘﻘﻦ اﻟﺘﺤﻄﻴﺐ )اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ( ﺑﺤﻜﻢ ﺳﺎﺑﻖ ﺧﺒﺮﺗﻪ، ﻓﺼﺎر ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ اﻟﺘﺤﻄﻴﺐ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮات ﻓﺮق اﻟﺠﻮاﻟﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻗﻴﺔ. رﺣـﻤـﻪ اﻟـﻠـﻪ رﺣـﻤـﺔ واﺳــﻌــﺔ، ﺣﻴﺚ ﻛــﺎن ﻣﺼﺎﺑﴼ ﺑﺤﺼﻰ ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻴﺘﲔ، وﺗﻮﻓﺎه اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ اﻟـﺬي وﺿـﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻈﻠﻮﻣﴼ«.
اﻟﻼﻓﺖ ﻓﻲ رواﻳـﺔ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺴﺎف أﻧﻬﺎ أﻫﻤﻠﺖ أﻫﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻨﻪ، وﻫﻲ - ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ - أﻧﻪ ﻣﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎب »اﻟﻘﺘﺎل ﻓــﻲ اﻹﺳــــــﻼم«. وﻫــــﺬا ﻣــﺎ ﻓـﻌـﻠـﺘـﻪ رواﻳـــــﺔ ﻣــﺘــﺄﺧــﺮة ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺴﻨﻮات ﻛﺜﻴﺮة، وﻫﻲ رواﻳـﺔ ﻋﻀﻮ ﻣﻜﺘﺐ اﻹرﺷــﺎد ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، رﺷﺎد اﻟﺒﻴﻮﻣﻲ.
إن ﻫـﺬا اﻹﻫـﻤـﺎل وراءه ﻣﺎ وراءه. وإن ﻳﻜﻦ اﻟﺤﺎج ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻗﺪ ذﻛﺮﻫﺎ، ﻓﻬﺬا ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﺪ ﺑـﻪ، ﻷﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟﺬي أﺟﺮي ﻣﻌﻪ، رﺟﻞ ﺑﺴﻴﻂ وﺷﺒﻪ ﻣﺘﻌﻠﻢ وذو وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ« أﻳﺎم ﻣﺮﺷﺪﻫﺎ.
ﺗﺒﻘﻰ ﻗﻀﻴﺔ: ﻫﻞ أﺣﻤﺪ ﻧﺎر ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎب »اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ اﻹﺳــﻼم«، ﻗﺒﻞ اﻧﻀﻤﺎﻣﻪ إﻟﻰ »اﻹﺧــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، ﻛﺎن ذا ﻣﺎض ﺷﻌﺮي روﻣﺎﻧﺴﻲ ﻣﺠﻨﺢ؟!
ﻫـــــﺬه اﻟــﻘــﻀــﻴــﺔ ﻳــﺤــﺴــﻤــﻬــﺎ اﻷدﺑـــــــــﺎء واﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﻮن اﳌﺼﺮﻳﻮن اﳌﻠﻤﻮن ﺑﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ اﳌﻨﺘﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻤﻞ إﳌﺎﻣﻬﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ، اﻹﳌﺎم ﺑﺸﻌﺮ اﻟﺸﺪاة واﳌﻨﺎﻛﻴﺮ وﺑﺘﺎرﻳﺦ أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﺸﺨﺼﻲ.
ﻳﺤﺮص »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﻮن« ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﻄﻮا ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺮﻓﴼ، وإن ﻛﺎﻧﻮا ذوي ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ وﺳﺎذﺟﺔ، ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﻢ، وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺻﻤﺘﻮا ﺻﻤﺖ اﻟﻘﺒﻮر ﻋﻦ أﺣﻤﺪ ﻧﺎر وﻋﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻣﻊ أن ﻟﻜﺘﺎﺑﻪ أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ، وﻟـــﻪ أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﺗـــﺎرﻳـــﺦ ﻣـﺆﻟـﻔـﺎت »اﻹﺧـــــﻮان اﳌـﺴـﻠـﻤـﲔ« ﻗـﺎﻃـﺒـﺔ، وﻛــﺬﻟــﻚ ﻓــﺈن اﻟـﻜـﺘـﺎب ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﲔ اﳌﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ واﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺤﺚ ﻓـﻲ ﻣـﻮﺿـﻮع اﻟﺠﻬﺎد، وذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد ﻗﺪﻳﻤﺔ.
ﺑﻤﺎذا ﻧﻔﺴﺮ إﻋـﺪادﻫـﻢ أﺧﻴﺮﴽ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎﻟﻚ، وإﻫﻤﺎﻟﻬﻢ وﺿﻊ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻪ: ﻣﺘﻰ وﻟﺪ؟ وﻣﺎذا درس؟ وإﻟﻰ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ درس؟ وﻣﺎ ﻋﻤﻠﻪ؟ وﻣﺎذا ﻛﺎن دوره ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ
ُُ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«؟ وﳌﺎذا وﻣﺘﻰ ﺳﺠﻦ؟ وﻫﻞ ﺳﺠﻦ ﻓﻲ
ِﱢ اﻟﻌﻬﺪ اﳌﻠﻜﻲ؟ وﻣﺎذا ﻛﺘﺐ؟ وﻣﺘﻰ ﺗﻮﻓﻲ؟... إﻟﺦ.
إن »اﻹﺧــــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ« ﻓــﻲ ﻋـﻘـﻮد ﺧــﻠــﺖ إﻟــﻰ أول ﺳﺒﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻮزﻳﻊ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ أﺗﺒﺎﻋﻬﻢ وﻣﺮﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ دون أن ﺗﻘﺮأ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻬﻢ إﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ ﻣﻦ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«!
ﻳﻘﻮل ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺴﺎف ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب: »ﻗﺎل ﻟﻲ اﻷخ أﺣﻤﺪ ﻧﺎر وﻫﻮ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻏﻀﺒﴼ إن رﺋﻴﺲ اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻘﻮل إن ﻟﺪﻋﻮة )اﻹﺧﻮان( ﻣﺮﺷﺪﻳﻦ؛ ﻣﺮﺷﺪﴽ ﻇﺎﻫﺮﴽ ﻫﻮ اﻟﻬﻀﻴﺒﻲ، وﻣﺮﺷﺪﴽ ﺧﻔﻴﴼ ﻫﻮ ذاﺗﻪ. وﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ ﻣﻨﻪ ﻗﺪ ﻳﻔﺴﺮ ﻋﺪاء ﺑﻌﺾ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ إدارة اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻸﺳﺘﺎذ اﻟﻬﻀﻴﺒﻲ، ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻬﻢ أﻋﻠﻨﻮا اﻟﻌﺼﻴﺎن ﻷواﻣﺮه وﻫﺪدوه، وﺣﺮﺿﻮا ﺑﺴﻄﺎء )اﻹﺧﻮان( ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﺎم ﺑﻌﺪ أن ﺳﻤﺤﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺜﻮرة ﺑﻌﻮدة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ«.
ﻫﺬه اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﺎم ٣٥٩١، ﻓﻬﻞ ﻛﺎن أﺣﻤﺪ ﻧﺎر ﻓﻲ ﻇﻞ اﻻﻧﻘﺴﺎم ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺨﺎص وﻓﻲ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، ﻣﻦ اﳌﺼﻄﻔﲔ ﻣﻊ إﻋﻼن رﺋﻴﺲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺨﺎص، ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺴﻨﺪي اﻟﻌﺼﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎدة اﻟﻬﻀﻴﺒﻲ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«، ﻣﻤﺎ أﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻨﺎح اﳌﻨﺘﺼﺮ، ﺟﻨﺎح اﻟﻬﻀﻴﺒﻲ؟
ﻫﺬه اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﻳﻮﺿﺤﻬﺎ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺴﺎف ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ.
أم أﻧﻬﻢ أﺧﻤﻠﻮا ذﻛﺮ اﻟﻜﺘﺎب، وﻟﻢ ﻳﻌﻴﺪوا ﻃﺒﺎﻋﺘﻪ ﻣــﺮارﴽ وﺗــﻜــﺮارﴽ، ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮن ﻣـﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﻛﺘﺒﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻫﻢ ﻳﺤﺒﺬوﻧﻬﺎ، ﻷن ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺴﻨﺪي ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻪ؟
أم أن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺎدة اﻟﻜﺘﺎب، إذ إن اﳌﺪﻗﻖ ﻓﻴﻪ، ﺳﺘﻨﻜﺸﻒ ﻟــﻪ أﺷــﻴــﺎء وأﺷــﻴــﺎء ﻓــﻲ ﺳـﺒـﺐ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ وﻷي ﻏﺎﻳﺔ اﺳﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﳌﻠﻜﻲ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻣﻨﺸﻮر. وﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺑﻘﻴﺔ.