ﺣﻄﺎم ﺳﻔﻦ ﻏﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن ﻳﺮوي ﻗﺼﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ
اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﺴﻌﻮن ﻹﻧﺸﺎء ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت وﻣﺘﺤﻒ ﻟﻶﺛﺎر اﻟﻐﺎرﻗﺔ
ﺗـــﻤـــﻜـــﻦ ﻋــــﻠــــﻤــــﺎء آﺛــــــــــﺎر ﻓــﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺣﻄﺎم ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٨٥ ﺳﻔﻴﻨﺔ، ﻳﺰﺧﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ اﻷﺛـﺮﻳـﺔ، وﻳﺮى اﻟﻌﻠﻤﺎء أن ﻫﺬا اﻻﻛﺘﺸﺎف ﻳﻌﺪ أﻛﺒﺮ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺣﻄﺎم اﻟﺴﻔﻦ ﻳــﺠــﺮي اﻟــﻜــﺸــﻒ ﻋــﻨــﻪ ﻓــﻲ ﺑﺤﺮ إﻳﺠﺔ ﺷﺮق اﻟﻴﻮﻧﺎن ورﺑﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﺑﺄﺳﺮه.
ووﻓـﻘـﺎ ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﲔ ﻓــﺈن ﻫﺬا اﻟﺤﻄﺎم ﻳــﺮوي ﻗﺼﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ، ﺗـﻈـﻬـﺮ ﻛـﻴـﻒ أن ﺳـﻔـﻨـﴼ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺳــﺎﻓــﺮت ﻋـﺒـﺮ ﺑﺤﺮ إﻳﺠﺔ واﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ واﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳــــــــــــــﻮد واﺟـــــــﻬـــــــﺖ ﻣـــﺼـــﻴـــﺮا ﻣــــﺸــــﺆوﻣــــﺎ، ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻋـــﻮاﺻـــﻒ ﻣـــﻔـــﺎﺟـــﺌـــﺔ ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﺣــﺎﺻــﺮﺗــﻬــﺎ اﳌـــــﻨـــــﺤـــــﺪرات اﻟــــﺼــــﺨــــﺮﻳــــﺔ ﻓــﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ. ووﻓـﻘـﺎ ﳌـﺎ ﺗـﻢ اﻹﻋــﻼن ﻋــﻨــﻪ ﻓــــﺈن ﻋــﻠــﻤــﺎء آﺛـــــﺎر ﻋــﺜــﺮوا ﻋﻠﻰ ﺣﻄﺎم ﻛﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﻦ ﻓــــﻲ ﻗـــــﺎع اﻟـــﺒـــﺤـــﺮ ﺑـــﺎﻟـــﻘـــﺮب ﻣـﻦ أرﺧﺒﻴﻞ ﻓﻮرﻧﻮي اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺷـﺮق ﺑﺤﺮ إﻳﺠﺔ ﻗﺮاﺑﺔ ﺟﺰﻳﺮة ﺳـﺎﻣـﻮس، وﻳﻀﻢ ﺳﻔﻨﺎ ﺗﻌﻮد ﻟﻌﺼﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮﻧﺎن اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، وﻣـــﻌـــﻈـــﻢ اﻟـــﺤـــﻄـــﺎم ﻟــﺴــﻔــﻦ ﻣـﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ واﻟـﺮوﻣـﺎﻧـﻲ واﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ.
ووﺻﻒ ﻋﺎﻟﻢ اﻵﺛﺎر اﻟﻐﺎرﻗﺔ ﺑــﻴــﺘــﺮ ﻛــﺎﻣــﺒــﻞ ﻫــــﺬا اﻻﻛــﺘــﺸــﺎف ﺑـــﺎﻷﻣـــﺮ اﳌـــﺪﻫـــﺶ ﻗــﺎﺋــﻼ إن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ وﺻﻒ ﻣﺪى اﻟﺤﻤﺎس ﻷﻧــــــﻪ ﺗــــﻢ اﻟـــﻌـــﺜـــﻮر ﻋـــﻠـــﻰ ﺷـــﻲء ﺳﻴﻐﻴﺮ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، وﻗﺪ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻫــﺬا اﻻﻛـﺘـﺸـﺎف ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻓــﺮﻳــﻖ ﻣــﻦ ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻵﺛــــﺎر ﺗﺤﺖ اﳌــــﺎء ﻣـــﻦ اﻟــﻴــﻮﻧــﺎن واﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣــــﻊ اﻟـــﻐـــﻮاﺻـــﲔ واﻟــﺼــﻴــﺎدﻳــﻦ اﳌـــﺤـــﻠـــﻴـــﲔ ﻓــــﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ ﺗــﻤــﺘــﺪ ﳌــــﺴــــﺎﻓــــﺔ ٧١ ﻣــــﻴــــﻼ وﺗــﻨــﺘــﺸــﺮ ﺣﻮل ٣١ ﺟﺰﻳﺮة ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ »ﻓـــــﻮرﻧـــــﻲ« اﻟـــﺘـــﺎﺑـــﻌـــﺔ ﻟــﺠــﺰﻳــﺮة ﺳﺎﻣﻮس ﻓﻲ ﺑﺤﺮ إﻳﺠﺔ ﺷﺮﻗﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن.
وﻗـــــﺎل ﻛـــﺎﻣـــﺒـــﻞ: »ﻗــــﺪ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن أﻃــــــﻠــــــﻖ ﻋــــﻠــــﻴــــﻪ أﺣـــــــــﺪ أﻫـــــﻢ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻘﺮن وﻟـﺪﻳـﻨـﺎ اﻵن ﻗﺼﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة ﻋﻦ اﻟـــﻄـــﺮﻳـــﻖ اﻟـــﺒـــﺤـــﺮي اﻟــــــﺬي ﻛــﺎن ﻳﺮﺑﻂ اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻟﻘﺪﻳﻢ«. ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﻔﺰ اﻟﻌﺪد ﺑــﻌــﺪ أﺣــــﺪث اﻛــﺘــﺸــﺎف إﻟـــﻰ ٨٥ وﻫﻮ ﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑـــﺄن ﻫــﻨــﺎك اﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻷﺳـــﺮار اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﺒﺤﺮ ﻫﻨﺎك.
وﺷــﻤــﻠــﺖ اﻟــﺒــﻀــﺎﺋــﻊ اﻟــﺘــﻲ ﻋـــــﺜـــــﺮ ﻋـــﻠـــﻴـــﻬـــﺎ داﺧــــــــــﻞ ﺣـــﻄـــﺎم اﻟـــﺴـــﻔـــﻦ زﺟــــــﺎﺟــــــﺎت وأواﻧــــــــــﻲ، ﻛـــﻤـــﺎ اﺣـــــﺘـــــﻮى اﻟــــﺤــــﻄــــﺎم ﻋــﻠــﻰ ﺣـــﻤـــﻮﻻت اﻟــﺴــﻔــﻦ اﻟــﻐــﺎرﻗــﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﻒ وﺑﻀﺎﺋﻊ ﺗﻌﻮد إﻟـــﻰ اﻟــﻔــﺘــﺮة ﺑــﲔ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﻬﻠﻨﺴﺘﻴﺔ واﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ اﳌــﻴــﻼدي، ﻣـﻤـﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت اﻟـــﺘـــﺠـــﺎرﻳـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻛــــﺎﻧــــﺖ وﻗــــــﺘــــــﺬاك ﺑـــــﲔ ﻗــﺒــﺮص وﺑﻼد اﻟﺸﺎم واﻟﻴﻮﻧﺎن وﻣﺼﺮ. ووﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺼﺎدر ﻓﺈن اﻻﻛﺘﺸﺎف ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ واﺣـﺪة ﻣﻦ اﳌﻘﺎﺑﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻠﺴﻔﻦ اﻟﻐﺎرﻗﺔ.
وﺗﻘﺪر ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟـﻌـﻠـﻮم ﻋــﺪد اﻟﺴﻔﻦ اﻟـــﻐـــﺎرﻗـــﺔ ﻓــــﻲ ﻗـــــﺎع اﳌــﺤــﻴــﻄــﺎت واﻟــﺒــﺤــﺎر ﺑــﻤــﺎ ﻳــﺮﺑــﻮ ﻋــﻠــﻰ ٣ ﻣﻼﻳﲔ ﺳﻔﻴﻨﺔ وﻫﻮ رﻗﻢ ﺗــﻘــﺮﻳــﺒــﻲ وﻳـــﻌـــﻮد ﺣــــــــــــــــــﻄــــــــــــــــــﺎم ﺑــﻌــﺾ ﻫــﺬه اﻟـﺴـﻔـﻦ إﻟـﻰ اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟــﺴــﻨــﲔ وﻳــــﻤــــﻜــــﻦ أن ﻳـــــﻮﻓـــــﺮ ﻣــــﺼــــﺪرا ﺛﻤﻴﻨﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺴﻔﻦ اﻟــﻐــﺎرﻗــﺔ ﻫــﻲ ﺷـﻮاﻫـﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎري واﻟﺤﻮار اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﲔ اﻟﺸﻌﻮب.
وﺗــــــــــــــــــــﺮﺳــــــــــــــــــــﻢ اﻟـــــــــﺴـــــــــﻔـــــــــﻦ وﻣـﺤـﺘـﻮﻳـﺎﺗـﻬـﺎ ﺻــــﻮرة ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺷﺤﻦ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﻃﺮق ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳﻮد واﻟﻴﻮﻧﺎن وآﺳﻴﺎ اﻟﺼﻐﺮى وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وإﺳﺒﺎﻧﻴﺎ وﺻﻘﻠﻴﺔ وﻗﺒﺮص وﺑــــــــــــــﻼد اﻟــــــﺸــــــﺎم وﻣـﺼـﺮ وﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. وﺟﻤﻊ اﻟــــﻔــــﺮﻳــــﻖ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ٠٠٣ ﻗﻄﻌﺔ أﺛﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻄﺎم اﻟـــﺴـــﻔـــﻦ ﺧــﺎﺻــﺔ اﻟـــــﻘـــــﻮارﻳـــــﺮ، ﻣــﻤــﺎ أﻋــــــــﻄــــــــﻰ ﻋــــﻠــــﻤــــﺎء اﻵﺛـــــــــــــــــــــﺎر ﳌــــﺤــــﺔ ﻧــــــــــــــــــــﺎدرة ﻋـــﻦ اﻷﻣـــــــــــــﺎﻛـــــــــــــﻦ اﻟــﺘــﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗــــﻨــــﻘــــﻞ ﻟــﻬــﺎ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻓﻲ أﻧــــﺤــــﺎء اﻟــﺒــﺤــﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ. وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺣﻤﻮﻟﺔ ﺑــــﻘــــﺎﻳــــﺎ اﻟــــﺴــــﻔــــﻦ اﻟــــﻐــــﺎرﻗــــﺔ أﺣــــﻴــــﺎﻧــــﺎ ذات أﻫــــﻤــــﻴــــﺔ ﻓــﻨــﻴــﺔ ﻛــــﺒــــﺮى، ﻓـــﻘـــﺪ ﻋـــﺜـــﺮ ﻓــــﻲ ﺣــﻄــﺎم اﻟﺴﻔﻦ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ واﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﻜـــﺜـــﻴـــﺮ ﻣــــﻦ اﻟــﺘــﻤــﺎﺛــﻴــﻞ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ اﳌـﻌـﺮوﺿـﺔ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻓﻲ اﳌﺘﺎﺣﻒ. وﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟﻮرج ﻛــﻮﺗــﺴــﻮﻓــﻼﻛــﻴــﺲ ﻣـــﻦ اﻟـﻬـﻴـﺌـﺔ اﻟـــﻴـــﻮﻧـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻟــــﻶﺛــــﺎر اﻟـــﻐـــﺎرﻗـــﺔ وﻫــﻮ ﻣﺪﻳﺮ ﻣـﺸـﺮوع اﳌﺴﺢ ﻓﻲ ﻓــﻮرﻧــﻮي إن ٠٩ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣﻦ ﺣﻄﺎم اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺬي ﺗﻢ اﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﻓـــﻲ أرﺧــﺒــﻴــﻞ ﻓـــﻮرﻧـــﻮي ﻳﺤﻤﻞ ﺷــﺤــﻨــﺔ ﻗـــــﻮارﻳـــــﺮ، ﻣــﻀــﻴــﻔــﺎ أن اﻟﻘﻮارﻳﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻟﻨﻘﻞ اﻟﺴﻮاﺋﻞ وأﺷﺒﺎه اﻟﺴﻮاﺋﻞ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﻠﻊ اﳌﻨﻘﻮﻟﺔ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺧــــﻤــــﻮرا وزﻳــــﺘــــﺎ وﻣــــﺮق اﻟــﺴــﻤــﻚ ورﺑـــﻤـــﺎ ﻋــﺴــﻞ اﻟــﻨــﺤــﻞ. وﻗﺎل إن ﻣﺮق اﻟﺴﻤﻚ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳﻮد ﻛﺎن ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ.
وذﻛـــــــــﺮ ﻛـــﻮﺗـــﺴـــﻮﻓـــﻼﻛـــﻴـــﺲ أن أﻛـﺜـﺮ ﻣـﺎ أﺛــﺎر ﺣـﻤـﺎس ﻓﺮﻳﻖ اﻟــﺘــﻨــﻘــﻴــﺐ ﻛـــــﺎن اﻟـــﻌـــﺜـــﻮر ﻋـﻠـﻰ ﺣﻄﺎم ﺳﻔﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳﻮد وﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺗﻌﻮد ﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ﻧﻈﺮا ﻟﻨﺪرة اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺷﺤﻨﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺗـﻠـﻚ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ ﻓــﻲ ﺣــﻄــﺎم ﺳﻔﻦ ﻓـﻲ ﺑﺤﺮ إﻳـﺠـﺔ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟــﻰ أن اﻟــﻄــﻘــﺲ اﻟــﺴــﻴــﺊ ﻫــﻮ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻷﻛــﺜــﺮ ﺗـﺮﺟـﻴـﺤـﺎ ﻟــﻐــﺮق ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻔﻦ ﻓـﻲ ﻧﻔﺲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻮاﺻﻒ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ وﻗﻮﻳﺔ وﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺳﻮاﺣﻞ ﺻﺨﺮﻳﺔ.
ووﻓﻘﺎ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻓﺈن اﻟﺴﻔﻦ ﻛـــــﺎﻧـــــﺖ ﺗــــﺘــــﻮﻗــــﻒ ﻗــــﺪﻳــــﻤــــﺎ ﻓــﻲ ﻓــــﻮرﻧــــﻮي ﻟــﻘــﻀــﺎء اﻟــﻠــﻴــﻞ ﻗـﺒـﻞ اﺳــﺘــﺌــﻨــﺎف رﺣــﻠــﺘــﻪ، ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻗــﺎل ﻛﻮﺗﺴﻮﻓﻼﻛﻴﺲ: »ﻫﻨﺎك ﺣﻄﺎم ﻟﻢ ﻳﻤﺲ ﺑﺎﳌﺮة. ﻧﺸﻌﺮ أﻧﻨﺎ أول ﻣﻦ ﻳﻌﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻣﻴﺎه ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻌﻤﻖ، ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٠٦ ﻣﺘﺮا. ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺤﻄﺎم ﻓــﻲ ﺣــﺎﻟــﺔ ﺟــﻴــﺪة ﻣــﻦ ﻋــﻤــﻖ ٠٤ ﻣﺘﺮا وأدﻧـﻰ ﻣﻦ ذﻟـﻚ. أي ﺷﻲء أﻋـﻠـﻰ ﻣـﻦ ٠٤ ﻣـﺘـﺮا ﻓﻘﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﺳﻜﻪ أو ﺗﻌﺮض ﻟﻠﻨﻬﺐ ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ«.
وﻳـــﺴـــﻌـــﻰ اﻟــــﻔــــﺮﻳــــﻖ، اﻟــــﺬي ﻳﻀﻢ ﻋﻠﻤﺎء آﺛــﺎر وﻣﻌﻤﺎرﻳﲔ وﺧــــﺒــــﺮاء ﺗــﺮﻣــﻴــﻢ وﻏــــﻮاﺻــــﲔ، ﻹﻧــﺸــﺎء ﻣـﺮﻛـﺰ دراﺳــــﺎت ﻟـﻶﺛـﺎر اﻟﻐﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ﻓـﻮرﻧـﻮي وﻣﺘﺤﻒ ﻣﺤﻠﻲ ﻟﻌﺮض اﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺗﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮوﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ واﺣــﺪة ﻣـﻦ اﳌﻘﺎﺑﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻠﺴﻔﻦ اﻟﻐﺎرﻗﺔ.