اﻓﺘﺘﺎح ﻣﻌﺮض ﺻﻮر ﻧﺎدرة ﻟﻠﺨﻂ اﻟﺤﺪﻳﺪي اﻟﺤﺠﺎزي ﻓﻲ ﻗﻠﻌﺔ اﻟﻌﻘﺒﺔ اﻷردﻧﻴﺔ
اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟـﺴـﻔـﺎرة اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻴﺔ وﻣﻌﻬﺪ ﺟــﻮﺗــﻪ وإدارة اﻟــﺘــﺮاث اﳌـﻠـﻜـﻲ ﻓــﻲ اﻟــﺪﻳــﻮان اﳌــﻠــﻜــﻲ اﻷردﻧــــــﻲ، ﻣــﻌــﺮض ﺻـــﻮر ﺗـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﻧﺎدرة ﻋﻦ اﻟﺨﻂ اﻟﺤﺪﻳﺪي اﻟﺤﺠﺎزي ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ »اﳌﻔﻬﻮم، اﻟﺒﻨﺎء، واﻟﻨﺰاع«، وﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺼﻮر إﻟﻰ اﻷﻋــﻮام ﻣﻦ ٠٩٨١ ﻟﻐﺎﻳﺔ ٠٦٩١.
ﻳﻨﻔﺬ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺳﻔﺎرة ﺑـﻌـﺜـﺔ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــــﻲ وﺷـﺒـﻜـﺔ اﳌـﻌـﺎﻫـﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻷردن ،(EUNIC) ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻘﺒﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ وداﺋــــــﺮة اﻵﺛـــــﺎر اﻟــﻌــﺎﻣــﺔ واﳌــﻌــﻬــﺪ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس واﻵﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﻘﺪس.
اﻓـﺘـﺘـﺢ اﳌــﻌــﺮض، اﻟـــﺬي ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﳌـﺪة ﺛـــﻼﺛـــﺔ أﺳــﺎﺑــﻴــﻊ ﻓـــﻲ ﻗــﻠــﻌــﺔ اﻟــﻌــﻘــﺒــﺔ، أﻣـــﺲ، ﺑﺤﻀﻮر ﻋـﺪد ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﲔ وﺷﺨﺼﻴﺎت رﺳﻤﻴﺔ وﺷﻌﺒﻴﺔ. وﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع اﳌﻤﻮل ﻣــﻦ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ ﺑـﺎﻟـﺘـﺰاﻣـﻦ ﻣــﻊ ﺳﻨﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻷوروﺑﻲ ٨١٠٢ اﻟﺬي ﺣﺪده اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم.
ﻣـﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻗــﺎل ﻋـﻤـﺎد ﺣﺠﺎزﻳﻦ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﳌﻔﻮﺿﲔ ﻓﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻘﺒﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ، »ﻳﺸﺮﻓﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﻀﻴﻒ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﻌﺮض اﻟﻔﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻘﺒﺔ، وذﻟﻚ ﻷﻫﻤﻴﺘﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸردن واﻟﺪول اﳌﺠﺎورة، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺨﻂ ﻳﺼﻞ ﺑﲔ دﻣﺸﻖ وﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ، وﻳﻘﻠﻞ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﺠﺎج ﻣﻦ أﺷﻬﺮ إﻟﻰ ﺑﻀﻌﺔ أﻳــــﺎم، ﻛــﻤــﺎ ﻟــﻌــﺐ دورﴽ ﻣـﻬـﻤـﴼ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ إﻟــﻰ اﻷردن ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى«.
وﻗـــﺎل ﺳـﻔـﻴـﺮ ﺑـﻌـﺜـﺔ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ ﻓﻲ اﻷردن أﻧﺪرﻳﺎ ﻓﻮﻧﺘﺎﻧﺎ، إن ﺳﻨﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻲ واﻷﻧـــﺸـــﻄـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﻨــﻈــﻤــﻬــﺎ ﻋــﺪد ﻣـﻦ دول اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ ﻓـﻲ اﻷردن ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﻢ اﳌﺤﻠﻴﲔ، ﺗﺤﺖ ﺷـﻌـﺎر »ﻧﺤﺘﻔﻞ ﺑـــﺎﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻟــﻨــﺒــﻨــﻲ اﳌـــﺴـــﺘـــﻘـــﺒـــﻞ«؛ ﻫــــــﺬا ﻫـﻮ ﺷــﻌــﺎرﻧــﺎ ﻟــﻬــﺬه اﻟــﻔــﻌــﺎﻟــﻴــﺎت اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺆﻛـﺪ ﻋﻠﻰ ﻣــﺪى ارﺗــﺒــﺎط اﻟــﺘــﺮاث اﻷوروﺑـــﻲ ﺑـﺎﻟـﺘـﺮاث اﻷردﻧـــﻲ اﻟــﺬي ﻧﺤﻴﻲ أﻳـﺎﻣـﻪ ﺧﻼل ﻫــﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣـﻊ اﺣﺘﻔﺎل اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑﻌﺎم اﳌﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ. ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺪث اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ ﻫﻨﺪرﻳﻚ ﻓﺎن دو ﻓﻠﺪ ﻋﻦ اﻟـﺪور اﻟﺬي ﻟﻌﺒﺘﻪ ﺑﻠﺠﻴﻜﻴﺎ ﻓﻲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﳌــــﺸــــﺮوع، إذ ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــﺴــﻜــﻚ واﻟــﻌــﺪﻳــﺪ ﻣﻦ اﳌﺎﻛﻴﻨﺎت واﳌﻌﺪات اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺧﻂ اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﺤﺠﺎزي ﻣﺴﺘﻮردة ﻣـﻦ ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ. ﻛﻤﺎ أوﺿﺢ أن اﳌﻬﻨﺪس اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺬي ﺻﻤﻢ ﻫـــﺬا اﻟــﺨــﻂ ﻫـــﻮ أﳌـــﺎﻧـــﻲ اﻟـﺠـﻨـﺴـﻴـﺔ وﻳــﺪﻋــﻰ ،Heinrich August Meissner وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺟﺮى اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﻌﻬﺪ ﺟﻮﺗﻪ ﻻﻓﺘﺘﺎح ﻫﺬا اﳌﻌﺮض اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺒﺔ.
وﻗــــﺎل ﻓـــﺎن دو ﻓــﻠــﺪ: »ﻧــﺤــﻦ ﻧـﻔـﺨـﺮ ﺑــﺄن ﺗﻠﻌﺐ ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ دورﴽ أﺳﺎﺳﻴﴼ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع اﻟﻌﺮﻳﻖ ذي اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﻓﻬﺬا ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن أﺻـﻮل اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري ﺑﲔ ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ واﳌﻨﻄﻘﺔ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ«.
ﻣـــﻦ ﺟــﻬــﺘــﻬــﺎ ﻗـــﺎﻟـــﺖ ﺑــﻴــﺮﺟــﻴــﺘــﺎ ﺳﻴﻔﻜﺮ - إﻳﺒﻴﺮل اﻟﺴﻔﻴﺮة اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ، اﻟﺘﻲ ﺣﻀﺮت اﳌﻌﺮض، »ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أوﺟـﻪ اﻟﺘﻌﺎون ﺑــﲔ اﳌــﺆﺳــﺴــﺎت اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ واﻷﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺘﻮﺛﻴﻖ اﳌﻮروث اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﺣﻀﺎرات اﻷﻣــﻢ، إذ ﻳﻌﺪ ﻣﻌﺮض اﻟﺨﻂ اﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺪي اﻟـــﺤـــﺠـــﺎزي ﻣـــﻦ أﻫــــﻢ اﳌــﺸــﺎرﻳــﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ واﺟﺒﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻛﺴﻔﺎرة أﳌﺎﻧﻴﺔ أن ﻧﺘﻌﺎون ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﻬﺎﺗﻨﺎ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﻧﻘﻞ ﺣـﻀـﺎرة ﻫــﺬا اﳌـﺎﺿـﻲ اﻟﻌﺮﻳﻖ إﻟﻰ ﻳــﻮﻣــﻨــﺎ ﻫــــــﺬا«. ﻛـــﻤـــﺎ ﺛــﻤــﻨــﺖ ﺟـــﻬـــﻮد ﺟـﻤـﻴـﻊ اﻟــﻘــﺎﺋــﻤــﲔ ﻋــﻠــﻰ ﻫـــﺬا اﳌـــﻌـــﺮض، ودﻋـــــﺖ إﻟــﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻹﺣﻴﺎء اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻀﺎرات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ.
وﻗــﺎل رﺟــﺎ ﻏـﺮﻏـﻮر ﻣﺪﻳﺮ إدارة اﻟﺘﺮاث اﳌــﻠــﻜــﻲ، »ﺗــﻜــﻤــﻦ أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻫـــﺬا اﳌـــﻌـــﺮض ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﻌﻜﺲ واﺣــﺪﴽ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟــﻌــﺮﻳــﻘــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳـﻔـﺘـﺨـﺮ ﺑــﻬــﺎ ﺷــﻌــﺐ اﻷردن واﳌﻨﻄﻘﺔ ﳌﺎ ﻟﻌﺒﻪ ﻣﻦ دور ﺗﺎرﻳﺨﻲ وﻋﺴﻜﺮي واﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﻜﻞ«، ﻣﺒﻴﻨﴼ أن اﻟﺨﻂ ﻻ ﻳﺰال ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﻷﻏـــﺮاض ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﻛـﻮﻧـﻪ ﻣﻌﻠﻤﴼ ﺣﻀﺎرﻳﴼ ﻣﻬﻤﴼ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷردن اﻟﺤﺪﻳﺚ واﻟﺘﻌﺎون ﺑﲔ اﻟﺤﻀﺎرات.
وﺟـــــﺮى دﻋــــﻢ اﳌـــﻌـــﺮض ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ ﺑﻌﺜﺔ اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷوروﺑــــــــــﻲ ﻓــــﻲ اﻷردن وﺷــﺒــﻜــﺔ ،«EUNIC Cluster» وﻫـــﻲ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻣﻦ اﳌــــﺮاﻛــــﺰ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ وﺳــــﻔــــﺎرات ﺑــﻌــﺾ دول اﻻﺗـﺤـﺎد اﻷوروﺑـــﻲ اﳌﻨﻔﺬة ﻟﺒﺮاﻣﺞ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻷردن.
اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺮ ﺑـــﺎﻟـــﺬﻛـــﺮ أن ﻣــــﻌــــﺮض ﺻـــﻮر اﻟﺨﻂ اﻟﺤﺪﻳﺪي اﻟﺤﺠﺎزي ﻓﻲ ﻗﻠﻌﺔ اﻟﻌﻘﺒﺔ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ( اﳌــﻘــﺒــﻞ، وﺑــﻌــﺪﻫــﺎ ﺳـﺘـﻨـﻘـﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻮر إﻟﻰ ﻣﺘﺤﻒ آﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﺴﻜﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺳﻴﻨﺸﺄ ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻌﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إدارة اﻟﺘﺮاث اﳌﻠﻜﻲ. ﻳﺸﺎر إﻟﻰ أن اﻟﺨﻂ اﻟﺤﺠﺎزي ﻫﻮ ﺳﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ )ﺑﻌﺮض ٠٥٠١ ﻣﻠﻢ(، ﺗﺼﻞ ﺑﲔ دﻣﺸﻖ واﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌـﻨـﻮرة، وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا اﻟﺨﻂ اﻟﺬي ﺑﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ ﻧﺤﻮ ٠٢٣١ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﴽ، ﻣﻦ اﻹﻧـﺠـﺎزات اﻟﺮاﺋﻌﺔ واﻟـﻨـﺎدرة ﻟﻠﺴﻠﻄﺎن اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﳌــﻬــﻨــﺪس اﻷﳌـــﺎﻧـــﻲ ﻣــﺎﻳــﺴــﻨــﺮ ﺑـــﺎﺷـــﺎ، ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻬﻨﺪﺳﻲ اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﺳﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ اﻟﺤﺠﺎز اﻟﺘﻲ رﺑﻄﺖ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻣﺤﻄﺔ »ﺣﻴﺪر ﺑـــﺎﺷـــﺎ« ﻓـــﻲ إﺳــﻄــﻨــﺒــﻮل واﳌـــﺪﻳـــﻨـــﺔ اﳌـــﻨـــﻮرة ﻓــﻲ ﻋﻬﺪ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﻗــﺪم ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع اﳌﺘﻤﻴﺰ ﺧﺪﻣﺎت ﺟﻠﻴﻠﺔ ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻟﺤﺠﺎج ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ اﻟـﺤـﺮام اﻟـﺬﻳـﻦ ﺗﺨﻠﺼﻮا ﻣﻦ رﺣﻠﺔ اﻟﺸﻘﺎء اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘﺪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ وﺳﻂ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮة، إذ ﺗﻘﻠﺼﺖ ﺑﻌﺪ إﻧﺸﺎء اﻟﺨﻂ إﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ أﻳﺎم ﻓﻘﻂ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﺘﺮات اﻻﺳﺘﺮاﺣﺔ، وﻋﻠﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ أﻫـﻤـﻴـﺔ اﳌـــﺸـــﺮوع، إﻻ أن ﺑﻌﺾ اﳌﺼﺎدر ﺗﻘﺪم ﺗﻔﺴﻴﺮات ﻟﻠﺪواﻓﻊ اﻟﺘﻲ وﻗﻔﺖ وراء ﺣﻤﺎﺳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟــﻠــﻤــﺸــﺮوع، إذ ﺗـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻰ أن اﻟــﻬــﺪف ﻣﻨﻪ ﻫﻮ رﺑﻂ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ وإﺣﻜﺎم اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻷﻫﺪاف اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﻗﻤﻊ اﻟــﺜــﻮرات ﻓـﻲ اﻟﺤﺠﺎز ﻣـﻦ ﺧــﻼل ﻧﻘﻞ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ واﻟﺠﻨﻮد.
ﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺨﻂ ﻋﺎم ٠٠٩١ واﻓﺘﺘﺢ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺎم ٨٠٩١، واﺳﺘﻤﺮ ﺗﺸﻐﻴﻠﻪ إﻟــﻰ أن دﻣـﺮ ﺧﻂ ﺳﻨﺔ ٦١٩١ ﺧﻼل اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷوﻟﻰ.
وﻗــﺪرت ﻛﻠﻔﺔ اﻟﺨﻂ ﺑﻨﺤﻮ ٥٫٣ ﻣﻼﻳﲔ ﻟﻴﺮة ذﻫﺒﻴﺔ ﻋﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪات ﺷــﻌــﺒــﻴــﺔ ﻣـــﻦ داﺧـــــﻞ اﻟــﺴــﻠــﻄــﻨــﺔ اﻟـﻌـﺜـﻤـﺎﻧـﻴـﺔ وﺑــﻠــﺪان إﺳــﻼﻣــﻴــﺔ أﺧــــﺮى. وﻗـــﺪم اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﺒﻠﻎ ٠٢٣ أﻟﻒ ﻟﻴﺮة ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ اﻟﺨﺎص. ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﺮع ﺧﺪﻳﻮي ﻣﺼﺮ ﻋﺒﺎس ﺣﻠﻤﻲ ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺒﺮﻋﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻛﺎن ﻣﺴﺎر ﺧﻂ اﻟﺤﺞ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ دﻣﺸﻖ ﻋﺎﺑﺮﴽ ﺳﻬﻞ ﺣﻮران ﻟﻴﻤﺮ ﺑﺎﳌﺰارﻳﺐ وﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺳﻮرﻳﺎ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ درﻋـﺎ ﺛﻢ إﻟﻰ اﻷردن، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺮ ﺑﻤﺪن اﳌﻔﺮق واﻟﺰرﻗﺎء وﻋﻤﺎن وﻣﻌﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ، وﻳﻜﻤﻞ ﺳﻴﺮه ﺟﻨﻮﺑﴼ إﻟﻰ أن ﻳﺪﺧﻞ أراﺿــــﻲ اﻟــﺤــﺠــﺎز، ﺣــﻴــﺚ ﻳـﻨـﺘـﻬـﻲ ﺑـﺎﳌـﺪﻳـﻨـﺔ اﳌﻨﻮرة.
وﻋﻤﻞ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﻫﺬا اﻟﺨﻂ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﻟـ٠٠٠٧ ﻋﺎﻣﻞ، وﻗﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ازدﻫﺎر وﺗﻄﻮر اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺪن اﻟﺘﻲ ﻣﺮ ﺑﻬﺎ، ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻌﺎن ﻓﻲ اﻷردن اﻟﺘﻲ زادت اﻟﺘﺠﺎرة ﻓﻴﻬﺎ وﻛﺜﺮ اﳌﻘﻴﻤﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ.