اﻹﻋﻼم واﻟﺘﻄﺮف... ﻧﺪوة ﻓﻲ ﺳﻔﺎرة اﻹﻣﺎرات ﺑﻠﺒﻨﺎن
أﻗﺎﻣﺖ ﺳﻔﺎرة دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺪى ﻟﺒﻨﺎن، ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ »ﻣﻌﻬﺪ ﻋﺼﺎم ﻓﺎرس ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ« ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺑــﻴــﺮوت، ﻧــــﺪوة ﻋــﻦ دور اﻹﻋـــﻼم ﻓـــﻲ ﻣــﻜــﺎﻓــﺤــﺔ اﻟــﺘــﻄــﺮف اﻟــﻔــﻜــﺮي واﻟﺪﻳﻨﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻌﻨﻴﻒ، وﻗﺪ ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﻨﺪوة زﻫﺎء اﳌﺎﺋﺔ إﻋــــﻼﻣــــﻲ وأﺳـــــﺘـــــﺎذ ﻓــــﻲ اﻹﻋـــــﻼم واﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
دارت اﻟـــــــــــــﻨـــــــــــــﺪوة ﺣــــــــﻮل إﺷﻜﺎﻟﻴﺘﲔ ﻃﺮﺣﻬﻤﺎ ﺳﻔﻴﺮ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻷﺳﺘﺎذ ﺣﻤﺪ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ ﻓﻲ اﻻﻓﺘﺘﺎح. اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻷوﻟﻰ: اﻟﺪور اﻟﺬي ﻟﻌﺒﻪ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟـــﻌـــﺎﳌـــﻲ ﻓـــﻲ ﻣــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ ﻇــﻮاﻫــﺮ اﻟـﺘـﻄـﺮف اﻟﻌﻨﻴﻒ ﻓــﻲ اﻟـﺴـﻨـﻮات اﳌـﺎﺿـﻴـﺔ، وﺗـﻘـﻴـﻢ ﻫــﺬا اﻟـــﺪور ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻘﻮاﻧﲔ واﻷﻋﺮاف وأدﺑﻴﺎت وأﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ وﻣﺘﻐﻴﺮاﺗﻬﺎ. واﻹﺷـــﻜـــﺎﻟـــﻴـــﺔ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻴـــﺔ: اﻹﻋــــﻼم ﻓــــــﻲ اﳌـــــﺮﺣـــــﻠـــــﺔ اﳌــــﻘــــﺒــــﻠــــﺔ، وﺳــــﻂ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت، وأﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ وﺳــــﺎﺋــــﻞ اﻟــــﺘــــﻮاﺻــــﻞ، وﻣــــﺮاﻋــــﺎة اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷﺧــــﻼﻗــــﻴــــﺔ، وﻣـــﻬـــﻤـــﺎت اﻟـــــﺪول وأدوارﻫﺎ وﺳﻂ ﻣﻮﺟﺎت اﻟﻌﻮﳌﺔ اﳌﺘﻮاﻟﻴﺔ. وﻗﺪ ﻗﺪم اﻟﺴﻔﻴﺮ ﻋﺮﺿﴼ ﻣﻮﺟﺰﴽ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓــــــﻲ إﻋـــــــــﻼم اﻟـــــــﺪوﻟـــــــﺔ واﻹﻋـــــــــﻼم اﻟﺨﺎص.
اﻹﻋﻼﻣﻲ رﻳﺎض ﻃﻮق ﻣﻦ اﻟـ MTV واﻟﺬي ﻛﺎن ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ أﺧﺒﺎر اﻟﻈﺎﻫﺮة وﻋﻤﻞ ﺗﺤﻠﻴﻼت ﻋﻨﻬﺎ، ﻗﺪم ﻋﺮوﺿﴼ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻷدوار اﻹﻋـﻼم ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻤﺪ اﻹﺛـﺎرة وﻋــــــــــﺮض اﻟــــﻔــــﻈــــﺎﺋــــﻊ، وﺗـــﻘـــﺼـــﺪ إرﻋــــﺎب اﳌــﺸــﺎﻫــﺪﻳــﻦ، ﺑـﺤـﻴـﺚ أﺛـﺮ ذﻟــﻚ ﻓــﻲ اﻧـﻘـﺴـﺎم اﳌــﻮاﻃــﻨــﲔ إﻟـﻰ اﺗﺠﺎﻫﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ: ﺟﻬﺎت ﺗﻄﻠﺐ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ)= ﺗﺤﺎﻟﻒ اﻷﻗــــﻠــــﻴــــﺎت(، وﺟـــﻬـــﺎت ﺗــﻨــﺼــﺮف ﻟﻠﺘﺒﺮؤ ﻣﻦ اﻹرﻫـﺎب ﺑﻜﻞ ﺳﺒﻴﻞ. وﺟــﻬــﺎت ﺛــﻼﺛــﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻣــﺒــﺮرة ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫـــــﺎب واﻟــﺘــﺼــﺪي ﻟــﻪ ﺑـﺎﻟـﻘـﻮة ﺣـــﺘـــﻰ ﻻ ﻳـــﺠـــﺘـــﺎح ﻟـــﺒـــﻨـــﺎن ﻛــﻤــﺎ اﺟـــــﺘـــــﺎح ﻏـــــﻴـــــﺮه. ووﺟـــــﻬـــــﺔ ﻧــﻈــﺮ اﻹﻋـﻼﻣـﻲ ﻃــﻮق ﺑﻔﻌﻞ ﻣـﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ أن اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻘﻮي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﻋــﺘــﺼــﺎم ﺑــﺎﻷﺧــﻼق واﻟـــﻘـــﻮاﻧـــﲔ وآداب اﳌــﻬــﻨــﺔ. ﺑﻴﺪ أن ﺣﻤﺎﻳﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮات اﻹﻋﻼم اﻟﻌﻨﻴﻒ واﻟﺴﻠﺒﻲ ﻫﻲ ﺑﲔ واﺟﺒﺎت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﻮﻛﻮل إﻟﻴﻬﺎ إﻧــﻔــﺎذ اﻟــﻘــﻮاﻧــﲔ، وإن ﻛــﺎن ﻃـﻮق ﻳــﻌــﺮف ﺻـﻌـﻮﺑـﺎت ذﻟــﻚ ﺣـﺘـﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺟﺎدة، ﻷن »إﻋﻼم اﻟﺸﺒﺎب« وﻣﻨﻪ إﻋــﻼم اﻟﺪواﻋﺶ ﺻـــــــــﺎر ﻗــــــﺎﺻــــــﺮﴽ ﻋــــﻠــــﻰ وﺳــــﺎﺋــــﻞ اﻻﺗــــﺼــــﺎل اﻷﺷــــــﺪ ﻋــﻨــﻔــﴼ وﻓــﺘــﻜــﴼ، واﻷﻛــﺜــﺮ ﺗــﺄﺛــﻴــﺮﴽ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺠﻬﺘﲔ: ﺟـــﻬـــﺔ اﻟـــﺘـــﺨـــﻮﻳـــﻒ ﻟــﻠــﻤــﺨــﺎﻟــﻔــﲔ ﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫــﺎﺑــﻲوﺟﻬﺔ اﻹﺛﺎرة واﻟﺘﺤﺸﻴﺪ ﻟﻔﺌﺎت اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮر اﻟــﺘــﻲ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗﻐﺘﺮ ﺑـــﺬﻟـــﻚ وﺗــــﺆﻳــــﺪ أو ﺗــﺴــﺘــﻠــﻬــﻢ أو ﺗﻨﻀﻢ.
وﺗـﺤـﺪث اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﳌـــﻌـــﺮوف راﺷــــﺪ ﻓــﺎﻳــﺪ ﻋـــﻦ آداب اﳌﻬﻨﺔ، ﻓﻘﺪ ذﻛﺮ أﻣﺜﻠﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻟــﺒــﻨــﺎن وﻏــﻴــﺮه ﻋــﻠــﻰ اﻹﺳــــــﺎءات. وذﻛــــﺮ أﻣــﺜــﻠــﺔ داﻟـــــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺮاﻋــﺎة ﺗﻠﻚ اﻵداب وﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت اﻷوروﺑــﻴــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻟﻢ ﺗـﻮرد ﺻــﻮرﴽ ﻟﻠﻘﺘﻠﻰ واﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻓــﻲ اﻷﺣـــــﺪاث اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ. وأدان اﻟــــﺪﻛــــﺘــــﻮر ﻧــــــــﺎدر ﺳــــــــﺮاج اﻟــﻠــﻐــﺔ اﻟﻬﺎﺑﻄﺔ ﻓﻲ اﻹﻋــﻼم، ﻣﻨﺒﻬﴼ إﻟﻰ أن ﻟـﻬـﺬا اﻟـﻬـﺒـﻮط أﺛــﺮﻳــﻦ: ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺘﻄﺮف أﻣــﺮﴽ ﺳﺨﻴﻔﴼ ﻣـﻦ ﺟﻬﺔ؛ وﻳﺸﺮذم اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ.
وﻣـﻀـﻰ اﻟـﻜـﺎﺗـﺐ واﻹﻋــﻼﻣــﻲ اﻟــﺰﻣــﻴــﻞ ﻧـــﺪﻳـــﻢ ﻗــﻄــﻴــﺶ ﺑــﺎﺗــﺠــﺎه آﺧﺮ. ﻫﻮ ﻳﺮى أﻧﻪ ﺻﺎرت ﻟﻺﻋﻼم وﺳﻴﻠﺘﺎن رﺋﻴﺴﻴﺘﺎن: اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻻﻋــﺘــﺒــﺎرﻳــﺔ ،(virtual) واﻟــﺬﻛــﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ )اﻟــﺮوﺑــﻮﺗــﺎت(. أﻣﺎ ﻋــﻤــﺎد اﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ واﻻﻋــﺘــﺒــﺎر ﻋﺒﺮ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺎﺗﲔ اﻟﻮﺳﻴﻠﺘﲔ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪرج ﻣﻦ اﻟﻔﺮداﻧﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ. وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳــﻨــﺘــﺞ اﻹﻋــــــﻼم ﺑﺸﺘﻰ وﺳـــﺎﺋـــﻠـــﻪ ﻫــــﻮﻳــــﺔ ﻣـــﻌـــﻴـــﻨـــﺔ، ﻓـﻤـﻦ اﳌﺆﻛﺪ أﻧﻪ ﻳﺴﻬﻢ )ﻏﻴﺮ واع ﻫﻨﺎ( ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻟﻬﻮﻳﺔ اﳌﻀﺎدة. ﻓﺄﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻤﻠﻖ ﻣـﺜـﻼ اﻹﺣـﺴـﺎس ﺑــﺎﳌــﻈــﻠــﻮﻣــﻴــﺔ ﻟــــــﺪى ﻓـــﺌـــﺔ؛ ﻓــﺈﻧــﻚ ﺗـــﺜـــﻴـــﺮ ﻏــــﻀــــﺐ اﻟـــﻔـــﺌـــﺔ اﻷﺧــــــﺮى وأﺣـــﻘـــﺎدﻫـــﺎ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻌـــﺪ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ. أﻣﺎ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷﺧﺮى اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ أو اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﻲ، ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻣــﻦ ﻫﻮﻟﻬﺎ أن إﺣـــــﺪى اﻟــﻔــﻀــﺎﺋــﻴــﺎت أﺟـــﺮت ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﺸﺄن ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﺮوﺑﻮت ﻟـﻠـﻨـﺸـﺮة اﻷﺧــﺒــﺎرﻳــﺔ. وﻣـــﻊ ذﻟــﻚ، ورﻏــــﻢ اﻻﺳـــﺘـــﻌـــﺼـــﺎءات، ﻓـﻬـﻨـﺎك أﻣـــــــﻞ ﺑـــﺸـــﺄن ﻗــــــــﺪرات اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﳌﺴﺆوﻟﺔ وﺑﺸﺄن اﳌﻤﺎرﺳﺎت ﻣﻦ أﺟــﻞ ﻣــﺮاﻋــﺎة إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻲ. وﻛﻤﺎ ذﻛﺮ ﻃﻮق ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓــﻲ اﻹﻋـــﻼم وﺳـﻴـﺎﺳـﺎت اﻟــﺪوﻟــﺔ، ﻓﻘﺪ ذﻛﺮ ﻗﻄﻴﺶ اﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ.
وﻗــــــﺪ ﺗـــﺤـــﺪﺛـــﺖ ﻋــــﻦ اﻹﻋــــــﻼم اﻟﺪﻳﻨﻲ )اﻟـﺴـﻨـﻲ( ﻓـﻲ ﻟﺒﻨﺎن، ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺬي ﺗﻘﻮده دار اﻟﻔﺘﻮى. ﻓـــﺬﻛـــﺮت اﻟــﺠــﻬــﻮد اﻟــﺘــﻲ ﺑـﺬﻟـﺘـﻬـﺎ اﻟﺪار ﺧﻼل ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﺗﺤﺖ ﻋــــﻨــــﻮاﻧــــﲔ: ﻣــﻜــﺎﻓــﺤــﺔ اﻟـــﺘـــﻄـــﺮف، وإﺻـــــــــﻼح اﳌــــﺆﺳــــﺴــــﺔ واﻹدارة اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ ﺑـﺸـﺄن إﻋـــﺎدة اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ، وﺣﺴﻦ اﻷداء، واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻷﻛﺒﺮ. وﻗــﺪ ﺗـﻌـﺎوﻧـﺖ اﻟـــﺪار ﻓــﻲ ذﻟــﻚ ﻣﻊ اﻷزﻫــــــــﺮ ودار اﻹﻓـــــﺘـــــﺎء ﺑــﻤــﺼــﺮ، وﻣــــــﻊ »اﻟــــﻔــــﺘــــﻮى« و»اﻷوﻗـــــــــــﺎف« ﺑــــــــــــــــــﺎﻷردن، وﻣـــــــــﻊ »اﻷوﻗــــــــــــــــﺎف« ﺑــﺪوﻟــﺔ اﻹﻣــــــﺎرات. وﻛــﺎﻧــﺖ ﻫـﻨـﺎك ورﺷـــﺎت ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻸﺋﻤﺔ واﳌــﺪرﺳــﲔ واﻟـﺨـﻄـﺒـﺎء. وﺑﺸﻜﻞ ﻣــــﺒــــﺎﺷــــﺮ اﺳـــﺘـــﻄـــﺎﻋـــﺖ اﻟـــــــــﺪار أن ﺗــﺤــﺪ ﻣـــﻦ اﻧــﺘــﺸــﺎر اﻟــﺘــﻄــﺮف ﻓﻲ أوﺳــــــــﺎط رﺟـــــــﺎل اﻟـــــﺪﻳـــــﻦ، وﻗــﺴــﻢ ﻣـﻦ اﳌﺘﺪﻳﻨﲔ واﳌﺘﺪﻳﻨﺎت اﻟﺬﻳﻦ واﻟـــﻠـــﻮاﺗـــﻲ ﻳــﺘــﺎﺑــﻌــﻮن وﻳــﺘــﺎﺑــﻌــﻦ اﻟــــﺪروس اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻜﺜﻔﺖ. وﻓـــــــــﻲ اﺳـــــﺘـــــﻔـــــﺘـــــﺎء أﺟـــــــــــــﺮي ﺑــﲔ اﳌــﺸــﺎﻳــﺦ ﻋـــﻦ أﺳـــﺒـــﺎب اﻟــﺘــﻄــﺮف، ذﻛـــﺮت ﺛـﻼﺛـﺔ أﺳــﺒــﺎب اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻧﻔﺴﻴﺔ وﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺤﺎﺟﺔ واﻟﻔﻘﺮ. وأﺳﺒﺎب ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟـــﺪراﺳـــﺔ واﻷﺳــﺎﺗــﺬة، وأﺧــﻴــﺮﴽ ﻗـﺴـﻮة اﻟـﺠـﻬـﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﺸﺒﺎن اﻟــﺴــﻨــﺔ ﺑــﻌــﺪ ﻋـــﺎم ١١٠٢ ودﺧـــﻮل »اﻟﺤﺰب« ﻓﻲ اﻟﻨﺰاع اﻟﺴﻨﻲ. وإذا ﻛﺎن اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻗﺪ أﺛﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء إﻳــﺠــﺎﺑــﴼ؛ ﻓــﻘــﺪ أﺛـــﺮ ﻛــﺜــﻴــﺮﴽ دﺧـــﻮل اﳌــﺆﺳــﺴــﺎت اﻟــﺪﻳــﻨــﻴــﺔ واﻟـﺨـﻴـﺮﻳـﺔ ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻂ ﻃﻮال اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺨﻤﺲ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺑﻤﻨﺢ ﻣـﺨـﺼـﺼـﺎت ﻟــﻸﺷــﺪ ﻓــﻘــﺮﴽ ﺿﻤﻦ اﻟـــﺠـــﻬـــﺎز اﻟــــﺪﻳــــﻨــــﻲ، ﻣــــﻊ ﺿـــﻤـــﺎن ﺻﺤﻲ ﻟﻬﻢ وﻟﻌﺎﺋﻼﺗﻬﻢ.
وﻫــــﻨــــﺎك أﻣــــــــﺮان ﺿــــﺮورﻳــــﺎن ﻟــﻠــﻤــﺮﺣــﻠــﺔ اﳌــﻘــﺒــﻠــﺔ ﻓـــﻲ ﻣـﻜـﺎﻓـﺤـﺔ اﻟــﺘــﻄــﺮف؛ أﺣـﺪﻫـﻤـﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ دار اﻟـــﻔـــﺘـــﻮى أن ﺗــﻔــﻌــﻞ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﺑـــــﺸـــــﺄﻧـــــﻪ، واﻵﺧــــــــــــﺮ واﺟــــــــــــﺐ ﻣــﺎ اﺳـــﺘـــﻄـــﺎﻋـــﺖ ﺣـــﺘـــﻰ اﻵن اﻟــﻘــﻴــﺎم ﺑــﻪ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻮﺟــﻪ اﳌــﻄــﻠــﻮب. اﻷﻣــﺮ اﻷول، ﺣــــﺎﻟــــﺔ اﻟـــﺘـــﺬﻣـــﺮ اﻟــﺴــﻨــﻲ اﻟــﻌــﺎرﻣــﺔ ﻣــﻦ اﻷوﺿــــﺎع ﺑﻠﺒﻨﺎن، وﺣـﺎﻟـﺔ اﻟـﻌـﺮب ﻓـﻲ اﻟــﺠــﻮار اﻟـﺬي ﺗــﻬــﻴــﻤــﻦ ﻋــﻠــﻴــﻪ ﻛــﻤــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻟـﺒـﻨـﺎن اﳌــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﺔ. وﻫـــﺬا اﻟـﻮاﻗـﻊ ﻻ ﻳــﺰال ﻳﺴﺘﺜﻴﺮ اﳌﺸﺎﻋﺮ وﻳـــﺆﺟـــﺞ اﻷﺣــــﻘــــﺎد، اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺒــﺪو ﻓـــﻲ اﻟـــﺸـــﺎرع اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ أﻳــﻀــﴼ. أﻣــﺎ اﻷﻣــﺮ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻓﻬﻮ اﻹﺻــﻼح اﻟﺪﻳﻨﻲ، واﻟﻔﻜﺮي، وإﻋــﺎدة ﺑﻨﺎء اﳌﺆﺳﺴﺎت، ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﻗﺪار ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﻔﺌﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة، وﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﺟﺘﺮاح ﺳﺮدﻳﺔ اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ وﺟـﺪﻳـﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ٍُ اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻻﻧﺸﻘﺎﻗﻴﺎت واﻟــــﺠــــﻬــــﺎدﻳــــﺎت واﻹﺷـــﻜـــﺎﻟـــﻴـــﺎت اﳌﺼﻄﻨﻌﺔ ﻓﻲ اﳌﻮاﻃﻨﺔ واﻟﻌﻴﺶ اﳌــﺸــﺘــﺮك. وﻋــﻠــﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ اﳌــﺜــﺎل؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌــــــﺎﺿــــــﻲ، ﺗـــﺒـــﻨـــﺖ اﳌـــﺆﺳـــﺴـــﺘـــﺎن اﻟــﺪﻳــﻨــﻴــﺘــﺎن اﻟـﺸـﻴـﻌـﻴـﺔ واﻟـﺴـﻨـﻴـﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﳌـﺪﻧـﻴـﺔ ﻟﻠﺨﺮوج ﻣـــﻦ اﻟــﻄــﺎﺋــﻔــﻴــﺔ وﻣــــﻦ ﻣـﺘـﻄـﻠـﺒـﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. ﻟﻜﻦ أﻓﻜﺎر وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﺳﻴﻄﺮت ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﺸﻴﻌﻲ، واﺟﺘﺬﺑﺖ اﻷﺻﻮﻟﻴﺎت ﻗــﺴــﻤــﴼ ﻣـــﻦ ﺷــﺒــﺎن اﻟــﺴــﻨــﺔ. وﻟـــﺬا ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺤﺘﺎﺟﻮن؛ ﺳﻨﺔ وﺷﻴﻌﺔ، ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن إﻟﻰ اﻟﺘﻼﻗﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﺤﺖ راﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﺬ ﻣــﻦ أوﻫـــﺎم اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﺮﻓﲔ. وﺗﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﺠﺎرب اﻟﺪول اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻹﻣﺎرات.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺪوة ﺳﻔﺎرة دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ »ﻣﻌﻬﺪ ﻋﺼﺎم ﻓﺎرس« ﻓﺮﺻﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻟﻨﻘﺎش واﺳﻊ ﺑﺸﺄن اﻹﻋﻼم وأدواره وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻟﺠﻬﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﻄﺮف واﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﻓــﻲ اﳌـﺠـﺘـﻤـﻌـﺎت اﻟــﺘــﻌــﺪدﻳــﺔ ﻣﺜﻞ اﳌـــﺠـــﺘـــﻤـــﻊ اﻟــــﻠــــﺒــــﻨــــﺎﻧــــﻲ. وﻧـــﺤـــﻦ ﻣــﺤــﺘــﺎﺟــﻮن إﻟــــﻰ ﻧـــــــﺪوات أﺧـــﺮى ﺑـــﺸـــﺄن ﺗـــــﻄـــــﻮرات اﻹﻋــــــــﻼم اﻟــﺘــﻲ ﺻــــﺎرت ﺧـــﺎرﺟـــﺔ ﻋـــﻦ اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة، وﺣﻮﻟﺖ ﺟﻤﻴﻌﴼ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﺸﺎب إﻟﻰ ﺷﻲء أو ﻣﻮﺿﻮع ﺑﻔﻌﻞ إﻳﻬﺎم اﳌﺸﺎرﻛﺔ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ.