ﺑﺸﺎﺋﺮ ﻟﻌﻼج »ﻧﻬﺎﺋﻲ« ﻟﻠﺼﻤﻢ
إﳕﺎء اﻟﺸﻌﲑات اﳊﺴﺎﺳﺔ ﻟﻠﺼﻮت داﺧﻞ ﻗﻮﻗﻌﺔ اﻷذن
ﻓــــﻲ ﺧـــﻄـــﻮة ﻋــﻠــﻤــﻴــﺔ راﺋـــــﺪة ﺗﺒﺸﺮ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻻت ﻛﺒﺮى ﻟﻌﻼج اﻟﺼﻤﻢ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن، ﻗﺎل ﺑﺎﺣﺜﻮن أﻣﻴﺮﻛﻴﻮن إﻧﻬﻢ ﻧﺠﺤﻮا ﻓﻲ إﻧﻤﺎء ﺧﻼﻳﺎ اﻟﺸﻌﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ اﻷﺻﻮات اﳌـــﻮﺟـــﻮدة داﺧــــﻞ ﻗـﻮﻗـﻌـﺔ اﻷذن، واﻟــﺘــﻲ ﺗــﻘــﻮم ﻋــﺎدة ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ اﻫــﺘــﺰازات اﻟﺼﻮت إﻟـــــــﻰ إﺷــــــــــــﺎرات ﻛـــﻬـــﺮﺑـــﺎﺋـــﻴـــﺔ. وﺗــﺘــﺮاﺟــﻊ ﻗـــــﺪرات ﻫــﺬه اﻟـــﺸـــﻌـــﻴـــﺮات ﻋـﻠــﻰ اﺳـــــــﺘـــــــﺸـــــــﻌـــــــﺎر اﻻﻫــــــــﺘـــــــــﺰازات اﻟــــــﺼــــــﻮﺗــــــﻴــــــﺔ ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻟـﻜـﺒـﺮ ﻓــــــــــــــــــﻲ اﻟـــــــــﺴـــــــــﻦ أو اﻟـــــــﻀـــــــﻮﺿـــــــﺎء اﻟﺸﺪﻳﺪة.
ﲡﺪﻳﺪ اﻟﺴﻤﻊ
وﻗــــــــــــــــــــــــــﺎل ﺑـــــــــــﺎﺣـــــــــــﺜـــــــــــﻮن ﻓــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻲ ﺟــــﺎﻣــــﻌــــﺔ روﺗــــﺸــــﺴــــﺘــــﺮ،ﻓــﻲ ﻧــــــﻴــــــﻮﻳــــــﻮرك، إن إﻋــﺎدة ﻋﻤﻞ اﻟﺸﻌﻴﺮات اﳌﻮﺟﻮدة ﻓــﻲ اﻟـﻘـﻮﻗـﻌـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻮﺟــﺪ ﻓــﻲ اﻷذن اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎدة ﻗﻮة ﺣﺎﺳﺔ اﻟﺴﻤﻊ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪاﻧﻬﺎ. وﻳﻌﺎﻧﻲ ٠٣ ﻣﻠﻴﻮن أﻣﻴﺮﻛﻲ، وﻧﺤﻮ ٠١ ﻣﻼﻳﲔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﻣﻦ ﻓﻘﺪان اﻟﺴﻤﻊ، ﺑﺪرﺟﺔ أو أﺧﺮى.
وﻗـــﺎل اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـﻮن اﻟــﺬﻳــﻦ ﻧـﺸـﺮوا دراﺳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »ﻧﻴﻮروﺳﺎﻳﻨﺲ«، اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﻌﻠﻮم اﻷﻋﺼﺎب، إن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻻﺣﻈﻮا أن ﻋﺪدﴽ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت، ﻣﺜﻞ اﻟﻄﻴﻮر واﻷﺳﻤﺎك واﻟﻀﻔﺎدع، ﺗﻤﺘﻠﻚ اﻟــﻘــﺪرة ﻋـﻠـﻰ إﻋـــﺎدة إﻧــﺘــﺎج وﺗﺠﺪﻳﺪ ﺧـﻼﻳـﺎ اﻟﺸﻌﻴﺮات اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ. وﻗـﺎل اﻟـﺪﻛـﺘـﻮر ﺟﻨﻐﻴﻮان ﺟـﺎﻧـﻎ، اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، اﳌﺸﺎرك ﻓﻲ اﻟـﺪراﺳـﺔ: »ﻣـﻦ اﳌﻀﺤﻚ أن اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﻠﺒﻮﻧﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻷﺧﺮى ﻓﻲ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻘﻮﻗﻌﺔ«.
وأﺟــﺮﻳــﺖ اﻟـــﺪراﺳـــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺨﺘﺒﺮ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺑﺎﺗﺮﻳﺸﺎ واﻳـﺖ، اﻷﺳﺘﺎذة اﳌــــﺴــــﺎﻋــــﺪة ﻓــــﻲ اﳌــــﺮﻛــــﺰ اﻟـــﻄـــﺒـــﻲ ﻓـﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻋﺜﺮت ﻋﺎم ٢١٠٢ ﻋﻠﻰ ﺳـﻼﻟـﺔ ﻣــﻦ اﳌﺴﺘﻘﺒﻼت، ﺗﺴﻤﻰ »ﻋــﺎﻣــﻞ ﻧﻤﻮ اﻟــﺒــﺸــﺮة«، اﻟﺘﻲ ﺗـﻠـﻌـﺐ دورﻫــــﺎ ﻓــﻲ ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟـﺨـﻼﻳـﺎ اﻟــــﺪاﻋــــﻤــــﺔ ﻓــــﻲ ﺟــــﻬــــﺎز اﻟـــﺴـــﻤـــﻊ ﻟـــﺪى اﻟـﻄـﻴـﻮر. وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻨﺸﻴﻂ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ، ﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻼﻳﺎ، وﺗﻌﻤﻞ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗـــﻮﻟـــﻴـــﺪ اﻟـــﺨـــﻼﻳـــﺎ اﻟــﺤــﺴــﺎﺳــﺔ ﻟﺸﻌﻴﺮات اﻷذن.
وﺗﻜﻬﻨﺖ واﻳﺖ ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﺗــــﻮﻇــــﻒ ﻓــــﻲ اﺣـــﺘـــﻤـــﺎﻻت اﻟـــﻮﺻـــﻮل إﻟـــﻰ اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﻓﻲ اﻟـﺤـﻴـﻮاﻧـﺎت اﻟﻠﺒﻮﻧﺔ، وﻗــﺎﻟــﺖ: »ﻟـﺪى اﻟــﻔــﺌــﺮان ﺗــﻜــﻮن ﻣـﺴـﺘـﻘـﺒـﻼت )ﻋــﺎﻣــﻞ ﻧــﻤــﻮ اﻟــﺒــﺸــﺮة( ﻓـــﻲ اﻟــﻘــﻮﻗــﻌــﺔ ﻋـﺎﻣـﻠـﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ«. وﺷـــــــﺎرك ﻓـﻲ اﻟــــﺪراﺳــــﺔ ﺑــﺎﺣــﺜــﻮن ﻣــــــــــــــــــﻦ ﻣــــــﺴــــــﺘــــــﺸــــــﻔــــــﻰ اﻷذن واﻟـــــــــــــﻌـــــــــــــﲔ ﻓــــﻲ ﻣــﺎﺳــﺎﺗــﺸــﻮﺳــﺘــﺲ، اﻟــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ ﻟﻜﻠﻴﺔ ﻫﺎرﻓﺎرد ﻟﻠﻄﺐ، ﺣﻴﺚ ﺟﺮى اﺧﺘﺒﺎر اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن إﺷﺎرات ﻣــﺴــﺘــﻘــﺒــﻼت »ﻋـــﺎﻣـــﻞ ﻧــﻤــﻮ اﻟــﺒــﺸــﺮة« ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻠﻌﺐ دورﴽ ﻓــﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻘﻮﻗﻌﺔ ﻟﺪى اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﻠﺒﻮﻧﺔ. ورﻛﺰ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﻮع ﻣﻌﲔ ﻣــﻦ اﳌﺴﺘﻘﺒﻼت ﻳـﻮﺟـﺪ ﻓــﻲ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟــﺪاﻋــﻤــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﻮﻗــﻌــﺔ، ووﺟـــــﺪوا أن ﺗﻨﺸﻴﻂ ﻫــﺬه اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒـﻼت أدى إﻟـﻰ ﺳــﻠــﺴــﻠــﺔ ﻣــﺘــﺮاﺑــﻄــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺎت، ﺗـــﻜـــﺎﺛـــﺮت ﻓــﻴــﻬــﺎ اﻟـــﺨـــﻼﻳـــﺎ اﻟـــﺪاﻋـــﻤـــﺔ، إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﺗﻨﺸﻴﻂ ﺧـﻼﻳـﺎ ﺟﺬﻋﻴﺔ ﻣــﺠــﺎورة أﻳــﻀــﴼ ﺗـﺤـﻮﻟـﺖ إﻟــﻰ ﺧﻼﻳﺎ ﻟـﻠـﺸـﻌـﻴـﺮات اﻟــﺤــﺴــﺎﺳــﺔ. ﻛــﻤــﺎ ﻻﺣــﻆ اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﻮن أن ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻨـﺸـﻴـﻂ ﻟﻢ ﺗﻘﺪ إﻟﻰ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺸﻌﻴﺮات اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ أدت أﻳﻀﴼ إﻟﻰ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﻌﻴﺮات ﻣﻊ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ.
اﻧﺘﻬﺎء ﻋﺼﺮ اﻟﺼﻤﻢ
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧــﺮى، ﺗﻘﻮل اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺟـﺎﻳـﻦ ر. ﻣـﺎدﻳـﻞ إن ﻋﺎﻟﻢ اﻟــــﺼــــﻮت أﺻـــﺒـــﺢ ﺣــﻘــﻴــﻘــﺔ ﻟــﻸﻃــﻔــﺎل اﻟـــﺼـــﻢ. وﺗــﺮﻳــﺪ ﻣـــﺎدﻳـــﻞ، اﳌـﺴـﺘـﺸـﺎرة اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﻤﺸﻜﻼت اﻟﺴﻤﻊ ﻟﺪى اﻷﻃـــــﻔـــــﺎل اﻻﺧـــﺘـــﺼـــﺎﺻـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ ﻋـﻠـﻢ اﻟﻨﻄﻖ واﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺮوﻛﻠﲔ، أن ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻤﻴﻊ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت اﻟﺬﻳﻦ أﻧﺠﺒﻮا ﻃﻔﻼ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼت ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻊ أن ﺗﻌﻠﻢ اﻹﺻﻐﺎء واﻟﻜﻼم ﺑﺎت ﻣـﺘـﺎﺣـﴼ ﻟـﻸﻃـﻔـﺎل اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـﻌـﺎﻧـﻮن ﻣﻦ ﺧﺴﺎرة ﺣﺎدة ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻊ.
وﻗــــــﺎﻟــــــﺖ ﻣـــــــﺎدﻳـــــــﻞ، ﻓــــــﻲ ﺣـــﺪﻳـــﺚ ﻟـــﻮﺳـــﺎﺋـــﻞ اﻹﻋــــــــﻼم اﻷﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻴــــﺔ، إن اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﺨﺼﻴﻬﻢ ﻛﺼﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻮﻻدة، وﻳﺘﺠﻬﺰون ﺑﺎﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﺧﻼل اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻷوﻟﻰ ﺑﻌﺪ وﻻدﺗــﻬـــﻢ، ﻳـﺘـﻔـﺎﻋـﻠـﻮن ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻣﻤﺘﺎز ﻣﻊ اﻵﺧـﺮﻳـﻦ إﻟـﻰ درﺟــﺔ أن اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﻼﺣﻈﻮن ذﻟﻚ«.
وﺗﺸﻴﺮ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻴﺔ ﻓـﻲ ﻋﻠﻢ اﻟــﻨــﻄــﻖ واﻟــﻠــﻐــﺔ إﻟـــﻰ أن اﻻﺳــﺘــﻌــﺎﻧــﺔ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰة اﻟﺴﻤﻌﻴﺔ اﳌﻼﺋﻤﺔ، وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺴﻤﻌﻲ اﳌﻄﻠﻮب ﻟﻸﻃﻔﺎل، وﻣﻦ ﻳﻌﺘﻨﻮن ﺑﻬﻢ ﺧﻼل ﺳﻨﻮات ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﳌــﺪرﺳــﺔ، ﻳﺘﻴﺢ ﻟـﻬـﺆﻻء، وﺣﺘﻰ ﳌـــــــــــــــــــــﻦ وﻟــــــــــــــﺪ
ﺗـــــﺎمّّ ﻣـــــــﻊ ﺻـــــﻤـــــﻢ ﻣــﻨــﻬــﻢ، أن »ﻳـﺘـﻌـﻠـﻢ ﻣــــﻊ أﻗـــــﺮاﻧـــــﻪ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳﺼﻞ إﻟـﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﳌـﺪرﺳـﺔ«، وﺗﻀﻴﻒ: »٥٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻷﻃــــﻔــــﺎل ﻳــﻨــﺠــﺤــﻮن ﻓـــﻲ اﻻﺧـــﺘـــﻼط اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، وﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت أن
ّّ ﻳﻌﻠﻤﻮا أن اﻟﺴﻤﻊ واﻟﻠﻐﺔ اﳌﻨﻄﻮﻗﺔ ﻣﻤﻜﻨﺎن ﻷوﻻدﻫﻢ«.
وﻓـــــــــﻲ إﻃـــــــــــﺎر ﻋــــﺰﻣــــﻬــــﺎ ﻋــﻠــﻰ إﻳــﺼــﺎل ﻫــﺬه اﻟــﺮﺳـﺎﻟــﺔ إﻟــﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻮا ﺑـﺄن أوﻻدﻫــﻢ ﻳﻔﺘﻘﺮون إﻟﻰ ﺣﺎﺳﺔ ﺳﻤﻊ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، أﻧﺘﺠﺖ ﻣـــﺎدﻳـــﻞ وزﻣــﻴــﻠــﺘــﻬــﺎ آﻳـــﺮﻳـــﻦ ﺗــﺎﻳــﻠــﻮر ﺑـﺮودﺳـﻜـﻲ ﻓﻴﻠﻤﴼ وﺛـﺎﺋـﻘـﻴـﴼ ﺑﻌﻨﻮان »ﻣﺸﺮوع اﻟﺴﻤﻊ« ﻟﻌﺮض اﳌﺴﺎﻋﺪة اﳌﻬﻤﺔ اﳌﺘﻮاﻓﺮة ﻋﺒﺮ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻤﻊ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﳌﺘﻄﻮرة وﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺴﻤﻌﻲ.
وﻳــــــﻀــــــﻢ »أﺑـــــــــﻄـــــــــﺎل« اﻟــــﻔــــﻴــــﻠــــﻢ، اﻟــﺬﻳــﻦ ﻛــﺒــﺮ ﻏـﺎﻟـﺒـﻬـﻢ ﻣــﻊ اﻟــﺼــﻤــﻢ أو ﻣــــﻊ ﻣـــﺸـــﻜـــﻼت ﺣـــــــﺎدة ﻓــــﻲ اﻟــﺴــﻤــﻊ، اﻟــــﺪﻛــــﺘــــﻮرة إﻟـــﻴـــﺰاﺑـــﻴـــﺚ ﺑــــﻮﻧــــﺎﻏــــﻮرا )ﻃﺒﻴﺒﺔ ﻧﺴﺎﺋﻴﺔ وﺗﻮﻟﻴﺪ وﺟﺮاﺣﺔ(، وﺟـــﺎﻳـــﻚ ﺳــﺒــﻴــﻨــﻮﻳــﺘــﺰ )ﻣــﻮﺳــﻴــﻘــﻲ(، وﺟﻮاﻧﺎ ﻟﻴﺒﺮت )ﻣﺴﺎﻋﺪة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓــﻲ اﳌــﺠــﺎل اﻟــﻄــﺒــﻲ(، وإﻳــﻤــﻲ ﺑﻮﻟﻴﻚ )ﻃﺒﻴﺒﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ(.
وﻗﺪ ﺑﺪأ ﻫﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ رﺣﻠﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻊ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ واﻟﻜﻼم وﻓﻬﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﳌﻨﻄﻮﻗﺔ، وﻟﻜﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﴼ اﻟﻴﻮم ﺧﻀﻌﻮا ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت زراﻋـــﺔ اﻟﻘﻮﻗﻌﺔ، اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻟﻴﺒﺮت »ﺣﻘﻘﺖ ﺛــــﻮرة ﺣـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻋــﺎﳌــﻬــﺎ« ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮ، ﻓﻜﺎﻧﺖ أول ﻓـــﺘـــﺎة ﺗــﺨــﻀــﻊ ﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺔ زراﻋــــﺔ ﻗﻮﻗﻌﺔ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﳌﺮاﻫﻘﺔ ﻓﻲ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك.
أﻣـــﺎ ﺑــﻮﻟــﻴــﻚ، اﳌــﺼــﺎﺑــﺔ ﺑﺎﻟﺼﻤﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﻮﻻدة، ﻓﺘﻘﻮل: »ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻢ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ زراﻋــﺔ اﻟﻘﻮﻗﻌﺔ ﻣﺒﻜﺮﴽ، ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ أﻛــﺒــﺮ، ﻷن اﻹﻧـﺴـﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻄﻮر ﻣﻬﺎرات ﺳﻤﻌﻴﺔ أﻓـــﻀـــﻞ، ﻛــﻠــﻤــﺎ ﺣــﺼــﻞ اﻟـــﺪﻣـــﺎغ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺴﻤﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮة«.
زراﻋﺔ اﻟﻘﻮﻗﻌﺔ
ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ زراﻋﺔ اﻟﻘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺴﻤﻌﻲ، وﺗﻨﻘﻞ اﻟﺼﻮت ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة إﻟــــﻰ اﻟــﻌــﺼــﺐ اﻟـﺴـﻤـﻌـﻲ،
ﺣــــــــــــــــﺘــــــــــــــــﻰ ﻳـــــــﺘـــــــﻤـــــــﻜـــــــﻦ اﻟــــــــﺪﻣــــــــﺎغ ﻣــﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ. وﻳﻤﻜﻦ زراﻋﺔ ﻫﺬه اﻟﻘﻮﻗﻌﺔ ﻟﺪى اﻷﻃـــﻔـــﺎل ﻗــﺒــﻞ أن ﻳــﺼــﻠــﻮا إﻟـــﻰ ﺳﻦ اﳌــﺸــﻲ. وﺑـﺤـﺴـﺐ اﳌـﻌـﻬـﺪ اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ ﻟــﻠــﺼــﻤــﻢ واﺿــــﻄــــﺮاﺑــــﺎت اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻷﺧﺮى، ﻓﺈن اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻓﻘﺪان ﺗﺎم ﻟﻠﺴﻤﻊ، وﻳﺨﻀﻌﻮن ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ زراﻋﺔ اﻟﻘﻮﻗﻌﺔ ﻗﺒﻞ ﺳﻦ ٨١ ﺷﻬﺮﴽ، ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎرات ﻟــﻐــﻮﻳــﺔ ﻣــﻤــﺎﺛــﻠــﺔ ﻟــﺘــﻠــﻚ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻨﻤﻮ ﻟـﺪى اﻷﻃـﻔـﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼت ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻊ.
وﻟـــــﻜـــــﻦ ﻛــــﺜــــﻴــــﺮﻳــــﻦ ﻻ ﻳـــــﺰاﻟـــــﻮن ﻳﻘﺎوﻣﻮن ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت، وﻳﺼﺮون ﻋﻠﻰ أن اﻟﺼﻐﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻓﻘﺪان اﻟﺴﻤﻊ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻌﻠﻤﻮا ﻟﻐﺔ اﻹﺷـــــﺎرات ﻓــﻘــﻂ، وﻳــﺮﻓــﻀــﻮن ﻓﻜﺮة أن اﻟﺼﻤﻢ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﺎﻟﺞ. وﻟﻜﻦ، ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﻣﺎدﻳﻞ، ﻓﺈن ١٫٠ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻟﻐﺔ اﻹﺷﺎرات، و٥٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟــــﺼــــﻢ ﻳــــــﻮﻟــــــﺪون ﻵﺑــــــــﺎء وأﻣــــﻬــــﺎت ﻳﺴﻤﻌﻮن، وﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ أن ﻳﻤﻀﻮا وﻗﺘﴼ ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻐﺔ اﻟــﺼــﻢ واﻟــﺒــﻜــﻢ، ﺧــﻼل اﻟـﻔـﺘـﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻃــﻔــﺎل ﻋـــﺎدة ﻣـﻬـﺎرة اﻟﻜﻼم.
وﻗــــــــــــﺪ وﺿـــــــﻌـــــــﺖ اﻟــــﺠــــﻤــــﻌــــﻴــــﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻄﺐ اﻷﻃـﻔـﺎل ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﳌﺒﺎدئ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ »١ - ٣ - ٦«، اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻨـﺺ ﻋـﻠـﻰ وﺟـــﻮب إﺧـﻀـﺎع اﻟـﻄـﻔـﻞ ﻟـﻔـﺤـﺺ اﻟـﺴـﻤـﻊ ﻓــﻲ ﺷﻬﺮه اﻷول، وﺿﺮورة أﻻ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻓــﻘــﺪان اﻟـﺴـﻤـﻊ ﻋــﻦ اﻟـﺸـﻬـﺮ اﻟـﺜـﺎﻟـﺚ، وأﻻ ﻳﺒﺪأ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﻼﺟﻲ اﳌﺒﻜﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺴﺎدس. وﻟﻜﻦ ﺣﺎﻟﻴﴼ ٧٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣـﻦ اﻟﺼﻤﻢ اﻟـﺘـﺎم ﻳﺘﻠﻘﻮن اﻟﺘﺪﺧﻞ اﳌﻄﻠﻮب ﻓﻲ ﺳﻦ ٦ أﺷﻬﺮ.