ﺗﺮﻣﺐ ﻳﻮﺟﻪ ﺑﺘﻘﻠﻴﺺ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻟﺪول ﻻﺗﻴﻨﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺎﻓﻠﺔ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ
اﳌﺌﺎت ﻳﺘﻮﺟﻬﻮن ﻧﺤﻮ اﳊﺪود اﳌﻜﺴﻴﻜﻴﺔ ـ اﻷﻣﲑﻛﻴﺔ
ﻗــــﺎل اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ دوﻧـــﺎﻟـــﺪ ﺗــﺮﻣــﺐ، أﻣـــﺲ، إن واﺷـﻨـﻄـﻦ ﺳﺘﺨﻔﺾ اﳌــﺴــﺎﻋــﺪة اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻘـﺪﻣـﻬـﺎ إﻟــﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟـــﺪول ﻓـﻲ وﺳــﻂ أﻣـﻴـﺮﻛـﺎ، ﻣﺒﺪﻳﺎ أﺳﻔﻪ ﻟﻌﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ اﻟﻨﺎس اﻟﺴﺎﻋﲔ إﻟﻰ دﺧﻮل اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﻣﻦ ﻣﻐﺎدرة ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ.
وﻣـــــﻊ اﻗـــــﺘـــــﺮاب ﻣـــﻮﻋـــﺪ اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺨﺸﻰ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﻮن ﺧﺴﺎرة ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﻨــﻮاب ﻓــﻲ اﻟـﻜـﻮﻧـﻐـﺮس، ﻳﻜﺜﻒ ﺗﺮﻣﺐ اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ﺣﻮل اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ إﺣﺪى اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ٦١٠٢، ﻛﻤﺎ ذﻛﺮت وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
وﻗـــــــــﺎل ﺗـــــﺮﻣـــــﺐ ﻓــــــﻲ ﺗـــــﻐـــــﺮﻳـــــﺪة، إن »ﻏﻮاﺗﻴﻤﺎﻻ واﻟﻬﻨﺪوراس واﻟﺴﻠﻔﺎدور ﻟــﻢ ﺗـﺘـﻤـﻜـﻦ ﻣــﻦ اﻟــﻘــﻴــﺎم ﺑـﻌـﻤـﻠـﻬـﺎ، وﻣـﻨـﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻣﻐﺎدرة دوﻟﻬﻢ ﻟﻠﻘﺪوم ﺑﺸﻜﻞ ﻏــﻴــﺮ ﺷـــﺮﻋـــﻲ إﻟــــﻰ اﻟــــﻮﻻﻳــــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة. ﺳﻨﺒﺪأ ﺑﻘﻄﻊ أو ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻣﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻬﺎ«.
وﻓـــﻲ ﺗــﻐــﺮﻳــﺪة أﺧــــﺮى، اﺗــﻬــﻢ ﺗﺮﻣﺐ اﻟــﺠــﻴــﺶ واﻟــﺸــﺮﻃــﺔ اﳌـﻜـﺴـﻴـﻜـﻴـﺔ ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ »ﻋـــﺎﺟـــﺰة« ﻋــﻦ وﻗـــﻒ آﻻف اﳌـﻬـﺎﺟـﺮﻳـﻦ، ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻨﺪوراس، ﻫﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أﻧﻪ ﻧﺒﻪ اﻟﺠﻴﺶ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ وﺣﺮس اﻟــﺤــﺪود إﻟـــﻰ ﻫـــﺬا اﳌــﻠــﻒ اﻟـــﺬي ﻗـــﺎل إﻧـﻪ ﻃﺎرئ ووﻃﻨﻲ.
وﺑــﻌــﺪﻣــﺎ أﻣـــﻀـــﻮا ﻟــﻴــﻠــﺔ ﺛــﺎﻧــﻴــﺔ ﻓﻲ اﳌﻜﺴﻴﻚ، ﻳﺴﺘﻌﺪ آﻻف اﻟﻬﻨﺪوراﺳﻴﲔ ﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﻢ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة. وﺗـﻤـﻜـﻨـﺖ ﺳــﻠــﻄــﺎت اﳌﻜﺴﻴﻚ اﻟﺨﻤﻴﺲ ﻣﻦ ﺗﻌﻄﻴﻞ »ﻗﺎﻓﻠﺔ«، ﻟﻜﻦ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ دﺧﻠﻮا ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ إﻟﻰ اﻟﺒﻼد، ﻋﺒﺮ ﻧﻬﺮ ﺳﻮﺷﻴﺎت اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﲔ اﳌﻜﺴﻴﻚ وﻏﻮاﺗﻴﻤﺎﻻ.
وأﻓــــــــــــــﺎد ﻣـــــــﺴـــــــﺆول ﻓـــــــﻲ اﻟــــﺸــــﺮﻃــــﺔ اﻟــــﻔــــﻴــــﺪراﻟــــﻴــــﺔ ﺑــــــﺄن ﺑــــــــﻼده ﺗــــﻘــــﺪر ﻋـــﺪد اﳌـــﺸـــﺎرﻛـــﲔ ﻓـــﻲ اﻟــﻘــﺎﻓــﻠــﺔ ﻓـــﻲ اﻷراﺿـــــﻲ اﳌﻜﺴﻴﻜﻴﺔ ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﺷﺨﺺ، ﻛــــﻤــــﺎ ﻧـــﻘـــﻠـــﺖ ﻋــــﻨــــﻪ وﻛـــــﺎﻟـــــﺔ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. واﻷﺳـﺒـﻮع اﳌﺎﺿﻲ، ﻏـﺎدرت اﻟـﻘـﺎﻓـﻠـﺔ ﺳـــﺎن ﺑــﻴــﺪرو ﺳـــﻮﻻ ﻓــﻲ ﺷﻤﺎل ﻫﻨﺪوراس، ﺗﺠﺎوﺑﺎ ﻣﻊ دﻋﻮة ﻋﺒﺮ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. وﻗﺎﻟﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﻜﺴﻴﻜﻴﺔ إن اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ ٤ آﻻف ﺷﺨﺺ، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﺑﲔ ﻏﻮاﺗﻴﻤﺎﻻ واﳌﻜﺴﻴﻚ.
وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ، ﻛﺎن ﻻ ﻳﺰال ﻧﺤﻮ أﻟﻒ ﻣﻬﺎﺟﺮ، ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻧﺴﺎء وأﻃﻔﺎل، ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺬي ﻳﺮﺑﻂ ﺿﻔﺘﻲ ﻧـﻬـﺮ ﺳـﺎﺗـﺸـﻴـﺎﺗـﻲ، ﻋـﻠـﻰ أﻣــﻞ أن ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﺑـﺪﺧـﻮل أراﺿـﻴـﻬـﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻋﺒﺮ ﻏﻮاﺗﻴﻤﺎﻻ. وﺗﺼﺮ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﻋــﻠــﻰ أن ﻳــﻘــﺪم اﻟــﻌــﺎﻟــﻘــﻮن ﻋــﻠــﻰ اﻟﺠﺴﺮ ﻃﻠﺒﺎت ﻟﺠﻮء ﻟﻠﺴﻤﺎح ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺒﻮر.
واﻟـــــﺴـــــﺒـــــﺖ، ﺳـــﻤـــﺤـــﺖ اﻟـــﺴـــﻠـــﻄـــﺎت اﳌﻜﺴﻴﻜﻴﺔ ﻟـﻌـﺸـﺮات اﻟـﻨـﺴـﺎء واﻷﻃـﻔـﺎل اﳌـــﻬـــﺎﺟـــﺮﻳـــﻦ ﻣــــﻦ ﻫـــــﻨـــــﺪوراس ﺑـــﺪﺧـــﻮل أراﺿﻴﻬﺎ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻢ ﻧﻘﻠﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﺮاﻛﺰ إﻳﻮاء ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺎﺑﺎﺷﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٠٤ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ﻣﻦ ﺳﻴﻮداد ﻫﻴﺪاﻟﻐﻮ. وﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻌﺒﻮا وﻣـﻠـﻮا اﻻﻧـﺘـﻈـﺎر، ﻗــﺮر ﻧﺤﻮ ٠٠٩ ﺷــﺨــﺺ ﻋـــﺒـــﻮر ﻧــﻬــﺮ ﺳــﺎﺗــﺸــﻴــﺎﺗــﻲ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ.
وأﻛﺪ آرون ﺧﻮارﻳﺰ، اﻟﺒﺎﻟﻎ ١٢ ﻋﺎﻣﺎ، اﻟﺬي ﻳﺼﻄﺤﺐ زوﺟﺘﻪ وﻃﻔﻠﻪ وﻳﺴﻴﺮ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺴﺒﺐ إﺻــﺎﺑــﺔ: »ﻟــﻦ ﻳﻮﻗﻔﻨﺎ أﺣــﺪ ﺑﻌﺪ ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﻣـﺮرﻧـﺎ ﺑــﻪ، ﻣﺜﻞ ﻋﺒﻮر اﻟﻨﻬﺮ«. ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎل اﳌﺰارع اﻟﻬﻨﺪوراﺳﻲ، إدوﻳـﻦ ﺟﻴﻮﻓﺎﻧﻲ، اﳌﺸﺎرك ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ: »ﻧﺤﻦ ﻣﺘﻌﺒﻮن ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻌﺪاء ﺟﺪﴽ، ﻧﺤﻦ ﻣــﺘــﺤــﺪون وأﻗــــﻮﻳــــﺎء«، ﻣــﺸــﻴــﺮا إﻟـــﻰ أﻧــﻪ أﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎدرة ﺑﻠﺪه ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﺘﺮﻫﻴﺐ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت.
وﻋﻨﺪ ﺳﺆاﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻣﺨﺎﻃﺮﺗﻪ، ﻗﺎل إدﻏﺎر أﻏﻮﻳﻼر، اﳌﺸﺎرك ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ، إن »ﻫﺬا ﻟﻴﺲ أﻣﺮا ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ. ﻫﺬا ﻳﺤﺪث ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟــﺠــﻮع واﻟــﺠــﻔــﺎف. ﻧـﺮﻳـﺪ ﺣﻴﺎة أﻓﻀﻞ. اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ«. ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎل ﻣﺸﺎرك آﺧـﺮ ﻳﺪﻋﻰ ﻏـﺎرﻳـﺪ، إﻧـﻪ ﻳﺸﺎرك »ﻷﻧـــﻪ ﻟﻴﺲ ﻫـﻨـﺎك ﻋﻤﻞ ﻓــﻲ ﻫــﻨــﺪوراس وﻻ ﺗﻌﻠﻴﻢ وﻻ ﺷﻲء ﺟﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق. ﻛﻠﻔﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﺗﺰﻳﺪ ﻛﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﺳﺒﻮع«.
وأﻛـــــــﺪ رﺋــــﻴــــﺲ اﳌـــﻜـــﺴـــﻴـــﻚ إﻧــﺮﻳــﻜــﻲ ﺑﻴﻨﺎ ﻧﻴﻴﺘﻮ، اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻓـﻲ رﺳـﺎﻟـﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ: »ﻟــﻦ ﺗﺴﻤﺢ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﺑﺪﺧﻮل ﻏــﻴــﺮ ﻗــﺎﻧــﻮﻧــﻲ إﻟـــﻰ أراﺿــﻴــﻬــﺎ«. وﻳﻌﺒﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﻛﻞ ﻋﺎم اﻟـــﺤـــﺪود اﻟـﺠـﻨـﻮﺑـﻴـﺔ ﻟـﻠـﻤـﻜـﺴـﻴـﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ، ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﺑﺤﺴﺐ إﺣـﺼـﺎءات اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة.
وﻳــﻔــﺮ ﻋـــﺪد ﻣــﻦ ﻫــــﺆﻻء ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻨـﻒ واﻟــﻔــﻘــﺮ ﻓـــﻲ ﻏــﻮاﺗــﻴــﻤــﺎﻻ واﻟــﺴــﻠــﻔــﺎدور وﻫﻨﺪوراس. وﺧﻼل ﻋﺒﻮرﻫﻢ اﳌﻜﺴﻴﻚ، ﻳﻘﻌﻮن ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺿﺤﻴﺔ ﻋﺼﺎﺑﺎت إﺟﺮاﻣﻴﺔ وﻣﻬﺮﺑﲔ ﻟﻠﺒﺸﺮ.