Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻣﻘﺮر أﻣﻤﻲ: إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺟﻌﻠﺖ ﻏﺰة »ﻣﻜﺎﻧﴼ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻴﺶ«

- ﻧﻴﻮﻳﻮرك: ﻋﻠﻲ ﺑﺮدى

أﻛﺪ ﻣﻘﺮر اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺨﺎص اﳌﻌﻨﻲ ﺑـﺤـﻘـﻮق اﻹﻧـــﺴـــ­ﺎن ﻓــﻲ اﻷرض اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﳌﺤﺘﻠﺔ، ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻟﻴﻨﻚ، أﻧﻪ ﺑﻮﺟﻮد ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻬﻴﺎر ﻟـﻼﻗـﺘـﺼـﺎ­د ﻓــﻲ اﻟــﻘــﻄــ­ﺎع وﻣـــﻊ وﺻـــﻮل ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﺒﺎب إﻟﻰ ٠٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ وﺗﻠﻮث ﻣﻴﺎه اﻟﺸﺮب ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ وﺗﺮدي ﻧﻈﺎم اﻟـﺮﻋـﺎﻳـﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ، ﺻــﺎرت ﻏــﺰة ﻣﻜﺎﻧﴼ »ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻴﺶ« ﻓﻴﻪ، ﻣﻄﺎﻟﺒﴼ ﻛﻞ اﻷﻃﺮاف - وﻻ ﺳﻴﻤﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ - ﺑﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻬﺬه »اﻟﻜﺎرﺛﺔ«.

وﻛــﺎن ﻟﻴﻨﻚ ﻳـﺪﻟـﻲ ﺑـﺈﻓـﺎدﺗـﻪ أﻣــﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة؛ إذ ﻗــﺎل: إن إﺳﺮاﺋﻴﻞ واﺻـﻠـﺖ ﻣﻨﻌﻪ ﻣـﻦ زﻳــﺎرة اﻷراﺿــﻲ اﳌﺤﺘﻠﺔ. ورﺳﻢ ﺻﻮرة ﻣﺘﺸﺎﺋﻤﺔ، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن ٠٠٢ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻗﺘﻠﻮا ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺴﺒﻌﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻳﺪي ﻗﻮات اﻷﻣﻦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ - ﺑﻴﻨﻬﻢ ٠٤ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل - ﺧﻼل اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺟﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﺣﺪود ﻏﺰة ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ. ودﻋﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﺳﻢ ﻟﻮﻗﻒ ﺿﻢ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻣــﻦ اﻷرض ﻓــﻲ اﻟـﻀـﻔـﺔ اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـ­ﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻲ واﳌﺒﺎدرات اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ، ﻣﺤﺬرﴽ ﻣﻦ أن اﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﺳﻴﺪﻓﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻟﻰ إﺿﻔﺎء ﻃﺎﺑﻊ رﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻀﻢ ﻋﺒﺮ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﺤﻠﻲ.

وﻓـﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮه إﻟـﻰ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻗﺎل ﻟﻴﻨﻚ إﻧﻪ »ﺧﻼل ﺧﻤﺴﺔ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻼل، رﺳـــﺨـــﺖ إﺳـــﺮاﺋــ­ـﻴـــﻞ ﺑــﺜــﺒــﺎ­ت ﺳــﻴــﺎدﺗـ­ـﻬــﺎ ﻋـﻠـﻰ أﻧﺤﺎء اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ أن اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻋﺘﻤﺪ ﻋــﺪدﴽ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﲔ ﺧﻼل اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻀﻮء اﻷﺧﻀﺮ ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﻮات اﻟﻀﻢ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ. وﻧﺒﻪ إﻟﻰ أن اﻟﺤﻈﺮ اﻟﺼﺎرم ﻟﻠﻀﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼن اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﺄن، ﻟﻜﻦ أﻳﻀﴼ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎﻃﺎت ﺧﺼﺨﺼﺔ اﻷراﺿﻲ ﻣــﻦ ﻗﺒﻞ إﺳــﺮاﺋــﻴ­ــﻞ، اﻟـﺘـﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺟـــﺰءﴽ ﻣﻦ ﺟــﻬــﻮدﻫـ­ـﺎ ﻟـﺘـﻮﺛـﻴـﻖ ﺳــﻴــﺎدﺗـ­ـﻬــﺎ اﻟــﺮﺳــﻤـ­ـﻴــﺔ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﳌﺤﺘﻠﺔ. وﺣﺾ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ واﺗﺨﺎذ ﺧـﻄـﻮات ذات ﻣـﻐـﺰى ﻟﻀﻤﺎن اﳌـﺴـﺎءﻟـﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟـﻚ. وﻗـﺎل: إن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻧـﺎدرﴽ ﻣﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﴼ ﻟﺘﺤﺪﻳﻬﺎ ورﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻃﻤﻮﺣﺎت ﺿﻢ اﻷراﺿﻲ. وأﺿﺎف، أن اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻫـﺬا اﻟﺼﺮاع ﻻ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻋﺪم وﺿـﻮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ، اﻟـﺬي ﻳﻌﺪ واﺿﺤﴼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﺪم اﺳﺘﻌﺪاد اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻀﻤﺎن ﻓﺮض ﻣﺎ ﻳﺘﻌﲔ ﺗﻨﻔﻴﺬه.

ووﺻﻒ ﻟﻴﻨﻚ وﺿﻊ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻏﺰة ﺑﺎﻟﺼﻌﺐ، ﻣﺴﻠﻄﴼ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪﻫﻮر اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻸوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﳌﻈﺎﻫﺮات اﳌﺘﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٠٢ ﻓـﻠـﺴـﻄـﻴـ­ﻨـﻲ ﺑــﻴــﺪ ﻗــــﻮات اﻷﻣــﻦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ.

وﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻗﺪ أﺻﺪرت ﺗﻘﺮﻳﺮﴽ ﻋﺎم ٢١٠٢، أﻓﺎد ﺑﺄن ﻏﺰة ﻗﺪ ﺗﺼﺒﺢ ﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٠٢٠٢. ﻟﻜﻦ ﻟﻴﻨﻚ ﻳﺮى أن ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﳌﺪة أرﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﻳﻮﻣﻴﴼ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻏﺰة، واﻻﻓﺘﻘﺎر ﺷﺒﻪ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﳌﻴﺎه اﻟﺸﺮب اﻵﻣﻨﺔ، واﻧﻬﻴﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎد، »ﻳﻈﻬﺮ أﻧﻨﺎ ﻧﺸﻬﺪ اﻵن ﻫـﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻋـﺪم اﳌـﻼءﻣـﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة«. وﺷﺪد ﻋﻠﻰ »ﺿﺮورة أن ﻳﺼﺮ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻌﻤﻞ اﻷﻃـﺮاف، وﺑﺨﺎﺻﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻬﺎء اﻟﻔﻮري ﻟﻬﺬه اﻟﻜﺎرﺛﺔ«.

وﻋــﻠــﻖ اﳌــﻨــﺪوب اﻟــﺪاﺋــﻢ ﻟــﺪوﻟــﺔ ﻓﻠﺴﻄﲔ اﳌﺮاﻗﺒﺔ، اﻟﺴﻔﻴﺮ رﻳــﺎض ﻣﻨﺼﻮر، ﻗـﺎﺋـﻼ: إن اﻷزﻣـــﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ »ﻫــﻲ اﻷﻛـﺜـﺮ ﻗـﺴـﺎوة ﺣﺘﻰ اﻵن«. ووﺻﻒ ﻧﻘﻞ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﲔ إﻟﻰ اﻷراﺿـــﻲ اﳌﺤﺘﻠﺔ ﺑﺄﻧﻪ »ﺗـﻮﺟـﺪ ﺑﻴﺌﺔ ﻗﺴﺮﻳﺔ ﻟﺘﻬﺠﻴﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻘﻮة. ﻳﺠﺐ أن ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺿﻢ اﳌــﻨــﺎﻃـ­ـﻖ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ أن »ﺗــﺪﻫــﻮر ﻛــﻞ ﺟـﻮاﻧـﺐ اﻟﻮﺿﻊ اﳌﻌﻴﺶ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﺤﺼﺎر اﻟﻼأﺧﻼﻗﻲ«. وأﺷﺎر إﻟﻰ أن »اﻟﻘﺘﻞ اﳌﺘﻌﻤﺪ ﻳﺸﻜﻞ اﻧﺘﻬﺎﻛﴼ ﺟﺴﻴﻤﴼ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﺟــﻨــﻴــﻒ«. وﺗــﺴــﺎءل ﻋــﻦ ﻣــﺤــﺎوﻻت إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ اﻟــﻌــﺪوا­ﻧــﻴــﺔ اﳌــﺘــﺰاﻳ­ــﺪة ﻟـﺘـﺤـﻮﻳـﻞ اﻟــﻀــﻢ ﺑﺤﻜﻢ اﻷﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ إﻟﻰ ﺿﻢ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ. ﻛﻤﺎ دﻋﺎ اﻷﻣﲔ اﻟــﻌــﺎم ﻟــﻸﻣــﻢ اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة أﻧـﻄـﻮﻧـﻴـ­ﻮ ﻏﻮﺗﻴﺮﻳﺶ وﻣﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن، إﻟﻰ ﺿﻤﺎن ﻋﺪم إﻋﺎﻗﺔ وﻻﻳﺔ اﳌﻘﺮر اﻟﺨﺎص، وإﺟﺒﺎر إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺘﺜﺎل.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia