أﻓﻼم اﻟﺨﻴﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻨﻬﺎﻳﺎت ﻣﺪﻣﺮة
ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻷﻣﻞ ﻣﻔﻘﻮدﴽ واﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وﺧﻴﻤﺔ
ﺗـــﻌـــﻜـــﺲ ﻧـــــﻬـــــﺎﻳـــــﺎت ﻣـــﻌـــﻈـــﻢ أﻓــــــﻼم اﻟــﺨــﻴــﺎل اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ واﻟـــﺮﻋـــﺐ اﳌــﺒــﻨــﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻧﺘﺎزﻳﺎت اﻟﻔﻀﺎء ﻛﻤﺎ ﻋـﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ أﻓــﻼم اﻟـﺮﻋـﺐ ﻋﻤﻮﻣﴼ ﻣـﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره اﻋﺘﻘﺎدﴽ راﺳﺨﴼ ﻣﻦ أن اﻟﻐﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺼﺮاع ﺑﲔ اﻹﻧﺴﺎن وﺳﻮاه ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻷول. اﻹﻧﺴﺎن، ﻓﻲ أﻓﻀﻞ ﺣـﺎﻻﺗـﻪ، ﺳﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ وﻗــﺪ ﺗـﺤـﻮل إﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺗﺐ اﳌﺠﺘﻤﻊ. ﻋﺒﺪ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﺸﺮﻳﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮم ﻓﻮﻗﻪ أو ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ دﻧﻴﺎه.
ﻫــﺬا ﻓــﻲ ﺑـﻌـﺾ اﻟــﺤــﺎﻻت ﻓـﻘـﻂ. ﻓﻲ اﻟـــﺤـــﺎﻻت اﻷﺧـــــﺮى ﺳـﻴـﺨـﺴـﺮ اﳌــﻮاﺟــﻬــﺔ ﻛﻠﻴﴼ وﺳﻴﻨﺘﺼﺮ اﻟﺸﺮ وﻳﺼﻴﺐ اﻟﺪﻣﺎر اﻷرض ﻛﻠﻬﺎ. ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻲ اﳌﻠﻲء ﺑﺎﳌﻌﺎﻧﻲ E - WALL )إﻧــﺘــﺎج ﺑﻴﻜﺴﺎر وإﺧﺮاج أﻧﺪرو ﺳﺘﺎﻧﺘﻮن، ٨٠٠٢( ﻳﻀﻄﺮ اﻟﺒﺸﺮ اﻟﻘﺎدرون ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺎذ إﻟﻰ ﻛﻮاﻛﺐ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﺗﺮك ﻛﻮﻛﺐ اﻷرض وﻗﺪ ﺗﺤﻮل إﻟـــﻰ ﻣــﺰﺑــﻠــﺔ ﺑـﺤـﺠـﻢ اﻟــﺪﻧــﻴــﺎ ﻳـﻌـﻤـﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ورث ﺗﻠﻚ اﻷرض ﻣﻦ آﻻت. ﻓــﻲ ﻓﻴﻠﻢ »ﻟــﻮﻏــﺎن« ﻟﺠﻴﻤﺲ ﻣﺎﻧﻐﻮﻟﺪ )٧١٠٢( ﻳﺨﺴﺮ اﻟﺒﺸﺮ ﻻ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﻀﴼ. اﻟـــﺪﻣـــﺎر، ﻓــﻲ ﻣـﻌـﻈـﻢ ﻣــﺎ أﺧــﺮﺟــﻪ روﻻﻧـــﺪ إﻳﻤﻴﺮﻳﺶ ﻣـﻦ أﻓــﻼم، ﻣﺜﻞ »ﻏـﻮدزﻳـﻠـﻼ« )٨٩٩١(، »ﻳــــــﻮم ﻣــــﺎ ﺑـــﻌـــﺪ ﻏــــﺪ )٤٠٠٢( و»٢١٠٢« )اﳌﻨﺘﺞ ﺳﻨﺔ ٩٠٠٢( اﻟﻬﺠﻮم اﻵﺗــﻲ ﻣـﻦ أﻋـﻤـﺎق اﻟﺒﺤﺎر أو ﻣـﻦ أﻋﻤﺎق اﻟﻔﻀﺎء ﺳﻴﻔﻨﻲ اﻷرض. اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ذاﺗﻪ ﺳﻴﺪﻣﺮ ﻋﻦ ﺑﻜﺮة أﺑﻴﻪ ﻓﻲ »ﺳﻘﻮط اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ« )٣١٠٢(.
ﻋﻘﻞ ﺧﺎرج اﻹﻧﺴﺎن
ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺪرج ﻋﻨﺎوﻳﻦ أﻓﻼم ﻛﺜﻴﺮة أﺧـــﺮى ﺗـﻮﻓـﺮ اﳌــﻔــﺎد ﻧﻔﺴﻪ ﺣـﻴـﺚ ﻻ أﻣـﻞ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ وﻻ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎة ﻣﻤﺎ ﺑﺎت وﺷـﻴـﻚ اﻟــﺤــﺪوث. ﻓﻴﻀﺎﻧﺎت ووﺣــﻮش وروﺑــــــﻮﺗــــــﺲ وأﻧــــــــﺪروﻳــــــــﺪز وﺳـــــﻮاﻫـــــﺎ. وﺑﻔﻀﻞ اﳌﺆﺛﺮات اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ واﻟﺒﺼﺮﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، واﺑﺘﻜﺎر ﻓﻌﺎل ﻟﻸﺑﻌﺎد اﻟﺜﻼﺛﺔ )ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓـﻲ درﺟــﺔ ﺗﺠﺴﻴﺪه اﻟـﺼـﻮرة ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻻ ﺗــﻘــﺎرن ﻣــﻊ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﺘــﻲ ﺳــﺎدت ﻟﺤﲔ ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎت( ﺗﻤﺘﻌﺖ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻼم ﺑﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﻗﻨﺎع اﳌﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑـــﺄن اﻟــﺤــﻴــﺎة اﳌـﻘـﺒـﻠـﺔ ﻫــﻲ دﻣــــﺎر وأن ﻣﺎ ﻳﺸﺎﻫﺪوﻧﻪ ﻫﻮ ﻗﻮاﻋﺪ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﺪﻣﺎر ﻫﺬه، ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻓــﻼم ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ ﻷن اﻹﻧﺴﺎن، ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ، ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻧﺒﻼ وﻗﻮة وإﻳﻤﺎﻧﴼ ﻣﻦ إﻧﺴﺎن اﻟﻴﻮم.
ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ »ﻏــﺰو ﻧﺎﻫﺸﻮ اﻟﺠﺴﺪ« (The Invasion of Body Snatchers) ﻟـــــــــﺪون ﺳــــﻴــــﻐــــﺎل ﺳـــﻴـــﺒـــﻘـــﻰ ﻫـــــﻨـــــﺎك ﻣــﻦ ﺳﻴﺤﺬر ﻣﻦ ﺧﻄﺮ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻬﺎﻃﻠﺔ ﻣﻊ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﻞ اﻵدﻣﻲ ﻟــﻺﻧــﺴــﺎن وﺗــﺤــﻮﻟــﻪ إﻟــــﻰ ﺷــﻜــﻞ ﻻ روح ﻓـﻴـﻪ. ﻣــﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ »ﺣـــﺮب اﻟـﻌـﺎﳌـﲔ« The) (War of the Worlds ﻟﺒﺮﻳﺎن ﻫﺎﺳﻜﲔ ﺳﻴﻠﺠﺄ اﻟﺒﺸﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ )اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﺰ ﻟﻺﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﻠﻪ( وﺳﻴﺪﺣﺮون ﻫﺠﻮم أﻫﻞ اﻟﻔﻀﺎء. ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻢ ﻓﺮد وﻟﻜﻮﻛﺲ »ﻛﻮﻛﺐ ﻣﻤﻨﻮع« (Forbidden Planet) ﺳﻴﻀﺤﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ اﻛﺘﺸﻒ اﻟـﻘـﺪرة ﻋــﻠــﻰ ﺻــﻨــﻊ ﻋــﻘــﻞ ذﻛـــﻲ ﺧــــﺎرج اﻹﻧــﺴــﺎن ﺑﺎﺧﺘﺮاﻋﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺘﺼﺮ ذﻟــﻚ اﻟﻌﻘﻞ اﳌﺪﻣـﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺸﺮ.
اﻟﻔﺎرق اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﻔﺎدات أﻓﻼم اﻷﻣــﺲ ﻫﻮ أن اﻷﻣــﻞ ﻣﻮﺟﻮد واﻧﺘﺼﺎر اﻹﻧــﺴــﺎن ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﻋــﺪاه ﻫـﻮ أﻣــﺮ ﻣﺤﺘﻢ. رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ دون ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺑــﺸــﺮﻳــﺔ، ﻟــﻜــﻦ اﻟــﻨــﺼــﺮ ﺣـﺘـﻤـﻲ وارﺗـــــﺪاد اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت اﻵﺗـﻴـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻔـﻀـﺎء، أو ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺑﺸﺮﻳﺔ )ﻋﻠﻤﻴﺔ أو ﻧﻮوﻳﺔ( أﻣﺮ ﻣﺤﺘﻢ.
ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻛﺎن ﻫﻨﺎك إﺟﻤﺎع ﺷـﺒـﻪ ﻛـﻠـﻲ ﻋـﻠـﻰ ﻫــﺬا اﳌــﻔــﺎد… ﺛــﻢ ﺣـﺪث أﻟﻔﺮد ﻫﻴﺘﺸﻜﻮك ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗـﺎم، ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ٣٦٩١ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻴﻠﻤﻪ »اﻟـﻄـﻴـﻮر« The) (Birds اﻟﺬي ﻟﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ إﻟﻰ ﻛﻴﻒ أن ﻣﺎ ﻧﺠﺪه أﻟﻴﻔﴼ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت ﺗﺸﺎرﻛﻨﺎ اﻟـﻌـﻴـﺶ ﻓــﻲ اﳌـــﺪن أو اﻟــﺴــﻮاﺣــﻞ أو ﻓﻲ اﻷرﻳـــﺎف ﻗـﺪ ﻻ ﺗـﻜـﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟـﺬي ﻧــﻌــﺘــﻘــﺪه. ﻓــﻲ ذﻟـــﻚ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﺗــﺜــﻮر ﻃـﻴـﻮر اﻟﺒﻠﺪة اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸﺮ ﻣـﻦ دون ﺳﺒﺐ ﻇﺎﻫﺮ. ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ )ﻏﻴﺮ اﳌﻔﺘﻘﺪ ﻓﻌﻠﻴﴼ( ﻓـﻲ ﻓﻴﻠﻢ ﻳـﺮﻳـﺪ اﻹﻳـﺤـﺎء ﺑﺨﻄﺮ ﻣـﻔـﺎﺟـﺊ ﻟـﻄـﻴـﻮر ﻟــﻢ ﻳـﻜـﺘـﺮث ﻟﻬﺎ أﺣـﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻧﺼﻒ اﻧﺘﺼﺎر، ﻓـﺎﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺎت اﻷﺳــﺎﺳــﻴــﺔ ﺗـﺒـﻘـﻰ ﺣﻴﺔ واﻟـــﻄـــﻴـــﻮر ﻓـــﻲ ﻣــﻌــﻈــﻤــﻬــﺎ ﻳـــﻤـــﻮت. ﻟـﻜـﻦ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ أن اﻟﺜﻤﻦ ﻛﺎن دﻣﺎرﴽ وأن ﻣـﺎ ﺣــﺪث ﻓـﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪة ﻗـﺪ ﻳﺘﻜﺮر ﻣﻊ ﻃﻴﻮر ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪات أﺧﺮى.
اﳋﻮف اﶈﻴﻂ
ﻣﻦ ﻃﻴﻮر ﻫﻴﺘﺸﻜﻮك اﻧﺪﻟﻌﺖ أﻓﻼم ﺗـﺘـﺤـﺪث ﻋــﻦ ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻗــﺪ ﻳﺤﻴﻂ ﺑـﻨـﺎ ﻣﻦ ﻣــﺨــﺎﻃــﺮ ﻣــﺼــﺪرﻫــﺎ ﻣــﺨــﻠــﻮﻗــﺎت ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻴﻨﻨﺎ: أراﻧﺐ، ﺟﺮذان، أﺳﺮاب ﻧﺤﻞ، ﻧﻤﻞ، دﻳـــﺪان، ﺿـﻔـﺎدع وأﺳــﻤــﺎك وﺑـﻜـﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻛﻼب أﻟﻴﻔﺔ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ذﺋﺎب وﺣﻴﻮاﻧﺎت ﺷﺮﺳﺔ ﺗﻬﺎﺟﻢ اﻟﺒﺸﺮ وﺗﻔﺘﻚ ﺑﻬﻢ.
اﻟﻬﺠﻤﺔ اﻷﺧــﻴــﺮة ﻷﻓـــﻼم اﻟﺨﻴﺎل اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ واﻟــﺮﻋــﺐ ﻟـﻬـﺎ ﻣــﻔــﺎد ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴﴼ ﻋﻤﺎ ﺳﺒﻖ. ﻟﻘﺪ اﺧﺘﻔﻰ، أو ﻛﺎد، ﺑـﺼـﻴـﺺ اﻷﻣــــﻞ. اﻹﻧـــﺴـــﺎن ﻓــﺎﺷــﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ. اﻟﻘﻮى اﻟـــﺸـــﺮﻳـــﺮة )وﺣـــــــﻮش ﻣــــﻦ اﻷرض أو اﻟﻔﻀﺎء أو آﻻت ﻣﺴﻴﺮة ﺑﻌﻘﻮل ذﻛﻴﺔ( ﻟــﻬــﺎ اﻟــﻜــﻠــﻤــﺔ اﻷﺧــــﻴــــﺮة ﻓـــﻲ اﻟـــﺼـــﺮاع. ﻧـﻌـﻢ، ﻫـﻨـﺎك ﺣـﺎﺟـﺔ ﻟﺘﺮﻗﻴﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟـﻨـﻬـﺎﻳـﺎت ﻷﺟـــﻞ ﺻـﻨـﻊ أﺟــــﺰاء ﻻﺣﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻷول، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ، ﻫﻨﺎك ذﻟﻚ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻳﻌﻜﺲ ﻋﺠﺰ إﻧﺴﺎن اﻟﻴﻮم ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ أي ﺧﻄﺮ ﻣـﺤـﺪق. وﺑﺴﺒﺐ ﻋـﺠـﺰه، ﺗﻘﻮل ﻫــﺬه اﻷﻓــــﻼم، ﻻ أﻣــﻞ ﻟــﻪ ﻓــﻲ أن ﻳﺮﺑﺢ ﺟﻮﻻﺗﻪ ﺿﺪ أﻋﺪاﺋﻪ.
رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﳌﻔﺎدات أﻓﻼم اﻟـﻴـﻮم أن ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑــﺒــﻮارق أﻣــﻞ ﻣﺸﺎع أو ﺑـﺎﻧـﺘـﺼـﺎر إرادة اﻹﻧـــﺴـــﺎن، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗــﺨــﺘــﺎر أن ﺗــﺆﺳــﺲ ﳌــﻔــﻬــﻮم أن دﻣــﺎر اﻷرض وﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎت ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ وﺑــﺬﻟــﻚ ﺗﺨﻠﻒ ﻣﻀﻤﻮﻧﴼ ﺳـﺎﺑـﻘـﴼ ﻛـﺎن أدى إﻟﻰ إﺷﻌﺎر اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ زال ﻳﻤﻠﻚ أدوات ﻣﺼﻴﺮه. ﻓـﻲ اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ، ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﻟـﻴـﻮم ﻫــﺬه اﻷدوات وﻣــﻦ ﺣﻘﻪ، ﻛــﻤــﺎ ﺗــﻌــﻤــﺪ ﻫــــﺬه اﻷﻓـــــــﻼم، أن ﻳـﺸـﻌـﺮ ﺑـﺎﻟـﻘـﻠـﻖ واﻟــﺨــﻮف ﻣــﻦ اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ وأن ﻳﺤﻴﻂ ﻧﻔﺴﻪ. ﺑﺴﺒﻞ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ وﺣﻤﺎﻳﺔ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ إذا ﻣﺎ اﺳﺘﻄﺎع.
ﻫــﺬا اﻟـﻮﺿـﻊ ﻧﺸﺄ ﺗـﺪرﻳـﺠـﴼ. أﻓـﻼم أﺧــــﺮى ﻓــﻲ اﻟـﺜـﻤـﺎﻧـﻴـﻨـﺎت ﺗـﺤـﺪﺛـﺖ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ روﺑﻮﺗﺲ أﻗﻮﻳﺎء ﻳﺤﻤﻮن اﳌــﺪن ﻣﻦ ﺷــﺮور اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت واﻟﻘﺘﻠﺔ. ﻫﺬا ورد، ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻢ ﺑﻮل ﭬﺮﻫﻮﭬﻦ RoboCop ﺳـﻨـﺔ ٧٨٩١ ﺣـﻴـﺚ ﻳﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻹﻧـﻘـﺎذ ﺣـﻴـﺎة اﻟـﺸـﺮﻃـﻲ أﻟﻴﻜﺲ )ﺑﻴﺘﺮ وﻟﺮ( وﺗﺤﻮﻳﻠﻪ إﻟﻰ ﻧﺼﻒ آدﻣﻲ - ﻧﺼﻒ روﺑـﻮﺗـﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻗــﻮة ﻻ ﺗﻘﻬﺮ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟــﻔــﻮز ﺣـﻴـﺚ ﺧـﺴـﺮ أﻣـﺜـﺎﻟـﻪ ﺣﲔ ﻣﻘﺎرﻋﺘﻪ اﳌﺠﺮﻣﲔ. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ، ﻧﺠﺪ أن ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻳﻌﺰز ﻓﺸﻞ اﻹﻧﺴﺎن وﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺘﻪ وإﺧﻔﺎق أﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ اﻟﺒﲔ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ، ﺑﺪوره، أن اﻟﺤﻞ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرات اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑـــﻞ ﻓـــﻲ اﳌـــﺰﻳـــﺪ ﻣـــﻦ ﺗــﺤــﺪﻳــﺚ اﻟــﻌــﻘــﻮل اﻟــﺬﻛــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻨــﺤــﻮ اﻟــــﺬي ﺷــﻬــﺪﻧــﺎه ﻻﺣﻘﴼ ﻓﻲ ﻋﺸﺮات اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺿﻤﻦ اﳌﻔﺎدات ذاﺗﻬﺎ.
اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ ﻧــﺎوأت ﻫــﺬا اﻻﺗﺠﺎه ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻣـﺘـﺒـﺎﻋـﺪة: ﻓﻴﻠﻢ روﺑـــﺮت واﻳـﺰ »اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﻴﻪ اﻷرض« The Day the Earth Stood Still ﺳﻨﺔ ١٥٩١ و»وﺻــــــــﻮل« ﻟــﺪﻧــﻴــﺲ ﻓــﻠــﻨــﻴــﻴــﻒ ﺳـﻨـﺔ ٦١٠٢. ﻛﻼﻫﻤﺎ اﺧﺘﺎر ﺣﻼ ﺛﺎﻟﺜﴼ وﻫﻮ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺸﺮﻳﺮة ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟــﺤــﻞ اﳌــﺴــﺎﻟــﻢ ﻻ ﻳـﺼـﻨـﻊ ﻣﺴﻠﺴﻼت ﺿﺨﻤﺔ اﻹﻳﺮادات.