)١٥٩١( - The Enforcer ﺗﺸﻮﻳﻖ ﻓﻌﺎل ﺑﻤﻨﻬﺞ ﻣﺨﺘﻠﻒ
اﻋﺘﺒﺮ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟـﺮﺟـﻮع إﻟـﻰ اﳌﺎﺿﻲ ﻋــﺒــﺮ اﺳــﺘــﻌــﺎدﺗــﻪ ﻣـﺸـﻬـﺪﻳـﴼ )»ﻓـــﻼﺷـــﺒـــﺎك«( اﺧــﺘــﻴــﺎرﴽ ﺿﻌﻴﻔﴼ وﺳﻬﻼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻌﻈﻢ اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت ﻋﻠﻴﻪ. ﻣﺸﻬﺪ اﻟﻔﻼﺷﺒﺎك ﻳﻘﻄﻊ اﻟﻮﺻﺎل ﺑﲔ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ وﻣﺎ ﺑﻌﺪه ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺮاﻫﻦ ﻟﻸﺣﺪاث ﻟﻴﻌﻮد اﻟﻔﻴﻠﻢ إﻟـﻰ اﻟﺨﻠﻒ ﺳــﺎردﴽ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺎ ﻟﻠﺤﻜﺎﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﻮدﺗﻪ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل اﻟﺤﺪث ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﻗﻄﻌﻪ وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺿﻌﻒ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻪ. ﻟﻜﻦ »اﻟﻔﺎرض« ﻳﺒﺮﻫﻦ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ أﻛﻴﺮا ﻛﻮروﺳﺎوا ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻤﻪ Rashomon ﻗﺒﻞ ﻋﺎم واﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ، ﻋﻦ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪي واﻟﻨﺠﺎح ﻓـﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﺑﺪﻳﻼ ﻟﻠﺴﺮد اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﺴﻠﺴﻞ اﻷﺣــﺪاث ﻛﻤﺎ وﻗﻌﺖ وﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ. ﻃﺒﻌﴼ ﻓﻲ »راﺷﻤﻮن« اﻻﺳـﺘـﺨـﺪام ﻛــﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﴼ: أﺷـﺨــﺎص ﻳـﺘـﻮﻟـﻮن ﺳﺮد ﺣــﻜــﺎﻳــﺔ واﺣـــــــﺪة ﻣـــﻦ وﺟـــﻬـــﺎت ﻧــﻈــﺮ ﻣــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ. ﻓـﻲ »اﻟــﻔــﺎرض« ﻫـﻮ ﻓﻼﺷﺒﺎك داﺧــﻞ ﻓـﻼﺷـﺒـﺎك. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﺴﺮ اﳌـﺪﻋـﻲ اﻟـﻌـﺎم ﻓﺮﻏﻮﺳﻦ )ﻫﻤﻔﺮي ﺑـﻮﻏـﺎرت( ﺷﺎﻫﺪه اﻟﻮﺣﻴﺪ، ﻳﻌﻮد واﻟﻜﺎﺑﱳ ﻧﻴﻠﺴﻮن إﻟﻰ ﻛﺘﺎب ﻣـﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن إﻟﻴﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻣﻨﺘﻘﻠﲔ ﻋــﺒــﺮ ﻫــــﺬه اﳌــﺮاﺟــﻌــﺔ ﻣـــﻦ ﻓــﺘــﺮة زﻣــﻨــﻴــﺔ إﻟــــﻰ أﺧــــﺮى. اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺗﺆﺳﺲ ﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ أﺳﻠﻮب ﺳﺮده ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ ﻛﻌﻤﻞ ﺗﺸﻮﻳﻘﻲ. ﻟﻴﺲ أﻧــﻪ ﻣـﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﺤﺘﻤﻞ إﻧــﺠــﺎز ذﻟــﻚ اﻟﺘﺸﻮﻳﻖ ﻟــﻮ أن اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺳـﺮد ﺑﺘﺘﺎﺑﻊ أﺣﺪاﺛﻪ، ﻟﻜﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﻧﺎﺟﺤﺔ وﻻ رﻳﺐ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻬﻠﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ.
ﻳـﻘـﺺ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﺣـﻜـﺎﻳـﺔ ذﻟـــﻚ اﳌــﺪﻋــﻲ اﻟــﻌــﺎم اﻟــﺬي ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻠﻨﻴﻞ ﻣﻦ رﺋﻴﺲ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﺧﻄﺮة ﺑﺈﺟﺒﺎر ﻳﺪه اﻟﻴﻤﻨﻰ رﻳﻜﻮ )ﺗﺪ دي ﻛﻮرﺳﻴﺎ( اﻟﺸﻬﺎدة ﺿﺪ زﻋﻴﻤﻪ. ﻟﻜﻦ رﻳـﻜـﻮ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻴﺘﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛــﺎن ﻳــﺤــﺎول اﻟﻬﺮب وﻟـﻴـﺲ ﻓــﻲ اﺳـﺘـﻄـﺎﻋـﺔ ﻓـﺮﻏـﻮﺳـﻦ وﻛــﺎﺑــﱳ اﻟﺒﻮﻟﻴﺲ )روي روﺑــﺮﺗــﺲ( ﺳــﻮى اﻻﻧــﻄــﻼق ﻓــﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ. ﻳﺆدي ﺑﻮﻏﺎرت ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺤﺪة. ﻫﻮ داﺋﻤﴼ ﺣﺎد، ﻟﻜﻨﻪ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺼﺮف ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ﻣﻊ اﳌﺠﺮﻣﲔ واﳌﺘﻬﻤﲔ واﻷﺑـﺮﻳـﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳـﻮاء. ورﻏﻢ أﻧﻪ اﳌﻤﺜﻞ اﻷول ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ إﻻ أن ﺑﺎﻗﻲ اﳌﻤﺜﻠﲔ ﺗﻤﺘﻌﻮا ﺑﺤﺮﻳﺔ أوﺳﻊ ﻓﻲ أداء اﺗﻬﻢ. ﺻﺤﻴﺢ أن ﺟﺎك ﻻﻣﺒﺮت، وﻫﻮ ﺷﺮﻳﺮ ﻣﻤﻌﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻓﻼﻣﻪ، ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺠﺪﻳﺪ إﻻ أﻧﻪ ﻳﻘﺪم ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺑﺘﺠﺴﻴﺪ أﻛﺜﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ. ﻛـﺬﻟـﻚ ﺣــﺎل ﺑــﻮب ﺳﺘﻴﻞ )ﻓــﻲ دور اﻟـﻘـﺎﺗـﻞ اﳌﺤﺘﺮف اﻟــﺬي ﻳﺼﺎب ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ(. ﻟﻜﻦ اﻟﻔﻴﻠﻢ - ﺣﲔ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﻤﺜﻠﻴﻪ - ﻣﻠﻚ ﻟﻠﻤﻤﺜﻞ دي ﻛﻮرﺳﻴﺎ ﻣﻊ ﻗﻠﻴﻞ ﻣــﻦ اﻻﺳــﺘــﻌــﺮاض. ﻫــﻮ اﻟـﺠـﺒـﺎن اﻟــﺮﻋــﺪﻳــﺪ ﻓــﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻔﻴﻠﻢ واﻟﺼﻠﺐ واﳌﺮﻳﻊ أول ﻣﺎ ﻧﻌﻮد إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻻﺳﺘﺮﺟﺎع ﺛﻢ اﳌﺮﺗﺒﻚ ﻓﻲ وﺳﻄﻪ.
اﳌﺨﺮج ﻫﻮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺮﻳﺘﲔ وﻧﺪﺳﺖ ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻖ أﻓﻼﻣﴼ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺑﻞ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻫﻮﻟﻴﻮود ﺳﻨﺔ ٨٤٩١ وأﻧــﺠــﺰ ﻓﻴﻬﺎ أﻓــﻼﻣــﻪ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ. »اﻟــﻔــﺎرض« ﻛــﺎن آﺧـﺮ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺨﻤﺴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ إﺧﺮاﺟﻪ اﻟﻔﻌﻠﻲ. ﻓﺒﻌﺪ ﺑـﺪء اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺑﺒﻀﻌﺔ أﻳـﺎم ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻪ إﻟـﻰ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺮﻳﻀﴼ ﻓﺎﺗﺼﻞ ﺑـﻮﻏـﺎرت ﺑﺼﺪﻳﻘﻪ اﳌﺨﺮج راوول ووﻟﺶ )ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻤﻼ ﻣﻌﴼ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﺧﻼل اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت واﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت( وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻨﻘﺬ اﻟﻮﺿﻊ. ﻗﺎم ووﻟﺶ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟﻜﻨﻪ ﻟـﻢ ﻳــﺮض وﺿــﻊ اﺳﻤﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﺣﺘﺮاﻣﴼ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻤﺨﺮج وﻧﺪﺳﺖ.
ﻃﻮال اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻫﻨﺎك ذﻟﻚ اﻟﻘﺪر ﻣﻦ ﺣﺸﺪ اﳌﺸﺎﻫﺪ ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎب ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت ﻣﻦ دون ﻓﺮاﻏﺎت ﻛﺜﻴﺮة. ووﻟـﺶ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻮد ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﺮك اﳌﺸﺎﻫﺪ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﺷﺔ، ﺑﻞ ﺷﻐﻠﻬﺎ دوﻣﴼ ﺑﺎﻟﺤﺪث اﳌﻬﻢ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ. ﻋﻠﻰ ذﻟــﻚ ﻳﺼﺮف وﻗﺘﴼ ﻻ ﺑــﺄس ﺑـﻪ ﻋﻠﻰ إﺗـﻘـﺎن ﺗﻠﻚ اﳌﺸﺎﻫﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﻠﺘﻘﻄﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﺼﻮﻳﺮ روﺑﺮت ﺑﻮرﻛﺲ اﻟﺬي ﺻﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ذاﺗﻪ Strangers on a Train ﻷﻟﻔﺮد ﻫﻴﺘﺸﻜﻮك ﺛﻢ ﺻﻮر ﻟﻬﻴﺘﺸﻜﻮك ﻣﻌﻈﻢ أﻓﻼﻣﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟـــﻚ. ﻗـــﺪرﴽ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻣــﻦ اﻟـﻮاﻗـﻌـﻴـﺔ ﻳـﺠـﺘـﺎح ﻫــﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻣـﺬﻛـﺮﴽ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ أﻓــﻼم ﺷﺮﻛﺔ وورﻧــﺮ اﻟﻐﺎﻧﻐﺴﺘﺎرﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. اﳌﺸﻬﺪ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺣﻴﺚ ﻓﺮﻏﻮﺳﻦ واﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﻮب ﺳﺘﻴﻞ ﻳﺒﺤﺜﺎن ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺎة ذاﺗﻬﺎ )اﻷول ﻹﻧﻘﺎذﻫﺎ واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻘﺘﻠﻬﺎ( ﻣﺼﻮر ﻓﻲ ﺷﺎرع ﻣﺰدﺣﻢ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎد واﺣﺘﺮاف.