ﻣﻘﺼﻮرة اﺣﺘﻔﺎﻻت رﻣﺴﻴﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻧﺒﺸﺖ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺄﻋﺘﺎب أﺑﻮاﺑﻬﺎ
ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺮق اﻟﻘﺎﻫﺮة واﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﳉﻠﻮﺳﻪ ﰲ أﻋﻴﺎد اﻟﺘﺘﻮﻳﺞ
أﻋـــﻠـــﻨـــﺖ ﻣـــﺼـــﺮ اﻛـــﺘـــﺸـــﺎف ﻣــﻘــﺼــﻮرة اﺣﺘﻔﺎﻻت رﻣﺴﻴﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺷﺮق اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة. اﻟـﻜـﺸـﻒ ﺗـﻮﺻـﻠـﺖ إﻟــﻴــﻪ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﺛـــﺮﻳـــﺔ اﻟــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ ﻟــﺠــﺎﻣــﻌــﺔ ﻋـــﲔ ﺷــﻤــﺲ، واﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﺮب اﻟﺤﺼﻦ ﺑﺎﳌﻄﺮﻳﺔ )ﺷﺮق اﻟﻘﺎﻫﺮة( ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﻤﺪوح اﻟــﺪﻣــﺎﻃــﻲ، واﻟــﺘــﻲ أﻋـﻠـﻨـﺖ ﻋــﻦ اﳌـﻘـﺼـﻮرة اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ أﻣﺲ أﺛﻨﺎء أﻋﻤﺎل اﻟﺤﻔﺮ اﻷﺛﺮي ﻟﻬﺎ، وﺳﺒﻖ أن اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺟﺰءﴽ ﻣﻦ اﳌﻘﺼﻮرة ﺧﻼل اﳌﻮﺳﻢ اﻷﺛﺮي اﳌﺎﺿﻲ ﻣﺎرس )آذار( وأﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻴﲔ. وﺗﻢ اﺳﺘﻜﻤﺎل أﻋﻤﺎل اﻟﺤﻔﺮ اﻷﺛﺮي ﻫﺬا اﳌﻮﺳﻢ، ﻣﺎ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻛﺸﻒ ﺑﺎﻗﻲ اﳌﻘﺼﻮرة، ﻣﻊ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﻋﺘﺎب اﻷﺑﻮاب اﳌﺆدﻳﺔ إﻟﻴﻬﺎ، ﻟﺘﺘﻀﺢ اﻟﺼﻮرة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻨﻬﺎ.
ورﻣـﺴـﻴـﺲ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻳـﺸـﺎر إﻟـﻴـﻪ أﻳﻀﴼ ﺑﺮﻣﺴﻴﺲ اﻷﻛﺒﺮ، وﻛـﺎن اﻟﻔﺮﻋﻮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺣﻜﺎم اﻷﺳــﺮة اﻟـــ٩١. وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟﻔﺮﻋﻮن اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻬﺮة واﻷﻗﻮى ﻃﻮال ﻋﻬﺪ اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ. وﻗﺎﻟﺖ ﻣﺼﺎدر أﺛـﺮﻳـﺔ، إن »اﻟـﻜـﺸـﻒ ﻋــﻦ اﳌــﻘــﺼــﻮرة اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ رﺣـﺎب ﻣﻌﺒﺪ )رع(، ﺑﻀﺎﺣﻴﺔ ﻋﲔ ﺷﻤﺲ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﳌﻄﺮﻳﺔ«.
ﻳــﺸــﺎر إﻟـــﻰ أن إﻟـــﻪ اﻟـﺸـﻤـﺲ »رع« ﻣﻦ أﻗـــﺪم اﻵﻟــﻬــﺔ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ، إذ ﻋــﺒــﺪ ﻓــﻲ ﻣﺼﺮ ﻣــﻨــﺬ ﻋــﺼــﻮر ﻣـــﺎ ﻗــﺒــﻞ اﻷﺳـــــــﺮات، وﻛــﺎﻧــﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋــﲔ ﺷﻤﺲ ﻣــﺮﻛــﺰﴽ ﻟـﻌـﺒـﺎدة »رع«. وﻗﺪ ﺳﻤﻰ اﳌﺼﺮﻳﻮن ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﻫﺬه »أون« وأﻗﺎﻣﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺒﺪ »رع«، وﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﻗﺪم ﻣﻌﺎﺑﺪ اﻵﻟـﻬـﺔ ﺑﻤﺼﺮ. ووﺻــﻒ اﻟﺪﻣﺎﻃﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ، أﻣـﺲ، اﻟﻜﺸﻒ ﻋــﻦ اﳌـﻘـﺼـﻮرة ﺑـــ»اﳌــﻬــﻢ« ﻟـﺘـﻔـﺮدﻫـﺎ، ﺣﻴﺚ إﻧـــﻬـــﺎ ﻣـــﻘـــﺼـــﻮرة ﻓـــﺮﻳـــﺪة ﻣـــﻦ ﻧــﻮﻋــﻬــﺎ ﻣـﻦ ﻋـﺼـﺮ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟـﺤـﺪﻳـﺜـﺔ ﻓــﻲ رﺣـــﺎب ﻣﻌﺒﺪ »رع« ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋــﲔ ﺷــﻤــﺲ، ﻣـﺸـﻴـﺮا إﻟـﻰ أن »ﻫــﺬه اﳌـﻘـﺼـﻮرة اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻟﺠﻠﻮس رﻣﺴﻴﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﺛـﻨـﺎء اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺄﻋﻴﺎد ﺗﺘﻮﻳﺠﻪ وﻋﻴﺪه اﻟﻴﻮﺑﻴﻠﻲ اﳌـﻌـﺮوف ﻋﻨﺪ اﳌﺼﺮي اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑـ »ﺣﺐ ﺳﺪ«، ورﺑﻤﺎ اﺳﺘﻤﺮ اﺳــﺘــﺨــﺪام ﻫـــﺬه اﳌــﻘــﺼــﻮرة ﻟــﻬــﺬا اﻟـﻐـﺮض ﻃﻮال ﻋﺼﺮ اﻟﺮﻋﺎﻣﺴﺔ.
ﻣــﻀــﻴــﻔــﴼ أﻧــــﻪ ﺗـــﻢ اﻟــﻜــﺸــﻒ أﻳـــﻀـــﺎ ﻋـﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺪران اﻟﻠﺒﻨﻴﺔ ﻋﺜﺮ ﺑـﺪاﺧـﻠـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺟـــﺮار ﺗـﺨـﺰﻳـﻦ ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺎر، ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻷﺻﻠﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ ﻹﻣﺪاد اﳌﻌﺒﺪ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻐﻼل. وأﻃﻠﻖ اﻹﻏﺮﻳﻖ اﻟﺬﻳﻦ ﻏﺰوا ﻣﺼﺮ ﻋﺎم ٢٣٣ ﻗﺒﻞ اﳌﻴﻼد اﺳﻢ »ﻫﻠﻴﻮﺑﻮﻟﻴﺲ« ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ »أون« اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ اﻟــﻘــﺪﻳــﻤــﺔ، وﺗﻌﻨﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺸﻤﺲ، ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﻄﺮﻳﺔ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﻛﺰا ﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺸﻤﺲ وﻣﻘﺮا ﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻦ أﻗﺪم ﻋﻮاﺻﻢ اﻟﺒﻼد وﻣﺮاﻛﺰﻫﺎ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ، ﻗﺒﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻣﺮﻛﺰي ﻧﺤﻮ ٠٠١٣ ﻗﺒﻞ اﳌﻴﻼد.
وأوﺿﺢ اﻟﺪﻣﺎﻃﻲ أن »اﻟﺒﻌﺜﺔ ﻛﺸﻔﺖ أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻷﺧﺮى، ﻣﻨﻬﺎ ﺟـﻌـﺎرﻳـﻦ، وأوان ﻓـﺨـﺎرﻳـﺔ، وﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ذات ﻧﻘﻮش ﻫﻴﺮوﻏﻠﻴﻔﻴﺔ، ﺣـﻔـﺮ ﻋـﻠـﻰ إﺣــﺪاﻫــﺎ ﺧــﺮﻃــﻮش )رﻣـﺴـﻴـﺲ اﻟﺜﺎﻟﺚ(«.