اﻷزﻣﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻊ ﺑﺮودة اﻟﻄﻘﺲ
دراﺳﺔ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﲔ اﻧﺨﻔﺎض درﺟﺔ اﳊﺮارة واﳌﺮض
ﺗــــﺤــــﺪث اﻷزﻣــــــــــــﺎت اﻟــﻘــﻠــﺒــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻷﺣــــﻴــــﺎن ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗﻨﺨﻔﺾ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة. وذﻛﺮ ﺗـﻘـﺮﻳـﺮ ﻧـﺸـﺮ ﻓــﻲ دورﻳــــﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟــﻘــﻠــﺐ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ أﻧــــﻪ اﺳــﺘــﻨــﺎدا إﻟـــﻰ ﺑــﻴــﺎﻧــﺎت ﻃـﺒـﻴـﺔ وﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت ﻋﻦ اﻟﻄﻘﺲ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ٥١ ﻋـــﺎﻣـــﺎ، رﺑــــﻂ اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﻮن ﺑﲔ زﻳﺎدة اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ واﻧــﺨــﻔــﺎض درﺟـــﺔ ﺣــــﺮارة اﻟﺠﻮ واﻟﻀﻐﻂ اﻟﺠﻮي وزﻳـﺎدة ﺳﺮﻋﺔ اﻟــﺮﻳــﺎح وﺗــﺮاﺟــﻊ ﻓــﺘــﺮات ﺳﻄﻮع اﻟﺸﻤﺲ.
وﻗـــــــﺎل ﻛــﺒــﻴــﺮ اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﲔ إن اﻟـــــﺸـــــﻲء اﻟــــﻔــــﺮﻳــــﺪ ﻓـــــﻲ اﻟـــــﺪراﺳـــــﺔ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة ﻫـﻮ أﻧــﻪ »ﺗـﻤـﺖ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺟــﻤــﻴــﻊ اﻷزﻣــــــــﺎت اﻟــﻘــﻠــﺒــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺤــﺪث ﻓــﻲ ﺑـﻠـﺪ ﺑـﺄﻛـﻤـﻠـﻪ ﳌـــﺪة ٦١ ﻋـــﺎﻣـــﺎ ﺑـــﺎﻹﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟـــــﻰ ﺑــﻴــﺎﻧــﺎت اﻟـﻄـﻘـﺲ ﻓــﻲ ﻳــﻮم ﺣـــﺪوث اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ«.
وﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر دﻳﻔﻴﺪ إﻳﺮﻟﻴﻨﺞ رﺋــﻴــﺲ ﻗــﺴــﻢ أﻣــــﺮاض اﻟــﻘــﻠــﺐ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻮﻧﺪ وﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺳﻜﻮﻧﻪ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻮﻳﺪ ﻟـ»روﻳﺘﺮز ﻫﻴﻠﺚ«: »ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻋﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٨٢ أﻟـﻒ أزﻣــﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ وﺛﻼﺛﺔ ﻣــــﻼﻳــــﲔ ﻣـــﻌـــﻠـــﻮﻣـــﺔ ﻣــــﻦ ﺑــﻴــﺎﻧــﺎت اﻷرﺻﺎد اﻟﺠﻮﻳﺔ«.
وﻓــﺤــﺺ إﻳـﺮﻟـﻴـﻨـﺞ وزﻣـــﻼؤه ﺳـــــﺠـــــﻼت اﻟــــﻘــــﻠــــﺐ اﻟــــﺴــــﻮﻳــــﺪﻳــــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺴﺠﻞ ﻛــﻞ اﳌــﺮﺿــﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻋـﺎﻧـﻮا ﻣـﻦ أﻋــﺮاض ﺗﺸﺒﻪ اﻷزﻣــﺔ اﻟــﻘــﻠــﺒــﻴــﺔ وﻧـــﻘـــﻠـــﻮا إﻟـــــﻰ وﺣـــــﺪات اﻟـــﺮﻋـــﺎﻳـــﺔ اﳌـــﺮﻛـــﺰة أو ﻣـﺨـﺘـﺒـﺮات اﻟـــﻘـــﺴـــﻄـــﺮة اﻟــــﺘــــﺎﺟــــﻴــــﺔ. وﺗـــﻀـــﻢ اﻟـــﺴـــﺠـــﻼت ﻣـــﻌـــﻠـــﻮﻣـــﺎت ﺻـﺤـﻴـﺔ ﻋﻦ اﳌﺮﺿﻰ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﺴﻦ وﻛﺘﻠﺔ اﻟـــﺠـــﺴـــﻢ واﻟــــﺘــــﺪﺧــــﲔ ﻣــــﻦ ﻋــﺪﻣــﻪ وﻧـــﺘـــﺎﺋـــﺞ رﺳـــــﻢ اﻟـــﻘـــﻠـــﺐ وأﻧــــــﻮاع اﻟــﺘــﺪﺧـﻼت اﻟـﺠـﺮاﺣـﻴـﺔ واﻷدوﻳـــﺔ واﻟـــــﺘـــــﺸـــــﺨـــــﻴـــــﺺ. وﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺴـــﺒـــﺔ ﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻷﺣــﻮال اﻟﺠﻮﻳﺔ ﻟﺠﺄ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن إﻟﻰ اﳌﻌﻬﺪ اﻟﺴﻮﻳﺪي ﻟــﻸرﺻــﺎد اﻟـﺠـﻮﻳـﺔ اﻟـــﺬي ﻳﺴﺠﻞ ﺑــﻴــﺎﻧــﺎت ﻣــﻦ ٢٣١ ﻣـﺤـﻄـﺔ ﺟـﻮﻳـﺔ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء اﻟﺒﻼد. وﺣﻠﻞ إﻳﺮﻟﻴﻨﺞ وزﻣــــــــــــــــﻼؤه ﺑـــــﻴـــــﺎﻧـــــﺎت اﻟـــﻄـــﻘـــﺲ واﻷﺣــﻮال اﻟﺠﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﺎم ٨٩٩١ إﻟــﻰ ٣١٠٢ ﻟﻨﺤﻮ ٤٧٢ أﻟــﻔــﺎ و٩٢ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻧﺼﻔﻬﻢ ﻓـﻲ ﺳـﻦ ١٧ أو أﻛﺜﺮ.
وﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ارﺗــــﺒــــﻂ اﻧــﺨــﻔــﺎض درﺟـــــﺔ ﺣــــــﺮارة اﻟـــﺠـــﻮ واﻟــﻀــﻐــﻂ اﻟــﺠــﻮي وزﻳــــــﺎدة ﺳــﺮﻋــﺔ اﻟــﺮﻳــﺎح وﺗﺮاﺟﻊ ﻓﺘﺮات ﺳﻄﻮع اﻟﺸﻤﺲ ﺟـــﻤـــﻴـــﻌـــﺎ ﺑــــــــﺰﻳــــــــﺎدة ﻣــــﻬــــﻤــــﺔ ﻣــﻦ اﻟـــﻨـــﺎﺣـــﻴـــﺔ اﻹﺣـــﺼـــﺎﺋـــﻴـــﺔ ﺑـﺨـﻄـﺮ اﻹﺻـــﺎﺑـــﺔ ﺑـــﺄزﻣـــﺔ ﻗــﻠــﺒــﻴــﺔ، ارﺗــﺒــﻂ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻷﻛﺜﺮ وﺿﻮﺣﺎ ﺑﺪرﺟﺎت اﻟﺤﺮارة. ووﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷزﻣﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﺮارة ﻋﻦ درﺟﺔ اﻟﺘﺠﻤﺪ. واﻧﺨﻔﺾ ﻣﻌﺪل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ارﺗﻔﻌﺖ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻋﻦ ﺛﻼث أو أرﺑﻊ درﺟﺎت ﻣﺌﻮﻳﺔ. ﻟﻜﻦ ﳌﺎذا ﻗﺪ ﺗﺮﻓﻊ ﺑﺮودة اﻟــﻄــﻘــﺲ ﺧــﻄــﺮ اﻹﺻـــﺎﺑـــﺔ ﺑــﺄزﻣــﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ؟.
ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻧﻴﺸﺎ ﺟﺎﻻﻧﻲ ﻣــﻦ ﻣــﺮﻛــﺰ اﻟــﻌــﻼﺟــﺎت اﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ ﻟﻸوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك: »ﺗـﺰﻳـﺪ درﺟــﺎت اﻟــﺤــﺮارة اﻟـﺒـﺎردة ﻣﻦ ﺿﻴﻖ اﻟﺸﺮاﻳﲔ واﻷوردة... وﻣـــﻊ ﺷــﺨــﺺ ﻣـــﺎ ﻟــﺪﻳــﻪ اﻧــﺴــﺪاد ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٧ إﻟـﻰ ٠٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮاﻳﲔ، وﻫـﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺒﺐ أي أﻋﺮاض... ﻗﺪ ﺗﻀﻴﻖ اﻟﺸﺮاﻳﲔ ﺑـــﻤـــﺎ ﻳــﻜــﻔــﻲ ﻟـــﻮﻗـــﻒ ﺗـــﺪﻓـــﻖ اﻟــــﺪم ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ«. وأﺿﺎﻓﺖ أن اﻟﺒﺮد ﻗﺪ ﻳﺰﻳﺪ أﻳﻀﺎ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﺗﺠﻠﻂ اﻟﺪم.
وذﻛـــــــﺮت ﺟـــﺎﻻﻧـــﻲ أن ﻫــﻨــﺎك ﻋـﻮاﻣـﻞ أﺧــﺮى ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺸﺘﺎء ﻳـــﻤـــﻜـــﻦ أن ﺗـــــﺰﻳـــــﺪ ﻣـــــﻦ ﻣــﺨــﺎﻃــﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄزﻣﺎت ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻣﺜﻞ إزاﻟﺔ اﻟﺜﻠﻮج اﻟــﺬي ﻳـﺮﻓـﻊ ﺿﻐﻂ اﻟــﺪم. وأﺿــــﺎﻓــــﺖ أن ﻟــﻠــﻜــﺎﻓــﻴــﲔ ﺗــﺄﺛــﻴــﺮﴽ ﻣـﻤـﺎﺛـﻼ ﻋﻠﻰ اﻟـﺸـﺮاﻳـﲔ وإن ﻛﺎن أﻗـــﻞ ﺑـﻜـﺜـﻴـﺮ. وﺗــﺎﺑــﻌــﺖ: »ﻟـــﺬا ﻓـﺈن أﺳﻮأ ﺷﻲء ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﻫﻮ اﻟﺨﺮوج ﻓﻲ درﺟﺎت ﺣﺮارة ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻔﺮ ﺛﻢ إزاﻟﺔ اﻟﺜﻠﻮج ﺛﻢ ﺗﻨﺎول اﻟﻘﻬﻮة ﻟﻠﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺪفء«.