٩ ﻣﺼﺎﺑﲔ ﺑﺘﻔﺠﻴﺮ إرﻫﺎﺑﻲ وﺳﻂ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ
اﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ ﻣﻦ »اﳋﻼﻳﺎ اﻟﻨﺎﺋﻤﺔ« اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ رﺟﺎل اﻷﻣﻦ
أدى ﺗﻔﺠﻴﺮ إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﺣـــﺰام ﻧﺎﺳﻒ وﺳـــﻂ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻴـﺔ إﻟــﻰ إﺻــــــﺎﺑــــــﺔ ٩ ﺗــــﻮﻧــــﺴــــﻴــــﲔ ﺑــــﺠــــﺮاح ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ اﻟـﺨـﻄـﻮرة؛ ﺑﻴﻨﻬﻢ ٨ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻷﻣﻦ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ، وﻫﻮ ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻗﻄﻊ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻫﺸﺎم اﻟﻔﺮاﺗﻲ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﺨﺼﺼﺔ ﳌـﺴـﺎءﻟـﺘـﻪ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ إﺛــﺮ اﻻﻧـﻔـﺠـﺎر، واﻻﻟـﺘـﺤـﺎق ﺑﻐﺮﻓﺔ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺎت ﳌــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ اﻟـــﺘـــﻄـــﻮرات اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ.
وأﻛــﺪ ﺳﻔﻴﺎن اﻟــﺰق، اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ، ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ إﻋﻼﻣﻲ أن اﳌﺮأة اﻟﺘﻲ ﻗــﺎﻣــﺖ ﺑـﺘـﻔـﺠـﻴـﺮ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﺷــﺎﺑــﺔ ﻻ ﻳـﺘـﺠـﺎوز ﻋﻤﺮﻫﺎ ٠٣ ﻋـﺎﻣـﴼ، وأﻧﻬﺎ ﻣـﻦ دون ﺳـﻮاﺑـﻖ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ، وأﻧﻬﺎ اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻋــﺪدﴽ ﻣﻦ رﺟــﺎل اﻷﻣـﻦ، وﻗﺪ اﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ اﻻﻧﻔﺠﺎر أﺷـــﻼء ﻣــﻦ ﺟﺜﺘﻬﺎ، ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺼﻮى ﻣﻦ اﻟﻔﻮﺿﻰ واﻟﻬﻠﻊ وﺳـــﻂ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻴـﺔ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﻀﻮر أﻣﻨﻲ ﻣﻜﺜﻒ، ﺳﺮﻋﺎن ﻣـــــﺎ أﻏــــﻠــــﻖ اﳌـــﻨـــﻄـــﻘـــﺔ أﻣــــــــﺎم اﳌــــــﺎرة واﻟﺴﻴﺎرات.
وﺳــﺮﻋــﺎن ﻣــﺎ ﺗﻨﻘﻠﺖ وﺣــﺪات اﻟﺪﻓﺎع اﳌﺪﻧﻲ ﻹﺳﻌﺎف اﳌﺼﺎﺑﲔ وﻧﻘﻠﻬﻢ إﻟﻰ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ. ووﻓـــﻖ اﻟﺤﺼﻴﻠﺔ اﻟـﺮﺳـﻤـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ، ﻓــﺈن اﻻﻧـﻔـﺠـﺎر أدى إﻟــﻰ إﺻــﺎﺑــﺔ ٨ أﻋﻮان أﻣﻦ وﻣﻮاﻃﻨﺔ واﺣﺪة ﺑﺠﺮاح ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ اﻟﺨﻄﻮرة.
وأﻛــﺪ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻴﺎن أن اﻣــﺮأة ﻣــﺤــﺠــﺒــﺔ، ﻋـــﻠـــﻰ ﺣــــﺪ ﺗــﻌــﺒــﻴــﺮه، ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻔﺠﻴﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ أﻣﺎم أﺣﺪ اﳌــﻘــﺎﻫــﻲ ﻓـــﻲ »ﺷــــــﺎرع اﻟـﺤـﺒـﻴـﺐ ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ« ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ، وأﻧــﻬــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗـﺴـﺘـﻬـﺪف دورﻳـــﺔ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﳌﻘﺎم اﻷول.
وﻗﺎل ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻴﺎن آﺧﺮ ﻹﺣﺪى اﻹذاﻋـــــــــﺎت اﳌــﺤــﻠــﻴــﺔ اﻟـــﺨـــﺎﺻـــﺔ إن اﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ ﺻﺮﺧﺖ ﺑﻌﺒﺎرة: »اﻟﻠﻪ أﻛــﺒــﺮ« ﻗـﺒـﻞ أن ﺗـﻘـﺪم ﻋـﻠـﻰ ﺗﻔﺠﻴﺮ اﻟﺤﺰام اﻟﻨﺎﺳﻒ.
ﻣــــﻦ ﺟـــﺎﻧـــﺒـــﻬـــﺎ، أﻛــــــﺪت وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ أن اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺳﺠﻞ أﻣــﻨــﻲ، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻟـــﻢ ﺗــﻨــﺘــﻢ ﺳــﺎﺑــﻘــﺎ إﻟــــﻰ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻤـﺎت ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ، وﻟﻢ ﺗﺤﻢ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺷﻜﻮك ﺑــﺎﻻﻧــﺘــﻤــﺎء إﻟــــﻰ ﺗــــﻴــــﺎرات ﺳـﻠـﻔـﻴـﺔ ﻣـﺜـﻞ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ »أﻧــﺼــﺎر اﻟـﺸـﺮﻳـﻌـﺔ« اﳌﺤﻈﻮر اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ ﻣﻨﺬ ﺗﺸﻜﻴﻠﻪ إﻟــﻰ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ رﺟـــﺎل ﺟـﻬـﺎز اﻷﻣــﻦ واﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﲔ، وﻳﺼﻔﻬﻢ ﺑـ »اﻟﻄﻮاﻏﻴﺖ«.
وﺑﺸﺄن ﻫﻮﻳﺔ ﻫﺬه اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻓــﻘــﺪ أﻛـــــﺪت ﻣـــﺼـــﺎدر أﻣــﻨــﻴــﺔ أﻧــﻬــﺎ ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ وﺗﺪﻋﻰ ﻣﻨﻰ ﻗﺒﻠﺔ، وﻫﻲ ﻣـﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﺳﻨﺔ ٨٨٩١ )ﻧـﺤـﻮ ٠٣ ﺳـــﻨـــﺔ(، وأﺻــﻴــﻠــﺔ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺳـﻴـﺪي ﻋـﻠـﻮان ﻣـﻦ اﳌﻬﺪﻳﺔ )وﺳــﻂ ﺷﺮﻗﻲ ﺗــــﻮﻧــــﺲ(. وﻛــــﺎﻧــــﺖ وﺣــــــﺪة ﻃـﺒـﻴـﺔ ﻋـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ﻗــﺪ ﻧـﻘـﻠـﺖ ﺟﺜﺔ اﻻﻧــﺘــﺤــﺎرﻳــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻓــﺠــﺮت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑـــﺤـــﺰام ﻧـــﺎﺳـــﻒ، إﻟــــﻰ ﻗــﺴــﻢ اﻟـﻄـﺐ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻹﺟﺮاء اﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﻼزﻣﺔ واﻟـــﺘـــﻌـــﺮف ﻋــﻠــﻰ ﻫــﻮﻳــﺘــﻬــﺎ. وذﻛـــﺮ ﻣﺼﺪر ﻃﺒﻲ أن اﻟﻔﺘﺎة ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﻋـﻤـﺮﻫـﺎ ٠٣ ﻋــﺎﻣــﴼ وﻓـــﻖ اﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ اﻷوﻟـــﻴـــﺔ، وأﺷــــﺎر إﻟـــﻰ أﻧــﻬــﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺮﺗﺪي ﺣﺠﺎﺑﺎ أﺳﻮد.
ووﻓـــــــــﻖ اﳌــــﻌــــﻄــــﻴــــﺎت اﻷوﻟــــﻴــــﺔ اﳌﺘﻮﻓﺮة، ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ اﳌﺮأة اﻟﺘﻲ ﻓﺠﺮت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ »ﺷﺎرع اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ«، ﻋــﺪدا ﻣـﻦ رﺟــﺎل اﻷﻣـﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻫﻨﺎك، وﻟﻢ ﺗﺴﻊ ﻻﺳﺘﻬﺪاف اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎري أو اﳌـــــﺪﻧـــــﻴـــــﲔ. ووﻓــــــــــﻖ ﻣــــﺼــــﺎدر أﻣﻨﻴﺔ ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ، ﻓــﺈن اﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ اﺳـــﺘـــﻬـــﺪﻓـــﺖ ﻗــــــــﻮات اﻷﻣــــــــﻦ اﻟـــﺘـــﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮاﺑﻄﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎرع اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟـﻠـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ اﻟـﺘــﻮﻧـﺴــﻴــﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻮﻗﻔﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ أﻣﺎم اﳌﺴﺮح اﻟــﺒــﻠــﺪي )وﺳـــﻂ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ( اﻟـﺘـﻲ ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟـﺸـﺎب اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ أﻳﻤﻦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ وﻋــﺪد ﻣـﻦ أﻫﺎﻟﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻴﺪي ﺣﺴﲔ اﳌﺴﺎﻧﺪﻳﻦ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋـــﻦ ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ ﻣـﻘـﺘـﻠـﻪ وإﻋــــــﺎدة ﻓﺘﺢ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ.
وﻛــــﺎﻧــــﺖ ﻣــﺤــﻜــﻤــﺔ ﺗــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻗـــﺪ ﺑـــــﺮأت دورﻳـــــــﺔ ﻣــﻜــﻮﻧــﺔ ﻣـــﻦ ٤ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣـﻦ اﻟـﺪﻳـﻮاﻧـﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ )اﻟﺠﻤﺎرك( ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺎت ﺑﲔ اﻟﺪورﻳﺔ اﳌﺬﻛﻮرة وﺷـــﺒـــﺎن إﺛــــﺮ ﻣـﻬـﺎﺟـﻤـﺘـﻬـﺎ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ اﳌﻬﺮﺑﺔ.
ﻳــــﺬﻛــــﺮ أن »ﺷـــــــــﺎرع اﻟــﺤــﺒــﻴــﺐ ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ« واﻟﺸﻮارع اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻪ، ﻟــﻢ ﺗـﻜـﻦ ﻓــﻲ ﻣــﺄﻣــﻦ ﻣــﻦ اﺳـﺘـﻬـﺪاف اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ؛ إذ ﺣﻜﻤﺖ ﻣـﺤـﻜـﻤـﺔ ﺗـﻮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻗـﺒـﻞ أﻳـــﺎم ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺮ إرﻫﺎﺑﻲ ﺗﻮﻧﺴﻲ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٨ ﺳﻨﻮات وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ واﻋﺘﺮاﻓﻪ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺨﻄﻂ ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ أﺣــﺪ اﻟـﻔـﻀـﺎءات اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳـﺔ وﺳﻂ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ وﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﻲ اﳌـﻜـﺎن ﻧﻔﺴﻪ اﻟــﺬي ﺷﻬﺪ اﻟﻬﺠﻮم اﻻﻧﺘﺤﺎري اﳌﺴﺠﻞ أﻣﺲ.
وﺧـــــــــــــــــــــﻼل ﺳــــــــﻨــــــــﺔ ٥١٠٢؛ وﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺤـــﺪﻳـــﺪ ﻳــــــﻮم ٤٢ ﻧــﻮﻓــﻤــﺒــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻲ(، ﻓــﺠــﺮ ﻋﻨﺼﺮ إرﻫــﺎﺑــﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑـﺤـﺰام ﻧـﺎﺳـﻒ ﻓﻲ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺤﺮس اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ، وﻫﻮ ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ٢١ ﻋﻨﺼﺮا أﻣﻨﻴﺎ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﻧﺘﺤﺎري.
ﻋــــــﻠــــــﻰ ﺻـــــﻌـــــﻴـــــﺪ ﻣــــﺘــــﺼــــﻞ، اﻧــﻔــﺠــﺮ ﻟــﻐــﻢ ﺻــﺒــﺎح أﻣـــﺲ ﺑﺘﻠﺔ اﻟﺴﻮاﻳﺴﻴﺔ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌـــﻐـــﻠـــﻘـــﺔ ﺑـــﺎﳌـــﻐـــﻴـــﻠـــﺔ ﻣـــــﻦ وﻻﻳـــــﺔ )ﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ( اﻟــﻘــﺼــﺮﻳــﻦ )وﺳـــﻂ ﻏـﺮﺑـﻲ ﺗــﻮﻧــﺲ(، ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ إﺻـﺎﺑـﺔ ﻃﻔﻞ ﻓـﻲ ﺳﺎﻗﻪ اﻟﻴﺴﺮى وﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﺟﻪ.
وأﻓـــــــــــــــــﺎدت وزارة اﻟــــــﺪﻓــــــﺎع اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ ﺑــﻨــﻘــﻞ اﳌــﺼــﺎﺑــﲔ إﻟــﻰ اﳌـــﺴـــﺘـــﺸـــﻔـــﻰ اﻟــــﺠــــﻬــــﻮي ﺑــﺴــﻴــﺪي ﺑــــﻮزﻳــــﺪ )وﺳـــــــﻂ( ﻟــﺘــﻠــﻘــﻲ اﻟــﻌــﻼج اﻟــــــــﻀــــــــﺮوري. وذﻛـــــــــــﺮت اﻟـــــــــــﻮزارة ذاﺗـــﻬـــﺎ ﺳــﻜــﺎن اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﳌــﺤــﺎذﻳــﺔ ﻟﺠﺒﻞ اﳌﻐﻴﻠﺔ ﺑـﺄﻧـﻪ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻨﻌﺎ ﺑـﺎﺗـﺎ اﻟــﺪﺧــﻮل إﻟــﻰ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ اﳌــﻐــﻠــﻘــﺔ، ﻛــﻤــﺎ ﺗﺒﻴﻨﻪ ﻋـﻼﻣـﺎت اﳌﻨﻊ اﳌــﻮﺟــﻮدة ﺑﺎﳌﻜﺎن، وذﻟــــــــﻚ ﺣـــﻔـــﺎﻇـــﺎ ﻋـــﻠـــﻰ أرواﺣـــــﻬـــــﻢ ﻣــﻦ إﻣــﻜــﺎﻧــﻴــﺔ ﺗـﻌـﺮﺿـﻬـﻢ ﻻﻧـﻔـﺠـﺎر اﻷﻟـــﻐـــﺎم أو اﺳــﺘــﻬــﺪاﻓــﻬــﻢ ﻣــﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺼﻨﺔ ﺑﺠﺒﺎل اﳌﻨﻄﻘﺔ.
وأﻛــــﺪ ﻣــﺼــﺪر أﻣــﻨــﻲ ﺗـﻮﻧـﺴـﻲ أن ﺑــﺼــﻤــﺎت ﻳـــﺪ اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻓــﺠــﺮت ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﻟـــﻢ ﺗــﺘــﻌــﺮض ﻷي ﺗﺸﻮه، وﻫـﻮ ﻣﺎ ﻣﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﺗﻘﻨﻴﺔ »اﳌﺨﺒﺮ اﳌﺘﻨﻘﻞ«؛ إذ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﺨﺘﺼﻮن ﻋﻠﻰ اﻟـﻔـﻮر إﻟــﻰ ﻣﻜﺎن اﻟــــــﺤــــــﺎدث، وأﻇـــــﻬـــــﺮت اﳌــﻌــﻄــﻴــﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ أﻧﻬﺎ درﺳﺖ ﺑﻤﻌﻬﺪ ﺳﻴﺪي ﻋﻠﻮان وﺗﺤﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﺎ )اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ( ﺳﻨﺔ ٧٠٠٢. وإﺛﺮ اﻟﺤﺎدث اﻹرﻫـﺎﺑـﻲ، اﻧﺘﻘﻠﺖ وﺣــﺪات أﻣﻨﻴﺔ إﻟــــﻰ ﻣــﻨــﺰل ﻋــﺎﺋــﻠــﺘــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﻬﺪﻳﺔ ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮي ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ أﺧﺮى ﻋﻦ ﻣﺴﺎر ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻓﺄﻛﺪت اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أن اﺑﻨﺘﻬﺎ ﻗﺪ اﻧﻘﻄﻌﺖ أﺧﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻨﺬ ٥ أﻳﺎم، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺴﺎءﻟﺔ ﻟـﻠـﻌـﺎﺋـﻠـﺔ ﻓـــﻲ ﺣـــﺎل ﻋـــﺪم إﻋــﻼﻣــﻬــﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺣﻮل ﻏﻴﺎﺑﻬﺎ.
وﺑــﺸــﺄن اﻻﻧــﻔــﺠــﺎر اﻟـــﺬي ﻛـﺎن ﻣﺘﻮﺳﻄﺎ وﻟﻢ ﻳﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ وﺟــﻮد اﻻﻧــﺘــﺤــﺎرﻳــﺔ ﻓـــﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﻣﻜﺘﻈﺔ ﺑﺎﳌﺎرة واﳌﺘﺠﻮﻟﲔ، أﻛﺪت اﳌﺼﺎدر اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ أﺟــــﺮت اﻟــﺘــﺤــﺮﻳــﺎت اﻷوﻟـــﻴـــﺔ ﺣـــﻮل اﻟـــﺤـــﺎدث أن درﺟــﺔ اﻻﻧﻔﺠﺎر ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻌﺪم وﺟﻮد ﻛﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﳌﻮاد اﳌﺘﻔﺠﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﺰام اﻟﻨﺎﺳﻒ اﻟﺬي اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ.
ورﺟــــــــــــــﺢ ﻣـــــﺨـــــﺘـــــﺼـــــﻮن ﻓـــﻲ اﻟـــــﺠـــــﻤـــــﺎﻋـــــﺎت اﻹرﻫـــــــﺎﺑـــــــﻴـــــــﺔ ﻓــﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻋﻠﻰ ﻏــﺮار ﻋﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼﻧﻲ وﻓﻴﺼﻞ اﻟﺸﺮﻳﻒ أﻣﺲ أن ﺗﻜﻮن اﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﻨﺎﺋﻤﺔ اﳌﺘﻌﺎﻃﻔﺔ ﻣـﻊ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ اﻹرﻫـﺎﺑـﻲ أو ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺑﻼد اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ.
وأﺷـــــــــــﺎروا إﻟــــــﻰ أن ﺗــﻮﻧــﺲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑـﻬـﺎ ﻣــﺎ ﺑــﲔ ٠٠٣ و٠٠٤ ﺧﻠﻴﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ، وﻗﺪ ﺗﻢ إﻟﻘﺎء اﻟـﻘـﺒـﺾ ﻋـﻠـﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺧـﻼل اﻟــﺴــﻨــﻮات اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ، وﻟـﻠـﺘـﺄﻛـﻴـﺪ ﻋﻠﻰ رﺟﺎﺣﺔ ﻫﺬه اﳌﻘﺎرﺑﺔ أﻛﺪوا أن ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ »أﻧـــﺼـــﺎر اﻟـﺸـﺮﻳـﻌـﺔ« اﻟــــﺬي ﻳــﺘــﺰﻋــﻤــﻪ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻲ »أﺑـــﻮ ﻋــﻴــﺎض« ﺳـﻴـﻒ اﻟــﻠــﻪ ﺑــﻦ ﺣﺴﲔ اﳌﻜﻨﻰ ﺟﻤﻊ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٠٤ أﻟﻒ ﻣﻨﺎﺻﺮ ﺧـﻼل ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﻴﺮوان ﺳﻨﺔ ٢١٠٢، وأن اﳌﺘﻌﺎﻃﻔﲔ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻗــﺪ اﻧـــﺪﺛـــﺮوا إﺛـــﺮ ﺣـﻈـﺮ أﻧﺸﻄﺘﻪ ﺑـﺎﻟـﻜـﺎﻣـﻞ ﻓــﻲ ﺗـﻮﻧـﺲ وﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﺿﻤﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ.