»ﺑﺪاﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ« ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺑﺎﺗﺖ وﺷﻴﻜﺔ
ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ زﻋﺎﻣﺔ اﳊﺰب ﻗﺮﻳﺒﴼ... ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﰲ ﻗﻴﺎدة اﻟﺒﻼد ﺣﱴ ١٢٠٢
ﺑـــﻌـــﺪ ٨١ ﻋـــﺎﻣـــﴼ ﻗـــــــﺎدت ﻓـﻴـﻬـﺎ ﺣﺰﺑﻬﺎ إﻟــﻰ اﻧـﺘـﺼـﺎرات ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻗﺮرت اﳌﺴﺘﺸﺎرة اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻞ اﻻﻧــــﺴــــﺤــــﺎب ﻣــــﻦ زﻋـــﺎﻣـــﺔ »اﻻﺗﺤﺎد اﳌﺴﻴﺤﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ«، ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻟـﻦ ﺗﺮﺷﺢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻘﻴﺎدﺗﻪ ﻓـﻲ اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت اﳌﻘﺒﻠﺔ، ﻓــــــﻲ ﻣـــﻄـــﻠـــﻊ دﻳـــﺴـــﻤـــﺒـــﺮ )ﻛـــــﺎﻧـــــﻮن اﻷول( اﳌﻘﺒﻞ. ورﻏﻢ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ داﺋﻤﴼ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻂ ﻓﻴﻬﺎ زﻋﺎﻣﺔ اﻟﺤﺰب ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺒﻼد، ﻓﻘﺪ أﻛــﺪت ﻣﻴﺮﻛﻞ أﻧﻬﺎ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻬﺎ ﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٢٠٢، وأﻧﻬﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻟﻦ ﺗﺘﺮﺷﺢ ﻣﺮة ﺟﺪﻳﺪة، وﻗــﺎﻟــﺖ إﻧــﻬــﺎ ﻗــــﺮرت اﻟــﺴــﻴــﺮ ﺑـﻬـﺬه »اﳌــﺨــﺎﻃــﺮة« ﻷﻧــﻬــﺎ ﻟـﻔـﺘـﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻌﺪ ٣ ﺳﻨﻮات.
ﻫـــــﻜـــــﺬا، وﺑــــﻌــــﺪ ﺳـــــﻨـــــﻮات ﻣــﻦ ﺗــﺨــﻤــﻴــﻨــﺎت اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ ﺑــﺄن »ﺑـﺪاﻳـﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ« ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺑﺎﺗﺖ وﺷــــﻴــــﻜــــﺔ، ﺑـــــــــﺪأت ﺑـــﺎﻟـــﻔـــﻌـــﻞ ﻫــــﺬه اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، وإن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺔ. وﺟــﺎء ﺗﻮﻗﻴﺖ إﻋــﻼن ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﲔ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ وﻻﻳـــﺔ ﻫـﻴـﺴـﻦ ﻣـﻨـﻲ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﺣﺰﺑﻬﺎ ﺑــﺨــﺴــﺎﺋــﺮ وﺻــﻔــﺘــﻬــﺎ اﳌــﺴــﺘــﺸــﺎرة ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ »ﻣﺨﻴﺒﺔ ﻟــﻶﻣــﺎل وﻣــﺆﳌــﺔ«، وإن ﺑـﻘـﻲ أﻛــﺒــﺮ اﻷﺣـــــﺰاب ﻓــﻲ ﺗﻠﻚ اﻟــــﻮﻻﻳــــﺔ. وﻗــﺒــﻞ أﺳــﺒــﻮﻋــﲔ، ﻣﻨﻲ اﻟﺸﻘﻴﻖ »اﳌﺴﻴﺤﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ« ﺑــــﺨــــﺴــــﺎﺋــــﺮ ﻛـــــﺒـــــﻴـــــﺮة أﻳــــــﻀــــــﴼ ﻓــﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ، ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺳﻮأ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ.
ورﻓــــﻀــــﺖ ﻣــﻴــﺮﻛــﻞ اﻻﻧــــﺠــــﺮار ﻷﺳــﺌــﻠــﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻴــﲔ، ﺑــﺎﻹﻋــﻼن ﻋﻦ اﳌﺮﺷﺢ اﻟﺬي ﺗﺪﻋﻤﻪ ﻟﺨﻼﻓﺘﻬﺎ، واﻛــﺘــﻔــﺖ ﺑــﺎﻟــﻘــﻮل إﻧــﻬــﺎ ﺳﺘﻨﺘﻈﺮ ﻟﺘﺮى ﻣﻦ ﺳﻴﺨﺘﺎر اﻟﺤﺰب، ﻣﻀﻴﻔﺔ أﻧــﻬــﺎ ﺳـﺘـﻘـﺒـﻞ أي ﺧـــﻴـــﺎر. وﺟـــﺮت اﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ أن زﻋﻴﻢ اﻟﺤﺰب اﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑــﺄﻛــﺒــﺮ ﻣــﻘــﺎﻋــﺪ ﻓـــﻲ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﻫــﻮ اﳌـﺴـﺘـﺸـﺎر، ﻓــﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻳﺴﻬﻞ اﻟﺤﻜﻢ، وﻟﻴﺲ ﻗﺎﻧﻮﻧﴼ.
وﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ إﻻ ﻣﺮة أن ﺗﺨﻠﻰ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻦ زﻋﺎﻣﺔ اﻟﺤﺰب وﺑﻘﻲ ﻣﺴﺘﺸﺎرﴽ، وﻛــﺎن ﻏﻴﺮﻫﺎرد ﺷـــﺮودر، اﳌﺴﺘﺸﺎر اﻷﳌـﺎﻧـﻲ اﻟـﺬي ﺳــﺒــﻖ ﻣــﻴــﺮﻛــﻞ، اﻟـــــﺬي ﺗــﻨــﺤــﻰ ﻋﻦ زﻋﺎﻣﺔ اﻟﺤﺰب ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ٤٠٠٢، وﻟــﻜــﻨــﻪ ﺑــﻘــﻲ ﻓـــﻲ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم إﺿــﺎﻓــﻲ، ﺣـﺘـﻰ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﻋﺎم ٥٠٠٢؛ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣـﻴـﺮﻛـﻞ ﺗــﻘــﻮد اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ، وﻗـﺎﻟـﺖ آﻧﺬاك إن ﺷﺮودر »ﺧﺴﺮ ﺳﻠﻄﺘﻪ« ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺑﻪ، وإن ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻗﺪ ﺑﺪأت.
وﻓـــــــﻲ ﺣـــــــﺎل اﺧـــــﺘـــــﺎر اﻟـــﺤـــﺰب زﻋــﻴــﻤــﴼ ﻣـــﻦ ﺧــــﺎرج داﺋـــــﺮة ﻣـﻴـﺮﻛـﻞ اﳌـــــﻘـــــﺮﺑـــــﺔ، ﻓــــــــﺈن ذﻟــــــــﻚ ﺳــﻴــﺼــﻌــﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟـﺤـﻜـﻢ. وﻗــﺪ ﺗـﺮﺷـﺢ ﺣﺘﻰ اﻵن، ﻓـــﻮر إﻋــــﻼن اﻧـﺴـﺤـﺎﺑـﻬـﺎ ﻣﻦ اﻟـﺴـﺒـﺎق، ٣ ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ ﻟﺨﻼﻓﺘﻬﺎ ﻓــــﻲ زﻋــــﺎﻣــــﺔ اﻟـــــﺤـــــﺰب: اﻷول ﻫـﻮ ﻓـﺮﻳـﺪرﻳـﺶ ﻣـﻴـﺮز اﻟــﺬي ﻛــﺎن زﻋﻴﻢ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن، وﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﲔ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ. واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ آﻧﻐﺮﻳﺖ ﻛﺮاﻣﺐ ﻛﺎرﻳﻨﺒﺎور اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑـ»آ ﻛﻲ ﻛﻲ«، وﻫـــﻲ ﻣــﺮﺷــﺤــﺔ ﻣــﻴــﺮﻛــﻞ اﳌـﻔـﻀـﻠـﺔ، وﺗـﺸـﻐـﻞ اﻵن ﻣـﻨـﺼـﺐ أﻣـﻴـﻨـﺔ ﻋـﺎم اﻟـﺤـﺰب. أﻣـﺎ اﳌﺮﺷﺢ اﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻓﻬﻮ وزﻳــﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻳﻨﺲ ﺳﺎﺑﻦ، وﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٢٣ ﻋﺎﻣﴼ، وﻫﻮ ﻣﻦ أﺷﺪ ﻣﻨﺘﻘﺪي ﻣﻴﺮﻛﻞ داﺧﻞ ﺣﺰﺑﻬﺎ.
وﻟــــــــــﻢ ﺗــــــﺒــــــﺪو ﻣــــــﻴــــــﺮﻛــــــﻞ، ﻓـــﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﻫﺎ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟﺬي ﻋﻘﺪﺗﻪ ﻹﻋـــــﻼن ﻗــــﺮارﻫــــﺎ، ﻣــﺘــﺨــﻮﻓــﺔ ﻣـﻤـﻦ ﺳــﻴــﺨــﻠــﻔــﻬــﺎ ﻓـــﻲ زﻋـــﺎﻣـــﺔ اﻟـــﺤـــﺰب، وﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ﺗﺒﺪو ﻣﻠﻴﺌﺔ اﻟﺜﻘﺔ ردﴽ ﻋﻠﻰ ﺳﺆال ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ »ﻣﻊ أي زﻋﻴﻢ« ﻳﺨﻠﻔﻬﺎ: »أﻧﺎ ﺷﺨﺺ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺟــﻴــﺪ ﻣـــﻊ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻷﺷـــﺨـــﺎص، وأﻋـﺘـﻘـﺪ أﻧــﻪ ﻟــﺪي ﺳﻤﻌﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ، وإﻻ ﳌﺎ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ إدارة ﺣﻜﻮﻣﺎت اﺋﺘﻼﻓﻴﺔ«.
وﻓــــــــــﻲ ﻣــــــﻌــــــﺮض ﺗــــﺒــــﺮﻳــــﺮﻫــــﺎ ﻟــﻼﺳــﺘــﻘــﺎﻟــﺔ ﻣـــﻦ زﻋـــﺎﻣـــﺔ اﻟـــﺤـــﺰب، واﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺐ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﺔ، ﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻤﻨﺢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ. وﻓﻲ اﻧـــﺘـــﻘـــﺎدات ﻏــﻴــﺮ ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة ﻟـﺰﻋـﻴـﻢ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ، وزﻳﺮ داﺧﻠﻴﺘﻬﺎ ﻫﻮرﺳﺖ زﻳﻬﻮﻓﺮ، ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻴﺮﻛﻞ إن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻧﺸﻐﻠﺖ ﻣﻨﺬ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﺑـﺨـﻼﻓـﺎﺗـﻬـﺎ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ، وإن ﻫـــﺬا ﻳـﺠـﺐ أن ﻳـﺘـﻐـﻴـﺮ. وﻛــﺎد زﻳﻬﻮﻓﺮ أن ﻳﺴﻘﻂ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻗﺒﻞ أﺷـــﻬـــﺮ، ﺑــــﺈﺻــــﺮاره ﻋــﻠــﻰ ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ ﻫـــﺠـــﺮة رﻓــﻀــﺘــﻬــﺎ ﻣــﻴــﺮﻛــﻞ. وﻋـــﺎد اﻟـﻄـﺮﻓـﺎن واﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺣـﻞ وﺳـﻂ، وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻴﻘﲔ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ اﻟﺒﻼد.
واﻧـــــﺘـــــﻘـــــﺪ ﺑــــﻌــــﺾ اﳌـــﺤـــﻠـــﻠـــﲔ ﺑﻘﺎء زﻳﻬﻮﻓﺮ ﻓـﻲ ﻣﻨﺼﺒﻪ زﻋﻴﻤﴼ ﻟﻠﺤﺰب وأﻳـﻀـﴼ وزﻳـــﺮﴽ ﻟﻠﺪاﺧﻠﻴﺔ، رﻏـــﻢ ﺧــﺴــﺎرة ﺣــﺰﺑــﻪ اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮة ﻓﻲ ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ. وﺗﻮﻗﻊ اﻟﺒﻌﺾ أن ﺗﻄﺎﻟﻪ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓــﻲ اﻷﻳــﺎم اﳌﻘﺒﻠﺔ.
وﻣﻘﺎﺑﻞ إﻋﺎدة ﺗﻘﻴﻴﻢ »اﻻﺗﺤﺎد اﳌـﺴـﻴـﺤـﻲ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻲ« ﻷداﺋـــﻪ، ﻳـــــﺠـــــﺮي ﺣـــﻠـــﻴـــﻔـــﻪ ﻓــــــﻲ اﻻﺋـــــﺘـــــﻼف اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻲ )اﻟـــﺤـــﺰب اﻻﺷــﺘــﺮاﻛــﻲ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻲ( ﺗـﻘـﻴـﻴـﻤـﴼ ﻣـﺸـﺎﺑـﻬـﴼ. ﻓــﺎﻟــﺤــﺰب ﻣــﻨــﻲ ﺑــﺨــﺴــﺎﺋــﺮ ﻓــﺎدﺣــﺔ ﻛـــﺬﻟـــﻚ ﻓـــﻲ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺘـــﲔ، وﺣـــــﻞ ﻓـﻲ ﻫــﺴــﲔ ﺛــﺎﻧــﻴــﴼ، إﻟــــﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ ﺣــﺰب اﻟـــﺨـــﻀـــﺮ اﻟــــــــﺬي ﺣـــﻘـــﻖ اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻛﺎﻟﺤﺰب اﻟﻴﺴﺎري.
ورﻏـــﻢ ﺗـﻜـﺎﺛـﺮ اﻟــﺪﻋــﻮات داﺧــﻞ اﻟـﺤـﺰب ﻟﻼﻧﺴﺤﺎب ﻣـﻦ اﻻﺋـﺘـﻼف اﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻓﺈن زﻋﻴﻤﺔ »اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﲔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﲔ«، أﻧـﺪرﻳـﺎ ﻧﺎﻫﻠﺲ، ﺣـــﺪدت ٥ ﺧــﻄــﻮات ﻗــﺎﻟــﺖ إن ﻋﻠﻰ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻻﺋــﺘــﻼﻓــﻴــﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺧــﻼل ﻋــﺎم ﻟﻜﻲ ﻳﺒﻘﻰ ﺷﺮﻳﻜﴼ ﻓﻲ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ، ﺛــــﻢ ﻋـــــــﺎدت وأﻣــﻬــﻠــﺖ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﺷـــﻬـــﺮﴽ ﻟــﻠــﺘــﻮﺻــﻞ إﻟــﻰ »أﻓﻜﺎر« ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺳـــﻠـــﺲ، ﻋــﻜــﺲ ﻣــــﺎ ﻛـــــﺎن ﺣــﺎﺻــﻼ ﺣﺘﻰ اﻵن. وﻧﻘﻠﺖ ﺻﺤﻒ أﳌﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر ﻓﻲ اﻟﺤﺰب اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ اﺳـــﺘـــﻴـــﺎء ﻫـــﻢ ﺗـــﺤـــﺪﻳـــﺪﴽ ﻣــــﻦ وزﻳــــﺮ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ زﻳـﻬـﻮﻓـﺮ اﻟــﺬي وﺻﻔﻮه ﺑﺄﻧﻪ أﺻﺒﺢ »ﻋﺒﺌﴼ« ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ.
ﻛــــــــــــــــﺎن »اﻻﺷــــــــــﺘــــــــــﺮاﻛــــــــــﻴــــــــــﻮن اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻮن« ﻗﺪ رﻓﻀﻮا ﻷﺷﻬﺮ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳــﻠــﻮل( اﻟـﻌـﺎم اﳌـﺎﺿـﻲ، وﻗـــــﺎﻟـــــﻮا إﻧــــﻬــــﻢ ﺳــﻴــﺠــﻠــﺴــﻮن ﻓــﻲ ﺻﻔﻮف اﳌﻌﺎرﺿﺔ، وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻋﺎدوا وﻗﺮروا اﳌﺸﺎرﻛﺔ أﻣﺎم ﺿﻐﻮط ﻣﻦ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﳌـــﺎﻧـــﻲ وﻣــﻴــﺮﻛــﻞ اﻟـﺘـﻲ ﻋــﺠــﺰت ﻋـــﻦ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ ﺣــﻜــﻮﻣــﺔ ﻣﻦ دوﻧـــﻬـــﻢ، وﻟــﻜــﻦ ﻋــﻮدﺗــﻬــﻢ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺑـﺨـﺴـﺎرﺗـﻬـﻢ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات، وﺗﺮاﺟﻊ ﺷﻌﺒﻴﺘﻬﻢ.
وﻋﺪ ﻣﺤﻠﻠﻮن أن ﻗﺮار ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺑـــــﺮاﻏـــــﻤـــــﺎﺗـــــﻲ ﻷﻧــــــــﻪ ﻳــــﺴــــﻤــــﺢ ﻟــﻬــﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋــﻬــﺪﻫــﺎ، وﻟــﻜــﻨــﻪ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﻓـﺮﺻـﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر ﺧﻠﻴﻔﺘﻬﺎ. وﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧﻴﺮة، ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻠﻨﺖ ﻣـﻴـﺮﻛـﻞ ﺗـﺮﺷـﺤـﻬـﺎ ﻟــﻮﻻﻳــﺔ راﺑــﻌــﺔ، ﺗﺮدد ﺣﻴﻨﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن وﻻﻳﺘﻬﺎ اﻷﺧـﻴـﺮة، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺆﻛﺪﻫﺎ ﻫﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳـﻮم أﻣــﺲ. وﺗﻘﻮد ﻣــﻴــﺮﻛــﻞ ﺣــﺰﺑــﻬــﺎ ﻣــﻨــﺬ ٨١ ﻋــﺎﻣــﴼ: ٥ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﳌﻌﺎرﺿﺔ، و٣١ ﻋﺎﻣﴼ ﻓﻲ ﻗﻴﺎدة اﻟﺒﻼد ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﺔ.
ورﺣـﺒـﺖ اﻷﺣـــﺰاب اﳌﻌﺎرﺿﺔ، ﻣـــــــﺜـــــــﻞ »اﻟــــــــــﺒــــــــــﺪﻳــــــــــﻞ ﻷﳌـــــــﺎﻧـــــــﻴـــــــﺎ« واﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﲔ، ﺑﻘﺮار ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻣﻐﺎدرة زﻋــﺎﻣــﺔ اﻟــﺤــﺰب، وﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ أﺿـﺎﻓـﺖ أن ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﻨﺤﻲ ﻋــﻦ ﻣﻨﺼﺒﻬﺎ ﻛﻤﺴﺘﺸﺎرة ﻛﺬﻟﻚ.
وﻧﻔﺖ ﻣﻴﺮﻛﻞ، ﺧﻼل ﻣﺆﺗﻤﺮﻫﺎ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻲ »إﺷـــــﺎﻋـــــﺎت« ﺗــــﺮددت ﻓــﻲ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ ﻋــﻦ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟـﻼﻧـﺘـﻘـﺎل إﻟــﻰ ﺑـﺮوﻛـﺴـﻞ، ﺑــﻌــﺪ أن ﻋـــﺮﺿـــﺖ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ وﻇـﻴـﻔـﺔ رﻓــﻴــﻌــﺔ اﳌــﺴــﺘــﻮى، وﻗـــﺎﻟـــﺖ ﻻﺣـﻘـﴼ ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﺳـــﺄﻟـــﻬـــﺎ ﺻـــﺤـــﺎﻓـــﻴـــﻮن ﻣـﺎ اﻟﺬي ﺳﺘﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﻬﺪﻫﺎ: »ﺳـﻨـﺘـﺤـﺪث ﺑــﺎﻷﻣــﺮ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻧﺼﻞ ﻟــﻪ. ﻟـﺴـﺖ ﻗﻠﻘﺔ ﻣــﻦ أﻧــﻨــﻲ ﻗــﺪ أﺟـﺪ ﻣﺎ أﻓﻌﻠﻪ«.
ووﺻــــﻠــــﺖ أﺻــــــــﺪاء اﺳــﺘــﻘــﺎﻟــﺔ ﻣﻴﺮﻛﻞ إﻟﻰ ﺑﺮوﻛﺴﻞ، اﻟﺘﻲ ﻋﺒﺮت ﻋــــﻦ ﻣـــﺨـــﺎوﻓـــﻬـــﺎ ﻣــــﻦ ﺗـــﺄﺛـــﻴـــﺮ ﻋـــﺪم اﻻﺳــﺘــﻘــﺮار اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ﻓــﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻋــﻤــﻞ اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷوروﺑــــــــﻲ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن ﺗﺤﺪي »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ« ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪ. وﻟﻢ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺣﻮل اﻟﻬﺠﺮة ﺑﺎﻧﺸﻘﺎﻗﺎت داﺧﻞ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ أﻳﻀﴼ داﺧﻞ دول اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ.