ﻗﻤﺔ أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻋﺪد اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻋﺒﺮ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر
وﺿﻌﺖ اﳌﺴﺘﺸﺎرة اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ إﻋﻼﻧﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ، أول ﻣـــﻦ أﻣـــــﺲ ﺑـــﺎﻻﻧـــﺴـــﺤـــﺎب ﻣـﻦ زﻋـﺎﻣـﺔ ﺣـﺰﺑـﻬـﺎ، ﺧﻠﻔﻬﺎ. وﺗﺎﺑﻌﺖ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻛﺎﳌﻌﺘﺎد ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ٢١ زﻋـﻴـﻤـﴼ أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﴼ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﺑﺮﻟﲔ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﳌــــﺼــــﺮي ﻋـــﺒـــﺪ اﻟــﻔــﺘــﺎح اﻟﺴﻴﺴﻲ، اﻟﺬي ﺗﺮأس ﺑﻼده اﻟﺪورة اﻟـﺤـﺎﻟـﻴـﺔ ﻟـﻼﺗـﺤـﺎد اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻲ ﻣﻨﺬ ﻓـﺒـﺮاﻳـﺮ )ﺷــﺒــﺎط( اﳌــﺎﺿــﻲ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟـﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ أن ﺗـﺘـﺮك ﺧﻠﻔﻬﺎ أﻳﻀﴼ اﻟــﺴــﺒــﺐ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻲ اﻟـــــﺬي دﻓـﻌـﻬـﺎ ﻟﻠﺘﻨﺎزل ﻋﻦ زﻋﺎﻣﺔ اﻟﺤﺰب وﺗﺴﺒﺐ ﻓــﻲ ﺗــﺮاﺟــﻊ ﺷﻌﺒﻴﺘﻬﺎ: ﻣـﻮﺿـﻮع اﻟﻼﺟﺌﲔ. ﻓﺎﻟﻘﻤﺔ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣــﻤــﻠــﺖ ﻃــﺎﺑــﻌــﴼ اﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﴼ، ﻛــﺎن ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻫﺪف واﺣﺪ: ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻋﺪد اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﻘﺎدﻣﲔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺔ ﻋـﺒـﺮ اﻻﺳــﺘــﺜــﻤــﺎر ﻓﻴﻬﺎ وﺧـﻠـﻖ وﻇــﺎﺋــﻒ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء، واﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ »ﺣﻠﻢ« اﻟــﻬــﺠــﺮة ﺑــﺤــﺜــﴼ ﻋـــﻦ ﻋــﻤــﻞ وﺣــﻴــﺎة أﻓﻀﻞ.
وﺷـــﺎرك ﻓــﻲ اﻟـﻘـﻤـﺔ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﻟﻨﻤﺴﺎوي ﺳﻴﺒﺎﺳﺘﻴﺎن ﻛﻮرﺗﺰ، اﻟـــﺬي ﻳﺤﻤﻞ أﻓــﻜــﺎرﴽ ﻣـﺘـﺸـﺪدة ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة، وﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﻏﻠﻖ اﻟﺤﺪود أﻣﺎم اﻟﻼﺟﺌﲔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻋﻦ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻲ وﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ وﺷﺮﻛﺎت أﳌﺎﻧﻴﺔ ﻛﺒﺮى ﻣﺜﻞ »ﺳﻴﻤﻨﺲ« و»ﻓﻮﻟﻜﺲ ﻓﺎﺟﻦ«.
وﻗﺎﻟﺖ ﻣﻴﺮﻛﻞ، ﻣﺘﻮﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻟــﻘــﺎدة اﻷﻓــﺎرﻗــﺔ ﻓــﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ اﻟﻘﻤﺔ: »ﻛــــﺄوروﺑــــﻴــــﲔ، ﻳــﻬــﻤــﻨــﺎ أن ﻳــﻜــﻮن ﻟﺪى اﻟـﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ آﻓـﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ ﺟــــﻴــــﺪة«. وأﺿـــﺎﻓـــﺖ: »أﻋﺮف أﻧﻜﻢ ﺗﻤﺮون ﺑﺄوﻗﺎت ﻣﻬﻤﺔ وﻋﻠﻴﻜﻢ اﺗـﺨـﺎذ ﺧـﻄـﻮات ﺳﺮﻳﻌﺔ؛ ﻷن ﺷـــﻌـــﻮﺑـــﻜـــﻢ ﺗـــﻨـــﺘـــﻈـــﺮ أﺟـــﻮﺑـــﺔ ﺳـــﺮﻳـــﻌـــﺔ؛ وﻟـــﺬﻟـــﻚ ﻓــﺈﻧــﻨــﺎ ﺳــﻨــﺒــﺬل ﺟﻬﻮدﴽ ﻟﻜﻲ ﻧﺮى ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﺮﻳﻌﴼ«.
وﺗـــﺄﺗـــﻲ ﻫــــﺬه اﻟــﻘــﻤــﺔ ﻣـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﳌـــﺒـــﺎدرة »اﻟــﺘــﻌــﺎﻗــﺪ ﻣـــﻊ أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ« اﻟــﺘــﻲ أﻃــﻠــﻘــﺖ اﻟـــﻌـــﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻓﻲ ﺑــﺮﻟــﲔ. وﻳــﺸــﺎرك ﻓــﻲ اﳌـــﺒـــﺎدرة ١١ دوﻟـــﺔ أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺔ، ﻣـﺼـﺮ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ رﻏﻢ ﺣﻀﻮر رﺋﻴﺴﻬﺎ اﻟﻘﻤﺔ. وﻣــﻦ ﺧـﻼل اﳌــﺒــﺎدرة ﻳﻠﺘﺰم اﻟﻘﺎدة اﻷﻓــﺎرﻗــﺔ ﺑــﺈﺻــﻼﺣــﺎت اﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ ﻣــﻘــﺎﺑــﻞ اﺳــﺘــﺜــﻤــﺎرات وﻣــﺴــﺎﻋــﺪات ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب.
ورﻏــــــﻢ أن اﳌـــــﺒـــــﺎدرة وﺻــﻔــﺖ ﺑـــﺎﻟـــﺠـــﻴـــﺪة ﻋـــﻨـــﺪ إﻃـــﻼﻗـــﻬـــﺎ اﻟـــﻌـــﺎم اﳌﺎﺿﻲ، إﻻ أن ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻷﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺔ اﻷﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻴـــﺔ ﻗــــــﺎل: إﻧــﻬــﺎ »ﻓـــﻘـــﺪت ﺑــﺮﻳــﻘــﻬــﺎ« وأﻧـــﻬـــﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﺘﺴﺘﻐﺮق ﺳــﻨــﻮات ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺤﻘﻖ أي ﻧﺘﺎﺋﺞ.
وﺗﻘﺪم أﳌﺎﻧﻴﺎ وﺷﺮﻛﺎء آﺧﺮون دﻋــــﻤــــﴼ ﻣـــﺎﻟـــﻴـــﴼ وﺧــــــﺒــــــﺮات ﺗــﻘــﻨــﻴــﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎدرة، وﺗﺸﺠﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﺷﺮﻛﺎء، وﺑـــﺨـــﺎﺻـــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻻﺳــﺘــﺜــﻤــﺎر ﻓـﻲ اﻟـــــﺪول اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺔ ﻣــﻘــﺎﺑــﻞ أرﺑــــﺎح. وﺑـﺤـﺴـﺐ أرﻗـــﺎم وزارة اﳌـــﺎل، ﻓﻘﺪ اﻟــﺘــﺰم اﳌـﺴـﺘـﺜـﻤـﺮون اﻷﺟــﺎﻧــﺐ ﺑﻤﺎ ﻳـﻘـﺎرب اﻟـــ٣٤٢ ﻣﻠﻴﺎر ﻳــﻮرو. إﻻ أن دراﺳـــﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻮﻗﻊ» دوﻳﺘﺸﻪ ﻓﻴﻠﻪ«، أﻇﻬﺮت أن اﻟﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟـﻰ ٧٣٥ ﻣﻠﻴﺎر ﻳــــﻮرو ﻟــﺘــﺄﻣــﲔ اﳌـــﻴـــﺎه واﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎء ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٠٣٠٢.
ورﻏﻢ أن اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺘﺮددة ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﺸﻜﻞ ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻓــﻲ أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ، ﻓـــﺈن ﺷــﺮﻛــﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻫﻨﺎك، ﻣﺜﻞ ﺷﺮﻛﺔ »ﻓﻮﻟﻜﺲ ﻓﺎﻏﻦ« ﻟﻠﺴﻴﺎرات اﻟﺘﻲ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﻣﺼﻨﻌﴼ ﻓﻲ رواﻧﺪا. واﺳﺘﺜﻨﺖ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﺰﻋﻤﺎء اﻷﻓـــﺎرﻗـــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﳌــﺼــﺮي اﻟــﺬي اﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺮﻫﺎ وﻋﻘﺪت ﻣﻌﻪ ﻣﺆﺗﻤﺮﴽ ﺻﺤﺎﻓﻴﴼ ﻣﺸﺘﺮﻛﴼ. وﻗـﺎل اﻟﺰﻋﻴﻤﺎن، إن ﻟﻘﺎءﻫﻤﺎ ﺗﻨﺎول إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات، ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻷﻣــﻦ واﻟـﻬـﺠـﺮة. وواﺟــﻬــﺖ اﻟﻘﻤﺔ اﻧـــﺘـــﻘـــﺎدات ﻟـﺘـﺸـﺎﺑـﻬـﻬـﺎ ﻣـــﻊ اﻟـﻘـﻤـﺔ اﻷﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻴـــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﻋــــﻘــــﺪت اﻟـــﻌـــﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻲ. وﻗــــﺎل ﻣــﻮﻗــﻊ »دوﻳــﺘــﺸــﻪ ﻓــﻴــﻠــﻪ«، إن اﻟـﻘـﻤـﺔ ﺷــﻬــﺪت ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟـﺪول أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، واﻷﻫــــــــﺪاف ﺑــﻘــﻴــﺖ ﻧــﻔــﺴــﻬــﺎ ﻛــﺬﻟــﻚ وﻫﻲ ﺗﺨﺘﺼﺮ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة ﻷن ﺗﻌﻤﻞ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وأوروﺑﺎ ﻣﻌﴼ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ ﺣﻮل اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.