ﺗﻮﻧﺲ ﺗﺤﺖ ﻫﺎﺟﺲ »اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﻨﺎﺋﻤﺔ« ﻣﺠﺪدﴽ
إﺛﺮ اﳍﺠﻮم اﻻﻧﺘﺤﺎري اﻷﺧﲑ ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ
ﻓــﻲ ﺣــﲔ ﻳـﻌـﺘـﺒـﺮ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﳌـــﺘـــﺎﺑـــﻌــﲔ ﻟـــﻠـــﻮﺿـــﻊ اﻷﻣــــﻨــــﻲ ﻓـﻲ ﺗــﻮﻧــﺲ أن ﻣــﺎ ﻳـﻈـﻬـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺳﻄﺢ اﻷﺣﺪاث ﻻ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﺪور داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻣـﻦ ﺗﻔﺎﻋﻼت واﺟــﺘــﺬاب اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓــــﺌــــﺎت ﺷــــﺎﺑــــﺔ ﻣــــﻦ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﲔ، ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻷﻣـــــﻨـــــﻴـــــﺔ ﻣـــــــﻦ ﺧـــــــــﻼل اﻹﺳـــــﻨـــــﺎد وﺗﻘﺪﻳﻢ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل ﺗﺤﺮﻛﺎت أﺟـﻬـﺰة اﻷﻣــﻦ واﻟﺠﻴﺶ وإﻳﺼﺎل اﻟــﻐــﺬاء واﻷﻏــﻄــﻴــﺔ ﺑـﻤـﻘـﺎﺑـﻞ ﻣـﺎﻟـﻲ إﻟــﻰ اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ اﳌﺘﺤﺼﻨﲔ ﻓﻲ اﻟــﺠــﺒــﺎل اﻟــﻐــﺮﺑــﻴــﺔ ﻟــﺘــﻮﻧــﺲ. وﻛــﻞ ﻫــﺬه اﳌﻌﻄﻴﺎت ﺗﺆﻛﺪ أن اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ اﻟــﻨــﺎﺋــﻤــﺔ ﻓـــﻲ ﺗــﻮﻧــﺲ ﻣــﺴــﺘــﻴــﻘــﻈــﺔ ﻓــــﻲ ﺣــﻘــﻴــﻘــﺔ اﻷﻣــــــﺮ، وﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺧﻔﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﺘﲔ اﳌﺎﺿﻴﺘﲔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻤﺜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار ﺗﻮﻧﺲ وأﻣﻨﻬﺎ.
اﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ ﺷﺎرع ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ
وﺑـــﻌـــﺪ ﺗــﺠــﻨــﻴــﺪ اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻤـﺎت اﻹرﻫـــــﺎﺑـــــﻴـــــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ أوﺟـــــــــﺪت ﻟــﻬــﺎ ﻣــﻜــﺎﻧــﴼ واﺳــــﺘــــﻘــــﺮارﴽ ﻓـــﻲ ﺗــﻮﻧــﺲ، اﻟــﺸــﺒــﺎب ﻣــﻦ اﻟــﺮﺟــﺎل ﺟـــﺎء اﻟـــﺪور ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻔــﺌــﺎت اﻟـﻨـﺴـﺎﺋـﻴـﺔ وﻫـــﻮ ﻣﺎ ﺗــﺮﺟــﻤــﺘــﻪ اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ ﻣــﻨــﻰ ﻗـﺒـﻠـﺔ ﻳـــﻮم ٧٢ أﻛــﺘــﻮﺑــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺠﻮم إرﻫﺎﺑﻲ ﺑــﺸــﺎرع اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ وﺳﻂ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺑﻌﺪ أﻣـــﺘـــﺎر ﻣـــﻦ ﻣــﻘــﺮ وزارة اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ، وﻗﺪ أﺳﻔﺮ اﻟﻬﺠﻮم ﻋﻦ إﺻﺎﺑﺔ ٥١ﻋﻨﺼﺮﴽ أﻣﻨﻴﴼ وﺧﻤﺴﺔ ﻣﺪﻧﻴﲔ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻃﻔﻼن، ﺑﺠﺮاح ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ اﻟﺨﻄﻮرة.
وﻟــﻌــﻞ إﺷــــﺎرة ﻣــﺼــﺎدر اﻷﻣــﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ إﻟﻰ أن ﻣﻨﻔﺬة اﻟﻬﺠﻮم اﻻﻧـــﺘـــﺤـــﺎري ﻟــﻴــﺴــﺖ ﻣـﺴـﺠـﻠـﺔ ﻓﻲ ﻗــــــﻮاﺋــــــﻢ اﻷﺷـــــــﺨـــــــﺎص اﳌـــﺘـــﻬـــﻤـــﲔ ﺑـــــــــــﺎﻹرﻫـــــــــــﺎب، ﻳــــــﺮﺟــــــﺢ ﻓـــﺮﺿـــﻴـــﺔ اﻧﺘﻤﺎﺋﻬﺎ إﻟﻰ »اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟـﻨـﺎﺋـﻤـﺔ«. وﻣــﺎ زاﻟـــﺖ اﻟـﺘـﺴـﺎؤﻻت ﺗﺤﻮم ﺣـﻮل ﻫـﺬه اﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ؛ إذ إن ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ واﻟﺠﻴﺮان واﻷﺻﺪﻗﺎء اﳌﻘﺮﺑﲔ ﻣﻨﻬﺎ اﺳﺘﻐﺮﺑﻮا ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻋـــﻤـــﻼ إرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﴼ، وﺑـــــﺪت ﻋـــﺒـــﺎرات اﻻﺳﺘﻐﺮاب ﻣﻜﺮرة ﻋﻠﻰ أﻓﻮاﻫﻬﻢ.
وﻣـــــﺎ ﺟـــﻌـــﻞ اﻟـــﻐـــﻤـــﻮض ﻳـﻠـﻒ ﻫـــﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧــﺘــﺤــﺎرﻳــﺔ أﻛـﺜـﺮ، أن ﺳــﻔــﻴــﺎن اﻟـﺴـﻠـﻴـﻄـﻲ، اﳌـﺘـﺤـﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘﻄﺐ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫـــــــــﺎب، ﻗــــﺪ أﻛـــــﺪ ﻓــــﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺢ إﻋـــﻼﻣـــﻲ ﻋــﻠــﻰ أن أﺟـــﻬـــﺰة اﻷﻣـــﻦ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫـــــــﺎب، ﻟـــﻢ ﺗــﻠــﻖ اﻟــﻘــﺒــﺾ ﻋﻠﻰ أي ﻋــﻨــﺼــﺮ إرﻫــــﺎﺑــــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺻـﻠـﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻔﺬﺗﻬﺎ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻨﻰ ﻗﺒﻠﺔ.
ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن، ﺗﻘﻮل اﳌﺤﻠﻠﺔ اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻴـــﺔ اﻟـــﺘـــﻮﻧـــﺴـــﻴـــﺔ آﺳـــﻴـــﺎ اﻟـﻌـﺘـﺮوس: إن أﻏـﻠـﺐ ﻣـﺎ دون ﻋﻦ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺎت واﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺎت ﻃﻮال ﻋــﻘــﺪ وﻧـــﺼـــﻒ اﻟــﻌــﻘــﺪ ﻣـــﻦ اﻟــﺰﻣــﻦ ﻛـــــﺎن ﺑــﺎﻟــﻠــﻐــﺔ اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰﻳــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺘــﻘــﻨــﻬــﺎ اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ ﻣــﻨــﻰ ﻗــﺒــﻠــﺔ. وﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻫﺘﻤﺎﻣﺎت اﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻗــــﺪ ﺑــــــﺪأت ﻣــــﻦ ﺧــﻼل ﻣــﺘــﺎﺑــﻌــﺘــﻬــﺎ ﻋـــﻨـــﺎﺻـــﺮ إرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ ﻧـﺴـﺎﺋـﻴـﺔ اﻧــﺘــﻤــﲔ ﻓــﻲ اﻟــﻐــﺮب إﻟــﻰ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، وﺿﻤﻨﺖ ﺷﻬﺎدات ﺣﻮل ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻦ ﺿﻤﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت ﻣـﻦ ﺧــﻼل اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ. وأﺷـــﺎرت اﻟﻌﺘﺮوس إﻟــــﻰ ﺷـــﻬـــﺎدة واﻟــــــﺪة اﻻﻧــﺘــﺤــﺎرﻳــﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ واﺗﺨﺎذﻫﺎ ﻗــﺮارﴽ ﺑﺒﻴﻊ ﺑـﻌـﺾ أﺷــﺠــﺎر اﻟــﺰﻳــﺘــﻮن ﻻﻗـﺘـﻨـﺎء ﺣــﺎﺳــﻮب، ﺣـﺘـﻰ ﺗــﻮاﺻــﻞ اﺑﻨﺘﻬﺎ ﺑﺤﻮﺛﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وإﻋــﺪاد رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ.
وﻣـــــﻊ ﻣــــﺎ ﺗـــﻘـــﺪﻣـــﻪ اﻟـــﻌـــﺎﺋـــﻼت ﻣـــﻦ ﺗــﺤــﺎﻟــﻴــﻞ وﻣـــﻌـــﻠـــﻮﻣـــﺎت ﺣــﻮل ﻧــﻤــﻂ ﻋــﻴــﺶ ﻣـــﻦ ﻧـــﻔـــﺬوا ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت إرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ، ﻓــﺈن اﻟــﻮاﻗــﻊ ﻳـﺆﻛـﺪ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﺣﺎﺿﻨﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺑﻴﺌﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺪﺧﻮل اﻷﻓﻜﺎر اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ إﻟـــﻰ أذﻫـــــﺎن اﻟــﺸــﺒــﺎب اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻲ، وﺗـﺆﻛـﺪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ واﻷﺑـﻨـﺎء ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣـﺎ ﻳـﻜـﻮن ﻛـﻞ ﻃــﺮف ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻨﻌﺰل ﻋﻦ اﻵﺧﺮ؛ ﻓـــﺎﻧـــﻐـــﻤـــﺎس اﻷﺑــــﻨــــﺎء وﻫــﺠــﺮﺗــﻬــﻢ ﻷﻓـــﺮاد اﻟـﻌـﺎﺋـﻠـﺔ ﻷﺷــﻬــﺮ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻣــﻦ ﺑــﲔ اﳌـــﺆﺷـــﺮات ﻋـﻠـﻰ ﺣﺼﻮل ﺗﻐﻴﻴﺮات ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌﺮﺷﺢ ﻟــــﻼﻧــــﻀــــﻤــــﺎم إﻟـــــــﻰ اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ.
ورﺟـــــــــــــــــﺢ ﻣـــــﺨـــــﺘـــــﺼـــــﻮن ﻓـــﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ، ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻋﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼﻧﻲ وﻓﻴﺼﻞ اﻟــﺸــﺮﻳــﻒ، أن ﺗــﻜــﻮن اﻻﻧــﺘــﺤــﺎرﻳــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺨــﻼﻳــﺎ اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ اﻟـﻨـﺎﺋـﻤـﺔ اﳌﺘﻌﺎﻃﻔﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﻴﺎرات اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ اﻹرﻫﺎﺑﻲ أو ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ »اﻟــــﻘــــﺎﻋــــﺪة ﻓــــﻲ ﺑـــﻼد اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ«.
وأﺷــــــــــــﺎروا إﻟــــــﻰ أن ﺗــﻮﻧــﺲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑـﻬـﺎ ﻣــﺎ ﺑــﲔ ٠٠٣ و٠٠٤ ﺧـﻠـﻴـﺔ »إرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ ﻧــﺎﺋــﻤــﺔ«، وﻗــﺪ ﺗــــﻢ إﻟــــﻘــــﺎء اﻟـــﻘـــﺒـــﺾ ﻋـــﻠـــﻰ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺧــﻼل اﻟـﺴـﻨـﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ، وﻟــﻠــﺘــﺄﻛــﻴــﺪ ﻋـــﻠـــﻰ رﺟــــﺎﺣــــﺔ ﻫـــﺬه اﳌــــــﻘــــــﺎرﺑــــــﺔ أﻛـــــــــــــﺪوا أن ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ »أﻧﺼﺎر اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ« اﻟﺬي ﻳﺘﺰﻋﻤﻪ اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻲ »أﺑـــﻮ ﻋــﻴــﺎض« ﺳﻴﻒ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﺴﲔ، ﺟﻤﻊ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٠٤ أﻟﻒ ﻣﻨﺎﺻﺮ ﺧﻼل ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻟــﻪ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ اﻟـﻘـﻴـﺮوان ﺳــﻨــﺔ ٢١٠٢، وأن اﳌــﺘــﻌــﺎﻃــﻔــﲔ ﻣـــﻊ ﻫــــﺬا اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻢ ﻗـــﺪ اﻧـــﺪﺛـــﺮوا إﺛــــــﺮ ﺣـــﻈـــﺮ أﻧــﺸــﻄــﺘــﻪ ﺑــﺎﻟــﻜــﺎﻣــﻞ ﻓــــﻲ ﺗـــﻮﻧـــﺲ وﺗــﺼــﻨــﻴــﻔــﻪ ﺿـﻤـﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻟﻜﻦ أﻳﻦ ذﻫﺒﻮا وﻫﻞ ﺗﺮاﺟﻌﻮا ﻓﻌﻠﻴﴼ ﻋﻦ أﻓﻜﺎرﻫﻢ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ، أم أﻧﻬﻢ ﺧﻴﺮوا اﻟﺼﻤﺖ واﻟﺴﺒﺎت ﺿﻤﻦ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﻨﺎﺋﻤﺔ أو اﳌﺴﺘﻴﻘﻈﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺪﻗﺔ؟
ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﺴــﻴــﺎق، ﻗـــﺎل ﻋﻠﻴﺔ اﻟــﻌــﻼﻧــﻲ، اﻟـﺨـﺒـﻴـﺮ اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ: إن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺗــﺤــﻤــﻞ ﺑــﺼــﻤــﺎت ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ داﻋـــﺶ اﻹرﻫﺎﺑﻲ، ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﺤﺼﻞ اﳌﻔﺎﺟﺄة وﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺬﺗﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺪرﺟﺔ ﻓﻲ ﺿﻤﻦ أي ﺗﻨﻈﻴﻢ إرﻫﺎﺑﻲ وﻋﻤﻠﺖ ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺬﺋﺎب اﳌﻨﻔﺮدة ﺑﻌﺪ أن ﻗﻀﺖ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺘﺸﺒﻊ ﺑــﺎﻷﻓــﻜــﺎر اﳌـﺘـﻄـﺮﻓـﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت.
وأﻛــــــــــــﺪ ﻋـــــﻠـــــﻰ أن اﻟــــﻬــــﺠــــﻮم اﻻﻧـــﺘـــﺤـــﺎري اﻟــــﺬي ﺟـــﺪ ﻗــﺒــﻞ أﻳـــﺎم ﻓــﻲ اﻟــﺸــﺎرع اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻌﺎﺻﻤﺔ ﺳــﻴــﺪﻓــﻊ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ إﻟــﻰ إدﺧﺎل ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺟﺬري ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋـﻤـﻞ اﳌــﺨــﺎﺑــﺮات اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻴـﺔ، ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ اﻟﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻣـــﺪﻳـــﻨـــﺔ إﻟـــــﻰ أﺧــــــﺮى )ﻧـــﺤـــﻮ ٠٨٢ ﻛــﻠــﻢ ﻣـــﻦ اﳌــﻬــﺪﻳــﺔ إﻟــــﻰ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ(، وﺣﻤﻠﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻮاد ﻣﺘﻔﺠﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻣــﻜــﺎن إﻗــﺎﻣــﺘــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻘــﺮﺑــﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﻬﺠﻮم )ﺑﺎب ﺳﻮﻳﻘﺔ، وﻓﻖ اﻟـﺘـﺤـﺮﻳـﺎت اﻷوﻟــﻴــﺔ( وﺻـــﻮﻻ إﻟﻰ ﺷــــﺎرع ﺑــﻮرﻗــﻴــﺒــﺔ دون أن ﺗﻨﺘﺒﻪ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ.
وأﺷــﺎر إﻟـﻰ ﺿــﺮورة ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺳـــﺠـــﻼت اﻷﺷـــــﺨـــــﺎص اﳌــﺘــﻬــﻤــﲔ ﺑـــــــــــﺎﻹرﻫـــــــــــﺎب؛ ﻓـــــﻘـــــﺪ اﺗــــــﻀــــــﺢ أن اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﺎت اﻹرﻫــــﺎﺑــــﻴــــﺔ ﺑــﺎﺗــﺖ ﺗـــﻌـــﺘـــﻤـــﺪ ﻋــــﻠــــﻰ أﺷــــــﺨــــــﺎص ﻏــﻴــﺮ ﻣﺴﺠﻠﲔ؛ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺑﺬل ﺟــﻬــﻮد إﺿــﺎﻓــﻴــﺔ ﻹدراج اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑــــﻬــــﻢ اﻟـــــــﺠـــــــﺪد ﺿــــﻤــــﻦ ﺳـــﺠـــﻼت اﳌﺘﻬﻤﲔ ﺑﺎﻹرﻫﺎب، وﺳﺪ اﻟﻨﻘﺺ اﻟــــــــﺬي ﻗـــــﺪ ﻳــــﻜــــﻮن ﺣـــﺼـــﻞ ﺧـــﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ.
ﻣﺤﺎﺻﺮة اﻷﻓﻜﺎر اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ
ووﺟﺪت ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻃـﺮﻳـﻘـﻬـﺎ إﻟـــﻰ اﻟــﺸــﺒــﺎب اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺑـﺼـﻔـﺔ واﺿــﺤــﺔ ﻣــﻨــﺬ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻫــﺬا اﻟــﻘــﺮن، وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣﻄﻴﺔ ﻟﺴﻦ ﻗـــــﺎﻧـــــﻮن ﻣـــﻜـــﺎﻓـــﺤـــﺔ اﻹرﻫــــــــــﺎب ﻣــﻦ ﻗــﺒــﻞ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ وﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺤـــﺪﻳـــﺪ ﺳـــﻨـــﺔ ٣٠٠٢، ﻟـﻜـﻦ ﻃـــﺮﻳـــﻘـــﺔ ﺗـــﻌـــﺎﻣـــﻞ ﻧـــﻈـــﺎم اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑــﻦ ﻋـﻠـﻲ ﻣــﻊ اﻟــﺘــﻴــﺎرات اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ، ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻌﻤﻮم ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋــــﻠــــﻰ اﳌـــــﺤـــــﺎﺻـــــﺮة واﻟـــﺘـــﻀـــﻴـــﻴـــﻖ وﺗــﺠــﻔــﻴــﻒ اﳌـــﻨـــﺎﺑـــﻊ، وﻗــــﺪ اﺗــﻀــﺢ أن ﺗـﻠـﻚ اﻟـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻟــﻢ ﺗــﻌــﻂ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ؛ إذ ﻋﺮﻓﺖ ﺗﻮﻧﺲ ﻫﺠﻮﻣﴼ إرﻫﺎﺑﻴﴼ ﻛﺎن ﻓﺎرﻗﴼ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ وﻧﻌﻨﻲ ﺑﻪ »أﺣﺪاث ﺳﻠﻴﻤﺎن« اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺪت ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ ٦٠٠٢، وأﺷﺎرت إﻟــﻰ وﺟـــﻮد ﺗــﻄــﻮرات ﻛـﺒـﺮى ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ؛ وذﻟﻚ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ اﻟﺴﻼح ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺪوﻟﺔ.
ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن، أﻛﺪ ﺳﻤﻴﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، اﳌﺤﺎﻣﻲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﳌﺨﺘﺺ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ، ﻋﻠﻰ أن اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ زج ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﺷﺎب ﺗﻮﻧﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮن، وﻓــــــــﻲ ﺑــــﻌــــﺾ اﻟـــــــﺤـــــــﺎﻻت ﳌـــﺠـــﺮد اﻟﺸﺒﻬﺔ، وﻗﻠﺼﺖ ﻫـﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﻗﻮة ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟـﻢ ﺗﻘﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺗﺤﻮﻟﺖ ﻃــﻮال ﺣﻜﻢ ﺑـﻦ ﻋﻠﻲ إﻟــﻰ »ﺧﻼﻳﺎ ﻧــﺎﺋــﻤــﺔ« ﺗـﻨـﺘـﻈـﺮ اﻟــﻮﻗــﺖ اﳌـﻨـﺎﺳـﺐ ﻟﻼﺳﺘﻴﻘﺎظ، وﻛﺎﻧﺖ ﺛـﻮرة ١١٠٢، وﻇﻬﻮر ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻔﻮﺿﻰ اﻟﺨﻼﻗﺔ ﻣــــﻨــــﺎﺳــــﺒــــﺔ ﻹﻃــــــــــﻼق ﻋـــــﻨـــــﺎن ﺗــﻠــﻚ اﳌــﺠــﻤــﻮﻋــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺤــﻮﻟــﺖ إﻟــﻰ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎت دﻣﻮﻳﺔ.
وراﺟﻌﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻗــﺎﻧــﻮن ٣٠٠٢ اﳌـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺑﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫــــــﺎب، وأﺻـــــﺪرت ﺳــﻨــﺔ ٥١٠٢ ﻗـﺎﻧـﻮﻧـﴼ ﺟـﺪﻳـﺪﴽ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ ﻹرﻫــﺎب، وﺿــﻤــﻨــﺘــﻪ ﻋــﻘــﻮﺑــﺔ اﻹﻋــــــــﺪام ﺿـﺪ اﳌــﺘــﻬــﻤــﲔ ﺑـــــﺎﻹرﻫـــــﺎب ﻣـــﻤـــﻦ أدت أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ أﺷﺨﺎص، ﻟﻜﻦ ذﻟــﻚ ﻟـﻢ ﻳﻐﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ؛ ﻓﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﺗﻮﻧﺴﻲ اﻟﺘﺤﻘﻮا ﺑـﻬـﺎ وﻓـــﻖ إﺣــﺼــﺎﺋــﻴــﺎت ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ رﺳﻤﻴﺔ.
اﳊﺎﺿﻨﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
واﻋﺘﺒﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﺟﺘﻤﺎع، ﻋﻠﻰ ﻏــﺮار ﻣﻨﻴﺮة اﻟــﺮزﻗــﻲ وﻓﺎﺗﻦ ﻣــﺒــﺎرك، أن اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﳌﺆدﻳﺔ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﺸﺒﺎب اﻟـــﺘـــﻮﻧـــﺴـــﻲ إﻟــــــﻰ ﻋــــﺎﻟــــﻢ اﻹرﻫـــــــﺎب وأن ﺗـﺒـﺤـﺚ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ذاﺗــــﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟـﻺرﻫـﺎب ﻓــﺒــﻌــﺾ اﻟـــﻌـــﺎﺋـــﻼت اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ - وﻫــﺬا ﻣﻦ ﺑـﺎب اﳌﻔﺎرﻗﺔ - ﻻ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ إرﻫــــــــﺎب ﻳـــﺠـــﺐ ﻣـــﻘـــﺎوﻣـــﺘـــﻪ وﻋــــﺪم اﻟﺴﻜﻮت ﻋﻨﻪ، ﺑﻞ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ »اﺳـــﺘـــﺸـــﻬـــﺎد«؛ وﻫـــــﻮ ﻣــــﺎ ﻳـﺠـﻌـﻞ ﻣﻴﺰان اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮة اﻹرﻫﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔﴼ ﺑﲔ أﻓـﺮاد ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻳﺤﻤﻠﻮن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻧﻔﺴﻪ.
وﺧــــﻼل اﻟــﺴــﻨــﻮات اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ، ﻟـﻢ ﺗــﺘــﻮان اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋـﻦ اﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ؛ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺮاﺗﺐ أوﻟــــــــﻰ ﻓـــــﻲ اﻻﻟــــﺘــــﺤــــﺎق ﺑــﺘــﻨــﻈــﻴــﻢ داﻋــــــــــﺶ اﻹرﻫــــــــﺎﺑــــــــﻲ واﺣــــﺘــــﻼﻟــــﻪ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻗﻴﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ. وﻋـﻠـﻰ اﳌـﺴـﺘـﻮى اﳌـﺤـﻠـﻲ، وﺑﺸﺄن ﻋــــــــــﺪد اﳌـــــﺘـــــﻬـــــﻤـــــﲔ ﻓــــــــﻲ ﻗـــﻀـــﺎﻳـــﺎ إرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ وﻳﻘﺒﻌﻮن ﻓـﻲ اﻟﺴﺠﻮن اﻟـــﺘـــﻮﻧـــﺴـــﻴـــﺔ، ﻓـــﻘـــﺪ أﻛــــــﺪ ﺳــﻔــﻴــﺎن اﻟﺴﻠﻴﻄﻲ، اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘﻄﺐ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫـﺎب، ﻋﻠﻰ أن اﻟـــﻌـــﺪد اﻹﺟـــﻤـــﺎﻟـــﻲ ﻓـــﻲ ﺣـــﺪود ٠٠٥١ ﻣـﺘـﻬـﻢ ﺑـــﺎﻹرﻫـــﺎب. وﺗﺸﻴﺮ ﺟـﻤـﻌـﻴـﺔ آﻓــــﺎق ﻟــﻸﻣــﻦ واﻟــﺪﻳــﻮاﻧــﺔ )ﺟـﻤـﻌـﻴـﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ( إﻟـــﻰ أن ﻧﺤﻮ أﻟﻒ ﺷﺎب ﺗﻮﻧﺴﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ.
وﺗــﺸــﻴــﺮ إﺣــﺼــﺎﺋــﻴــﺎت ﺑﻌﺾ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﳌﻬﺘﻤﺔ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ اﻹرﻫــــــــــﺎب إﻟــــــﻰ أن ﻧـــﺤـــﻮ ٢٣ ﻓـﻲ اﳌــــﺎﺋــــﺔ ﻣــــﻦ اﳌــﺘــﻬــﻤــﲔ ﺑــــﺎﻹرﻫــــﺎب ﻫــــﻢ ﻣــــﻦ ﺑــــﲔ ﻃــﻠــﺒــﺔ اﻟـــﺠـــﺎﻣـــﻌـــﺎت وﺗﻼﻣﻴﺬ اﳌﺪارس، وﺗﺘﻮزع ﻧﺴﺒﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﲔ اﳌﻠﺘﺤﻘﲔ ﺑــﺎﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﺎت اﻹرﻫــــﺎﺑــــﻴــــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟـــﻌـــﺎﺻـــﻤـــﺔ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ )٢٣ ﻓـﻲ اﳌــــﺎﺋــــﺔ(، وﻣــــﻦ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟــﺴــﺎﺣــﻞ اﻟــﺘـﻮﻧـﺴــﻲ )٨٢ ﻓــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ(، وﻣــﻦ اﻟـﺠـﻨـﻮب )٣٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ(، وﻧﺤﻮ ٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻂ، وﻳﻨﺤﺪر ﻧــﺴــﺒــﺔ ٨ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﺸــﻤــﺎل اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ؛ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﻮﻧﺲ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ ﺑــﻌــﻴــﻨــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﻣـــﻨـــﺄى ﻋـﻦ ﺳﻬﺎم ﻇﺎﻫﺮة اﻹرﻫﺎب.