Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻻﺋﺤﺔ ذﻛﺮﻳﺎت ﺑﲔ ﻋﻤﺎﻟﻘﺔ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻞ

- ﻋﺎدل ﻣﺎﻟﻚ* * إﻋﻼﻣﻲ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ

ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ اﻹﻋﻼم ﻫﻲ ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ اﻟﺤﻴﺎة. ﻓﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻲ ﻛﺎن ﻧﻤﻂ ﺣﻴﺎة وﻟﻴﺲ ﻣﻬﻨﺔ رﺗﻴﺒﺔ ﺑﺪوام ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﴼ إﻟﻰ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ.

ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻣﻄﻠﻊ ﺣﻘﺒﺔ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ. وﻛﻢ أﺳﻌﺪﻧﻲ ﺣﺴﻦ اﻟﻄﺎﻟﻊ أﻧﻨﻲ ﺗﺘﻠﻤﺬت وﻋﻤﻠﺖ ﻣﻊ اﳌﺜﻠﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﳌﻤﻴﺰ اﻷﺳﺎﺗﺬة: ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺮوه ﻓﻲ »اﻟﺤﻴﺎة«، وﺟﻮرج ﻧﻘﺎش ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺗﻲ »اﻟﺠﺮﻳﺪة« و»اﻷورﻳﺎن«، وﻏﺴﺎن ﺗﻮﻳﻨﻲ ﻓﻲ »اﻟﻨﻬﺎر«. أﻛﺘﺐ ﻫﺬا اﳌﻘﺎل وﻳﺨﺎﻟﺠﻨﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺸﺎﻋﺮ وأﻧﺎ أﻧﻬﻲ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﺑﻜﻞ ﻓﺼﻮﻟﻪ اﳌﻜﺘﻮب ﻣﻨﻪ واﳌﺮﺋﻲ واﳌﺴﻤﻮع )ﺧﻤﺴﺔ وﺧﻤﺴﻮن ﻋﺎﻣﴼ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎم واﻟﻜﻤﺎل(. ﻻﺋﺤﺔ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﻛﺘﻔﻲ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ. ﻛﺎن ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻦ أواﺋﻞ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت اﻓﺘﺘﺎح ﻣﺤﻄﺔ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴ­ﺔ ﺣﺪﺛﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻷﺑﻴﺾ واﻷﺳﻮد.

وﺧــﻼل اﳌﻘﺎﺑﻼت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺸﺨﺼﻲ واﻹﻋـﻼﻣـﻲ ﻛـﺎن ﻳﻄﺮح ﻋﻠﻲ اﻟﺴﺆال اﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺑﻤﻦ ﺗﺄﺛﺮت ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺘﻚ؟

ﻛـﻨـﺖ أﺳــﺘــﻐــ­ﺮب اﻟـــﺴـــﺆ­ال، ﻓـﻬـﻮ ﻳـﻔـﺘـﺮض وﺟـــﻮد ﻣـــﻦ ﻋـﻤـﻠـﻮا ﻓــﻲ ﻣــﺠــﺎل اﻹﻋـــﻼم اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﺧﺼﻮﺻﴼ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻨﻪ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻋـﺪم وﺟـﻮد ﻛﻠﻴﺎت ﻟﻺﻋﻼم ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﺒﺔ، ﻟﺬا ﻛﺎن ﺟﻮاﺑﻲ ﻣﻤﺰوﺟﴼ ﺑﺒﻌﺾ اﻻﺳﺘﻐﺮاب: »إن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺴﺆال ﺗﻔﺘﺮض وﺟــﻮد ﺟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻼء ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ )ﺳﺒﻘﻮﻧﻲ( ﻓﻲ ﻫـﺬا اﳌﺠﺎل، ﻟﻜﻦ ﻛﻼﻣﻲ ﻛــﺎن: ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻧﻈﺮﴽ إﻟﻰ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻨﻲ ﻓﻌﻼ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن«. وأﺳﺘﻌﻴﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻷﻗﻮل إﻧﻨﻲ وﻣﻊ زﻣﻼء أﻋﺰاء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ أرﺳﻴﻨﺎ ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﺸﺮات اﻷﺧﺒﺎر، وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﺪاﻳﺔ. وﻣﻊ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻷﺧﺒﺎر اﻧﻄﻠﻘﺖ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺳﺠﻞ ﻣﻔﺘﻮح« اﻟﺬي ﻳﻌﺪ أول ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، وﻛﺎن ﻣﻘﺴﻤﴼ ﺑﲔ اﻟﻠﻘﺎءات ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﳌﺤﻄﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﻧﺠﻮم ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﺒﺔ.

وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﺼﺮ، ﻛﻨﺖ ﻛﻠﻤﺎ أﻟﻒ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻧﺰار ﻗﺒﺎﻧﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﺎ، أﺳﺘﻀﻔﻪ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎت ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻲ »ﺳﺠﻞ ﻣﻔﺘﻮح«.

وذات ﻳﻮم أﺳﺮ إﻟﻲ ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺤﺐ واﳌـﺮأة واﻟﻮﻃﻦ، أﻧﻪ ﻳﻮد اﻟﺘﻌﺮف إﻟﻰ اﻟﻔﻨﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﺣﺎﻓﻆ، وﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ إﻋﺪاد اﻟﻠﻘﺎء اﳌﻤﻴﺰ ﺑﲔ ﻗﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ وﻗﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ، وﻛﺎن ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬه اﻟﻠﻘﺎء ات ﻇﻬﻮر رواﺋﻊ اﻟﻌﻨﺪﻟﻴﺐ ﻛـ »رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﳌﺎء« و»ﻗـﺎرﺋـﺔ اﻟﻔﻨﺠﺎن« وﻏﻴﺮﻫﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗـﺰال ﺗﺤﺘﻞ اﳌﻮاﻗﻊ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ رواﺋــﻊ اﻟﺸﻌﺮ واﳌﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﺘﻲ أﺿﺎﻓﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮ آﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ وﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﳌﻮﺟﻲ.

وﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﻣﺘﺼﻞ ﻳﻤﻜﻦ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻟﻘﺎء اﻟﻘﻤﺔ ﺑﲔ ﻋﻤﻼﻗﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻞ: ﻓﺮﻳﺪ اﻷﻃــﺮش وﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﺣﺎﻓﻆ. واﻟﻘﺼﺔ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﺷﺪﻳﺪ، أﻧـﻪ ﻧﺸﺄت ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻤﻼت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺮﺟﻠﲔ وﻋﻤﻞ ﺑﻌﺾ »اﻷوراق اﻟﺼﻔﺮاء« ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻐﻼل ﻫﺬه اﻟﺤﻤﻼت ﻟﺘﺼﺐ اﻟﺰﻳﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر. وﺣﺮﺻﴼ ﻣﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﺮﺟﻠﲔ دﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺐ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، زرت ﻓﺮﻳﺪ اﻷﻃﺮش وﻗﻠﺖ: إن ﻣﺎ ﻳﺼﺪر ﻓﻲ اﻹﻋﻼم أﻣﺮ ﻣﻌﻴﺐ ﺑﺤﻘﻚ وﺑﺤﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ... ﻓﻘﺎﻃﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮل: أﻧﺎ ﻟﻢ أﻗﻞ أي ﻛﻼم ﺳﻴﺊ ﻋﻦ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ... ﻗﻠﺖ: ﻫﻞ ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ﻣﺎ دﻣﺖ أﻇﻬﺮت ﺣﺴﻦ اﻟﻨﻴﺔ؟ أﺟﺎب: اﻟﺬي ﺗﺮاه... أﻧﺎ ﻣﻮاﻓﻖ. ﻓﺒﺎدرت ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﺑﻌﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ وﻛﺎن ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﻐﺮب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أذﻛﺮ، وﻋﺮﺿﺖ ﻟﻪ اﻟﻔﻜﺮة، ﻓﺠﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺑﻴﺮوت. وﺗﻮاﻓﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮن ﻟﺒﻨﺎن واﳌﺸﺮق ﻓﻲ ﻣﺤﻠﺔ اﻟﺤﺎزﻣﻴﺔ. ﻛﺎن ﻟﻘﺎء ﻣﺘﻤﻴﺰﴽ وﻓﺎﺟﺄ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ، وﻛﺎن ﻋﺘﺎﺑﴼ ودﻳﴼ ﻃﻐﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﳌﺘﺒﺎدل ﺑﲔ اﻟﺮﺟﻠﲔ أزال ﺳﻮء اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ، وﻻ ﺗﺰال ﻫﺬه اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺳﺠﻞ ﻣﻔﺘﻮح« ﻫﻲ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﲔ اﻟﻘﻤﺘﲔ. وﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻫﺬه اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ اﻗﺘﺮﺣﺖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﻔﻠﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻋــﺮوس اﳌﺼﺎﻳﻒ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ آﻧــﺬاك )ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎﻟﻴﻪ( ﻟﻜﻦ ﻧﺸﻮب اﻟﺤﺮب ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ﻣﻦ ﻋﺎم ٥٧٩١ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء.

وأﻣــﻀــﻲ ﻓــﻲ ﺗﻘﻠﻴﺐ ﺻـﻔـﺤـﺎت ﻣـﻔـﻜـﺮﺗـﻲ ﻷﺳـﺘـﻌـﻴـﺪ اﻟــﺘــﺎﻟـ­ـﻲ: رﺑـﻄـﺘـﻨـﻲ ﺻـﺪاﻗـﺔ ﺑـ»اﻷﻣﻴﻨﲔ« ﻣﺼﻄﻔﻰ وﻋﻠﻲ أﻣﲔ. وذات ﻳﻮم ﺣﻀﺮ أﻣﲔ إﻟﻰ ﺑﻴﺮوت واﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﻨﺪق »ﻓﻴﻨﻴﺴﻴﺎ«. وﻗﺒﻞ اﻟﺨﻮض ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻷﻛﺜﺮ ﺟﺪﻳﺔ، ﺑﺎﻏﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮل: »إﻧﺘﻢ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮن ﺣﺎﺟﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ«. ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ اﻷﻣﺮ؟

ﻗﺎل: ﻟﻘﺪ ﺳﺄﻟﺖ أﻳﻦ ﺗﻘﻊ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺠﺮﻳﺪة«؟ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻲ ﻗﺮب »ﻣﻄﻌﻢ اﻟﻌﺠﻤﻲ«... وﺳﺄﻟﺖ أﻳﻦ ﺗﻘﻊ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﻨﻬﺎر«؟ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻲ ﻫﻲ ﻗﺮب »ﻣﻄﻌﻢ اﻟﺒﺮﻣﻜﻲ«! ﻣﻀﻴﻔﴼ: ﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻷﻛﻞ... وأﺿـﺎف: أﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻗﻴﻞ ﻟﻲ إن ﻣﻄﻌﻢ اﻟﻌﺠﻤﻲ، ﻳﻘﻊ ﻗﺮب ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺠﺮﻳﺪة«، وإن ﻣﻄﻌﻢ اﻟﺒﺮﻣﻜﻲ ﻗﺮب ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﻨﻬﺎر«. ﻻ أرﻳﺪ ﻋﺒﺮ ﻫﺬا اﳌﻘﺎل أن أﺛﻴﺮ اﳌﻮاﺟﻊ أو اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ أﻃﻼل اﳌﺎﺿﻲ رﻏﻢ آﻻﻣﻪ وﺷﺠﻮﻧﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮة، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ذﻟﻚ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻔﻜﺮﺗﻪ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ واﻟﺤﺎﺷﺪة ﺑﺎﻷﺣﺪاث واﻟﺬﻛﺮﻳﺎت. إﻧﻨﻲ أدرك ﺗﻤﺎم اﻹدراك ﺿﺮورة ﺗﻔﻘﺪ اﳌﺎﺿﻲ ﻻ ﻟﻨﻘﻒ أو ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪه، ﺑﻞ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ وﺑﺸﻜﻞ ﻳﻘﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﺪم ﺗﻜﺮار ﻣﺂﺳﻴﻪ، واﻹﻓـﺎدة ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب ﻫﺬا اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺂﺳﻴﻪ. إذ ﻟﻴﺲ اﳌﻬﻢ ارﺗﻜﺎب اﻟﺨﻄﺄ، ﺑﻞ ارﺗﻜﺎب ﻧﻔﺲ اﻷﺧﻄﺎء ﻣﺮة ﺑﻌﺪ ﻣﺮة.

إن اﳌﺄﺳﺎة اﻟﺘﻲ أﻋﺎﻳﺸﻬﺎ أﻧﻨﻲ وأﺑﻨﺎء ﺟﻴﻠﻲ ﻧﺘﺴﺎء ل: أﻳﻦ ﻛﻨﺎ؟ وأﻳﻦ أﺻﺒﺤﻨﺎ؟ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﻣـﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻒ ﻗـﺮن ﻓـﻲ ﻫـﺬه اﳌﺴﻴﺮة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ أﺣﺒﻬﺎ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ أﻋﺸﻘﻬﺎ.

ﺳﺄﻟﻨﻲ ﺻـﺪﻳـﻖ: »رﻏــﻢ ﻣــﺮور ﻛـﻞ ﻫــﺬا اﻟـﻮﻗـﺖ ﻫـﻞ ﻻ ﺗــﺰال ﺗــﺮى ﻣـﺎ ﻳـﺸـﺪك إﻟﻴﻬﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ: أﻟﻢ ﻳﺤﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻮﺿﻊ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺮ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﺤﻴﺎة؟«.

وﺟﻮاﺑﻲ ﻛﺎن: »ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻨﺘﻲ وﻻ ﺗﺰال، ﻫﻲ ﻧﻤﻂ اﻟﺤﻴﺎة وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻬﻨﺔ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﺮﺗﻴﺐ أو اﻟﺮوﺗﻴﻨﻲ، وﻷﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻦ أﺳﺘﻘﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ. ﻷن ﻫﺬه اﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻫﻲ اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة، وﻻ أﻣﻠﻚ ﻫﺬا اﻟﺤﻖ«.

وأﻧﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ اﳌﻬﻨﻴﺔ: إﻟﻰ ﻟﻘﺎء...

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia