اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺗﻌﻠﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٢ ﻣﻘﺒﺮة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق
ﺗﻘﻊ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺧﻀﻌﺖ ﻟـ »داﻋﺶ« ﺳﺎﺑﻘﴼ وﺗﻀﻢ ﻣﺎ ﺑﲔ ٦ آﻻف و٢١ أﻟﻒ ﺿﺤﻴﺔ
ﻛــﺸــﻒ ﺗــﻘــﺮﻳــﺮ ﻟـــﻸﻣـــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة أﻣـــــﺲ ﻋــــﻦ اﻟـــﻌـــﺜـــﻮر ﻋــﻠــﻰ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـﻦ ٠٠٢ ﻣــﻘــﺒــﺮة ﺟــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﺗــﻀــﻢ ﻧﺤﻮ ٢١ أﻟﻒ ﺟﺜﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت ﻋﺮاﻗﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋـــــﺶ ﺑـــﲔ ﻋـــﺎﻣـــﻲ ٤١٠٢ و٧١٠٢. وذﻛــــﺮ اﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ اﻟـــﺼـــﺎدر ﻋـــﻦ ﺑﻌﺜﺔ اﻷﻣــــــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪة اﻟـــﻌـــﺮاق وﻣـــﻜـــﺘـــﺐ ﻣــــﻔــــﻮض اﻷﻣـــــــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة اﻟﺴﺎﻣﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن، أﻧﻪ »وﻓﻘﺎ ﻟـﻠـﻤـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ، ﻳﻮﺟﺪ ٢٠٢ ﻣـﻘـﺒـﺮة ﺟـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ﺗـــﻮزع أﻏـﻠـﺒـﻬـﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت ﻧﻴﻨﻮى وﻛﺮﻛﻮك وﺻﻼح اﻟــــﺪﻳــــﻦ )ﺷــــﻤــــﺎل ﺑــــﻐــــﺪاد( واﻷﻧــــﺒــــﺎر )ﻏﺮﺑﺎ(«.
ودﻋﺖ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟـﻌـﺮاﻗـﻴـﺔ إﻟـــﻰ اﳌـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬه اﳌــــﻮاﻗــــﻊ ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ اﺳـــﺘـــﺨـــﺮاج أدﻟـــﺔ اﻟﺠﺮاﺋﻢ واﻟـﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﻼت ﺣﻮل ﻣﺼﻴﺮ اﳌﻔﻘﻮدﻳﻦ.
وﻳـــﺘـــﺮاوح ﻋـــﺪد اﻟــﻀــﺤــﺎﻳــﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﺑﺮ ﺑﲔ ٦ آﻻف وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٢١ أﻟـﻒ ﺿﺤﻴﺔ؛ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻧﺴﺎء وأﻃﻔﺎل وﻛـــﺒـــﺎر ﺳـــﻦ وذوو إﻋـــﺎﻗـــﺔ وﻋــﻤــﺎل أﺟــــﺎﻧــــﺐ، ﺑـــﺎﻹﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟـــــﻰ ﻋــﻨــﺎﺻــﺮ ﺳﺎﺑﻘﲔ ﻣﻦ ﻗـﻮات اﻷﻣـﻦ واﻟﺸﺮﻃﺔ. وﻧﻘﻠﺖ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋـﻦ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ »اﺳـﺘـﺨـﺮاج أﻟــﻒ و٨٥٢ ﻣﻦ اﻟـﺮﻓـﺎت اﻟﺒﺸﺮي ﺧـﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗـــﻨـــﻘـــﻴـــﺐ أﺟـــــﺮﻳـــــﺖ ﻓـــــﻲ ٨٢ ﻣــﻘــﺒــﺮة ﺟـــﻤـــﺎﻋـــﻴـــﺔ، ٤ ﻣــﻨــﻬــﺎ ﻓــــﻲ ﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ دﻳﺎﻟﻰ )ﺷﻤﺎﻟﻲ ﺷـﺮق( وواﺣــﺪة ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻧﻴﻨﻮى و٣٢ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ«. وﻓﻴﻤﺎ ﻋﺜﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳌﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ أﻋﺪاد ﻣﺤﺪودة، ﻳﺮﺟﺢ وﺟﻮد آﻻف ﻣﻦ رﻓﺎت اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻓﻲ أﺧﺮى ﻏﻴﺮﻫﺎ.
وﻛـــﺎن ﺷـﻬـﻮد ﻋـﻴـﺎن ﻣــﻦ أﻫـﺎﻟـﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻧﻴﻨﻮى ﺗﺤﺪﺛﻮا ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻦ ﻗﻴﺎم »اﻟﺠﻬﺎدﻳﲔ« ﺑﺈﻋﺪام اﻟـﻌـﺸـﺮات ﻛـﻞ ﻳــﻮم؛ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻗـــﻮات أﻣــﻨــﻴــﺔ، وإﻟــﻘــﺎﺋــﻬــﻢ ﻓــﻲ ﺣﻔﺮة ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ »اﻟﺨﺴﻔﺔ« وﻫﻲ ﻓـــﺠـــﻮة ﻋــﻤــﻴــﻘــﺔ ﺗــﻘــﻊ إﻟــــﻰ اﻟــﺠــﻨــﻮب ﻣــﻦ اﳌــﻮﺻــﻞ، ﻛــﺒــﺮى ﻣــﺪن ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻧﻴﻨﻮى. وأﻛﺪ ﻣﻴﺰر ﺷﻤﺮاﻧﻲ، ﻧﺎﺋﺐ رﺋــﻴــﺲ ﻣـﻔـﻮﺿـﻴـﺔ ﺣــﻘــﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ، أن »ﻫــــﻨــــﺎك أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـﻦ ٧١١٤ ﺷﺨﺼﴼ ﻓﻘﺪوا أﺛﻨﺎء ﺳﻴﻄﺮة )داﻋﺶ( ﻋﻠﻰ ﻧﻴﻨﻮى، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ٧١١٣ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻹﻳﺰﻳﺪﻳﺔ«.
وأﺷـــــﺎر اﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ إﻟـــﻰ أﻧـــﻪ ﺑﻌﺪ ﻣـــــﺮور ﻋــــﺎم ﻋــﻠــﻰ إﻋـــــﻼن اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻟــﻌــﺮاﻗــﻴــﺔ »اﻟـــﻨـــﺼـــﺮ« ﻋــﻠــﻰ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ »داﻋــــــﺶ«، ﻓـــﺈن ﻣــﺎ ﻳـﻌـﺜـﺮ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻮاﻗﻊ »ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر ﻣﻬﻤﺔ ﻷدﻟــﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﻼﺣﻘﺎت اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ« واﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ »ﺿﻤﺎن إﺟﺮاء ﺗﺤﻘﻴﻘﺎت وﻣﺤﺎﻛﻤﺎت وإداﻧــﺎت ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ وﻓﻘﴼ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ«.
وذﻛـــــﺮ اﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ أن اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﲔ ﻗــﺎﻣــﻮا ﺧــﻼل ٣ أﻋـــﻮام ﺑـــ»أﻋــﻤــﺎل ﻗﺪ ﺗﺮﻗﻰ إﻟﻰ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺤﺮب وﺟﺮاﺋﻢ ﺿﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ورﺑﻤﺎ إﺑﺎدة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ«. وﻗـــﺎﻟـــﺖ اﳌــﻔــﻮﺿــﺔ اﻟــﺴــﺎﻣــﻴــﺔ ﻟـﻸﻣـﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻟـﺤـﻘـﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن ﻣﻴﺸﻴﻞ ﺑﺎﺷﻴﻠﻴﻪ إن »ﺟﺮاﺋﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ اﳌﺮوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺘﺼﺪر اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ، إﻻ إن ﺻﺪﻣﺔ أﺳــﺮ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻣـﺎ زاﻟــﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ؛ إذ ﻻ ﻳﺰال اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺮﺟﺎل واﻷﻃﻔﺎل ﻣﺠﻬﻮﻟﻲ اﳌﺼﻴﺮ«.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻗﺎل اﳌﻤﺜﻞ اﻟﺨﺎص ﻟــﻸﻣـــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻟــــﺪى اﻟــــﻌــــﺮاق ﻳــﺎن ﻛــﻮﺑــﻴــﺘــﺶ، إن »ﺗــﺤــﺪﻳــﺪ اﻟــﻈــﺮوف اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻷرواح، ﺳﻴﻜﻮن ﺧﻄﻮة ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﻷﺳﺮ ﻟﻠﺤﺪاد وﺳﻌﻴﻬﺎ ﻟـــﻨـــﻴـــﻞ ﺣـــﻘـــﻬـــﺎ ﺑـــﻜـــﺸـــﻒ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ«. وﺗﺸﻜﻮ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻋــﺎﺋــﻼت اﳌـﻔـﻘـﻮدﻳـﻦ ﻣــﻦ اﻹﺟــــﺮاء ات اﳌـــﻌـــﻘـــﺪة اﻟـــﺘـــﻲ ﻳـــﺠـــﺐ اﻟـــﻘـــﻴـــﺎم ﺑـﻬـﺎ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﺼﻴﺮ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟـــﺬي ﻓـﻘـﺪ ﻓــﻴــﻪ، ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ ﻟـﻬـﺆﻻء اﻟــﻀــﺤــﺎﻳــﺎ، ﻣـــﺎ ﻻ ﻳــﻘــﻞ ﻋـــﻦ ﻣـﻠـﻴـﻮن ﺷـﺨـﺺ ﺧــﻼل ﺣـﻜـﻢ ﺻـــﺪام ﺣﺴﲔ ﻗﺒﻞ ﻋﺎم ٣٠٠٢.
وﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﻼت اﳌﻔﻘﻮدﻳﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ٥ دواﺋــﺮ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻹﻛﻤﺎل اﻹﺟـــــــــــــﺮاءات اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮﻧـــﻴـــﺔ اﻟــــﻼزﻣــــﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺸﺨﺺ اﳌﻔﻘﻮد، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي وﺻﻔﻪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺑـ »اﻟﻌﺐء اﳌﻠﻘﻰ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻞ اﻷﺳﺮ« اﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪت ذوﻳﻬﺎ.
وﺳــــﻴــــﻄــــﺮ ﻋــــﻨــــﺎﺻــــﺮ ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ »داﻋﺶ« ﻋﻠﻰ ﺛﻠﺚ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻌﺮاق، ﺑـــﻌـــﺪ ﻫــــﺠــــﻮم ﺷــــــﺮس ﻓـــــﻲ ﻳــﻮﻧــﻴــﻮ )ﺣـــﺰﻳـــﺮان( ٤١٠٢، ﻳﻤﺘﺪ أﻏـﻠـﺒـﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺷﻤﺎل وﻏﺮب اﻟﺒﻼد.