Asharq Al-Awsat Saudi Edition

رﻳﺎح إﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﻬﺐ ﻋﻠﻰ أﻣﻴﺮﻛﺎ!

-

ﻓــــﻲ ٥٢ أﻛـــﺘـــﻮ­ﺑـــﺮ )ﺗـــﺸـــﺮﻳ­ـــﻦ اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ، ﻗﺎل اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ: »ﻓﺮﺿﻨﺎ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻗﺴﻰ ﻋﻠﻰ )ﺣﺰب اﻟﻠﻪ(«. ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺑﻌﺪﻣﺎ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺗـﺸـﺮﻳـﻊ ﻳــﻔــﺮض ﻋـﻘـﻮﺑـﺎت ﺻــﺎرﻣــﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـــﺤـــﺰ­ب ﺑــﻤــﻨــﺎ­ﺳــﺒــﺔ اﻟــــﺬﻛــ­ــﺮى اﻟــﺴــﻨــ­ﻮﻳــﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﻟﻠﻬﺠﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮ ﻗﻴﺎدة »اﳌﺎرﻳﻨﺰ« اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻣﻄﺎر ﺑﻴﺮوت اﻟﺪوﻟﻲ.

ﻗﺎل ﺗﺮﻣﺐ: »ﻛﺎن ﻹﻳﺮان دور أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ )ﺣﺰب اﻟﻠﻪ( وﻻ ﺗﺰال راﻋﻴﺘﻪ، ﻟﻢ ﺗﻌﺪ إﻳــﺮان ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ، اﻧﻬﺎرت اﻷﻣﻮال، ﻟﻦ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻧﺤﻮ اﳌﺘﻮﺳﻂ. إﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺒﻘﺎء«.

ﻛﻼم ﺟﻤﻴﻞ، ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗـﺮﻣـﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑــﺄن إﻳـــﺮان ﺻــﺎرت اﻵن ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ذﻟﻚ أن »ﻣــﺮﻛــﺰ ﻓـﺎﻃـﻤـﺔ اﻟــﺰﻫــﺮا­ء اﻹﺳــﻼﻣــﻲ« ﻓﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﻧــﻮرﻛــﻮس ﻣــﻦ وﻻﻳـــﺔ ﺟـﻮرﺟـﻴـﺎ، ﻳﺴﺘﻀﻴﻒ رﺟﺎل دﻳﻦ إﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻣﻐﺎﻟﲔ، ﻓﻘﺎﺋﻤﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت واﳌﺘﺤﺪﺛﲔ ﻓﻲ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﺗﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ ﺣﻮل ﺳﺒﺐ دﻋﻢ ﻫﺬه اﻵﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴ­ﺎ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ. ﻛﺬﻟﻚ ﻛــﺎن اﻟـﺤـﺎل ﺧــﻼل اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻔﺎﺋﺖ، ﻓــﻤــﺮﻛــ­ﺰ »ﻣـــﺆﺳـــﺴ­ـــﺔ اﻟـــــــﻮ­ﻻء« وﻫــــﻲ ﻏـﻴـﺮ رﺑﺤﻴﺔ، إﻧﻤﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻋﻠﻤﺎؤﻫﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ، اﺳﺘﻀﺎف، ﻣﺎ ﺑﲔ ٢١ و٤١ ﻣﻨﻪ، ﻣـﻴـﺮزا ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﻴﻎ وﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﺷﻴﻌﻲ ذو وﻻء ﻣﺘﻌﺼﺐ ﻟﻠﻤﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ اﻹﻳﺮاﻧﻲ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ. ووﻓـﻘـﴼ ﳌـﻮﻗـﻊ »اﻟــــﻮﻻء« اﻹﻟـﻜـﺘـﺮو­ﻧـﻲ ﻓﺈن ﺑﻴﻎ اﳌﻮﻟﻮد ﻓﻲ ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ درس ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﻢ أواﺋﻞ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت، وﺧﻄﺒﻪ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮه اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴ­ﺔ.

ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ﻣﻦ ﻋﺎم ٣١٠٢ ﺗـﺤـﺪث ﺑﻴﻎ ﻓـﻲ ذﻛــﺮى وﻓــﺎة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ، ﺣﻴﺚ أﻛﺪ ﺗﺄﻳﻴﺪه ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﳌﺒﺪأ وﻻﻳــــﺔ اﻟــﻔـﻘـﻴـ­ﻪ، واﺻــﻔــﴼ إﻳــــﺎه ﺑـﺎﻟـﻮﺳـﻴـ­ﻂ ﺣﺘﻰ ﻋــﻮدة اﻹﻣــﺎم اﳌﻨﺘﻈﺮ وﻫــﻮ اﻹﻣــﺎم اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻲ ﻋــﺸــﺮ ﻟـﻴـﺤـﻞ ﻣــﻜــﺎﻧــ­ﻪ ﻋــﻠــﻰ رأس اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻹﺳــﻼﻣــﻲ، ﺛــﻢ ﺷـﻜـﺮ اﻟـﻠـﻪ »اﻟــﺬي ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ«.

وﻓـــــــﻲ ﺧــــﻄــــ­ﺎب آﺧــــــــ­ـﺮ، ﺷــــﺠــــ­ﻊ ﺑــﻴــﻎ اﻷﻫــــــﺎ­ﻟــــــﻲ اﻟــــﺤـــ­ـﺎﺿــــﺮﻳـ­ـــﻦ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗــﻌــﺮﻳــ­ﻒ أوﻻدﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﻤﻴﻨﻲ »إﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﻧﺤﺘﺎج ﻧﺤﻦ وأوﻻدﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳌﺰﻳﺪ ﻋﻨﻪ. إﻧﻪ ﺑﻄﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ وﻟﻺﺳﻼم«.

ﺑـــﺼـــﺮف اﻟــﻨــﻈــ­ﺮ ﻋـــﻦ ﻛـــﻮﻧـــﻪ ﺑــﺎﺣــﺜــ­ﴼ ﻓــﻲ ﻣـﺆﺳـﺴـﺔ »اﻟـــــﻮﻻء«، ﻓــﺈن ﺑـﻴـﻎ ﻋﻀﻮ ﻓــﻲ ﻫﻴﺌﺔ اﻟــﺘــﺪرﻳ­ــﺲ ﻓــﻲ »ﻣـﻌـﻬـﺪ اﻹﻣــﺎم ﻋــﻠــﻲ« ﻓـــﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــ­ﺔ أدﻳــﻼﻧــﺘ­ــﻮ ﻣـــﻦ وﻻﻳـــﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ. وﻳﻘﻮم اﳌﻌﻬﺪ ﺑﺮص اﻟﻄﻼب ﻓـﻲ اﻟﺼﻔﻮف اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، وإﻋــﺪادﻫـ­ـﻢ ﻟﻴﺘﻢ إرﺳﺎﻟﻬﻢ ﻻﺣﻘﴼ إﻟـﻰ اﻟـﺨـﺎرج ﺑﻐﻴﺔ أﺧﺬ اﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟــــﺪروس ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﻦ اﻟــﻌــﺮاق وإﻳﺮان.

ﻳﻘﻮل ﻟﻲ ﻣﺤﺪﺛﻲ، إن أﺣﺪ اﻟﻔﺼﻮل اﳌــﺪرﺟــﺔ ﻓـﻲ اﻟـــﺪورات اﻟـﺪراﺳـﻴـ­ﺔ ﻟﻄﻼب اﻟﺴﻨﺔ اﻷوﻟﻰ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ ﺣﻮل اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ. إن ﻓـﺼـﻞ ﻗــﻮاﻧــﲔ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻊ ﻛﺘﺎب ﻵﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻧﺎﺻﺮ ﻣﻜﺎرم ﺷﻴﺮازي، وﻫﻮ رﺟﻞ دﻳﻦ ﺑﺎرز ﻓﻲ ﻗﻢ، دﻋﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺸﺎﺑﺎت اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻻ ﻳﺘﻘﻴﺪن ﺗﻤﺎﻣﴼ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﺤﺠﺎب ﺑﻘﺴﻮة، وأﺧﻴﺮﴽ اﻗﺘﺮح ﻋﻘﻮﺑﺔ اﳌﻮت »ﻟﻠﺼﻴﺎرﻓﺔ«، ﻣﻠﻘﻴﴼ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻠﻮم ﻓﻲ اﻷزﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﺈﻳﺮان ﺣﺎﻟﻴﴼ.

ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻎ ﻫﻮ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻲ اﻟــﻮﺣــﻴـ­ـﺪ اﳌــﺮﺗــﺒـ­ـﻂ ﺑـﻤـﺆﺳـﺴـﺔ »اﻟـــــﻮﻻء«، ﻫﻨﺎك أﻳﻀﴼ اﻟﺸﻴﺦ أﺳـﺎﻣـﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ اﳌــﻮﻟــﻮد ﻓــﻲ واﺷـﻨـﻄـﻦ واﳌــﺆﻳــﺪ ﻟــ»ﺣـﺰب اﻟــﻠــﻪ«، وﻫـــﻮ ﻻ ﻳــﻮﻓــﺮ ﻓــﺮﺻــﺔ إﻻ وﻳﻜﻴﻞ اﳌـﺪﻳـﺢ ﻷﻣــﲔ ﻋــﺎم اﻟـﺤـﺰب اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧــﺼــﺮ اﻟــﻠــﻪ. وﻛــﻤــﺎ ﻳـﺘـﻀـﺢ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﻘـﺮﻳـ­ﺮ اﳌـــﺘـــﻌ­ـــﻠـــﻖ ﺑـــﻤـــﺆﺳ­ـــﺴـــﺔ »اﻟــــــــ­ــــــــﻮﻻ­ء«، ﻓــــﺈن آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ إﻳـﺮان ﺗﺰدﻫﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة، ﻓـــﺈﻳـــﺮ­ان اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺼــﻒ أﻣـﻴـﺮﻛـﺎ ﺑـ»اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻷﻛﺒﺮ« ﺗﻨﺸﺮ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﺎ، ﺑـﻤـﺎ ﻓــﻲ ذﻟــﻚ دﻋــﻢ اﻹرﻫـــــﺎ­ب، ﻓــﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧــﺤــﺎء اﻟـــﻮﻻﻳــ­ـﺎت اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة ﻣــﻦ دون أي ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ.

ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺷﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ اﺳــﺘــﻀــ­ﺎﻓــﺖ اﻟــﺸــﻬــ­ﺮ اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ ﻣــﺆﻳــﺪﻳـ­ـﻦ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻲ وﻟـــ»ﺣــﺰب اﻟــﻠــﻪ«، ﻛﻤﺎ أﻇـﻬـﺮت اﻹﻋــﻼﻧــﺎ­ت ﻋﺒﺮ اﻹﻧـﺘـﺮﻧـﺖ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ »ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ« ﻓـﻲ أرﻳــﺰوﻧــ­ﺎ، أن اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﺧـﺘـﺎرت ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳـﻠـﻮل( اﳌـﺎﺿـﻲ اﻟﺸﻴﺦ أﺳﺎﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ.

ﻛﺎن ﻋﻨﻮان ﻣﺤﺎﺿﺮﺗﻪ: »ﻛﻴﻒ ﺗﺒﻘﻰ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻄــﺮﻳـ­ـﻖ اﻟــﺼــﺤــ­ﻴــﺢ؟«، ﻗـــﺎل ﻓﻴﻬﺎ، إﻧــﻪ ﻳـﺠـﺐ ﻋـﻠـﻰ اﳌﺴﻠﻤﲔ اﺗــﺒــﺎع ﻛــﻞ ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻷﻋﻠﻰ و»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﻤﺎ. ﺛﻢ ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺎﻋﺘﺰاز ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻃﺎﻟﺒﴼ ﻓﻲ ﻗﻢ، وﺷﺒﻪ ﻗــﺪوم ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﻄﻠﺔ، إذ ﻗﺎل: »ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻄﻼب ﻛﺎن ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻴﺪ«، وواﺻﻞ: »ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات ﻣــﻦ اﻻﻧــﺘــﺼـ­ـﺎر ﻓــﻲ ﻟــﺒــﻨــﺎ­ن«، ﺛــﻢ أﺿـــﺎف: »أﻳﻬﺎ اﻹﺧﻮة ﺳﺄﻛﻮن ﺻﺮﻳﺤﴼ ﻣﻌﻜﻢ، ﻓﺈذا ذﻫﺒﺖ ﻛﻞ ﻫﻴﺌﺔ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟــﻰ واد، وذﻫـــﺐ اﻟـﺴـﻴـﺪ ﻋـﻠـﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ إﻟـﻰ واد آﺧــﺮ، ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺬﻫﺐ إﻟـﻰ ﻫﺬا اﻟــــﻮادي اﻟـــﺬي دﺧـﻠـﻪ اﻟـﺴـﻴـﺪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ«. ﺛـﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺑـﺄﻧـﻪ »ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻤﲔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أي ﺗﺸﻮﻳﺶ ﻟﺪﻳﻬﻢ، ﻣﻦ ﺧﻼل اﺗﺒﺎع ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻧـــﺼـــﺮ اﻟــــﻠـــ­ـﻪ«. وﻗـــــــﺎ­ل: »ﻋـــﻨـــﺪﻣ­ـــﺎ ﺗــﻜــﻮن اﻷوﻗﺎت ﻋﺼﻴﺒﺔ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻚ ﻻ ﺗﻌﺮف أﻳﻦ ﻫﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ واﻟﻜﻞ ﻳﺘﺤﺪث، ﺗﺬﻛﺮ ﻓﻘﻂ ﻛﻠﻤﺎت ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ«.

آﺧﺮ ﺳﻤﺔ ﻣﻘﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﺒﺮ اﻟﺤﻀﻮر أن اﻹﻣﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻗﺮﻳﺒﴼ. ﻓﻲ أرﻳﺰوﻧﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ أﺳﺎﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ: »إﻧﻨﺎ ﻧﻘﺘﺮب أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ زﻣﻦ اﻹﻣﺎم. ﻋﻮدﺗﻪ ﺻﺎرت ﻗـﺮﻳـﺒـﺔ ﺟـــﺪﴽ، وﻧــﺤــﻦ ﻻ ﻧــﺮﻳــﺪ أن ﻧﻀﻴﻊ اﻵن«.

واﳌـــــــ­ـﻌــــــــ­ﺮوف أﻧــــــــ­ﻪ ﻛـــﻠـــﻤـ­ــﺎ اﺷــــﺘـــ­ـﺪت اﻷوﺿـــﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓـﻲ إﻳـــﺮان، ﻳﻠﺠﺄ اﻟﻨﻈﺎم وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮر إﻟﻰ اﻹﻣﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋـﺸـﺮ، وﻳـﻘـﻮل إﻧــﻪ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺧــﻼل ﺣﺮب ﻛﺎرﺛﻴﺔ وﻳﺤﻘﻖ ﻧﺼﺮﴽ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ اﻟـﺤــﻘـﻴـ­ـﻘـﻴـﲔ، وﺳــﻴــﻔــ­ﺮض ﺣـﻜـﻤـﴼ ﻋـﺎﳌـﻴـﴼ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ »ﺣﺴﺐ اﳌﻔﻬﻮم اﻹﻳﺮاﻧﻲ«.

وﻟـــــــﺪ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟـــﻐـــﻨ­ـــﻲ ﻓــــﻲ واﺷـــﻨـــ­ﻄـــﻦ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـ­ﺔ واﻧــﺘــﻘـ­ـﻞ إﻟـــﻰ ﻗــﻢ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻋﻤﺮه ٠٢ ﻋـﺎﻣـﴼ، ووﻓـﻘـﴼ ﻟﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ درس ﻓﻲ اﳌـﺪارس اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻨﺎك ﳌﺪة ٠٢ ﺳﻨﺔ أﺧﺮى، ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة ﻣـﺸـﺒـﻌـﴼ ﺑــﺂﻳــﺪﻳـ­ـﻮﻟــﻮﺟــﻴ­ــﺎ وﻻﻳــﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ.

ﻳﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ دﻳﺮﺑﻮرن ﻣﻦ وﻻﻳﺔ ﻣﻴﺸﻴﻐﺎن، وﺗﻌﻜﺲ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﳌـﺘـﻄـﺮف اﻟـــﺬي ﺗـﻠـﻘـﺎه ﻓــﻲ ﻇﻞ اﻟـــﻨـــﻈ­ـــﺎم اﻹﻳــــﺮاﻧ­ــــﻲ اﻟــــﺮاﻋـ­ـــﻲ ﻟـــﻺرﻫـــ­ﺎب، وﺗــﻄــﻠــ­ﻖ ﻋـﻠـﻴـﻪ اﻟــﻘــﻴــ­ﺎدة اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻴــﺔ اﺳــﻢ اﳌﺴﺘﺸﺎر، ﻛﻤﺎ ﺳﻤﺖ ﻛﻞ ﻓﺮق »اﻟﺤﺮس اﻟــــــﺜـ­ـــــﻮري« اﻟــــﺘـــ­ـﻲ ﻗـــﺎﺗـــﻠ­ـــﺖ ﻓــــﻲ ﺳـــﻮرﻳـــ­ﺎ ﻣﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ وﺻﻠﻮا ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃــﻠــﺐ اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﻟــﺴــﻮرﻳ­ــﺔ، إﻟـــﻰ درﺟــﺔ ﻏـــــﺎب ﻋــــﻦ ﻧـــﻈـــﺮﻫ­ـــﺎ ﺗـــﻨـــﻘـ­ــﻼت اﻟـــﺠـــﻨ­ـــﺮال ﻗـــﺎﺳـــﻢ ﺳــﻠــﻴــﻤ­ــﺎﻧــﻲ »ﺑـــــﲔ ﻓـــــﺮق ﻫــــﺆﻻء اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ« ﻟﻌﻠﻪ ﻫﻮ أﻛﺒﺮ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ ﻓـﻲ ﻧﻈﺮ إﻳــﺮان، وﻟﻴﺲ ﺟـﻨـﺮاﻻ ﻳﺨﻄﻂ وﻳﺪﻳﺮ ﻣﻌﺎرك ﺗﺪﻣﻴﺮﻳﺔ.

ﻳـــــــــ­ــﺮوي ﻣـــــﺤـــ­ــﺪﺛـــــﻲ ﻋـــــــﻦ اﻟــــﻨـــ­ـﺸــــﺎط اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، وﻳﻘﻮل: »إﻧــﻪ ﻓـﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗـﻤـﻮز( اﳌـﺎﺿـﻲ ﺷـﺎرك ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻓﻲ وﻻﻳـﺔ ﻣﻴﺸﻴﻐﺎن ﻓﻲ ﺗـﻌـﺰﻳـﺰ آﻳـﺪﻳـﻮﻟـﻮ­ﺟـﻴـﺎ اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻲ. اﺳـﺘـﻀـﺎف أﺣــﺪﻫــﺎ »ﻣــﺮﻛــﺰ زﻳــﻨــﺐ« ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ ﻛﻤﺤﺎﺿﺮ ﺿﻴﻒ«. ﻳﻘﻮل ﻣﺤﺪﺛﻲ: »ﻳﻨﺸﺮ اﳌﺴﺠﺪ رﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻹﻳﺮان، وﻳﻌﺘﺒﺮه ﺳﻠﻄﺔ دﻳﻨﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﴽ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ اﳌﺴﻠﻤﲔ«.

وﻳــﻌــﻠــ­ﻖ ﻣــﺤــﺪﺛــ­ﻲ: »إن اﺳـﺘـﻀـﺎﻓـ­ﺔ ﺷﻴﺦ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ وﻣـــﻮال ﻟـ)ﺣﺰب اﻟـــﻠـــﻪ(، ﻣــﺆﺷــﺮ ﻗـــﻮي ﻋــﻠــﻰ أن ﻣـﺆﺳـﺴـﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ ﻓـﻲ أرﻳــﺰوﻧــ­ﺎ ﺗـﺮوج ﻟــﻠــﺘــﻄ­ــﺮف اﻟــﺸــﻴــ­ﻌــﻲ«. وﻣــــﻦ اﳌـــﺆﺷـــ­ﺮات اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻷﺧــﺮى اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻫﺬه اﳌــﺆﺳــﺴـ­ـﺔ، أﻧــﻬــﺎ ﻻ ﺗــﺘــﻔــﻖ ﻣـــﻊ اﻟـﺸـﻌـﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪﻳﻨﻲ، وﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أﻧﻪ إذا ﻣﺎ اﻧﺤﺎزت ﻣﺆﺳﺴﺔ أرﻳــﺰوﻧــ­ﺎ إﻟــﻰ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻴــﲔ اﳌﻀﻄﻬﺪﻳﻦ، ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺪ ﻣﺘﺤﺪﺛﴼ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟـــﻨـــﻈ­ـــﺎم اﻹﻳـــــﺮا­ﻧـــــﻲ ﻟــﺤــﻘــﻮ­ق اﻹﻧـــﺴـــ­ﺎن، وﻳـــﻤـــﻜ­ـــﻦ أن ﺗــﻌــﻄــﻲ ﻣــﻨــﺼــﺔ ﻟـﻠـﺸـﻴـﻌـ­ﺔ اﳌﻌﺘﺪﻟﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎرﺿﻮن ﻧﻈﺎم اﻷﺋﻤﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان. وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ اﳌﻨﻀﻤﲔ إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻠﻮﻗﻮف إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـ­ﲔ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺟﻠﺐ ﺑﻌﺾ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻟﻘﻀﺎﻳﺎﻫﻢ.

ﻟـﻜـﻦ ﻣــﺎ ﺗــﻘــﻮم ﺑــﻪ ﻫـــﺬه اﳌـﺆﺳـﺴـﺎت ﻳــﺆﻛــﺪ ﺗﺒﻌﻴﺘﻬﺎ وﺗـﻤـﻮﻳـﻠـ­ﻬـﺎ ﻣــﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ، وﻟﻬﺬا ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ، ﺑﻠﺪ اﻟﺤﺮﻳﺎت، ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻧﻈﺎم ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﻋﻰ اﻹرﻫﺎب وﺗﻔﺘﺢ أﺑﻮاب ﻣﺤﺎﺿﺮاﺗﻬﺎ أﻣﺎم ﻣﻮاﻟﲔ ﻟـ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«.

اﻵن ﻣــــــﻊ ﺑــــــــﺪ­ء ﺳــــــﺮﻳـ­ـــــﺎن ﻣـــﻔـــﻌـ­ــﻮل اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـ­ﺎت اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺪة ﺿــﺪ ﻧــﻈــﺎم اﻟﺤﻜﻢ ﻓــﻲ إﻳـــــﺮان، ﻟــﻢ ﻳــﻌــﺪ اﻟــﻨــﺸــ­ﺎط اﻹﻳـــﺮاﻧـ­ــﻲ، ﻛــﺮدة ﻓﻌﻞ، ﻣﺤﺼﻮرﴽ ﻓـﻲ ﺑﻌﺾ اﻟــﺪول اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـ­ﺔ، ﺑـﻞ ﺗﺠﺐ ﻣـﺮاﻗـﺒـﺔ ﻫــﺬه اﳌـﺮاﻛـﺰ واﳌــــﺆﺳـ­ـــﺴــــﺎت ﻓــــﻲ أﻣـــﻴـــﺮ­ﻛـــﺎ وﺑــــــﺄي ﻟـﻐـﺔ ﺗﺤﺮﻳﻀﻴﺔ ﺿﺪ »اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻷﻛـﺒـﺮ« ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﺎ، ﺳﺘﻌﺘﻤﺪﻫﺎ وﻫﻲ ﺗﺰدﻫﺮ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮم ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻟﻜﻦ، ﻫﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل داﺋﻤﴼ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ؟

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia