اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺤﻤﺎم
ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺑﻴﻞ ﻏﻴﺘﺲ ﻓﻲ ﺛﻼث ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ، اﻷوﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺧﻼل ﺗﺤﻀﻴﺮه ﻟﻜﻠﻤﺘﻪ ﺧﻼل ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻣﻐﻠﻖ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺔ ﻋﺎم ٧٨٩١، وﻛﺎن وﻗﺘﻬﺎ ﻣﺤﺪود اﻟﻨﺠﺎح وﺷﺮﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ، وﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻌﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻮل ﻋﻦ اﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ.
ﺛﻢ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ ﻋﻨﺪ زﻳﺎرﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ أﺟﺮﻳﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺣﺼﺮﻳﺔ، وﺗﻄﺮﻗﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺪد ﻏﻴﺮ ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻦ اﳌﻮاﺿﻴﻊ، وﻗﺒﻠﻬﺎ ﻛـﻨـﺖ ﻗــﺪ ﻗـﺎﺑـﻠـﺘـﻪ ﻓــﻲ اﳌــﻨــﺘــﺪى اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي اﻟـﻌـﺎﳌـﻲ ﺑــﺪاﻓــﻮس ﻓــﻲ ﺳـﻮﻳـﺴـﺮا، ﺣﻴﻨﻤﺎ أﻃـﻠـﻖ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﳌﻬﻢ »اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟــﻘــﺎدم«، اﻟــﺬي وﺿـﻊ ﻓﻴﻪ رؤﻳــﺔ وﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﳌﺴﻴﺮة اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ. وﺳﺄﻟﺘﻘﻲ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻫﻨﺎك.
أﻧﺎ ﻣﻌﺠﺐ ﺑﻪ وأﺣﺘﺮﻣﻪ. رﺟﻞ ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﻳﺴﺨﺮ اﻟﻴﻮم ﺟﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻴﻘﻮم ﺑﺎﻟﺼﺮف ﻋﺒﺮ ﺟﻤﻌﻴﺘﻪ اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﳌﻼرﻳﺎ واﻟﻜﻮﻟﻴﺮا واﻹﻳﺪز ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وآﺳﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ، وﻛﻞ ﺧﻄﻮة ﺟﺪﻳﺪة ﻳﺨﻄﻮﻫﺎ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺗﻨﺎل اﻻﻫﺘﻤﺎم. واﻟﻴﻮم ﻳﻌﻠﻦ ﺑﻴﻞ ﻏﻴﺘﺲ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓـﻲ اﻟﺼﲔ أﻧــﻪ ﻳﻨﻮي إﺣــﺪاث ﺛــﻮرة ﻓﻲ ﻃـﺮﻳـﻘـﺔ اﻟـﺘـﺨـﻠـﺺ ﻣــﻦ اﻟـﻨـﻔـﺎﻳـﺎت اﻟـﺒـﺸـﺮﻳـﺔ )اﻟـﺘـﺒـﻮل واﻟﺘﺒﺮز(، إﻧﻪ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ إﺣﺪاث ﺛﻮرة ﻓﻲ اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻴﻮم.
ﺑــﻴــﻞ ﻏــﻴــﺘــﺲ ﻳــﻌــﺘــﻘــﺪ أﻧــــﻪ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻋــــﺪم وﺟـــﻮد أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺻﺤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺒﺮز واﻟﺘﺒﻮل، ﺗﺘﺴﺒﺐ اﻷﻣﺮاض اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن، وﻫﺬه اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻠﻒ ٣٢٢ ﺑﻠﻴﻮن دوﻻر ﺳﻨﻮﻳﴼ ﺳﺘﺰداد ﺳﻮءﴽ إذا ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺎد وﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻷن اﻷﻣﺮاض اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺳﻮء اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟــﺼــﺤــﻴــﺔ ﺗـــــﺆدي إﻟــــﻰ اﻹﺻـــﺎﺑـــﺔ ﺑــﺎﻟــﺴــﻞ واﳌـــﻼرﻳـــﺎ واﻟﻜﻮﻟﻴﺮا واﻹﺳﻬﺎل وﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﳌﻮت.
ﺑـﻴـﻞ ﻏـﻴـﺘـﺲ وﺟـﻤـﻌـﻴـﺘـﻪ ﺧـﺼـﺺ ٠٠٢ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻋــﻠــﻰ ﻣــــﺪى ﺳــﺒــﻊ ﺳـــﻨـــﻮات ﻹﻃـــــﻼق اﻟــﺤــﻤــﺎم اﻟﺬﻛﻲ، اﻟﺬي ﻳﻘﻀﻲ »ﻓﻮرﴽ« ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﻴﺮوﺳﺎت واﻟـﺒـﻜـﺘـﻴـﺮﻳـﺎ، ﻣـﻤـﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟـــﺬي ﻳﺒﻘﻰ ﻫــﻲ ﻣﻴﺎه ﻧﻈﻴﻔﺔ وﺻـﺎﻟـﺤـﺔ ﻟﻠﺸﺮب واﻟـــﺮي وﺑـﻘـﺎﻳـﺎ ﻣﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻛﺴﻤﺎد أو اﻟـﺨـﻼص ﻣﻨﻬﺎ ﺑـﻼ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ. ﺑﻴﻞ ﻏﻴﺘﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻗﻨﺎﻋﺔ أن اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﳌﺘﻮﻗﻊ واﳌﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻷرض ﺳﻴﻔﺎﻗﻢ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄﻴﺮ، وﺳﺘﺰﻳﺪ اﻷﻣــﺮاض ﻧﺘﺎج ﻋﺪم ﺣﻞ اﳌﺸﻜﻠﺔ، ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻧﺘﺎج اﻟﻬﺠﺮة إﻟــﻰ اﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻫﻨﺎك ﻧــﺪرة ﻓـﻲ اﳌــﺎء ﻛﻤﺼﺪر أﺳﺎﺳﻲ، وازدﻳﺎد اﻟﻘﺘﺎل اﳌﺘﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺑــﻴــﻞ ﻏـﻴـﺘـﺲ ﻳــﺘــﻮﻗــﻊ أن ﺗــﻜــﻮن ﺻــﻨــﺎﻋــﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟــﺤــﻤــﺎﻣــﺎت اﻟــﺬﻛــﻴــﺔ وأدواﺗــــﻬــــﺎ اﳌــﺼــﺎﺣــﺒــﺔ ﺑﺤﺠﻢ ﻳﺘﺨﻄﻰ اﻟـﺴـﺘـﺔ ﺑــﻼﻳــﲔ دوﻻر ﺑـﺤـﻠـﻮل ﻋــﺎم ٠٣٠٢، ﻣـﻤـﺎ ﺳﻴﻌﻨﻲ أﻧـــﻪ ﺳـــﻮف ﺗــﻜــﻮن ﻫــﻨــﺎك ﻓــﺮﺻــﺔ ﻧﻤﻮ اﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ، وﻫﻮ ﻗﺮر أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أواﺋــﻞ اﳌﺒﺎدرﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل اﻟﻼﻓﺖ. وﻟﻌﻞ أﺑﺮز اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ اﻟﻬﻨﺪ، ﻓﻬﻲ ﺑﻠﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻘﻀﻲ ﻓﻴﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﲔ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻼء. وﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ أدت إﻟﻰ أن ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﲔ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻻﻏﺘﺼﺎب ﺿﺪ اﻟﻨﺴﺎء ﺗﺤﺪث ﻟﻬﻦ وﻫﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء اﻟﻄﻠﻖ.
وﻓـــﻲ ﻋـــﺎم ٧١٠٢ ﺳــﻠــﻂ ﻓـﻴـﻠـﻢ ﻋــﺒــﻘــﺮي ﺑـﻌـﻨـﻮان »ﺣــﻤــﺎم« أو »ﺗــﻮاﻟــﻴــﺖ« ﺑـﺎﻹﻧـﺠـﻠـﻴـﺰﻳـﺔ اﻟــﻀــﻮء ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻠﺔ. ﻳﺤﻜﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ أن زوﺟﺔ رﻓﻀﺖ إﺗﻤﺎم زواﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻷن ﺑﻴﺘﻪ ﺑﻼ ﺣﻤﺎم. وﻛﺎن ﻟﻬﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ وﻗﻊ ﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﻬﺬه اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟــﺰﻣــﻦ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣﺠﻠﺔ »ﺗــﺎﻳــﻢ« اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻗﺪ أﺻﺪرت ﻋﺪدﴽ ﺧﺎﺻﴼ ﻋﻦ أﻫﻢ ﻣﺎﺋﺔ اﺧﺘﺮاع ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﺮﻛﺰ اﻷول »ﻛﺮﺳﻲ اﻟﺤﻤﺎم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي«، ﳌﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻦ أﺛﺮ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﲔ ﺻﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎن، ووﻗﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض ﻋﻨﺪ ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺘﻪ.
إذا ﻣﺎ ﻧﺠﺢ ﺑﻴﻞ ﻏﻴﺘﺲ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﻓﻨﺤﻦ أﻣﺎم »ﺛﻮرة« ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻋﺘﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﻟﻜﻦ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺗﺒﻘﻰ أﻫــﻢ أدوات اﻹﻧـﺴـﺎن ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﺤﻠﻮل اﳌﺬﻫﻠﺔ. إﻧﻬﺎ وﻻدة ﻣﺒﻬﺮة ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺤﻤﺎم.