Asharq Al-Awsat Saudi Edition

»ﻫﻼ ﻧﻮﻓﻤﱪ«

-

ﻣﻨﺬ أﺳﺒﻮع واﻟﻜﻮﻳﺖ ﻏﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﳌﻄﺮ. ﻣﺮت ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻮﺟﺔ أﻣﻄﺎر ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﺎ، وﻇﻠﺖ ﺗﻬﻄﻞ إﻟﻰ أن ﺗﺤﻮﻟﺖ اﻷرض إﻟﻰ ﺑﺤﻴﺮات، وﺑﻠﻎ اﻟﺴﻴﻞ اﻟﺰﺑﻰ. واﻟﺰﺑﻰ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب اﳌﺮﺗﻔﻊ اﻟﺬي ﻻ ﺗﺼﻠﻪ اﳌﻴﺎه. وإذ ﻏﻤﺮت اﳌﻴﺎه اﻟﻄﺮﻗﺎت واﳌﻨﺎزل واﻷﺑﻨﻴﺔ، أﻋﻠﻨﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺟﺎﺑﺮ اﳌﺒﺎرك ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﻮارئ، واﺳﺘﻨﻔﺮت ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻮى، وأﻏﻠﻘﺖ اﳌﻌﺎﻫﺪ واﳌﺪارس وﺳﺎﺋﺮ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، وﺳﻬﺮ اﻟــﻮزراء ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﻢ ﻳﻼﺣﻘﻮن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﻧـﻘـﺎذ واﻹﺳـﻌـﺎف وﻃﺎﻟﺒﻲ اﻹﻳــﻮاء اﻟﺬﻳﻦ دﻣﺮت اﻟﺴﻴﻮل ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ. وأﻏﻠﻘﺖ اﳌﻮاﻧﺊ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ أﻋﺎﺻﻴﺮ ﻓﻠﻮرﻳﺪا، ﻛﻤﺎ أﻏﻠﻖ اﳌﻄﺎر ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺮﺣﻼت اﳌﻐﺎدرة واﻟﻘﺎدﻣﺔ.

وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺪأت اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺧﻠﻔﻬﺎ ٠٠١ ﻣﻠﻢ ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر، أي ﻧﺤﻮ ﺳﺪس ﻣﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﺧﻼل ﻋﺎم! وﻣﻦ ﺛﻢ ﺑﺪأت اﳌﻀﺎﻋﻔﺎت. وأوﻟﻬﺎ أﻧﻬﺎ وﺣﺪت اﻟﻜﻮﻳﺖ. وﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ اﻣﺘﺪح اﳌﻌﺎرﺿﻮن اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻮن ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﺴﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت واﳌﻔﺎﺟﺂت. وﺣﺪث ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ أﺧﺮى، ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻘﺎل وزﻳﺮ اﻷﺷﻐﺎل ﻣﺤﻤﻼ ﻧﻔﺴﻪ ووزارﺗﻪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻬﻔﻮات، ﺑﺪل أن ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ وزﻳﺮ اﻟﺘﺠﺎرة أو اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ أو اﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.

وﻓــﻲ ﺣﻴﻮﻳﺘﻬﺎ اﳌــﻌــﺘــ­ﺎدة وﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺘﻬﺎ ﺑـــﺪأت ﺻـﺤـﻒ اﻟـﻜـﻮﻳـﺖ ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ ﻣﺴﺎﺣﺎت اﻟﺴﻴﻮل ﺑﻤﺴﺎﺣﺎت ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺮ. وﺑﺤﺚ اﳌﺘﻔﺎﺋﻠﻮن ﻋﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻷﻣﻄﺎر وﻃﺮﺣﻮا اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺒﺮاء: أوﻻ، ﺧﻔﺾ اﻟﺘﻠﻮث. ﺛﺎﻧﻴﴼ، اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﻴﺔ. ﺛﺎﻟﺜﴼ، أو أوﻻ ﻣﺮة أﺧﺮى، ﻻ ﻏﺒﺎر ﻫﺬا اﻟﺼﻴﻒ ﻓﺎﻟﺴﻴﻮل ﺗﻤﺎﺳﻚ اﻟﺮﻣﺎل.

وﻟـــﻢ ﻳـﺘـﺄﺧـﺮ اﳌـﺘـﺸـﺎﺋـ­ﻤـﻮن ﻓــﻲ اﻟــﻈــﻬــ­ﻮر: اﻷﺿـــــﺮا­ر اﻟــﺘــﻲ ﻟـﺤـﻘـﺖ ﺑـﺎﻟـﻄـﺮق. اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ. إﺻﻼﺣﺎت اﻟﺒﻴﻮت. وإﻟﻰ آﺧﺮه. ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻟﻌﺎدة، اﻷﻗﻠﻴﺔ. وﻗﺪ اﻋﺘﺎدت اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺮﺣﺐ ﺑﻀﻴﻮﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ٢ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﻫﻼ ﻓﺒﺮاﻳﺮ«، وﺳﻮف ﺗﻀﻴﻒ إﻟﻴﻪ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم »ﻫﻼ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ«.

ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ﺷﻬﺮ اﻻﺳﺘﻘﻼل، ﻓﺈن ﻫﺬا اﻵن ﻫﻮ ﺷﻬﺮ »اﳌﻌﺪن اﻟﺜﻤﲔ« ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ اﻟﻜﺎﺗﺐ أﺣﻤﺪ اﻟﺼﺮاف. ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻮن ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا ﻓﻲ اﻷزﻣﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى، ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎوﻧﻮن وﻳﺼﺒﺤﻮن ﻋﺎﺋﻠﺔ واﺣﺪة، ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﺠﺪل ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ واﻟﺪﻳﻮاﻧﻴﺎ­ت وﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﺔ اﻟﺬي ﻳﺮأﺳﻪ رﺟﻞ دوﻟﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻋﺮوﺑﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ وﻋﺮاﻗﺔ ﻫﺬه اﻟﻌﺮوﺑﺔ، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﺮارة اﻻﺣﺘﻼل ووﺿﺎﻋﺔ اﻟﻐﺰو اﻟﺬي دﻣﺮ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن إﻻ ﻫﻨﺎ، ﺣﻴﺚ ﻋﺎش اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻮن ﻋﺬاﺑﴼ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻓﻖ ﻓﻲ وﺻﻔﻪ أﺣﺪ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻛﻨﻌﺎن ﻣﻜﻴﺔ.

ﻳﻈﻦ اﻟﻨﺎس أن اﻻﺣﺘﻼل ﺧﺒﺮ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ، أو ﻣﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﻧﺸﺮة إﺧﺒﺎرﻳﺔ. ﻟﻜﻨﻪ أﻗﺴﻰ اﻣﺘﺤﺎن ﻣﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة وﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻌﻮب.

رﻋـﺖ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻫـﺬا اﻟﻌﺎم ﻣﺆﺗﻤﺮﴽ ﻹﻋــﺎدة إﻋﻤﺎر اﻟـﻌـﺮاق. وﻗـﺪ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻲ ٦ ﺳﻨﻮات ﻏﺎﺋﺒﴼ ﻋﻨﻬﺎ. وﺻﻠﺖ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﺸﺎع اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺟﻮ ﺻﺎف وﺻﺎح. وﻣﻨﺬ ٣٦٩١ إﻟﻰ اﻟﻴﻮم، ﻫﺬه أﻛﺜﺮ ﻣﺮة أرى اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﺎر. ﻧﻀﻮة ﺣﺼﺎن وﺧﺮزة زرﻗﺎء ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺎﺻﻒ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia