اﻟﺤﻮﺛﻲ ﻳﺤﺸﺪ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء وﻳﻐﺮق اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺸﻌﺎراﺗﻪ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ
أﻗـــﺪﻣـــﺖ اﳌــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت اﻟــﺤــﻮﺛــﻴــﺔ ﻓﻲ ﺳـﻴـﺎق اﺳﺘﻌﺪاداﺗﻬﺎ ﻻﺳـﺘـﻌـﺮاض ﺣﺸﺪ أﺗﺒﺎﻋﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﻬﺎ اﻟﺬي ﺗﺰﻋﻢ أﻧـﻪ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎل ﺑﺬﻛﺮى اﳌﻮﻟﺪ اﻟﻨﺒﻮي ﻓﻲ ﺻــﻨــﻌــﺎء، ﻋــﻠــﻰ ﺗــﺤــﻮﻳــﻞ ﻣــﻌــﺎﻟــﻢ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ وﺟﺪراﻧﻬﺎ وﺷﻮارﻋﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﻄﻌﺔ واﺣﺪة ﻣـﺼـﺒـﻮﻏـﺔ ﺑــﺎﻟــﻠــﻮن اﻷﺧــﻀــﺮ اﳌـﺼـﺤـﻮب ﺑﺎﻟﺸﻌﺎرات »اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ«.
وأﻛــﺪت ﻣﺼﺎدر ﻣﻄﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء أن اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻹﻳﺮان أﻣﺮت أﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء واﳌﺤﺎﻓﻈﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺗـﺤـﺖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﺑـﺎﻻﺣـﺘـﺸـﺎد اﻟــﻴــﻮم ﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﺴﺒﻌﲔ أﻛﺒﺮ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻓــﻲ ﻣـﺴـﻌـﻰ ﻻﺳــﺘــﻌــﺮاض اﻟــﻘــﻮة وﺗــﺮدﻳــﺪ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ.
وذﻛــﺮت اﳌـﺼـﺎدر أن زﻋﻴﻢ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻋﺒﺪ اﳌﻠﻚ اﻟﺤﻮﺛﻲ أﻣﺮ ﻗﻴﺎدات اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء وﺑﻘﻴﺔ اﳌﺤﺎﻓﻈﺎت ﺑﺘﻮزﻳﻊ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺿﺨﻤﺔ ﻋﻠﻰ زﻋﻤﺎء اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﳌﻮاﻟﲔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﺸﺪ أﺗﺒﺎﻋﻬﻢ إﻟﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎل اﻟﺬي ﺣﻮﻟﺘﻪ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻨﺬ اﻧــﻘــﻼﺑــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺸــﺮﻋــﻴــﺔ ﻣـــﻦ ﻣـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ دﻳﻨﻴﺔ اﻋـﺘـﺎد اﻟﻴﻤﻨﻴﻮن ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﴼ إﻟﻰ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋـﻦ ﻓﻜﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ وﻣﺸﺮوﻋﻬﺎ اﻹﻳﺮاﻧﻲ.
وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺼﺎدر ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء ﺧﺼﺼﺖ اﻟـﺠـﻤـﺎﻋـﺔ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٥٦ ﻣﻠﻴﺎر رﻳــﺎل ﻳﻤﻨﻲ )اﻟــــﺪوﻻر ﻳـﺴـﺎوي ﻧﺤﻮ ٠٠٦ رﻳﺎل ﻳﻤﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﺴﻮداء( ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻣﺮت ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ اﳌﺪﻳﺮﻳﺎت واﳌﺤﺎﻓﻈﺎت واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻗﺒﻴﻞ اﻻﺣﺘﻔﺎل اﳌﺮﻛﺰي اﻟﺬي أﺷﺮف ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ واﻹﻋﺪاد ﻟﻪ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء ﻛﺒﺎر ﻗﺎدﺗﻬﺎ ﻧﺰوﻻ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت زﻋﻴﻤﻬﻢ اﻟﺬي اﻋﺘﺎد أن ﻳﻠﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺸﻮد ﺧﻄﺎﺑﺎ ﺑﺎﳌﻨﺎﺳﺒﺔ.
وﺷﻮﻫﺪت ﺟﺪران اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎء ﺑـﻤـﺎ ﻓـﻴـﻬـﺎ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ )ﺻـﻨـﻌـﺎء اﻟــﻘــﺪﻳــﻤــﺔ( ﻣــﻠــﻴــﺌــﺔ ﺑـــﺸـــﻌـــﺎرات اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ اﻟﺨﻀﺮاء وﺻــﻮر زﻋﻴﻢ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻛﺒﺎر ﻗـﺎدﺗـﻬـﺎ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﻓــﻲ اﳌــﻮاﺟــﻬــﺎت ﻣﻊ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻄﺒﺎﻋﺔ وﻧﺸﺮ ﻣـﺌـﺎت اﻵﻻف ﻣـﻦ اﻟـﺼـﻮر واﻟـﻼﻓـﺘـﺎت ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﺣﻴﺎء اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ.
وأﻣــــــــﺮت اﳌــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت اﻟـــﺴـــﻜـــﺎن ﻓـﻲ ﺻــﻨــﻌــﺎء، ﺑــﺤــﺴــﺐ ﺷــﻬــﻮد ﺗــﺤــﺪﺛــﻮا إﻟــﻰ »اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــــــــــﻂ«، ﺑــﺼــﺒــﻎ واﺟـــﻬـــﺎت ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷﺧﻀﺮ وﻫﻮ اﻟﻠﻮن ذاﺗﻪ اﻟﺬي ﻃﻠﺐ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﳌﺤﻼت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ أن ﻳــﺴــﺘــﺨــﺪم ﻟـــﻄـــﻼء أرﺻـــﻔـــﺔ اﻟـــﺸـــﻮارع واﻷﺑــــــﻮاب ﺗـﻌـﺒـﻴـﺮا ﻋــﻦ اﻟــــﻮﻻء ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ وﻟﺤﻜﻤﻬﺎ اﻻﻧﻘﻼﺑﻲ. وأدى اﻹﻧﻔﺎق ﺑﺒﺬخ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻬــﺮﺟــﺎﻧــﺎت اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ إﻟــــﻰ إﺛــــﺎرة ﺳﺨﻂ اﳌﻮﻇﻔﲔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ أوﻗﻔﺖ رواﺗﺒﻬﻢ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﲔ ﺑﺬرﻳﻌﺔ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ دﻓﻌﻬﺎ رﻏﻢ ﺟﺒﺎﻳﺘﻬﺎ أﻣﻮاﻻ ﺿﺨﻤﺔ ﺗﺼﻞ ﺑﺤﺴﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات إﻟـــــﻰ ﻧـــﺤـــﻮ ﺗـــﺮﻳـــﻠـــﻴـــﻮن رﻳــــــﺎل ﻓــــﻲ اﻟــﺴــﻨــﺔ اﻟﻮاﺣﺪة، ﻏﻴﺮ أن اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗﻔﻀﻞ إﻧﻔﺎق اﳌــﻮارد ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻬﻮدﻫﺎ اﻟﺤﺮﺑﻲ وإﺣﻴﺎء ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ.
وﻻ ﻳﻌﺘﺮض ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻴﻤﻨﻴﲔ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﳌﻮﻟﺪ اﻟﻨﺒﻮي اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗــﻪ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺮﻓﻀﻮن اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺪﺧﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﺑﻬﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﺒﺜﻬﺎ واﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت.
وذﻛــﺮت اﳌـﺼـﺎدر أن اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻗﺮرت اﻻﺣــﺘــﻔــﺎل ﻟــﻠــﻌــﺎم اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﻮاﻟــﻲ ﻓـــﻲ ﺻــﻨــﻌــﺎء ﻓـــﻲ ﻣـــﻴـــﺪان اﻟــﺴــﺒــﻌــﲔ ﻋﻠﻰ وﺟــﻪ اﻟـﺘـﺤـﺪﻳـﺪ، وﻫــﻮ اﳌــﻜــﺎن اﻟـــﺬي ﺷﻬﺪ اﻟـﺸـﺮارة اﻷوﻟــﻰ ﻟﻠﻤﻮاﺟﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﺑﲔ ﻣﺴﻠﺤﻴﻬﺎ وﺣﺮاس اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ وأدت إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ اﻷﺧﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣـﻦ ﻗﻤﻊ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟـﺘـﻲ دﻋﺎ إﻟﻴﻬﺎ واﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﺑﻘﻴﺎدات ﺣﺰﺑﻪ وأﻗﺎرﺑﻪ.
وﺗـــــــﺪاول ﻧــﺎﺷــﻄــﻮن ﻳــﻤــﻨــﻴــﻮن أﻣــﺲ ﺻﻮرا ﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل وﻗﺪ أﺟﺒﺮﺗﻬﻢ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻧــــﺰع ﻣــﻼﺑــﺴــﻬــﻢ وﺻــﺒــﻎ أﺟـﺴـﺎدﻫـﻢ ووﺟـﻮﻫـﻬـﻢ ﺑـﺎﻟـﻠـﻮن اﻷﺧﻀﺮ اﻟـــﺬي ﺗﻌﺒﺮ ﺑــﻪ اﻟـﺠـﻤـﺎﻋـﺔ ﻋــﻦ ﻣﺸﺮوﻋﻬﺎ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ.