ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺑﲔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻷﺋﻤﺔ ووزﻳﺮ اﻟﺸﺆون اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ
ﻳﺜﻴﺮ ﺿـﻌـﻒ أﺟـــﻮر أﺋـﻤـﺔ اﳌﺴﺎﺟﺪ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ وﻇﺮوف ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﺟﺪﻻ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ازداد ﺣﺪة ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺎﺷﺪة ﻧﻘﺎﺑﺘﻬﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ »ﻟﺮﻓﻊ اﻟﻐﱭ« ﻋﻨﻬﻢ؛ إذ أﻏﻀﺒﺖ اﳌﻨﺎﺷﺪة وزﻳـــﺮ اﻟــﺸــﺆون اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻴﺴﻰ اﻟـــﺬي ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ »اﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ«، ﻣـﺮاﻋـﺎة ﻟﻠﻈﺮوف اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮاﺟﻊ إﻳــﺮادات اﻟﻨﻔﻂ.
وﻫــﺎﺟــﻢ ﻋﻴﺴﻰ ﻧـﻘـﺎﺑـﺔ اﻷﺋــﻤــﺔ ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وﻗﺎل: »ﻫﺎ أﻧﺎ أﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺳﺎدﺗﻲ اﻷﺋﻤﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة، ﺣــﺘــﻰ ﻳــﻜــﻮﻧــﻮا ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻴــﻨــﺔ ﻣـــﻦ أﻣــﺮﻫــﻢ، وأﻛــــﺮر ﻟﻬﻢ ﻣــﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻣـــﺮارﴽ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻲ ﺗﻤﺜﻴﻠﻬﻢ: أوﻻ، رﻓﻊ رواﺗﺐ اﻷﺋــﻤــﺔ ﻫــﻮ ﻗــــﺮار ﺗـﻤـﻠـﻜـﻪ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ وﻻ ﺗـﻤـﻠـﻜـﻪ وزارﺗـــﻜـــﻢ. وﺛــﺎﻧــﻴــﴼ، رﻓـــﻊ رواﺗـــﺐ اﻷﺋـــــﻤـــــﺔ ﻳــﻘــﺘــﻀــﻲ ﻣــــﺮاﺟــــﻌــــﺔ اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮن اﻷﺳــﺎﺳــﻲ اﻟـــﺬي ﺻــﺪر ﻓــﻲ ﺳـﻨـﺔ ٨٠٠٢، وﻟﻢ ﺗﺄذن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻤﺮاﺟﻌﺔ أي ﻗﺎﻧﻮن أﺳــﺎﺳــﻲ ﻣـﻨـﺬ ﻣـﺼـﺎدﻗـﺘـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻻ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﺸﺆون اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻷوﻗﺎف وﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﺮه، وﻳﻌﺮف اﻟﻨﻘﺎﺑﻴﻮن أن اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﺬي وﻗﻊ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﻢ«.
وﺗــﻘــﻮل ﻧــﻘــﺎﺑــﺔ اﻷﺋــﻤــﺔ إن ﻣـﺪاﺧـﻴـﻞ ﻗﻄﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﳌﻮﻇﻔﲔ ﺗﺤﺴﻨﺖ واﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓــﻲ ﻋــﺰ أزﻣــﺘــﻬــﺎ اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ اﳌــﺴــﺘــﻤــﺮة ﻣﻨﺬ ٤١٠٢، وأﻋﻄﺖ ﻣﺜﺎﻻ ﺑﺎﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ اﻟﺬﻳﻦ رﻓﻌﺖ وزارة اﻟﺪﻓﺎع أﺟﻮرﻫﻢ وﻣﻨﺤﺘﻬﻢ اﻣﺘﻴﺎزات ﻣﺎدﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮة.
وأﺷـــــﺎر اﻟـــﻮزﻳـــﺮ إﻟـــﻰ أﻧـــﻪ ﻃــﻠــﺐ ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ »أن ﻳﺘﺤﻠﻮا ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أن اﻟـﻈـﺮوف اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻓـﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻻ ﺑﻤﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟــﻠــﻮﻇــﻴــﻔــﺔ اﻟــﻌــﻤــﻮﻣــﻴــﺔ، وﻻ ﺑــﻤــﺮاﺟــﻌــﺔ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟــﺘــﻌــﻮﻳــﻀــﻲ«. وأﺑــــــﺪى ﺗــﺬﻣــﺮﴽ ﺿﻤﻨﻴﴼ ﻣﻦ ﻟﺠﻮء ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻷﺋﻤﺔ ﺑﻘﻴﺎدة رﺋﻴﺴﻬﺎ ﺟﻠﻮل ﺣﺠﻴﻤﻲ إﻟـﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ. وﻗــــــﺎل: »أﺑــﺘــﻬــﺞ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳــﺮﻓــﻊ اﻟــﺴــﺎدة اﻷﺋــﻤــﺔ ﺧـﻄـﺎﺑـﻬـﻢ اﳌـﻄـﻠـﺒـﻲ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ إﻟـــﻰ ﻣـﺆﺳـﺴـﺔ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ، ﻟـﻜـﻨـﻨـﻲ أﺷـﻌـﺮ ﺑــﺎﻟــﺤــﺮج ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗــﻜــﻮن ﻟــﻐــﺔ اﻟــﺨــﻄــﺎب ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ أدب اﻹﻣـﺎم وﺳﻤﺖ اﳌﺸﺎﻳﺦ، وﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﻄﻖ اﻻﺑﺘﺰاز واﳌﺴﺎوﻣﺔ«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﺗﻬﺎم ﻟﻪ ﺑـ »ﺗﺠﺎﻫﻞ أوﺿﺎع اﻷﺋﻤﺔ« وﻋﺪم اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻼﻋﺘﺪاء ﻣﻦ ﻣﺘﻄﺮﻓﲔ.
واﺗﻬﻢ ﻋﻴﺴﻰ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻷﺋﻤﺔ ﺑـ »اﻟﻜﺬب« ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻮزارة ﻣﻊ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﺎ. وﻗﺎل: »ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﺮب ﻗﺪﻳﻤﴼ: اﻟـــﺮاﺋـــﺪ ﻻ ﻳــﻜــﺬب أﻫــﻠــﻪ. وﻣــﻌــﻨــﻰ اﻟــﺮاﺋــﺪ ﻫــﻮ اﻟــﻜــﺸــﺎف اﻟـــﺬي ﻳـﺘـﻘـﺪم ﻗـﺎﻓـﻠـﺔ ﻗﻮﻣﻪ وﻳﺮﺗﺎد اﻟﺼﺤﺮاء ﺑﺤﺜﴼ ﻋﻦ اﳌﺎء واﻟﻜﻸ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﺬب أﻫﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺪ، ﻷن ﻣـﺼـﻴـﺮه ﻣـﺮﺗـﺒـﻂ ﺑﻤﺼﻴﺮﻫﻢ، وﻫـــﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺻـــﺎدﻗـــﴼ«. وﺑـــﺪا ﻛــﻼﻣــﻪ ﻣﻮﺟﻬﴼ إﻟﻰ ﺣﺠﻴﻤﻲ اﻟـﺬي ﻻ ﻳﺨﻔﻲ رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ رﺣﻴﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. وأﺿﺎف: »ﻻﺣﻈﺖ أن ﻣـــــﻦ ﻳـــﻔـــﺘـــﺮض ﻓـــﻴـــﻬـــﻢ أن ﻳــﺘــﺼــﻠــﻮا ﺑــــــﺎﻹدارة، ﻟﻴﺒﻠﻐﻮا )إﻟــﻴــﻬــﺎ( اﻧـﺸـﻐـﺎﻻت اﻟﺴﺎدة اﻷﺋﻤﺔ وﻳﻨﻘﻠﻮا إﻟﻴﻬﻢ إﺟﺎﺑﺎﺗﻬﺎ، وﻳﻔﺘﺮض ﻓﻴﻬﻢ أن ﻳﺼﺪﻗﻮا ﻣﻦ وﻛﻠﻬﻢ، اﺳــﺘــﻌــﺎﺿــﻮا ﻋـــﻦ ﻫــــﺬه اﳌــﻬــﻤــﺔ اﻟـﻨـﺒـﻴـﻠـﺔ ﺑـــﺎﺳـــﺘـــﺮاق اﻟــﺴــﻤــﻊ ﻣـــﻦ أروﻗــــــﺔ اﻟــــــﻮزارة وﻧﺴﺞ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻫﻢ اﻟﺰﻋﻤﺎء اﳌﺘﺼﺪرﻳﻦ، ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ اﻟﺴﺎدة اﻷﺋﻤﺔ ﺗـﺴـﻠـﺨـﻬـﻢ أﻟــﺴــﻨــﺔ اﻟــــﺴــــﻮء، وﺗـﻨـﻬـﺸـﻬـﻢ أﻧــــﻴــــﺎب اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻮﻳـــﲔ، وﺗــﺘــﺠــﺎذﺑــﻬــﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻀﻤﻮا إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺸﻜﻴﻞ أو ذاك، ﺑﻞ وﺻﻞ اﻟﺤﺪ إﻟﻰ إﺛﺎرة اﻟﻨﻌﺮات اﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ودﻓﻌﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﴼ واﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺴﺮﻳﺢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ دﻓﻌﻬﻢ إﻟﻰ أﺧﻄﺎء ﻣﻬﻨﻴﺔ ﺟﺴﻴﻤﺔ، وﺑﻠﻎ اﻟﺘﺤﺮش ﺑﻬﻢ إﻟﻰ أن وﺳﻤﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﳌﺘﺴﻮﻟﲔ واﳌﺤﺘﻘﺮﻳﻦ واﻟﺠﻴﺎع«.