Asharq Al-Awsat Saudi Edition

أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﺗﻨﻬﻲ ﻣﻌﺎﻫﺪة ﻣﻊ روﺳﻴﺎ وﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺮد »ﺳﺮﻳﻊ وﻗﻮي« ﻋﻠﻰ }ﻋﺪوان{ ﻣﻮﺳﻜﻮ

- ﻣﻴﻼﻧﻮ - ﻛﻴﻴﻒ: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎع اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﳌﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻦ واﻟﺘﻌﺎون ﻓﻲ أوروﺑﺎ اﻟﺬي ﻋﻘﺪ ﻓﻲ ﻣﻴﻼﻧﻮ )إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ( ﻃﺎﻟﺐ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻲ ﺑﺎﻓﻠﻮ ﻛﻠﻴﻤﻜﲔ أﻣﺲ اﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌﺠﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺮد »ﺳﺮﻳﻊ وﻗﻮي« ﻋﻠﻰ »اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺪواﻧﻲ« اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ روﺳﻴﺎ ﺿﺪ ﺑــﻼده ﻓﻲ ﻣﻀﻴﻖ ﻛﻴﺮﺗﺶ اﳌــﺆدي ﻟﻠﺒﺤﺮ اﻷﺳــﻮد. وﻗـﺎل: »ﻫﺬا ﻫﻮ اﳌﺠﻠﺲ اﻟـﻮزاري اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ اﻟﺬي ﻫﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺪول أﻋﻤﺎل ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻦ واﻟﺘﻌﺎون ﻓﻲ أوروﺑـﺎ، ﺳﻠﻮك روﺳﻴﺎ اﳌﺰﻋﺰع ﻟﻼﺳﺘﻘﺮار. وﻫـﺬا ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪا ﻛﺒﻴﺮا ﻟﻸﻣﻦ اﻷوروﺑـــﻲ«. وأﺿــﺎف أن »روﺳـﻴـﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺴﺤﺐ ﻫـﺬه اﻟﺴﻨﺔ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ وﺳﻌﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟﻌﺪواﻧﻲ«.

ﻛـﻤـﺎ أﻧـﻬـﻰ اﻟـﺒـﺮﳌـﺎن اﻷوﻛــﺮاﻧـ­ـﻲ ﺑــﺼــﻮرة رﻣــﺰﻳــﺔ اﻟﺨﻤﻴﺲ ﻣﻌﺎﻫﺪة ﺻﺪاﻗﺔ وﺗﻌﺎون ﻣﻊ روﺳﻴﺎ، ﺑﻌﺪ أزﻣﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ أﻋﻮام، وﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻀﻴﻖ ﻛﻴﺮﺗﺶ أواﺧﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌﺎﺿﻲ. وﺣﺼﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺪﺑﻴﺮ اﻟﺬي اﻗﺘﺮﺣﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺘﺮو ﺑﻮروﺷﻨﻜﻮ، ﻋﻠﻰ أن ﻳﺪﺧﻞ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﻘﺒﻞ، ﻋﻠﻰ دﻋﻢ ٧٧٢ ﻧﺎﺋﺒﺎ، ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ اﻟﻀﺮوري ﻫﻮ ٦٢٢ ﻧﺎﺋﺒﺎ. وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺮﻓﺾ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻫـﺬه اﳌﻌﺎﻫﺪة اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺖ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ٩٩٩١، وﻳﻔﺘﺮض أن ﺗﻤﺪد ﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻛﻞ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات. وﻗﺪ أوﻗﻔﺖ روﺳﻴﺎ ﻓﻲ ٥٢ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﺛﻼث ﺳﻔﻦ ﺣﺮﺑﻴﺔ أوﻛﺮاﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎول اﻟﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳـﻮد إﻟﻰ ﺑﺤﺮ آزوف، وأﺳﺮت ﺑﺤﺎرﺗﻬﺎ اﻟـ٤٢. وﻫﺬه أول ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﲔ ﻣﻮﺳﻜﻮ وﻛﻴﻴﻒ ﻣﻨﺬ ﺿﻤﺖ روﺳﻴﺎ ﻓﻲ ٤٠٠٢ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻘﺮم اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ واﻧـﺪﻻع ﻧﺰاع ﻣﺴﻠﺢ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺮق أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﺑﲔ اﻟﻘﻮات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﲔ اﳌﻮاﻟﲔ ﻟﺮوﺳﻴﺎ. وﺗﺘﻬﻢ ﻛﻴﻴﻒ واﻟﻐﺮب روﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬه اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ آﻻف ﻗﺘﻴﻞ، وﺑﺪﻋﻢ اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﲔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ، إﻻ أن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﻨﻔﻲ ذﻟﻚ ﻧﻔﻴﺎ ﻗﺎﻃﻌﺎ.

وأﺷــﺎر ﻛﻠﻴﻤﻜﲔ إﻟـﻰ أﻧـﻪ ﻳﻌﻮد ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة »ﺗﻘﺪﻳﻢ رد دوﻟــﻲ ﺳﺮﻳﻊ وﻗــﻮي ردا ﻋﻠﻰ ﻫـﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟـﻌـﺪواﻧـ­ﻲ«، ﻣﻀﻴﻔﺎ أن »اﻟـﺘـﺼـﺮﻳـ­ﺤـﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﻛـﺎﻓـﻴـﺔ، ﻳﺘﻌﲔ اﻟـﻘـﻴـﺎم ﺑــﺄﻓــﻌــ­ﺎل« ﻷن ﺗﺼﺮﻓﺎت روﺳﻴﺎ »ﺗﻬﺪد اﺳﺘﻘﺮار« اﳌﻨﻄﻘﺔ. وﻃﻠﺐ ﻛﻠﻴﻤﻜﲔ »ﻣﻦ روﺳﻴﺎ اﻹﻓﺮاج اﻟﻔﻮري )ﻋﻦ اﻟﺒﺤﺎرة( وﻋﻮدﺗﻬﻢ إﻟﻰ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ«. وﻗﺪﻣﺖ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ أﻳﻀﺎ وزﻳﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻓﻴﺪﻳﺮﻳﻜﺎ ﻣﻮﻏﻴﺮﻳﻨﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﺖ إن اﻟﺘﻮﺗﺮ »ﻓﻲ ﺑﺤﺮ آزوف ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪر ﻗﻠﻖ ﻛﺒﻴﺮ«. وأﺿﺎﻓﺖ: »ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺪال وﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺾ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ«.

وﻇﻬﺮ اﻟﺜﻼﺛﺎء اﳌﺆﺷﺮ اﻷول إﻟﻰ اﻟﺘﻮاﻓﻖ، ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻠﻨﺖ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻋﻦ إﻗﺪام روﺳﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺟﺰﺋﻲ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺑﺤﺮ ازوف. ﻟﻜﻦ وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟـﺮوﺳـﻲ ﺳﻴﺮﻏﻲ ﻻﻓــﺮوف اﻧﺘﻘﺪ »ﺳـﻠـﻮك أوﻛـﺮاﻧـﻴـ­ﺎ« ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ. وﻗﺎل ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى، إن »ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ راﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ، ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﻻﺑﺘﺰاز، وإﻟﻰ اﻟﻀﻐﻮط واﻟﺘﻬﺪﻳﺪات، وﻻ ﺗﺘﺮدد ﻓﻲ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻔﺎﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ. واﻟﺪﻋﻢ اﳌﻘﺪم إﻟﻰ اﻻﻧﻘﻼب ﻓﻲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق«.

وﺗــﺤــﺪث ﻻﻓــــﺮوف ﻋــﻦ »أزﻣــــﺔ ﺛـﻘـﺔ ﻓــﻲ أوروﺑــــﺎ اﻷﻃﻠﺴﻴﺔ« ﻧـﺎﺟـﻤـﺔ ﻋــﻦ »اﻟـﺘـﻮﺳـﻴـ­ﻊ ﻏـﻴـﺮ اﳌـﺨـﻄـﻂ ﻟــﻪ ﻟﻠﺤﻠﻒ اﻷﻃــﻠــﺴـ­ـﻲ... وﻧﺸﺮ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎت دﻓﺎﻋﻴﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻀﺎدة ﻟﻠﻄﻴﺮان ﻓﻲ أوروﺑﺎ، وﻋﻘﻮﺑﺎت ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺑﺬراﺋﻊ ﻣﺨﺘﻠﻘﺔ«. وﺧﻠﺺ ﻻﻓﺮوف إﻟﻰ اﻟﻘﻮل إن »ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻨﺸﺄ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺰم اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ دﻓــﻦ اﺗـﻔـﺎق دوﻟــﻲ آﺧــﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑـﺎﻟـﺼـﻮار­ﻳـﺦ اﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ اﳌﺪى«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia