Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻟﺒﻨﺎن: ﺧﻀﻮع اﻟﺪوﻟﺔ واﻧﺘﺼﺎر اﻟﺤﺰب

-

ﻛﺸﻔﺖ أﺣـــﺪاث اﻷﺳـﺎﺑـﻴـﻊ اﻷﺧــﻴــﺮة ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻛﺸﻒ. ﻛﻢ أن اﻟﺒﻠﺪ ﻣﺨﻄﻮف ورﻫﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻳﺪ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«، اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺗــﻬــﺪﻳـ­ـﺪ اﻟــﺴــﻠــ­ﻢ اﻷﻫـــﻠـــ­ﻲ، وﺻـــــﻮﻻ إﻟـــﻰ ﻣﺎ اﻋﺘﺮف اﻟﺤﺰب ﻧﻔﺴﻪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺆدي إﻟــﻰ ﻋـــﻮدة اﻟــﺤــﺮب اﻷﻫـﻠـﻴـﺔ، ﺑـﻌـﺪ اﻹﺷـﻜـﺎل اﻷﻣﻨﻲ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﻮف.

وﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﻨﺎك ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻌﺒﻴﺮ »رﻫﻴﻨﺔ« ﻟﻮﺻﻒ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎن. إذ ﻛﻴﻒ ﻳﻮﺻﻒ ﻫﺬا اﻻﺣﺘﺠﺎز اﻟﻘﺴﺮي ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺒﻠﺪ وأﻣﻨﻪ واﻗﺘﺼﺎده، ﻣــﻘــﺎﺑــ­ﻞ إﺧــﻀــﺎﻋـ­ـﻪ ﻟــﻠــﺸــﺮ­وط اﻟــﺘــﻲ ﻳﻤﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺰب؟ وإن ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻮن ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺘﻌﻄﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت وﻳﺼﺒﺢ ﻣﻤﻨﻮﻋﴼ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، وﺗﺘﻬﺪد ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﺎس.

ﻛـــﺎن ﻛــﺎﻓــﻴــ­ﴼ أن ﻳــﺘــﺎﺑــ­ﻊ اﳌـــﺮاﻗــ­ـﺐ أﺣـــﺪاث ﻟــﺒــﻨــﺎ­ن ﺑــﺎﻟــﻄــ­ﺮﻳــﻘــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـــﺪرﺟـــ­ﺖ ﺑــﻬــﺎ ﻓﻲ اﻟــﻔــﺘــ­ﺮة اﻷﺧــﻴــﺮة ﻟـﻴـﺘـﺄﻛـﺪ ﻣــﻦ ﻣـــﺪى ﺿﻌﻒ اﻟــــﺪوﻟـ­ـــﺔ وﻣــــــﺪى ﻫــﻴــﻤــﻨ­ــﺔ اﻟــــﺤـــ­ـﺰب. وﻳــﻘــﻮم اﻟﺤﺰب ﺑﺬﻟﻚ رﻏﻢ اﺳﺘﺴﻼم اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﻹرادﺗــــﻪ وﻣـﺼـﺎﻟـﺤـ­ﻪ. ﻓﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺣﻠﻴﻒ ﻟﻠﺤﺰب، وأﺑﻮاب اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﳌـــﺸـــﺎر­ﻛـــﺘـــﻪ، رﻏــــــﻢ اﻟـــﺘـــﺤ­ـــﻔـــﻈــ­ـﺎت اﻟـــﺪوﻟــ­ـﻴـــﺔ، واﻟــﺠــﻴـ­ـﺶ ﻳــﺘــﻌــﺎ­ﻃــﻰ ﻣــﻌــﻪ ﺑــﺎﻋــﺘــ­ﺒــﺎره ﻗــﻮة ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻣﻮازﻳﺔ.

ﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟـــﺒـــﺪ­اﻳـــﺔ ﻣــــﻦ ﺗــﻌــﻄــﻴ­ــﻞ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﺔ. ﺑــﺪأ اﻻﺑــﺘــﺰا­ز ﻣــﻦ إرﻏــــﺎم رﺋﻴﺲ اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﳌــﻜــﻠــ­ﻒ ﺳــﻌــﺪ اﻟـــﺤـــﺮ­ﻳـــﺮي ﻋـﻠـﻰ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺣﺼﺔ ﺣﻠﻔﺎﺋﻪ، وﺧﺼﻮﺻﴼ »اﻟﻘﻮات اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«. وﻋﻨﺪﻣﺎ واﻓﻘﺖ »اﻟﻘﻮات«، ﻋﺜﺮ »ﺣـــﺰب اﻟــﻠــﻪ« ﻋﻠﻰ ورﻗـــﺔ أﺧـــﺮى ﻟﻠﺘﻌﻄﻴﻞ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻗﺼﺔ »اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ« واﻹﺻﺮار ﻋــﻠــﻰ ﺗـــﻮزﻳـــ­ﺮ أﺣـــﺪﻫـــ­ﻢ، وإﻻ... ﻻ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ. و»اﺳﺘﻘﻼل« ﻫﺆﻻء اﻟﻨﻮاب اﻟﺴﺘﺔ ﻻ ﻳﺸﺒﻬﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﺳﻮى »اﺳﺘﻘﻼل ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻋــﻦ إﻳــــﺮان. »ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻣﻌﻬﻢ ﺳﻨﺔ واﺛﻨﺘﲔ وأﻟﻒ ﺳﻨﺔ وﺣﺘﻰ ﻗﻴﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ«. ﻫﻜﺬا ﻛﺎن ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻟﺮﺋﻴﺴﻲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إذا ﻟﻢ ﺗﺘﻢ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻪ. وﻗـﺪ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻫـﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻓﻲ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻣـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ واﻧــﺘــﻬـ­ـﻰ اﻷﻣـــﺮ ﻛــﻞ ﻣـﺮة ﺑﺨﻀﻮع اﻟﺪوﻟﺔ واﻧﺘﺼﺎر اﻟﺤﺰب.

ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮاﺿﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﻮف اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﺋﺎم وﻫــﺎب، اﳌﻘﺮب ﻣﻦ »ﺣـﺰب اﻟﻠﻪ« وﻣـﻦ ﻧﻈﺎم ﺑــﺸــﺎر اﻷﺳــــــﺪ، ﻓـــﻲ وﺟــــﻪ دﻋـــــﻮى ﻗـﻀـﺎﺋـﻴـﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣـﻌـﻪ ﺑـﻌـﺪ اﻟــﻜــﻼم اﻟــﺒــﺬيء اﻟــﺬي أﻃـــﻠـــﻘ­ـــﻪ ﺑـــﺤـــﻖ اﻟـــﺮﺋـــ­ﻴـــﺲ ﺳـــﻌـــﺪ اﻟـــﺤـــﺮ­ﻳـــﺮي وواﻟــﺪه اﻟﺮﺋﻴﺲ رﻓﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي. واﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ﺑﺘﻬﺪﻳﺪ وﻫﺎب ﻗﺎدة اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟـﻘـﻀـﺎﺋ­ـﻴـﺔ ﺑـﻌـﺪ ﻣﻘﺘﻞ أﺣــﺪ ﻣـﺮاﻓـﻘـﻴـ­ﻪ ﻓﻲ ﺣــــﺎدث ﺣــﻤــﻞ اﻷﺟـــﻬـــ­ﺰة ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـ­ﺘـﻪ، ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻔﺖ ﻫﻲ إﻗﺪاﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر. وﺑﻌﺪ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ورﻓﺾ اﻻﻣﺘﺜﺎل ﻟﻠﻄﻠﺐ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ وﺿــﻊ وﻫــﺎب اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓـﻲ ﻳـﺪ »ﺣــﺰب اﻟﻠﻪ« وأﻣﻴﻨﻪ اﻟﻌﺎم ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ، ﻷﻧـﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﺠﺰ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﻓﻲ وﺟﻪ أي ﻗﺮار ﻟﻠﺤﺰب.

ﻓﻲ اﳌﺴﻠﺴﻞ ذاﺗﻪ ﺟﺎء ت ﻗﻀﻴﺔ اﻷﻧﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب، وﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ إﺣـﺮاج ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، اﳌﻠﺰﻣﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻘﺮار ١٠٧١ ﺑﻤﻨﻊ وﺟـﻮد أي ﻗـﻮة ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ واﻟــــﻘــ­ــﻮات اﻟـــﺪوﻟــ­ـﻴـــﺔ. وﻣــــﻊ أن اﻻﺳــﺘــﺜـ­ـﻤــﺎر اﻟـــﺴـــﻴ­ـــﺎﺳـــﻲ ﻟــــﻬـــﺬ­ه اﻟــﻘــﻀــ­ﻴــﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــﺪاﺧــ­ـﻞ اﻹﺳــﺮاﺋــ­ﻴــﻠــﻲ ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ ﺣــﻜــﻮﻣــ­ﺔ ﻧـﺘـﻨـﻴـﺎﻫ­ـﻮ ﻫـــﻮ اﺳــﺘــﺜــ­ﻤــﺎر ﻣــﺘــﻮﻗــ­ﻊ، ﻓــــﺈن ﻣـــﻦ اﻟـﺼـﻌـﺐ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄﻧﻬﺎ رواﻳــﺔ ﻣﻔﺒﺮﻛﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﴼ، وﺧــﺼــﻮﺻـ­ـﴼ ﻓــﻲ ﻇــﻞ اﻟــﺘــﻬــ­ﺪﻳــﺪات اﳌـﺘـﻜـﺮرة اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«، واﻟﺘﻲ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ أن اﺳﺘﻌﺪادات اﻟﺤﺰب ﻟﻠﻤﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﻨﻮب، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺣﻔﺮ اﻷﻧﻔﺎق أﻣﺮﴽ ﻣﺘﻮﻗﻌﴼ.

أﻣـــﺎم ﻫـــﺬه اﻟــﺘــﻄــ­ﻮرات اﳌـﺘـﻼﺣـﻘـ­ﺔ اﻟﺘﻲ ﺗــﻀــﻊ ﻟــﺒــﻨــﺎ­ن ﻓـــﻲ ﻣــﺮﻣــﻰ اﻟــﺨــﻄــ­ﺮ، ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺴﺆال اﻷﻛﺜﺮ إﻟﺤﺎﺣﴼ: ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺼﺮف اﻟﺪوﻟﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺸﺎذ؟ واﻟـﺠـﻮاب: ﻻ ﺣﺮﻛﺔ، ﺳﻮى اﻟﺘﺴﺎﺑﻖ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﻲ اﻟﺘﻬﺪﺋﺔ وإﻃـــﻼق اﻟــﺪﻋــﻮا­ت ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻻﺣـﺘـﻘـﺎن، ﺛﻢ ﺗﻄﻮى اﻟﺼﻔﺤﺔ وﻛﺄن ﺷﻴﺌﴼ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ. ﻳﺬﻫﺐ اﳌـﺮﺗـﻜـﺐ إﻟــﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺑـﻄـﻼ ﺑـﲔ أﺗـﺒـﺎﻋـﻪ، ﻷﻧﻪ اﺳـﺘـﻄـﺎع اﻻﺳـﺘـﻘـﻮا­ء ﻋﻠﻰ اﻟــﺪوﻟــﺔ، وﺗﻌﻮد اﻟﺪوﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﺎ ﻣﻄﺎﻃﺄة اﻟﺮأس ذﻟﻴﻠﺔ، ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﺘﺤﺪي اﳌﻘﺒﻞ اﻟﺬي ﻳﻌﺮض ﻛﺮاﻣﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﺠﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ اﻧﺘﻜﺎﺳﺔ.

وﻣـﻊ ﻣﺴﺎﻋﻲ اﻟﺘﻬﺪﺋﺔ ﺗﺨﺎف اﻷﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﻃﺮح اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻦ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﺴﻠﺴﻞ اﳌﺨﺰي ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻛﺮاﻣﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻤﺘﻬﻦ. ذﻟﻚ أن وراء ﻫﺬا اﳌﺴﻠﺴﻞ ﺳﻼﺣﴼ وأﺻﺎﺑﻊ ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ ﺗﻬﺪد ﻛﻞ ﻣﺴﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﺷﺎت ﻣﻦ ﻳﺘﺠﺮأ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ إرادﺗﻬﺎ. واﳌﺴﻠﺴﻞ ﻟﻢ ﻳﺒﺪأ ﻣﻦ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﺸﻮف وﻻ ﻣﻦ ﻓﺒﺮﻛﺔ ﻗﺼﺔ »اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ«، ﻟﻘﻀﻢ ﻫﻴﺒﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﻜﻠﻒ، وإﻓﻬﺎم ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻀﻲ إﻓﻬﺎﻣﻪ، أن ﻫﺬا اﻟــﺤــﺰب ﻫــﻮ اﻟـــﺬي ﻳﻔﺘﺢ اﻟـﻄـﺮﻳـﻖ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت وإﻗﺮار ﺧﻄﻂ اﻷﻣﻦ، وﻟﻮ اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣـــﺮ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟـﺒـﻠـﺪ »ﻷﻟـــﻒ ﺳــﻨــﺔ«، ﻛـﻤـﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻬﺬا اﻟﺤﺰب ﻣﻦ إﺑﻼﻏﻨﺎ.

وﺳﺎﺋﻞ ﻛﺜﻴﺮة اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم. وﺿﻊ ﻣﻦ ﻳﻤﺴﻚ اﻟﺒﻠﺪ رﻫﻴﻨﺔ، ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛــﻤــﺎ ﺑـــﺎﻟـــﺴ­ــﻼح. ﻻ ﺗــﺸــﻜــﻞ اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺎت إﻻ ﺑــﺈرادﺗــ­ﻪ. وﻻ ﻳﻨﺘﺨﺐ رﺋـﻴـﺲ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ إﻻ ﺑـﺘـﻄـﻮﻳـﺒ­ـﻪ ورﺿـــــﺎه. واﻟـــﻮاﻗـ­ــﻊ ﻳﻘﺘﻀﻲ اﻟـﻘـﻮل إن ﻣـﺴـﺆوﻟـﲔ وﺳﻴﺎﺳﻴﲔ ﻛـﺜـﺮﴽ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﺘﺤﻤﻠﻮن اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺸﺎذ. ﻣﻦ ﺗﻮاﻃﺄوا ﻣﻊ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻣﻦ ﺳﺎﻳﺮوه ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻧـﻔـﻮذﻫـﻢ، وﻣــﻦ واﻓــﻘــﻮا ﻋﻠﻰ إﻏـــﻼق أﺑــﻮاب اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻨﻴﺎﺑﻲ ﻟﻴﺘﻴﺤﻮا ﻟﻪ ﻓﺮض إرادﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﺘﻬﻮﻳﻪ ﻗﺮاراﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﺧـﺘـﺮاع »اﻟﺜﻠﺚ اﳌﻌﻄﻞ« ﻹﺳﻘﺎﻃﻬﺎ. وﻣﻦ ﺳــﺎﻋــﺪوه ﻋـﻠـﻰ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻧـﺘـﺨـﺎﺑـ­ﺎت رﺋـﺎﺳـﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﻲء ﺑﺎﳌﺮﺷﺢ اﻟـﺬي ﻳﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺧﺮق ﻓﺎﺿﺢ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر وﻷﺻﻮل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﻲ. وﻣﻦ ﺷﻜﻠﻮا ﻣﻌﻪ ﻟﺠﺎن اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ ﳌﻨﺤﻪ ﺣــﻖ اﻟﻔﻴﺘﻮ ﻋﻠﻰ اﻟــﻘــﺮار­ات اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﻳــﺮﺿــﻰ ﻋـﻨـﻬـﺎ. وﻣــﻦ ﺳـﺎﻫـﻤـﻮا ﻓﻲ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﻗﺎﻧﻮن ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺗﺒﲔ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻛﻴﻒ ﺗﻢ ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ وﺧﻠﻖ ﺑﺆر ﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ، ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﳌﺼﻠﺤﺘﻪ، ﻛﻤﺎ ﺑــﺪأ ﻣـﻦ اﺧـﺘـﺮاع ﻣـﻦ ﺳﻤﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ »اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ«.

ﻛﺒﺮ اﻟﺤﺰب اﻟﻨﺎزي ﻓﺪﻣﺮ أﳌﺎﻧﻴﺎ. وﻛﺒﺮ اﻟــــﺤـــ­ـﺰب اﻟـــﺸـــﻴ­ـــﻮﻋـــﻲ واﻧـــﺘـــ­ﻬـــﺖ ﺳــﻴــﺎﺳــ­ﺎﺗــﻪ اﻟــﻔــﺎﺷـ­ـﻠــﺔ ﺑــﺘــﺪﻣــ­ﻴــﺮ اﻻﺗـــﺤـــ­ﺎد اﻟــﺴــﻮﻓـ­ـﻴــﺎﺗــﻲ. وﻛـــﺒـــﺮ اﻟــﺒــﻌــ­ﺜــﻴــﻮن ﻓــــﻲ ﺳــــﻮرﻳــ­ــﺎ واﻟــــﻌــ­ــﺮاق ﻓــﺪﻣــﺮوا اﻟـﺒـﻠـﺪﻳـ­ﻦ. ورﻏـــﻢ ﻓـــﻮارق اﻷﺣــﺠــﺎم، ﻓﺈن اﻟﻈﺮوف ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ، وﺧﺼﻮﺻﴼ أن ﻗﻮة »ﺣــــﺰب اﻟـــﻠـــﻪ« ﻟـﻴــﺴــﺖ ذاﺗـــﻴـــ­ﺔ، ﺑـــﻞ ﻫـــﻲ ﻗــﻮة إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﺠﻞ إﻳـﺮان ﻣﻦ اﳌﻔﺎﺧﺮة ﺑﻬﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ أي ﺣـﺰب ﻓﻲ أي ﺑﻠﺪ أﺷﺪ ﺑﺄﺳﴼ ﻣﻦ اﻟـﺪوﻟـﺔ، ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﺗــﺘــﻬــﺪ­د ﻣــﺆﺳــﺴــ­ﺎﺗــﻬــﺎ وأن ﺗـﺼـﺒـﺢ رﻫـﻴـﻨـﺔ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻫـﺬا اﻟﺤﺰب اﻟـﻘـﻮي. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻐﺮق اﻟﺪول ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ أﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ وﻳﺸﺘﺪ إﻟـﺤـﺎح اﻟــﺴــﺆال: ﻣـﻦ اﻟــﺬي ﺳﻴﻜﻮن اﳌﻨﻘﺬ؟ وﺑﺄي ﺷﺮوط؟

ﻓــﻲ اﻟـــﺤـــﻮ­ار اﻟــــﺬي أﺟـــــﺮاه ﺑــﺎﺑــﺎ اﻷﻗــﺒــﺎط ﺗــــﻮاﺿــ­ــﺮوس اﻟـــﺜـــﺎ­ﻧـــﻲ، ﻣـــﻊ اﻟــﺸــﻘــ­ﻴــﻘــﺔ »آراب ﻧﻴﻮز«، وﺻﻒ ﻟﻮﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑـﺄﻧـﻪ رﺟــﻞ ﻣﻔﻴﺪ ﻟـﻸﻣـﺔ، وﻫــﻲ رؤﻳـﺔ ﺗـﻨـﻮﻳـﺮﻳـ­ﺔ وﺗـﻘـﺪﻣـﻴـ­ﺔ ﻣــﻦ رﺟــﻞ دﻳــﻦ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻣﺸﺮﻗﻲ رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﺪر ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن أي ﻣﻤﻦ ﺟﻠﺴﻮا ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻴﻪ، وﻫﻮ ﻳﺮى أن اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن إﻧﺴﺎن ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻳﺮى اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺮؤﻳﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، وأن ﺟﻮﻻﺗﻪ وﺻﻮﻻﺗﻪ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﻣﲔ اﻷﺧـﻴـﺮﻳـﻦ ﻣﻔﻴﺪة ﻟﻸﻣﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ، ﺑﻘﺪر ﻣﺎ إﻧﻬﺎ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، واﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن، ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮه.

اﳌــﻘــﺎﺑـ­ـﻠــﺔ اﳌــﺸــﻮﻗـ­ـﺔ ﺗــﺴــﺘــﺪ­ﻋــﻲ ﺗــﺴــﺎؤﻻت ﻛـﺜـﻴـﺮة ﻋــﻦ رﺟــــﺎﻻت ﻳـﺴـﺘـﺤـﻘـ­ﻮن ﺑــﺤــﻖ ﻟﻘﺐ ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻼم، وﻳﻔﺘﺤﻮن اﻟﺒﺎب واﺳﻌﴼ أﻣﺎم ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب ﻟﻠﺴﻼم، ﺳﻼم اﻟﻘﻠﻮب واﻟﻌﻘﻮل، وﺳﻼم اﻷوﻃﺎن واﻹﻧﺴﺎن.

ﻣﺜﻴﺮ ﺣﻘﴼ ﺷﺄن اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺗﻮاﺿﺮوس، ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﻤﺔ ورأس اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻘﺒﻄﻴﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ، وﺣﺎﻣﻞ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ اﻟﻼﻫﻮﺗﻲ ﻋﺒﺮ أﻟﻔﻲ ﺳﻨﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻮﺟﻬﻪ اﻟﻬﺎش اﻟﺒﺎش أﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺪوﻏﻤﺎﺋﻴﺎ­ت اﻟــﺠــﺎﻣـ­ـﺪة وﻓــﻌــﻠــ­ﺘــﻪ، أوﻟــﺌــﻚ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧــﻬــﻢ ﻣــــﻼك ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ اﳌـﻄـﻠـﻘـﺔ دون ﺳـﻮاﻫـﻢ ﻓـﻲ ﻣـﺸـﺎرق اﻷرض وﻣـﻐـﺎرﺑـﻬ­ـﺎ، ورﺑـﻤـﺎ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺮب اﳌﺴﺎﻓﺎت اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻷﻣﻴﺮ ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺑــﻦ ﺳــﻠــﻤــﺎ­ن، وﺑــﺨــﺎﺻـ­ـﺔ ﻓــﻲ زﻳــﺎرﺗــﻪ اﻷوﻟـــﻰ ﻟﻠﻜﺎﺗﺪراﺋﻴ­ﺔ اﳌـﺮﻗـﺴـﻴـ­ﺔ، ﻣﻘﺮ اﻟﺒﺎﺑﺎ، اﻟﻌﺎم اﻟﻔﺎﺋﺖ.

ﻳـﺘـﺬﻛـﺮ اﻷﻗــﺒــﺎط ﻓــﻲ ﻣـﺼـﺮ واﳌـﻨـﺘـﺸـ­ﺮون ﺧــﺎرﺟــﻬـ­ـﺎ ﺑــﻜــﺜــﻴ­ــﺮ ﻣـــﻦ اﻻﺣــــﺘــ­ــﺮام واﻟــﺘــﻘـ­ـﺪﻳــﺮ اﻟـﻜـﻠـﻤـﺎ­ت اﻟﻄﻴﺒﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻓــﺎه ﺑـﻬـﺎ وﻟـــﻲ اﻟﻌﻬﺪ واﺻﻔﴼ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻂ ﻣﺼﺮ وﺑﻄﺮﻳﺮﻛﻬﻢ، وﻛﻴﻒ أﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﻢ ﻓﺼﻴﻼ وﻃﻨﻴﴼ رﻓﺾ وﻳﺮﻓﺾ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ أي ﺗﺼﺎرع أو ﺗﻨﺎزع ﺣﻮل ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ اﻟﺪﻳﻨﻲ، وﻟﻬﺬا ﻛﺎﻧﻮا وﺳﻴﻈﻠﻮن ﺣﺼﻨﴼ ﺣﺼﻴﻨﴼ وﺟﺪارﴽ ﻣﺘﻴﻨﴼ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺘﻜﺘﻮﻧﻲ اﳌﺼﺮي، ﻻ ﺗﻔﻠﻪ ﻣﺆاﻣﺮات اﻟﺨﺎرج، وﻻ ﺗﺴﺤﻘﻪ ﻣﻨﺎوﺷﺎت اﻟﺪاﺧﻞ.

ﻋــــﺮف اﻟــﻌــﺎﻟـ­ـﻢ اﻟــﻌــﺮﺑـ­ـﻲ ﻃـــــﻮال أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﺑﺎﺑﺎ ﻟﻸﻗﺒﺎط ﺳﻤﻮه ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻌﺮب، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮاﻗﻔﻪ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻣﻀﺮب اﻷﻣﺜﺎل، وﺣــﲔ رﺣــﻞ اﻟـﺒـﺎﺑـﺎ ﺷـﻨـﻮدة اﻟـﺜـﺎﻟـﺚ، ﺷـﺎءت اﻷﻗﺪار أن ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻪ وﻣﻮﺿﻌﻪ راﻫﺐ ﻣﺘﺠﺮد آﺧﺮ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﲔ اﻷﺻﺎﻟﺔ واﳌﻌﺎﺻﺮة، وﻳــﺠــﻴــ­ﺪ ﻗـــــــﺮا­ءة اﻷزﻣــــﻨـ­ـــﺔ واﻷﺣــــــ­ـــﺪاث ﺑـﻌـﲔ رؤﻳﻮﻳﺔ ﺛﺎﻗﺒﺔ.

ﻋـــﺮف اﻟــﺒــﺎﺑـ­ـﺎ ﺷــﻨــﻮدة ﺑـﺘـﻌـﺒـﻴـ­ﺮه »ﻣﺼﺮ وﻃﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻨﺎ، وﻟﻴﺲ وﻃﻨﴼ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ«، وﺣـﲔ أﺣﺮﻗﺖ ﺟﻤﺎﻋﺔ »اﻹﺧــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ« ﻛﻨﺎﺋﺲ ودور وﻣﺘﺎﺟﺮ وﻣﺒﺎﺷﺮات اﻷﻗﺒﺎط ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﻓﺾ اﻋﺘﺼﺎﻣﻲ راﺑﻌﺔ واﻟﻨﻬﻀﺔ، ﻓـﻲ أﻏﺴﻄﺲ )آب( ٣١٠٢، ﻋﻠﻰ أﻣــﻞ إﺷﻌﺎل اﻟـــﻮﻃـــ­ﻦ ﻃــﺎﺋــﻔــ­ﻴــﴼ، ﻗــــﺎل ﺗــــﻮاﺿــ­ــﺮوس اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻲ ﻗـﻮﻟـﺘـﻪ اﻟـﺸـﻬـﻴـﺮ­ة واﻟــﻮﻃــﻨ­ــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺳﺘﺨﻠﺪ ﻛــﺜــﻴــﺮ­ﴽ: »وﻃـــﻦ ﻣــﻦ دون ﻛـﻨـﺎﺋـﺲ أﻓــﻀــﻞ ﻣﻦ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﻣﻦ دون وﻃـﻦ«، وإﻧﻬﻢ »إن أﺣﺮﻗﻮا اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻓﺴﻮف ﻧﺼﻠﻲ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﺟﺪ، وإن أﺣﺮﻗﻮا اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ واﳌﺴﺎﺟﺪ، ﺳﻨﺼﻠﻲ ﻣﻌﴼ ﻓـــﻲ ﺷـــــﻮارع اﳌـــﺤـــﺮ­وﺳـــﺔ«، وﻗـــﺪ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻫــﺬه اﻟـﺼـﻮرة ﻣﺜﺎر اﺣـﺘـﺮام وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﺑﺎﺑﺎ اﻷﻗﺒﺎط.

ﻳـﻨـﻈـﺮ اﻟــﺒــﺎﺑـ­ـﺎ ﺗـــﻮاﺿـــ­ﺮوس إﻟـــﻰ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻧــﻈــﺮة ﻣــﻠــﺆﻫــ­ﺎ اﻻﺣـــﺘـــ­ﺮام اﻟــﻜــﺒــ­ﻴــﺮ واﻟــﺘــﻘـ­ـﺪﻳــﺮ اﻟﻮﻓﻴﺮ، ﻓﺎﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻓﻲ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه رﻛﻴﺰة أﺳــﺎﺳــﻴـ­ـﺔ ﻟــﻸﻣــﻦ واﻻﺳـــﺘــ­ـﻘـــﺮار ﻓـــﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟــﻌــﺮﺑـ­ـﻴــﺔ وﻋــﻠــﻰ اﳌــﺴــﺘــ­ﻮى اﻟـــﺪوﻟــ­ـﻲ ﺑﻨﻔﺲ اﻟــــﻘـــ­ـﺪر، وﻳــــــﺮى أﻧـــﻬـــﺎ ﺗــﺴــﻬــﻢ ﻓــــﻲ ﻣـــﺴـــﺎر­ات وﻣــﺴــﺎﻗـ­ـﺎت اﻟـﺘـﻨـﻤـﻴ­ـﺔ اﻟـﺒـﺸـﺮﻳـ­ﺔ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻓﻌﺎل وﻣﺆﺛﺮ، وﻟﻬﺬا ﻻ ﻳﻮﻓﺮ ﺗﺤﻴﺘﻪ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻷﻣـﻞ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺼﻔﻬﻢ ﺑﺎﻷﺷﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﻓﻲ إﺷﺎرة وﻟﻐﺔ ﻻ ﺗﺨﻄﺌﻬﺎ اﻟﻌﲔ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﺘﺴﺎﻣﺢ وﻣﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻟــﺬات وﻣـﻊ اﻵﺧـﺮﻳـﻦ، وﻓـﻲ ﻛﻠﻤﺎت ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻜﺮاﻣﺔ رﺟــﺎل اﻷدﻳـــﺎن اﻟﺴﺎﻋﲔ ﻟﻠﺴﻼم ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺨﺼﺎم، واﳌﺘﺠﺎوزﻳﻦ ﻟﻠﺠﺪران اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﲔ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب، إﻟﻰ اﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻨﺎء اﻟﺠﺴﻮر وﺻﻮن ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﺒﺸﺮي وﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺸﻌﻮب.

ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻌﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻴﺮان اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ إﻟﻰ ﺻﺪور ﻧﻔﺮ ﻣﻦ اﻷﻗﺒﺎط اﳌــﺴــﺎﳌـ­ـﲔ ﻓــﻲ زﻳــــﺎرة ﻟـﻬـﻢ ﻷﺣـــﺪ اﻷدﻳــــﺮة ﻓﻲ ﺻـﺤـﺮاء ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﳌﻨﻴﺎ ﻓـﻲ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ، وﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﳌﻜﺎن، وﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﲔ ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــﻜــﺎﺗـ­ـﺪراﺋــﻴــ­ﺔ وأﻃــﺮاﻓــ­ﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟـﻘـﺎﻫـﺮة ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻔﺠﻴﺮﴽ اﻧﺘﺤﺎرﻳﴼ، وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ - وﻣــﻦ أﺳـــﻒ - ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﻓﻲ ﻃــﻨــﻄــﺎ واﻹﺳـــﻜــ­ـﻨـــﺪرﻳــ­ـﺔ ﻟــﻌــﻤــﻠ­ــﻴــﺎت ﻣـﺸـﺎﺑـﻬـﺔ أوﻗﻌﺖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻠﻰ واﻟﺠﺮﺣﻰ...

ﻛﺎن اﻟﺮﻫﺎن، وﻻ ﻳﺰال، ﻋﻠﻰ ﺷﻖ اﻟﺼﻒ اﳌﺼﺮي وزرع اﻟﻌﺪاوة واﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﺑﲔ ﺻﻔﻮف اﳌﺼﺮﻳﲔ، ﻣﺴﻠﻤﲔ وﻣﺴﻴﺤﻴﲔ، ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﴼ ﻣﻌﴼ، ﻋﺮﻓﺖ أوﻗﺎﺗﴼ ﻋﺴﻴﺮة، ﻟﻜﻦ إرادة اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ اﳌﺸﺘﺮك أوﺟــــــﺪ­ت ﻣـــﺎ ﻫـــﻮ أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﻴــﺴــ­ﺮ ﻟﺘﻤﻀﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ اﳌﺼﺮﻳﲔ إﻟﻰ ﺑﺮ اﻷﻣﺎن.

اﻋــﺘــﺒــ­ﺮ ﺗـــﻮاﺿـــ­ﺮوس اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻲ، وﻻ ﻳـــﺰال، ﺻــﻤــﺎم أﻣـــﺎن وﺑــﺎﺑــﺎ ﺑــﺪرﺟــﺔ ﻣــﻮاﻃــﻦ ﺻـﺎﻟـﺢ وﺑﺎﻣﺘﻴﺎز، وﻟـﻬـﺬا ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺼﺪق ﻓـﻲ ﺣــﻮاره اﻷﺧﻴﺮ ﻋﻦ اﻷﻟﻢ اﻟﺬي ﺷﻤﻞ اﳌﺼﺮﻳﲔ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﻻ اﻷﻗـــﺒـــ­ﺎط ﻓــﻘــﻂ ﻣــﻦ ﺟــــﺮاء اﻟــﻬــﺠــ­ﻤــﺎت اﻟـﺘـﻲ اﺳـﺘـﻬـﺪﻓـ­ﺖ أﺑـــﻨـــﺎ­ءه اﻟــﺮوﺣــﻴ­ــﲔ، ﻟـﻜـﻦ اﻟـﺮﺟـﻞ وﺑﻌﻘﻠﻴﺔ إﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴ­ﺔ ﺧﻼﻗﺔ، ﺑﻌﻴﺪة ﻛﻞ اﻟـﺒـﻌـﺪ ﻋــﻦ ﺿـﻴـﻖ وﺗــﺰﻣــﺖ اﻵﻳــﺪﻳــﻮ­ﻟــﻮﺟــﻴــ­ﺎت اﻟــﺤــﺮاﻗ­ــﺔ واﻟــﺪوﻏــ­ﻤــﺎﺋــﻴــ­ﺎت اﳌـﺸـﺘـﻌـﻠ­ـﺔ، ﻳـﺪﻋـﻮ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻹدراك أن ﻫــﺪف اﻷﺻــﻮﻟــﻴ­ــﲔ ﻟﻴﺲ اﻷﻗـــﺒـــ­ﺎط أﻧــﻔــﺴــ­ﻬــﻢ أو ﻛــﻨــﺎﺋــ­ﺴــﻬــﻢ ﺑـــﻞ وﺣـــﺪة اﳌﺼﺮﻳﲔ واﺗﺤﺎدﻫﻢ.

ﻳـﺴـﻌـﻰ اﻟــﺮﺟــﻞ ﻟـﻴـﺒـﺴـﻂ رؤﻳــــﺔ ﻣﻨﺼﻔﺔ ﺣــﺘــﻰ وإن أﻏــﻀــﺐ ذﻟـــﻚ ﻗــﻄــﺎﻋــ­ﴼ ﻣــﻦ أﺑـﻨـﺎﺋـﻪ اﳌﺪﻓﻮﻋﲔ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻟﻘﻴﺎس اﻷﺷﻴﺎء وإﻫﻤﺎل إﻋﻤﺎل اﻟﻌﻘﻞ، وﻟﻬﺬا ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻰ أن اﻹرﻫـﺎب اﻷﻋﻤﻰ ﻳﻮﺟﻪ ﻃﻌﻨﺎﺗﻪ اﻟـﻐـﺎدرة إﻟـﻰ ﺻﺪور ﺷﺒﺎب ﻣﺼﺮ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺤﻴﲔ وﻣﺴﻠﻤﲔ، ﻣﻦ اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ واﻟﺸﺮﻃﺔ، ﺑﻞ وﺻﻞ اﻷﻣﺮ إﻟـــﻰ ﺣــﺪ اﺳــﺘــﺸــ­ﻬــﺎد ﻧــﺤــﻮ ﺛــﻼﺛــﻤــ­ﺎﺋــﺔ ﻣـﺼـﻞ وﻣﻴﺎه اﻟﻮﺿﻮء ﻋﻠﻰ أﺟﺴﺎدﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺮوﺿﺔ ﺑﺴﻴﻨﺎء.

ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺣﻮاره إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﻬﺠﻴﺮ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻣــﻦ اﻟــﺸــﺮق، ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ أن اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ وﻟﺪت وﻧﺸﺄت ﻣﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻛﺄن ﻟﺴﺎن ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻘﻮل: إن ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ ﻫﻢ اﻷﻛﺜﺮ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﻘﺎء وﻧﻤﺎء ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﻓﻮﺟﻮدﻫﻢ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم وﺑﻌﺪه وﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ رﺣﺎﺑﺔ ﺣﻀﺎرة أﺷﺮﻗﺖ ﻋﻠﻰ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺑﺘﻌﺪدﻳﺘﻬﺎ وﻗﺒﻮﻟﻬﺎ اﻵﺧـــﺮ، ﺑــﻞ إن اﻷﻣــﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻘﻪ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻗﺮآﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻜﻮن اﺟﺘﻬﺎدﴽ ﺑﺸﺮﻳﴼ.

ﻳـﺘـﺎﺑـﻊ اﻟـﺒـﺎﺑـﺎ ﺗــﻮاﺿــﺮو­س ﻣــﺎ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ اﻟﺘﻄﻮرات اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻤﻠﻜﺔ واﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﺎدم اﻟﺤﺮﻣﲔ اﻟﺸﺮﻳﻔﲔ ووﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ، واﳌﻔﺎﺟﺄة اﻟﻜﺒﺮى إﻋﻼﻧﻪ أﻧﻪ ﺳﻴﻘﻮم ﺑﺰﻳﺎرة ﻗـﺮﻳـﺒـﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﻟﻴﻔﺘﺢ اﻟـﺠـﺴـﻮر اﻟـﻮاﺳـﻌـﺔ ﻹﻋــــــﺎد­ة ﻓــﺼــﻞ ﺟـــﺪﻳـــﺪ ﻣـــﻦ ﻓـــﺼـــﻮل اﻟـــﺸـــﺮ­ق، اﻷﺧﻼق واﻹﺳﻼم اﻟﺴﻤﺢ اﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻶﺧﺮ اﻟﺬي ﻧﺎدى ﺑﻪ اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.

أﺣﻠﻰ اﻟﻜﻼم: ﻣﺎ أﺟﻤﻞ إﻗــﺪام اﳌﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﻼم اﳌﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮات.

 ??  ?? اﻟﻴﺎس ﺣﺮﻓﻮش
اﻟﻴﺎس ﺣﺮﻓﻮش

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia