Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻛﺘﺸﺎف ﺟﻴﻨﺎت ﺗﺘﺴﺒﺐ ﺑﺎﺿﻄﺮاب ﻓﺮط اﻟﻨﺸﺎط وﻧﻘﺺ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ

ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻠﻞ ﰲ اﳌﺦ ﻻ ﰲ اﻟﺴﻠﻮك

- اﻟﻘﺎﻫﺮة: د. ﻫﺎﻧﻲ رﻣﺰي ﻋﻮض*

ﻳﻌﺘﺒﺮ اﺿﻄﺮاب ﻓﺮط اﻟﻨﺸﺎط وﻧﻘﺺ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ، ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷوﺳﺎط اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺣـﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻧﻈﺮﴽ ﻹﺻﺎﺑﺔ ﻣـــــﻼﻳــ­ـــﲔ ﻣــــــﻦ اﻷﻃـــــــ­ﻔـــــــﺎل ﺑــــــــﻪ، وﻫــــﻮ اﻷﻣـــﺮ اﻟـــﺬي ﻳـﺆﺛـﺮ ﻓــﻲ أداء اﻷﻃـﻔـﺎل اﻟــﺪراﺳــ­ﻲ واﻻﺟـﺘـﻤـﺎ­ﻋـﻲ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن ﺗﺸﺨﻴﺺ اﳌـﺮض ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣﺪﻳﺜﴼ ﻧﺴﺒﻴﴼ.

وﻓـﻲ اﳌﺎﺿﻲ، ﻛـﺎن ﻫﻨﺎك ﻛﺜﻴﺮ ﻣـــﻦ اﻟـــﺤـــﺎ­ﻻت ﺗــﻤــﺮ دون ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﺎ أﻋــﺮاض ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻄﻔﻞ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺤﺮﻛﺔ أو ﺳﻴﺊ اﻟﺴﻠﻮك وﻻ ﻳﺒﺬل ﻣﺠﻬﻮدﴽ ﻛﺎﻓﻴﴼ ﻓﻲ اﳌﺪرﺳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﺪم ﺗﺮﻛﻴﺰه، وﻟﻜﻦ اﺗﻀﺢ أن ﻫـــــﺬه اﻟـــﻈـــﻮ­اﻫـــﺮ ﻟــﻴــﺴــﺖ ﻣــﺠــﺮد ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﻛﺔ، وﻟﻜﻨﻬﺎ أﻋﺮاض ﻻﺿﻄﺮاب.

أﺳﺒﺎب ﺟﻴﻨﻴﺔ

وأﺷﺎرت أﺣﺪث دراﺳﺔ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻫـــــﺬا اﳌــــﻮﺿــ­ــﻮع اﳌـــﻬـــﻢ إﻟـــــﻰ وﺟــــﻮد ارﺗــــﺒــ­ــﺎط ﻫـــــﺬا اﻻﺿـــــﻄـ­ــــﺮاب ﺑــﻌــﺎﻣــ­ﻞ ﺟﻴﻨﻲ ﻣـﻌـﲔ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓــﻲ ﺣـﺪوﺛـﻪ. وﺗﺄﺗﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﺸﻒ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ أن اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻬﺎ أﺻﻞ ﺟﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﻳﻤﻬﺪ ﻻﺣﻘﴼ ﳌﺤﺎوﻟﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ.

وﻛــــﺎﻧــ­ــﺖ اﻟــــــﺪر­اﺳــــــﺔ اﻟــــﺘـــ­ـﻲ ﻗـــﺎم ﺑـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻤـﺎء ﻣــﻦ ﺟـﺎﻣـﻌـﺎت أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻧــﺸــﺮت ﻓــﻲ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ ﺷﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ( اﳌﺎﺿﻲ ﻓــــﻲ ﻣــﺠــﻠــﺔ »ﻧـــﺘـــﺸـ­ــﺮ ﺟــﻴــﻨــﻴ­ــﺘــﻜــﺲ« ‪(the journal Nature Genetics)‬ ﻗـﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺑﻴﺎﻧﺎت ٥٥ أﻟﻒ ﻓــــﺮد واﻛــﺘــﺸـ­ـﻔــﺖ وﺟـــــﻮد ٢١ ﺟـﻴـﻨـﴼ ﻣــﺮﺗــﺒــ­ﻄــﺔ ﺑـــﺤـــﺪو­ث اﺿـــﻄـــﺮ­اب ﻓــﺮط اﻟﻨﺸﺎط وﻧﻘﺺ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ attention) ‪(- deficit / hyperactiv­ity disorder‬ أو اﺧـــﺘـــﺼ­ـــﺎرﴽ .«ADHD» وﺗــﻘــﻮد أﻣﺎﻛﻦ وﺟﻮد ﻫﺬه اﻟﺠﻴﻨﺎت ﻓﻲ اﳌﺦ ﻓﻲ اﻷﻏﻠﺐ إﻟﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ اﳌﺮﻛﺰي.

وأوﺿــــــ­ـﺢ اﻟـــﺒـــﺎ­ﺣـــﺜـــﻮن أن ﻫـــﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻋﻼج ﻟﻠﻤﺮض اﻟﺬي ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﻧــﺤــﻮ ٩ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻷﻃـــﻔـــ­ﺎل ﻓﻲ دوﻟــــﺔ ﺑـﺤـﺠـﻢ وإﻣــﻜــﺎﻧ­ــﺎت اﻟــﻮﻻﻳــﺎ­ت اﳌﺘﺤﺪة ﻓـﻘـﻂ. وأﺷـــﺎروا إﻟــﻰ أن ﻛﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺟﻴﻨﺎت ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺧــﻄــﻮرة ﻟــﺤــﺪوث اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﺑﻤﺮض ﻓــــﺮط اﻟـــﻨـــﺸ­ـــﺎط. وﻛــﻠــﻤــ­ﺎ زادت ﻫــﺬه اﻟﺠﻴﻨﺎت زادت ﻓﺮص ﺣﺪوث اﳌﺮض.

وأوﺿـــﺢ اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـ­ﻮن أن أﻣـﺎﻛـﻦ وﺟﻮد ﻫﺬه اﻟﺠﻴﻨﺎت ﺗﺮﺗﺒﻂ أﻳﻀﴼ ﺑﺸﻜﻞ ﻣــﺎ ﻣــﻦ ﻧـﺤـﻮ ٠٠٢ ﻣــﺮض أو ﻋــﺮض آﺧــﺮ. ووﺟـــﺪوا أن ﻫـﻨـﺎك ٤٤ ﺟـﻴـﻨـﴼ ﻣـﺮﺗـﺒـﻄـﴼ ﺑــﺤــﺪوث اﺿــﻄــﺮاب ﻓــــــﺮط اﻟــــﻨـــ­ـﺸــــﺎط وﻛـــــﺬﻟـ­ــــﻚ ﻣــﺮﺗــﺒــ­ﻄــﺔ أﻳــﻀــﴼ ﺑــﺤــﺪوث اﻻﻛــﺘــﺌـ­ـﺎب وﻓــﻘــﺪان اﻟـﺸـﻬـﻴـﺔ واﻷرق، وﻫــﻮ اﻷﻣـــﺮ اﻟــﺬي ﻳﺸﻴﺮ ﺑــﻮﺿــﻮح إﻟــﻰ اﺟـﺘـﻤـﺎع ﻋـﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﻓﻲ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﳌﺮض، ﺳﻮاء اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ أو اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ.

وﻳﺸﻴﺮ اﻟﻜﺸﻒ اﻟﺠﻴﻨﻲ اﻟـﺬي أﻇـﻬـﺮﺗـﻪ اﻟــﺪراﺳــ­ﺔ إﻟــﻰ وﺟـــﻮد ﺧﻠﻞ ﻣــﻌــﲔ ﻓـــﻲ اﳌـــﺦ ﻳــــﺆدي إﻟـــﻰ ﺣـــﺪوث اﻻﺿﻄﺮاب، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن اﳌﺮض ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﺧﻠﻞ ﺳﻠﻮﻛﻲ أو ﺑﻴﺌﻲ، وأن ﻫﻨﺎك ﺷﻘﴼ ﻋﻀﻮﻳﴼ ﻓﻲ اﻹﺻﺎﺑﺔ. وﺗــﻮﺻــﻞ اﻟــﺒــﺎﺣـ­ـﺜــﻮن أﻳــﻀــﴼ إﻟـــﻰ أن ﻫﺬه اﻟﺠﻴﻨﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﳌﺮض ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺧﻼﻳﺎ اﳌﺦ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻗـﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻦ ﺗﻄﻮر اﻟﺤﺪﻳﺚ وﺣﺪوث ﺧﻠﻞ ﺑﻪ ﻣــﻦ ﻋـﺪﻣـﻪ ﻟـﻸﻃـﻔـﺎل اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣـــــﻦ اﻻﺿـــــــ­ﻄـــــــﺮا­ب، وﻛـــــﺬﻟـ­ــــﻚ ﺗـــﻄـــﻮر اﳌﺮاﻛﺰ اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻹدراك واﻟﺘﻌﻠﻢ وﺗــﻨــﻈــ­ﻴــﻢ ﻣــﺴــﺘــﻮ­ﻳــﺎت »دوﺑــــﺎﻣـ­ـــﲔ« ،(dopamine) وﻫﻲ ﻣـﺎدة ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻛﻤﻮﺻﻞ ﻋﺼﺒﻲ ﺑـﲔ ﺧﻼﻳﺎ اﳌﺦ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ اﳌﺮﻛﺰي.

ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى

ﻛـﺬﻟـﻚ أﺷــﺎر اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن إﻟــﻰ أﻧﻪ ﻣـــﺎ زال ﻫــﻨــﺎك ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟـﺠـﻴـﻨـﺎ­ت اﳌــﺴــﺆوﻟ­ــﺔ ﻋـــﻦ اﳌــــﺮض ﻟـــﻢ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺑﻌﺪ، وﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ دراﺳﺔ أﻛﺒﺮ، وأن اﻟـ٢١ ﺟﻴﻨﴼ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺠﺮد ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟـﺠـﻴـﻨـﺎ­ت ﺗـﺼـﻞ إﻟــﻰ اﳌــﺌــﺎت ورﺑـﻤـﺎ اﻵﻻف ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﺣــﺪوث اﳌﺮض وأن اﻟـــﺘـــﻮ­ﺻـــﻞ إﻟـــــﻰ ﻫـــــﺬه اﻷﻋــــــﺪ­اد )٢١( ﻳــﻌــﺘــﺒ­ــﺮ ﺑــــﺪاﻳــ­ــﺔ ﺟـــﻴـــﺪة ﺗـﻔـﺘـﺢ آﻓﺎﻗﴼ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ وأن اﻛﺘﺸﺎف ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎن ﺻﻐﻴﺮﴽ ﻧﺴﺒﻴﴼ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن. وﺗﻜﻤﻦ أﻫﻤﻴﺔ اﻻﻛﺘﺸﺎف ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺮاﺑﻂ ﺑﲔ اﻟﺠﻴﻨﺎت واﳌــﺮض أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺪد اﻟﺠﻴﻨﺎت ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ.

وأﻛـــﺪ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎ­ء أﻧـــﻪ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ ﺗﻮﺻﻠﻬﻢ إﻟــﻰ اﻟـﻌـﺎﻣـﻞ اﻟﺠﻴﻨﻲ ﻓـــﻲ اﻹﺻـــﺎﺑــ­ـﺔ ﺑـــﺎﳌـــﺮ­ض، ﻓـــﺈن ﻫـﻨـﺎك ﺑــــﻌــــ­ﺾ اﻷﺳــــــﺒ­ــــــﺎب اﻷﺧـــــــ­ـــﺮى اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻠــﻌــﺐ دورﴽ ﻣــﻬــﻤــﴼ ﻓــــﻲ اﻹﺻــــﺎﺑـ­ـــﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟـﻌـﺎﻣـﻞ اﻟﺒﻴﺌﻲ واﳌـﻘـﺼـﻮد ﺑﻪ اﻟـــﻮﻻدة اﳌـﺒـﻜـﺮة، ﺣﻴﺚ ﺗـﺰﻳـﺪ ﻧﺴﺒﺔ ﺣــــــــﺪ­وث اﳌــــــــ­ﺮض ﻟــــﻸﻃـــ­ـﻔــــﺎل اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ ﺗﻤﺖ وﻻدﺗﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﻜﺮ ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﻧﺎﻗﺼﻲ اﻟﻨﻤﻮ وﻟـﻢ ﻳﺘﻠﻘﻮا اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎﻧﺔ، ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺣﺪوث ﻋﻴﻮب ﺧﻠﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟـﺠـﻬـﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻗـﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﻲ اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﺣﺪوث اﳌﺮض.

وﺣــــــــ­ـــﺬر اﻟـــــﺒــ­ـــﺎﺣـــــ­ﺜـــــﻮن ﻣـــــــﻦ أن اﻟﺠﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣـﻦ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑـﺎﳌـﺮض ﻟـﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻲ اﻟﺠﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻓﻬﺎ اﻷدوﻳــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳـﻔـﺘـﺮض أﻧــﻬــﺎ ﺗـﻌـﺎﻟـﺞ اﳌــﺮض ﻣــﻦ ﺧــﻼل إﺻـــﻼح اﻟـﺨـﻠـﻞ اﻟﺠﻴﻨﻲ. وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﻮم اﻟﺸﺮﻛﺎت اﳌــﺼــﻨــ­ﻌــﺔ ﻟــــﻸدوﻳـ­ـــﺔ ﺑـــﻤـــﺮا­ﻋـــﺎة ﻫــﺬه اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻋـــﻠـــﻰ اﺳــــﺘـــ­ـﻬــــﺪاف اﻟـــﺠـــﻴ­ـــﻨـــﺎت اﻟــﺘــﻲ وﺟﺪﺗﻬﺎ اﻟﺪراﺳﺔ.

وﺗــــــﺆﻛ­ــــــﺪ ﻫــــــــﺬ­ه اﻟــــــــ­ﺪراﺳــــــ­ــﺔ أن اﻹﺻـــﺎﺑــ­ـﺔ ﺑــﺎﳌــﺮض ﺑــﻬــﺎ ﺟــﺎﻧــﺐ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ وراﺛﻲ، وأن اﻵﺑﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻃﻔﻞ أﺻﻴﺐ ﺑﺎﳌﺮض ﻣﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻌﺎﻧﻲ إﺧـﻮﺗـﻪ ﻣـﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻻﺣﻘﴼ. وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﺮﺑﻂ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﻃﺒﺎء ﻋﻼج اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑــﺎﻟــﻄــ­ﺮﻳــﻘــﺔ ﻧــﻔــﺴــﻬ­ــﺎ وﺑـــﺮوﺗــ­ـﻮﻛـــﻮل اﻟﻌﻼج أﻳﻀﴼ اﻟﺬي ﺗﻤﺖ ﺑﻪ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻄﻔﻞ اﻷول ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ أﻓﻀﻞ، إذ إن ﺑﻌﺾ أﻧﻮاع اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺆﺛﺮة ﻣﻊ ﻃﻔﻞ وﻏﻴﺮ ﻣﺆﺛﺮة ﻓـــﻲ ﺣــﺎﻟــﺔ أﺧـــــﺮى. وﻧـــﻈـــﺮ­ﴽ ﻟـﺘـﺸـﺎﺑـﻪ اﻟﺠﻴﻨﺎت ﺳﻮف ﺗﺘﻢ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻬﺎ وﺗﺨﺘﺼﺮ وﻗﺘﴼ ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج. وﺷﺪد اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻻﺳـــﺘـــ­ﻤـــﺮار ﻓـــﻲ اﻟـــﻌـــﻼ­ج اﻟـﺴـﻠـﻮﻛـ­ﻲ واﻟــﻨــﻔـ­ـﺴــﻲ، وﻛــﺬﻟــﻚ إﺻـــﻼح ﻋﻴﻮب اﻟﺤﺪﻳﺚ إن وﺟـﺪت، إذ إﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻌﻼج اﻷﻓﻀﻞ ﺣﺘﻰ اﻵن.

وﻧــــﺼـــ­ـﺤــــﺖ اﻟـــــــﺪ­راﺳـــــــ­ﺔ اﻵﺑـــــــ­ﺎء ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺿﺮورة اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻷﻃﺒﺎء وﻣﻌﺎﻟﺠﻲ اﻟﺴﻠﻮك وإﻋﻄﺎء ﺗﻘﺎرﻳﺮ دﻗــﻴــﻘــ­ﺔ ﻋـــﻦ ﺗــﻨــﻔــﻴ­ــﺬ اﻟــﻄــﻔــ­ﻞ ﻟـﻠـﻤـﻬـﺎم اﳌــﺨــﺘــ­ﻠــﻔــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳـــﻘـــﻮم اﳌــﻌــﺎﻟـ­ـﺠــﻮن ﺑﺈﻟﺰاﻣﻪ ﺑﻬﺎ، ﻣﺜﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺠﺪول ﻣﻌﲔ ﻟﻔﻌﻞ اﻷﺷﻴﺎء وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻠﻌﺐ واﳌﺬاﻛﺮة، وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻷي ﻣﺪى ﻳـﺘـﻤـﺘـﻊ اﻟــﻄــﻔــ­ﻞ ﺑــﻘــﺪرة ﻋــﻠــﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫـﺬه اﻟﻮاﺟﺒﺎت، وﺿــﺮورة اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻊ اﳌﺪرﺳﲔ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﻮف اﳌﺪرﺳﻴﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ درﺟﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ وﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻌﺒﻪ ﻓﻲ اﳌﺪرﺳﺔ وﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ اﻷﻟﻌﺎب ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل اﻵﺧﺮﻳﻦ.

r

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia