أﻧﺎ واﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﺟﻮرج ﺑﻮش
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣـﺪ ﻣﻤﻦ ﺗﻮﻟﻮا اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ أﻛﺜﺮ اﺳــﺘــﻌــﺪادﴽ ﻟــﻬــﺬا اﳌـﻨـﺼـﺐ ﻣــﻦ ﺟـــﻮرج إﺗـﺶ دﺑــﻠــﻴــﻮ ﺑــــــﻮش. وﺷـــﻐـــﻞ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺮاﺣـــﻞ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﺪة، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن رﺋﻴﺲ ﺑﻌﺜﺘﻨﺎ إﻟﻰ اﻟـــﺼـــﲔ، وﺳــﻔــﻴــﺮ اﻟــــﻮﻻﻳــــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻟــﺪى اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، وﻣﺪﻳﺮ وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ. وﻗﺒﻞ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻛﺎن ﻋﻀﻮﴽ ﻣﻨﺘﺨﺒﴼ ﻓــﻲ اﻟــﻜــﻮﻧــﻐــﺮس. ﻛـــﺎن ﻳــﻌــﺮف ﻋﻦ ﻓﺼﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت، وأﻋﻄﺘﻨﻲ ﺧﺒﺮﺗﻪ ﻣﻨﻈﻮرﴽ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﺤﻜﻢ.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ ورﺟـﻞ دوﻟـﺔ وﻗﺎﺋﺪﴽ، وﻛــﻨــﺖ ﻣـﺤـﻈـﻮﻇـﴼ ﺑــﻤــﺎ ﻳـﻜـﻔـﻲ ﻷﺷــﻬــﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺎﺻﺐ. وﻛﻨﺖ أﺳﺎﻓﺮ ﻣﻌﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛـﺎن ﻧﺎﺋﺒﴼ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ، وذﻟـﻚ ﺑﺼﻔﺘﻲ ﻋــﻀــﻮﴽ ﻓـــﻲ ﻓــﺮﻳــﻖ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻷﻣــــﻦ اﻟــﻘــﻮﻣــﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ. وراﻓﻘﺘﻪ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــﻂ ﻓــﻲ ﺻـﻴـﻒ ﻋــﺎم ٦٨٩١. ﻟﻢ ﻳﺤﺐ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ اﻟــﺬﻫــﺎب ﻓــﻲ رﺣﻠﺔ رﻣﺰﻳﺔ ﺑﺤﺖ. ﻓﻜﻌﺎدﺗﻪ، أراد أن ﻳﻜﻮن ﻟﺮﺣﻠﺘﻪ ﻏـــﺎﻳـــﺔ. وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ اﻗــﺘــﺮﺣــﺖ ﻋـﻠـﻴـﻪ اﺳـﺘـﻐـﻼل زﻳــﺎرﺗــﻪ ﻹﺻــــﺪار ﺑــﻴــﺎن ﺑــﺎﳌــﺒــﺎدئ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺣﻮل اﻟﺴﻼم ﺑﲔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻣﺼﺮ واﻷردن، ﻗـﺒـﻞ اﻗــﺘــﺮاﺣــﻲ رﻏـــﻢ اﻋــﺘــﺮاض ﺟـﻤـﻴـﻊ ﻛﺒﺎر ﻣﺴﺎﻋﺪي اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻠﺔ واﻟﺬﻳﻦ ﺷﻌﺮوا أﻧﻪ ﻫﺪف ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ. وﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺘﻬﻢ أن اﻷردن ﻟﻦ ﻳﻨﻀﻢ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺎن ﻓﻲ ﺣﲔ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﻣﺼﺮ ﻣﻨﺒﻮذة ﺣﺪﻳﺜﴼ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻷﻧﻬﺎ ﺗــﻮﺻــﻠــﺖ إﻟـــﻰ اﺗــﻔــﺎق ﺳــــﻼم ﻣــﻊ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ. ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻳﺪوا ﺧﻮض ﻫﺬه اﳌﺨﺎﻃﺮة وﺗﺤﻤﻞ ﻋﻮاﻗﺐ ﻓﺸﻠﻬﺎ.
أﻣــــﺎ وﺟـــﻬـــﺔ ﻧـــﻈـــﺮي ﻓــﻜــﺎﻧــﺖ اﺳــﺘــﻐــﻼل ﻓــــﺮﺻــــﺔ ﺗــﻐــﻴــﻴــﺮ رﺋــــﻴــــﺲ اﻟـــــــــــﻮزراء ووزﻳــــــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟــﻮﺣــﺪة اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ )ﻣـــﻊ ﻗﻴﺎم ﺷﻤﻌﻮن ﺑﻴﺮﻳﺰ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻛﺮﺋﻴﺲ ﻟﻠﻮزراء إﻟﻰ إﺳﺤﻖ ﺷﺎﻣﻴﺮ(. وﻷن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌــــﺼــــﺮي ﺣــﻴــﻨــﻬــﺎ ﺣــﺴــﻨــﻲ ﻣــــﺒــــﺎرك واﳌــﻠــﻚ ﺣﺴﲔ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺪرﻛﺎن أن ﺑﻴﺮﻳﺰ أﻛﺜﺮ ﻣﺮوﻧﺔ ﻣـﻦ ﺷﺎﻣﻴﺮ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﻤﺎ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ إرﺳـﺎء اﳌﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻘﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺎﻣﻴﺮ ﻓﻮر ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻣﻨﺼﺒﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ وﻛﺎن ﻟﺪى ﺑﻴﺮﻳﺰ ﺳﺒﺐ ﻹﻧﺸﺎء ﻣﺒﺎدئ ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﺗـﺴـﻤـﺢ ﻟــﻪ ﺑــﺎﻟــﺪﻓــﻊ ﺑـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟــﺴــﻼم ﻛـﻮﻧـﻪ وزﻳـﺮﴽ ﻟﻠﺨﺎرﺟﻴﺔ. ﻗﺒﻞ ﺑﻮش وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي وﻗﺎل: »دﻋﻮﻧﺎ ﻧﻨﻔﺬﻫﺎ«. وﻧﺠﺤﻨﺎ وﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ إﺻﺪار ذاك اﻟﺒﻴﺎن.
ورأﻳﺘﻪ ﻋﺪة ﻣﺮات ﺑﻌﺪ اﻟﺮﺣﻠﺔ وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أﺗﺮك ﻣﻨﺼﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ وأﺻﺒﺢ ﻣﺴﺘﺸﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺘﻪ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، اﻧﻀﻤﻤﺖ إﻟﻰ اﻟﺤﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﻮﻻﻫﺎ ﺟﻴﻤﺲ ﺑﻴﻜﺮ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻊ اﻟﺤﺰب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ، إﻻ أﻧﻨﻲ أﺣﺒﺒﺖ ﺑﻮش وﺑﻴﻜﺮ. وﺑﻌﺪ ﻓــﻮز ﺑــﻮش، اﻧﻀﻤﻤﺖ إﻟــﻰ ﺑﻴﻜﺮ ﻓﻲ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. وﺑﺼﻔﺘﻲ أﺣﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪي ﺑﻴﻜﺮ اﳌﻘﺮﺑﲔ، ﻛﻨﺖ أرى اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن أﺛﻨﺎء ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺑـــﺎﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻟــﺴــﻮﻓــﻴــﺎﺗــﻲ وأوروﺑــــــﺎ واﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ. وﻛﺎن ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻮش ﺑﻤﻈﻬﺮ اﻟﺤﺬر، وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. وﻫﻮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎن ﺣﺬرﴽ »وﺣﻜﻴﻤﴼ« ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ. وﻟﻜﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﺗﺨﺎذ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺑﻴﺎن اﳌﺒﺎدئ اﳌــﺸــﺘــﺮﻛــﺔ ﺑــﲔ ﻣــﺼــﺮ وإﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻞ واﻷردن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺮﻫﺎن اﻵﻣﻦ ﻟﺰﻳﺎرﺗﻪ ﻋﺎم ٦٨٩١ ﻛﻨﺎﺋﺐ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻣـﺠـﺮد اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ أﻳـــﻀـــﴼ ﺧـــﻄـــﻮة اﺗـــﺨـــﺎذ ﻗـــــﺮار ﺣــﺸــﺪ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻒ اﻟﻨﺎﺗﻮ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط ﺟـــﺪار ﺑــﺮﻟــﲔ، ﻣﺤﻔﻮﻓﺔ ﺑـﺎﳌـﺨـﺎﻃـﺮ، ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﺴﻮﻓﻴﺎت واﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻣــﺘــﺄﻛــﺪﻳــﻦ أﻧـــﻪ ﺳـﺘـﺘـﻢ ﻣـﻌـﺎرﺿـﺘـﻬـﻢ، وﺑـﺎﻟـﻔـﻌـﻞ ﺷـﻌـﺮ اﻟــﺨــﺒــﺮاء ﺣــﻮل أوروﺑــــﺎ ﻓﻲ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ واﳌﺜﻘﻔﻮن ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮة ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ وﻻ ﻳﺠﺐ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻴﻬﺎ.
إﻻ أن ﺑﻮش رأى اﻟﺨﻄﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮد أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻮﺣﺪة ﻓﻲ ﺣﻠﻒ اﻟﻨﺎﺗﻮ؛ ﻓﻘﺪ ﺷﻌﺮ أن ﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎ ﻛـﺎن أﻣـﺮﴽ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻷن اﻷﳌﺎن أرادوا ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ وأﺑﺪوا اﺳﺘﻴﺎء ﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﻮا إﻟﻰ ﻣﻨﻊ ﺣﺼﻮﻟﻪ.
ﻓـﻮﺟـﻮد أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣـﻮﺣـﺪة ﺧــﺎرج اﻟﺤﻠﻒ اﻷﻃــﻠــﺴــﻲ ﻗـــﺪ ﻳــﺴــﺒــﺐ ﺗــﻨــﺎﻓــﺴــﴼ ﺑـــﲔ اﻟـﻜـﺘـﻞ وأﳌﺎﻧﻴﺎ، وإن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻒ اﻟﻨﺎﺗﻮ ﺳﺘﺸﻌﺮ أن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺄﻣﲔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ، وﻫـــﺬا ﺳـﻴـﻘـﻮدﻫـﺎ إﻟــﻰ اﻟـﺸـﻌـﻮر ﺑــﺄن ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة ﻧﻮوﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ. وﻛﺎن ذﻟـــﻚ أﺧــﻄــﺮ ﺑـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ ﺧــﻄــﺮ ﻋـــﺪم اﻟــﻘــﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ واﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
ﻧﺠﺢ ﺑﻮش وﺑﻴﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﺮوج ﺑﺄﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣــﻮﺣــﺪة ﻓــﻲ ﺣــﻠــﻒ اﻟــﻨــﺎﺗــﻮ ﻷﻧــﻬــﻤــﺎ وﺿـﻌـﺎ اﻟﻘﻀﻴﺔ داﺧــﻞ إﻃــﺎر وﻋـﻤـﻼ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﻒ ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮاﺟﻪ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃـــﺮاف واﻟﺘﻘﻴﺎ أو ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﺗـﺼـﺎل ﻣﻊ ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف وﺛﺎﺗﺸﺮ وﻣﻴﺘﺮان - ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻮل وﻏﻴﻨﺸﺮ – وﻃﻤﺄﻧﺎﻫﻢ وﻗﺪﻣﺎ ﻟﻬﻢ اﻟﺤﻮاﻓﺰ ﻋﻨﺪ اﻟـﻀـﺮورة وأوﺿـﺤـﺎ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﻤﺎ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓــﻲ ﺟــﻌــﻞ أﻫــﺪاﻓــﻨــﺎ ﺗــﺒــﺪو ﻣـﻘـﺒـﻮﻟـﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻃــﺮاف. وﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﺗﻘﻮد وﺗﺪﻳﺮ وﺗﻮﺟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.
وﻓــﻌــﻞ ﺑــــﻮش وﺑــﻴــﻜــﺮ اﻷﻣــــﺮ ﻧــﻔــﺴــﻪ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﺋﺘﻼف ﺣـﺮب اﻟﺨﻠﻴﺞ. ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﺑﺮاﻋﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻣﻦ اﻟﺪول اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ذات اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، واﻷﻫــﻢ ﻣﻦ ذﻟـﻚ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺳﻴﺘﻄﻠﺒﻪ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ. وﻧﺠﺤﺎ ﻣﺠﺪدﴽ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫــــﺬا اﻟـــﻬـــﺪف ﻷﻧــﻬــﻤــﺎ أﺧـــــﺬا زﻣـــــﺎم اﳌـــﺒـــﺎدرة وﻧـﺠـﺤـﺎ ﻓــﻲ ﺟـﻌـﻞ اﳌـﺠـﺘـﻤـﻊ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺎﻷﻫﺪاف اﻟﺘﻲ ﺣﺪدﺗﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة.
ﻗﺎد ﺑﻮش، وﻟﻜﻨﻪ ﻓﻬﻢ أﻳﻀﴼ أن أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺎﺳﻢ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ أﻫﺪاﻓﻬﺎ، واﻛﺘﺴﺒﺖ أﻫﺪاﻓﻨﺎ ﺷﺮﻋﻴﺔ أوﺳﻊ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ. ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺑﻮش أﻣﻴﺮﻛﺎ أوﻻ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﻋﻼن ﻋﻨﻬﺎ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧـﻼل ﺿﻤﺎن أن ﻳـﺮى اﻵﺧــﺮون ﻓﺎﺋﺪة دﻋﻢ أﻫﺪاﻓﻨﺎ واﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﻣﻌﻨﺎ.
وﺳﺎﻋﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟـﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺛﻮﻗﴼ ﺑﻬﺎ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻗـﺎل إن ﻋـﺪوان ﺻﺪام ﺣﺴﲔ ﻟﻦ ﻳﺪوم، ﺗﺼﺮف وﻗﺘﻬﺎ وأﺛﺒﺖ ذﻟﻚ. وأﺧﺒﺮ اﳌﻠﻚ ﻓﻬﺪ أن ﻗﻮاﺗﻨﺎ ﺳﺘﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻹﺟـﺒـﺎر ﺟﻴﺶ ﺻــﺪام ﻋﻠﻰ اﻟـﺨـﺮوج ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻳﺖ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗــﺎوم ﺑـﻮش اﻟﻀﻐﻮط ﻟﻠﺬﻫﺎب إﻟـﻰ ﺑﻐﺪاد، ﻛــﺎﻧــﺖ ﻛـﺜـﻴـﺮة ﺿـــﺪه، ﻷن ذﻟــﻚ ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ أﺣـﺪ اﻷﻫــﺪاف اﻟﺘﻲ ﺣﺸﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺪﻋﻤﻬﺎ وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻛﻠﻤﺘﻪ.
ﻛﺎن ﺑﻮش زﻋﻴﻤﴼ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ، وﻛﺎن ﻳﻌﺮف ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻜﺎﺳﺤﺔ ﺟﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﴼ إﻻ أﻧﻪ ﻇﻞ ﻣﺘﻮاﺿﻌﴼ. واﻷﻛﻴﺪ أﻧﻪ وﺿﻊ أﻣﻴﺮﻛﺎ أوﻻ ﻛﺄﻣﺔ دون اﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻨﺎ ﺗﺠﺎه اﻵﺧـﺮﻳـﻦ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺆﻣﻨﴼ ﺑﺎﳌﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﻗــﺎم ﺑــﺮدة ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪوان ﺻﺪام ﺣﺴﲔ ﻷﻧﻪ رأى أﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻋﺘﺎب ﺣﻘﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪة وأراد أن ﺗﺘﺼﻒ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺒﺔ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻻ ﺑﻘﺎﻧﻮن اﻟﻐﺎب.
ﻟـــــﻘـــــﺪ ﺟـــــﺴـــــﺪ ﺑــــــــــﻮش ﻗـــــﻴـــــﻢ اﻟـــﺤـــﺸـــﻤـــﺔ واﻟﺘﻮاﺿﻊ واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺘﻌﺎﻃﻒ، وأﻇﻬﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﻘﺎدة اﻟﺪوﻟﻴﲔ وﻛــﺬﻟــﻚ أوﻟــﺌــﻚ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﻟــﺪﻳــﻪ. وﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ وﺷﻜﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻣﻌﻪ أﺳﻄﻮرﻳﺔ. وأﻋﺮب ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎده ﺑﺄن اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺷﺮف وواﺟـﺐ، وﻛﺎن ﺷﺮﻓﴼ ﻟﻲ أﻧﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻌﻪ.