روﺳﻴﺎ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻓﺎﺋﺾ ﻣﻮازﻧﺔ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات... رﻏﻢ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
ﻣﻴﺪﻓﻴﺪﻳﻒ ﻳﺮى اﻟﺘﻀﺨﻢ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﻤﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ وﻳﺸﻴﺪ ﺑﺪور اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻮﻃﲏ
وﺻــــــــــﻒ رﺋـــــــﻴـــــــﺲ اﻟــــــــــــــــﻮزراء اﻟﺮوﺳﻲ دﻳﻤﺘﺮي ﻣﻴﺪﻓﻴﺪﻳﻒ ﻋﺎم ٨١٠٢ ﺑﺄﻧﻪ »ﺳﻨﺔ ﺟﻴﺪة ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟـــــﺮوﺳـــــﻲ«، وأﻛـــــﺪ ﺗـــﻮﻓـــﺮ اﳌــﺒــﺎﻟــﻎ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺪى اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ »اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ«، إﻻ أﻧﻪ أوﺿﺢ ﻛــﺬﻟــﻚ أن ﱢاﳌـﺨـﺎﻃـﺮ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺤﺪﻗﺔ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮوﺳﻲ، ﻣــﺆﻛــﺪﴽ أن روﺳــﻴــﺎ ﻻ ﺗــﺮﻳــﺪ ﺣـﺮب اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت، وأﻧﻬﺎ ﺗﻔﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺿـــﺪ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺠــﻬــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻠـﺤـﻖ اﻟـــﻀـــﺮر ﺑـــﻬـــﺎ، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ إﻟـــــﻰ ﺑــﻘــﺎء ﻋـﺪد ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ واﻷوروﺑﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﺮوﺳﻴﺔ رﻏﻢ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت.
وﺗﻄﺮق ﻣﻴﺪﻓﻴﺪﻳﻒ ﻓﻲ ﺣﻮاره اﻟﺴﻨﻮي اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﻣﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋـــــــــﻼم اﻟــــﺮوﺳــــﻴــــﺔ إﻟــــــﻰ اﻟـــﺸـــﺄن اﻟﺪاﺧﻠﻲ، ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺰﻣﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻗﺮار »رﻓﻊ ﺳﻦ اﻟﺘﻘﺎﻋﺪ«، وﻗﺎل إﻧــﻪ ﻛــﺎن »اﻟــﻘــﺮار اﻷﻛــﺜــﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺬي اﺗﺨﺬﺗﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺧﻼل ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ«.
وﻛـــــﺎن اﻟـــﻮﺿـــﻊ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي ﻣﻮﺿﻮﻋﴼ رﺋﻴﺴﻴﴼ ﻟﻌﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﻬﻬﺎ إﻋﻼﻣﻴﻮن روس، ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟــــﻮزراء اﻟـﺮوﺳـﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮاء ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣــﻊ ﻣــﻴــﺪﻓــﻴــﺪﻳــﻒ«، أول ﻣــﻦ أﻣــﺲ )اﻟــﺨــﻤــﻴــﺲ(. وﻓــــﻲ إﺟــﺎﺑــﺎﺗــﻪ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺌﻠﺔ، ﻗـﺎل رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء اﻟـــــــﺮوﺳـــــــﻲ إن ﻋـــــــﺎم ٨١٠٢ ﻛــــﺎن »إﻳﺠﺎﺑﻴﴼ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮوﺳﻲ«، وأﺷـﺎر إﻟﻰ ﺗـــﺮاﺟـــﻊ ﻣــﺴــﺘــﻮى اﻟــﺘــﻀــﺨــﻢ ﻫــﺬا اﻟﻌﺎم، وأﺿﺎف: »ﻫﺬا ﻳﻌﺪ إﻧﺠﺎزﴽ ﺣﻘﻘﻨﺎه ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة. وﻫﺬا اﻟــــﻌــــﺎم أﻳـــﻀـــﴼ أﻏـــﻠـــﺐ اﻟـــﻈـــﻦ أﻧــﻨــﺎ ﺳﻨﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻌﺪل )ﺗﻀﺨﻢ( ٥٫٣ ﻓـﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ«، وأﻛـــﺪ: »ﺑـﻜـﻞ اﻷﺣــﻮال ﺳــﻨــﺤــﻘــﻖ اﳌـــﺴـــﺘـــﻮى اﳌــﺴــﺘــﻬــﺪف ﺑﻤﻌﺪل ﺗﻀﺨﻢ ٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، اﻟﺬي ﺣﺪدﻧﺎه ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات«.
وﻗـــــــــﺎل إن ﻧــــﻤــــﻮ اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎد اﻟـــــﺮوﺳـــــﻲ ﻣـــﻨـــﺬ ﻳـــﻨـــﺎﻳـــﺮ )ﻛــــﺎﻧــــﻮن اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ( وﺣـﺘـﻰ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( ٨١٠٢ ﺑﻠﻎ ﻣﺴﺘﻮى ٧٫١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻨﻮي، ﻣﻌﺮﺑﴼ ﻋﻦ أﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى ﻧﻤﻮ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٠٢٠٢، وﺷﺪد ﻋﻠﻰ أﻧـﻪ »ﻟﻠﻤﻀﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮر ﻻ ﺑــﺪ وﺗــﻴــﺮة ﻧــﻤــﻮ أﺧــــــﺮى... وﻧـﺤـﻦ ﻧﻨﻄﻠﻖ ﻣـﻦ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺴﻌﻰ ﻟﺒﻠﻮغ وﺗﻴﺮة ﻧﻤﻮ ٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٠٢٠٢، و٣ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻋــﺎم ١٢٠٢«. وﻋـــــﺎد وذﻛـــــﺮ ﺑــﺎﻟــﺴــﻌــﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻧﻤﻮ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﺎﳌﻲ، وﻧﻮه ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﺑﺄن »وﺗــﻴــﺮة ﻧـﻤـﻮ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟـﻌـﺎﳌـﻲ ﺗـــﺮاﺟـــﻌـــﺖ ﺑــﻜــﻞ اﻷﺣــــــــﻮال ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻟﺤﺮوب اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ«.
وﻣــــــــﻦ ﺟـــﻤـــﻠـــﺔ ﻋــــــﻮاﻣــــــﻞ ﻳــــﺮى أﻧـﻬـﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد اﻟـﺮوﺳـﻲ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟــﺼــﺪﻣــﺎت، أﺷــﺎر ﻣﻴﺪﻓﻴﺪﻳﻒ إﻟــﻰ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣـــــﻦ زﻳـــــــــﺎدة ﺣـــﺠـــﻢ اﻻﺣـــﺘـــﻴـــﺎﻃـــﻲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻼت اﻟﺼﻌﺒﺔ، وﺣﺬر ﻣﻦ أن ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺿﻐﻂ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻗــﺎﺋــﻤــﺔ، وﻗـــــﺎل ﻓـــﻲ ﻫــــﺬا اﻟـــﺼـــﺪد: »ﺿـﻤـﻦ ﻫــﺬه اﻟــﻈــﺮوف اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ زﻳﺎدة ﺣﺠﻢ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻼت اﻟـﺼـﻌـﺒـﺔ ﺑــﻘــﺪر ٠٣ ﻣـﻠـﻴـﺎر دوﻻر، ﺣﺘﻰ ٠٦٤ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر«، ووﺻﻒ ﻫــﺬا اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺑـــ»وﺳــﺎدة أﻣـﺎن ﻟــﻼﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟـــــﺮوﺳـــــﻲ«، وﻋــﺎﻣــﻞ ﻳـﻀـﺎف إﻟــﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻋـﻮاﻣـﻞ أﺧـﺮى ﺗﻀﻤﻦ ﺗﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮوﺳﻲ. وﻧــــــﻮه ﻓــــﻲ ﺳـــﻴـــﺎق ﻣــﺘــﺼــﻞ ﺑــﺄﻧــﻪ »ﺳـــــﻴـــــﻜـــــﻮن ﻟــــﺪﻳــــﻨــــﺎ ﻓـــــﺎﺋـــــﺾ ﻓــﻲ اﳌـــﻴـــﺰاﻧـــﻴـــﺔ ﻷول ﻣــــــﺮة ﻣـــﻨـــﺬ ﻋـــﺪة ﺳــــﻨــــﻮات، وﻫــــــﺬا اﻟـــﻔـــﺎﺋـــﺾ ﻟـﻴـﺲ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ، وإﻧــﻤــﺎ ﻛـﺒـﻴـﺮة«، ورأى أن »ﻫــــﺬا ﻳــﺆﻛــﺪ أﻧــﻨــﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﺑـﺘـﻮزﻳـﻊ اﻟــﺪﺧــﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ، وﻛــﺬﻟــﻚ اﻷﻣــــﺮ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﻌـﻮاﻗـﺐ اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﻧﺎﻫﺎ«.
ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ اﳌﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﻳـﻤـﻜـﻦ اﻻﻋــﺘــﻤــﺎد ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻟـﻀـﻤـﺎن ﻧﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮوﺳﻲ، وﻗﺎل إن »أي ﻣﺘﺎﺑﻊ ﻳــﺪرك ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳـﺘـﻄـﻮر ﺑـﻔـﻀـﻞ اﻻﺳــﺘــﺜــﻤــﺎرات ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ، ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﺗــﻨــﻤــﻮ ﻛـﻨـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟـﻠـﺘـﻄـﻮر اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي«. ووﺻـــﻒ اﻻﺳـﺘـﺜـﻤـﺎرات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﻣﺼﺪر ﺛﺎﻧﻮي ﻟﻠﻨﻤﻮ«، ﻓﻲ إﺷـﺎرة ﻣﻨﻪ إﻟﻰ ﺿـﺮورة اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر ﻧﻤﻮ وﻃﻨﻴﺔ، وﻗـﺎل: »إن اﻗــــﺘــــﺼــــﺎدﻧــــﺎ ﻗــــــــﻮي، وﻟـــﺬﻟـــﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﻋــﺘــﻤــﺎد ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺼـﺎدرﻧـﺎ اﻟــﺬاﺗــﻴــﺔ ﻟـﻠـﻨـﻤـﻮ«، واﺳـــﺘـــﺪرك: »إﻻ أن ﻫــــﺬا ﻻ ﻳــﻌــﻨــﻲ أﻧــﻨــﺎ ﻻ ﻧــﺮﺣــﺐ ﺑــﺎﻻﺳــﺘــﺜــﻤــﺎرات اﻷﺟــﻨــﺒــﻴــﺔ، وﻣــﻦ اﻟــﻮاﺿــﺢ أﻧـﻨـﺎ ﺳـﻨـﺤـﺎول اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ أﻧﺠﺰﻧﺎه، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﳌـﻨـﺎخ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎري، ﻣـﻊ ﺗﻄﻮﻳﺮه وﺗﺤﺴﻴﻨﻪ«.
وﻟــﻢ ﻳﻔﺖ اﻹﻋﻼﻣﻴﲔ ﺗﻮﺟﻴﻪ أﺳـﺌـﻠـﺔ ﳌﻴﺪﻓﻴﺪﻳﻒ ﺣــﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ أﺛــﺎرت ﻓـﻲ اﻵوﻧــﺔ اﻷﺧـﻴـﺮة ﻣﻮﺟﺔ اﺳﺘﻴﺎء ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع اﻟﺮوﺳﻲ، وﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻗـﺮار رﻓـﻊ ﺳﻦ اﻟﺘﻘﺎﻋﺪ. وﻓـﻲ إﺟﺎﺑﺘﻪ ﻋﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ وﺻﻒ ﻣـﻴـﺪﻓـﻴـﺪﻳـﻒ اﻟــﻘــﺮار اﳌــﺬﻛــﻮر ﺑﺄﻧﻪ »ﻛـــﺎن اﻟــﻘــﺮار اﻷﻛــﺜــﺮ ﺻـﻌـﻮﺑـﺔ ﻣﻦ ﺟـﻤـﻠـﺔ اﻟــــﻘــــﺮارات اﻟــﺘــﻲ اﺗـﺨـﺬﺗـﻬـﺎ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﺧــﻼل ﻋـﺸـﺮ ﺳــﻨــﻮات«. وأﺷــﺎر إﻟـﻰ أﻧـﻪ ﻛـﺎن ﻳـﺪرك وﻛﺬﻟﻚ اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ اﻟــــــﺮوﺳــــــﻲ ﻓـــﻼدﻳـــﻤـــﻴـــﺮ ﺑـــﻮﺗــﲔ، أن »ﻫــــﺬا اﻟـــﻘـــﺮار ﺳﻴﺜﻴﺮ اﻧــﻔــﻌــﺎﻻت ﺳـﻠـﺒـﻴـﺔ«، ﻣـﻮﺿـﺤـﴼ أن اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﻬﺬه ﻻ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳــﺎس »ﻳﻌﺠﺒﻨﺎ أم ﻻ«. وأﻛــﺪ أن اﻟﻘﺮار ﺗﻢ اﺗﺨﺎذه ﻟﻘﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟــﺰﻣــﻦ، وﺳﻴﻀﻤﻦ ﺗﺤﺴﻦ دﺧـﻞ اﳌﺘﻘﺎﻋﺪﻳﻦ وﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ.
أﻣـــــــﺎ ﻗـــــــــﺮار زﻳـــــــــــﺎدة ﺿــﺮﻳــﺒــﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﺣﺘﻰ ٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣـﻄـﻠـﻊ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﻘــﺒــﻞ، ﻓـﻘـﺪ وﺻﻔﻪ ﻣــﻴــﺪﻓــﻴــﺪﻳــﻒ ﺑـــﺄﻧـــﻪ »أﻗــــــﻞ أﳌــــﴼ ﻣـﻦ رﻓــﻊ ﺳــﻦ اﻟـﺘـﻘـﺎﻋـﺪ«. وﻟــﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ رﺋــــﻴــــﺲ اﻟـــــــــــــﻮزراء اﻟــــــﺮوﺳــــــﻲ ﻓــﻲ ﻋﺮﺿﻪ »اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت« اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋـــﺎم ٨١٠٢ ﻋــﻨــﺪ ﻣــﺎ ﺳــﺒــﻖ ذﻛـــﺮه، وأﺿــــﺎف ﻣـﻌـﻄـﻴـﺎت أﺧــــﺮى، وﻗــﺎل إن اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﺑــﻠــﻐــﺖ ﻣــﺴــﺘــﻮﻳــﺎت ﻣــﺘــﺪﻧــﻴــﺔ ﺟــﺪا »ﻻ ﺗــﺘــﺠــﺎوز ٧٫٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ وﻓـﻖ ﺗﻘﺪﻳﺮات اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ«.
وﻣـــــﻦ ﺟــﻤــﻠــﺔ ﻣــﻠــﻔــﺎت دوﻟــﻴــﺔ ﺗـــــﻨـــــﺎوﻟـــــﻬـــــﺎ ﻓـــــــﻲ ﺗــــﺼــــﺮﻳــــﺤــــﺎﺗــــﻪ، ﺧـــــﺼـــــﺺ ﻣــــﻴــــﺪﻓــــﻴــــﺪﻳــــﻒ ﺑــﻌــﺾ اﻟــــﻮﻗــــﺖ ﻟــــــﺪور اﻟــــــــــﺪوﻻر، وﺳــﻌــﻲ روﺳـــــــﻴـــــــﺎ إﻟـــــــــﻰ اﻟــــﺘــــﺨــــﻔــــﻴــــﻒ ﻣــﻦ اﻋﺘﻤﺎده ﻓﻲ اﻟﺘﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻟــﺤــﺴــﺎﺑــﺎت، وﻋــﺒــﺮ ﻋــﻦ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﺼــﺪد ﺑــﺄﻧــﻪ »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫــﺎك اﺣﺘﻜﺎر أو ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻣـﻄـﻠـﻘـﺔ ﻷي ﻋــﻤــﻠــﺔ«، وأﻋـــــﺎد إﻟــﻰ اﻷذﻫــــﺎن أن ﻋـﻤـﻼت أﺧـــﺮى ﻟﻌﺒﺖ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ دور وﺣـﺪة اﻟﻨﻘﺪ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺎرة، ﻣﻨﻮﻫﺎ ﺑﺄن اﻟـــﻴـــﻮان اﻟـﺼـﻴـﻨـﻲ ﻳــﺘــﻄــﻮر ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﻤﻠﺔ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ. وأﻛﺪ ﻓﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ذاﺗــــﻪ أن ﺳــﻌــﻲ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣـﻦ اﻋﺘﻤﺎد اﻟـــﺪوﻻر ﻻ ﻳـﻌـﻨـﻲ اﻟـﺘـﺨـﻠـﻲ ﻋــﻦ ﺗـﻠـﻚ اﻟﻌﻤﻠﺔ، أو ﺣﻈﺮ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺎ، وأﺿــﺎف: »ﻻ ﺷﻚ أن اﻟــﺪوﻻر أﻫﻢ ﻋﻤﻠﺔ ﻋﺎﳌﻴﴼ، أﻫﻢ ﻋﻤﻠﺔ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ، وﻻ ﻳــﻨــﻮي أﺣــــﺪ ﺣــﻈــﺮ ﺗــﺪاوﻟــﻬــﺎ، وﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﻮاﻧﻴﻨﻨﺎ ﻟﻦ ﻳﺤﺪث أﻣﺮ ﻛﻬﺬا ﻟﺪﻳﻨﺎ«. ﺗـﻴـﻤـﻮﺛـﻲ ﺗــــﺎم، اﻟــﺸــﺮﻳــﻚ اﳌــﺆﺳــﺲ واﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﺸﺮﻛﺔ »ﻛﻮﻳﻦ ﻓـــﻲ« ﻷﺑــﺤــﺎث اﻟــﻌــﻤـﻼت اﻟـﺮﻗـﻤـﻴـﺔ، اﻟـﻘـﻮل إن »اﳌـــﺰاج اﻟـﻌـﺎم ﻓـﻲ ﺳﻮق اﻟـﻌـﻤـﻼت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺳﻴﺊ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. وأي ﻧﺒﺄ ﺳﻠﺒﻲ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮات اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ«.
وﻓﻘﺪت ﻋﻤﻠﺔ »ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ« ﻧﺤﻮ ٠٨ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـــﻦ ﻗــﻴــﻤــﺘــﻬــﺎ ﻣـﻨـﺬ أن ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻗـــﺪ وﺻـــﻠـــﺖ إﻟــــﻰ أﻋــﻠــﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺎم ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﻓﻲ ﺣــﲔ ﻳـﻘـﻞ ﺳـﻌـﺮﻫـﺎ اﻟــﻴــﻮم ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﻦ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺴﻌﺮ ﺧﻼل آﺧﺮ ٠٠٢ ﻳﻮم ﺗﺪاول.
ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮع ﻣﻦ اﻵن ﻛﺘﺒﺖ ﻣﻘﺎﻻ ﺑﻌﻨﻮان »اﺟـــﺘـــﻤـــﺎع ﺻــﻌــﺐ ﻋــﻠــﻰ أوﺑــــــﻚ«، وﻟــــﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺷــﻲء ﻣﻨﺬ ذﻟــﻚ اﻟــﻮﻗــﺖ ﺣﺘﻰ ﺻـﺒـﺎح اﻷﻣــﺲ، ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎع اﻟـﻮزاري ﳌـﻨـﻈـﻤـﺔ اﻟــﺒــﻠــﺪان اﳌـــﺼـــﺪرة ﻟــﻠــﺒــﺘــﺮول )أوﺑــــﻚ( وﻧـﻈـﺮاﺋـﻬـﻢ ﻣــﻦ ﺧـــﺎرج اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻷﻋــﻀــﺎء ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻒ »أوﺑﻚ+«.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎع ﺻﻌﺒﴼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﺑﻐﺾ اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻋــﻦ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺘـﻪ، واﻟــﺘــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟــﻠــﺴــﻮق؛ وﻏـــﻴـــﺮ ﻣــﺮﺿــﻴــﺔ ﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــــﺪول اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻣﺜﻞ أﻣﻴﺮﻛﺎ... ﺣﻴﺚ ﺗﻔﺎﺟﺄ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺘﺨﻔﻴﺾ ﻗﺪره ٢٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎق اﳌﺒﺪﺋﻲ ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ، وﻫـﻲ ﻛﻤﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺮﺿﻲ اﻟﺴﻮق، وﻟﻦ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻷن اﻟﺴﻮق ﻳﺮﻳﺪ ٣٫١ إﻟـﻰ ٥٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ، وﻫﻲ ﻛﻤﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أوﺑﻚ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻬﺎ رﻏﻢ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ، واﻟﺴﺒﺐ ﻳﻌﻮد ﻓﻲ ذﻟــﻚ إﻟــﻰ اﻋــﺘــﺒــﺎرات ﻏـﻴـﺮ اﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ. وﺳﺒﻖ وأن ذﻛﺮت ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻏﻴﺮ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻘﺎل اﻟﺴﺎﺑﻖ.
وﻣـــﻊ ﻫـــﺬا ﻟــﻴــﺲ ﻣــﻦ اﳌــﺴــﺘــﻐــﺮب أن ﻧــﺮى ﻫﺒﻮط أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ، إذا ﻣﺎ واﺻﻠﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة )اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ اﻵن ﻣﺼﺪرا ﺻﺎﻓﻴﴼ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ( زﻳـﺎدة إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻓﻮق اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻠﺘﻖ أوﺑﻚ ﻣﺠﺪدﴽ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﺨﻔﻴﻀﺎت أﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ ٩١٠٢.
واﻟــــﺬي ﻳـﺘـﺎﺑـﻊ ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎع ﻋﻠﻰ ﻣــــﺪى اﻷﻳــــــﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻴـــﺔ، ﻳـﻜـﺘـﺸـﻒ أن روﺳــﻴــﺎ أﺻـﺒـﺤـﺖ ﻟـﺪﻳـﻬـﺎ ﻧــﻔــﻮذ ﻛﺒﻴﺮ داﺧـــﻞ »أوﺑــــﻚ«، وﻟــﻴــﺲ ﻓــﻘــﻂ داﺧــــﻞ ﺗــﺤــﺎﻟــﻒ »أوﺑـــــــﻚ+«، ﻓﻤﻦ دون اﻟــﺮوس ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﺗﺠﺘﻤﻊ »أوﺑــﻚ« ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻫﺬه اﻷﻳــﺎم، ﺧﺼﻮﺻﴼ إﻳـﺮان اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻤﻊ إﻻ إﻟﻰ روﺳﻴﺎ. وﻛﺎن ﻫﺬا ﺟﻠﻴﴼ ﻓﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟــﺬي ﻋﻘﺪه وزﻳــﺮ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺮوﺳﻲ أﻟﻜﺴﺎﻧﺪر ﻧﻮﻓﺎك ﻣﻊ وزﻳﺮ اﻟﻨﻔﻂ اﻹﻳﺮان ﺑﻴﺠﻦ زﻧﻐﻨﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻹﻗﻨﺎع إﻳﺮان ﺑﺎﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺧﻔﺾ اﻹﻧﺘﺎج، وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ أو رﻣﺰﻳﺔ.
وﺣــــﺎول وزﻳــــﺮ اﻟــﻄــﺎﻗــﺔ اﻟــﺴــﻌــﻮدي ﺧـﺎﻟـﺪ اﻟﻔﺎﻟﺢ إﻗﻨﺎع إﻳﺮان ﺑﺎﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻔﻴﻀﺎت ﺧﻼل اﺟﺘﻤﺎع »أوﺑﻚ« اﻟﻮزاري ﻳﻮم ٦ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛـــﺎﻧـــﻮن اﻷول(، وﻟــﻜــﻨــﻪ ﻟـــﻢ ﻳــﺴــﺘــﻄــﻊ، إذ إن اﻟــﺘــﻮﺗــﺮات اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﺑــﲔ اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﻦ إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﻋـﻮاﻣـﻞ ﻓﻨﻴﺔ أﺧــﺮى ﺟﻌﻠﺖ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﲔ اﻟﻮزﻳﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺜﻤﺮ.
واﻟـــــﺴـــــﺆال اﻟــــــﺬي أﺳــــﺄﻟــــﻪ اﻵن ﻫـــــﻮ: إﻟـــﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﺘﻈﻞ »أوﺑـــﻚ« ﺗﻌﻴﺶ ﻫــﺬه اﻟﻔﻮﺿﻰ؟ وإﻟــــﻰ ﻣـﺘـﻰ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﻓــﻲ اﺗــﺨــﺎذ اﻟـﺨـﻄـﻮات اﻟـﺼـﺤـﻴـﺤـﺔ ﻓـﻘـﻂ ﺗـﺤـﺖ اﻟــﻀــﻐــﻮط ﻓــﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻫــﺒــﻮط اﻷﺳـــﻌـــﺎر؟ وﻫـــﻮ ﻣــﺎ ﺟـﻌـﻠـﻬـﺎ، ﺑﺤﺴﺐ اﳌﺜﺎل اﻟﺬي ﻗﺎﻟﻪ اﻟﺮاﺣﻞ روﺑﺮت ﻣﺎﺑﺮو »ﻛﻴﺴﴼ ﻟﻠﺸﺎي... ﻻ ﻳﻌﻤﻞ إﻻ ﻓﻲ اﳌﺎء اﻟﺤﺎر«.
اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺠﺮي ﺑﺴﺮﻋﺔ، واﻟﺴﻨﻮات ﺗﻤﻀﻲ، وﻻ ﺗﺰال »أوﺑﻚ« اﻟﻴﻮم )رﻏﻢ ﻛﻞ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ( ﻣـﻨـﻈـﻤـﺔ(reactionary ( ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ ردات اﻟﻔﻌﻞ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﺒﻖ وﻻ ﺗﺨﻄﻂ ﻟﻠﻤﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ.
ﻳﺆﺳﻔﻨﻲ ﺟـﺪﴽ أن أرى »أوﺑــﻚ« إﻟـﻰ اﻟﻴﻮم ﻻ ﺗـﺄﺧـﺬ اﻷﻣـــﻮر ﺑـﺠـﺪﻳـﺔ إﻻ ﻓــﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻫﺒﻮط اﻷﺳــﻌــﺎر إﻟــﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ ﺟــﺪﴽ وﻏﻴﺮ ﻣـــﻘـــﺒـــﻮﻟـــﺔ. ﻋـــﻠـــﻰ ﻛــــﻞ ﺣـــــﺎل ﻻ ﻳـــﻮﺟـــﺪ ﺟـــﺪﻳـــﺪ؛ ﻓﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗــﺪار ﺑﻬﺎ اﻷﻣــﻮر ﻓـﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣــﻦ دول »أوﺑـــﻚ« ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻋــﻦ إدارة اﳌـﻨـﻈـﻤـﺔ؛ ﻓــﺴــﻮاء ﻛـﻨـﺎ أﻓــــﺮادﴽ أو ﺟـﻤـﺎﻋـﺎت أو ﻣـﻨـﻈـﻤـﺎت أو ﺷــﺮﻛــﺎت ﻓــﺎﻟــﻮﺿــﻊ ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﴼ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ، إذ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻳﺴﻮف، اﻧﺘﻈﺎرﴽ ﻷن ﺗﺤﻞ اﻷﻣﻮر ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ أو ﻳﺤﺼﻞ ﺷﻲء ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﺪة ﻟﺘﺠﺎوزه.
ﻓــﻲ ﻋــﺎﻟــﻢ »أوﺑــــــﻚ«، ﻫــﻨــﺎك ﻓــﺠــﻮة ﻛـﺒـﻴـﺮة ﺑﲔ اﳌﺄﻣﻮل واﻟﻮاﻗﻊ... وﻫﺬه اﻟﻔﺠﻮة ﺳﺪﺗﻬﺎ روﺳﻴﺎ ﻣﺆﻗﺘﴼ، وﺳﺘﻈﻞ ﺗﺴﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﻨﺎك وﺿــﻮح ﻓﻲ آﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ واﺗـﺨـﺎذ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ »أوﺑﻚ«.
وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ »أوﺑـﻚ« أن ﺗﺘﻨﺒﻪ وﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺼﻨﺪوق اﳌﻈﻠﻢ اﻟﻀﻴﻖ اﻟﺬي ﺗﻌﻴﺸﻪ وﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﻮاﻗﻌﻴﺔ أﻛﺒﺮ؛ ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ ﻫﻨﺎك ﺿﻐﻂ ﺳﻴﺎﺳﻲ أﻣﻴﺮﻛﻲ ﻟﻔﺮض ﻗﺎﻧﻮن »ﻧﻮﺑﻚ« ((NOPEC اﻟﺬي ﻳﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﺼﻨﻴﻒ »أوﺑــﻚ« ﻛﻤﻨﻈﻤﺔ اﺣﺘﻜﺎرﻳﺔ )ﻛﺎرﺗﻞ( ﺗﺘﻼﻋﺐ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ... وﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ ﻣﺪى ﻗﺪرة اﳌﺸﺮﻋﲔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ ﻓـﺮﺿـﻪ، إذ ﺗـﻢ رﻓﻀﻪ ﻓـﻲ ٧٠٠٢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺟﻮرج ﺑﻮش اﻻﺑﻦ، ﺳﻴﺴﻤﺢ ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ ﺑﻤﻘﺎﺿﺎة »أوﺑــﻚ« ودوﻟﻬﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻻﺣﺘﻜﺎر.
وﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻏﻴﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻳﺰداد اﻵن اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺎدر اﳌﺘﺠﺪدة وﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎﺋـﻴـﺔ، وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻗـﻄـﺎع اﻟﻨﻘﻞ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ ﻛﺒﻴﺮ، وﻫــﻮ ﻣـﻦ أﻫــﻢ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ، إذ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ ﻧﺤﻮ ٥٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ اﻟﻄﻠﺐ اﳌﺘﻨﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮد. وﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻫﻨﺎك ﺿﻐﻂ ﺳﻴﺎﺳﻲ أوروﺑـــﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺰﻳﺎدة ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، ووﻗـﻒ ﻣﺒﻴﻌﺎت اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺧﻼل ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻵن.
ووﺳـــــــــﻂ ﻛــــــﻞ ﻫـــــــﺬه اﻟـــــﺘـــــﺤـــــﺪﻳـــــﺎت، ﻣــﺘــﻰ ﺳﺘﺴﺘﻴﻘﻆ »أوﺑـــﻚ« وﺗــﺪرك أن ﺑﻘﺎءﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﻗﺎﺋﻤﴼ ﻋﻠﻰ أﺳـﻌـﺎر اﻟﻨﻔﻂ، ﺑـﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ وﺗﺄﺛﻴﺮ دوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ وﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ، ﻓـﻲ ﻇـﻞ اﳌﺘﻐﻴﺮات اﻟﻜﺜﻴﺮة اﳌﺘﺴﺎرﻋﺔ.
وﻧـﻌـﻮد إﻟـﻰ اﻷﻣــﺲ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻣـﺠـﺪدﴽ ﻋﻦ اﺟﺘﻤﺎع »أوﺑﻚ« ﻓﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ إﻗﻨﺎع ﺑﻌﺾ دول »أوﺑﻚ« ﺑﺎﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﺨﻔﻴﺾ إﻧﺘﺎج ﺗﺤﺎﻟﻒ »أوﺑﻚ+« ﺑﻮاﻗﻊ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ، ﺣﺼﺔ »أوﺑﻚ« ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٥٦ أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ، وﻫﻲ ﻛﻤﻴﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﺟﺪﴽ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ »أوﺑﻚ« ﺗﺨﻔﻴﻀﻬﺎ دون أي ﻧﺰاﻋﺎت.
وﻟﻜﻦ ﻛـﻞ ﺷــﻲء اﻵن أﺻﺒﺢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗــﺮارات روﺳـﻴـﺎ، اﻟﺘﻲ ﻣـﻸت اﻟﻔﺠﻮة اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻓﻲ »أوﺑﻚ«، وﻫﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن ﺑﻘﺎء »أوﺑﻚ« ﺳﻴﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء روﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻒ »أوﺑــﻚ+«. اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻫﻨﺎ أن آﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟــﺮوس ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﻓﻬﻨﺎك اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟـﻨـﻔـﻄـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺴــﻬــﻢ ﻓـــﻲ اﻟـــﻘـــﺮار اﻟـﻨـﻔـﻄـﻲ، وﺗﻮﺟﻬﺎت اﻷﺳـﻌـﺎر ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ دول »أوﺑﻚ«.
إن ﻣﺎ ﻳﺒﻘﻲ روﺳﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻫﻮ إدراك ﻣﻮﺳﻜﻮ أﻧـﻪ دون »أوﺑــﻚ« ﺳﻴﻜﻮن ﺻﻌﺒﴼ أن ﺗﺴﺘﻘﺮ اﻟﺴﻮق اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ، وﻛﻞ ﻣﻨﺘﺠﻲ اﻟﻨﻔﻂ ﻓــﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻳــﺮﻳــﺪون ﺳـﻮﻗـﴼ ﻧﻔﻄﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮة. أﻣـــﺎ »أوﺑــــﻚ« ﻓـﻬـﻲ ﺗــﺮﻳــﺪ أﺷــﻴــﺎء ﻛـﺜـﻴـﺮة ﺟــﺪﴽ، وﻟﻜﻦ ﻣﻤﺎ أراه ﻓﺈن ﺟﺎﻫﺰﻳﺔ »أوﺑﻚ« اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟــﺘــﻄــﻮر، وﺳـﺘـﻈـﻞ ﺗـﻠـﻌـﺐ دورﴽ ﺗـﻘـﻠـﻴـﺪﻳـﴼ ﻓﻲ ﺳﻮق ﻣﺘﻐﻴﺮة وﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﻳﺮﻳﺪ دﻓﻦ »أوﺑﻚ« ﺣﻴﺔ.