اﻟﺸﺘﺎء اﻟﺮوﺳﻲ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺒﻬﺠﺔ واﻟﺪفء ﻓﻲ اﻷﻋﻴﺎد
ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻣﻌﻨﻰ »اﻟﺴﺒﺎت اﻟﺸﺘﻮي«، ﺣﺘﻰ ﻓﻲ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬه، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺮاوح درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﺑﲔ ٥ و٩١ درﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻔﺮ. وﺗﺄﻛﻴﺪﴽ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻟﺘﻬﻢ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ »ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ ﻃـﻘـﺲ ﺳــﻴــﺊ«، ﻳﺘﺤﻮل ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء وﺑﺮده اﻟﻘﺎرس ﻋﻨﺪ اﳌـــﻮاﻃـــﻨـــﲔ اﻟــــــﺮوس إﻟــــﻰ »ﻇــــﺮف« ﻣﻨﺎﺳﺐ، ﺑﻞ وﺿــﺮوري ﻻ ﺗﻜﺘﻤﻞ دوﻧــﻪ اﻻﺣـﺘـﻔـﺎﻻت ﺑﺄﻋﻴﺎد اﳌﻴﻼد ورأس اﻟــﺴــﻨــﺔ. إذ ﻳـﺘـﺤـﻮل اﻟﺜﻠﺞ إﻟـــﻰ أرض ﻃـﻴـﺒـﺔ ﻟـﻠـﻬـﻮ واﻟــﺮﻛــﺾ واﳌﺮح، ﻳﺘﻘﺎذﻓﻮﻧﻪ، وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻪ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﺠﺴﻤﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ »رﺟــﻞ اﻟﺜﻠﺞ«، اﻟــــــــﺬي ﻳــــﺮﻣــــﺰ ﻟـــﻠـــﺤـــﻴـــﺎة ﻓـــــﻲ أﺷـــﺪ اﻟــﻈــﺮوف اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ ﻗـﺴـﻮة. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺳـﺎﺣـﺎت اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻨﻪ، واﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ، ﻣﺮﻛﺰﴽ رﺋﻴﺴﻴﴼ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎل ﺑﻌﻴﺪ رأس اﻟﺴﻨﺔ.
إذ ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة أن ﺗﻘﺎم ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻜﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎﺣﺔ ﺗــﺰﻟــﺞ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺠــﻠــﻴــﺪ، ﺗﺘﻮﺳﻄﻬﺎ ﺷﺠﺮة اﳌﻴﻼد ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ وأﻧــﻮارﻫــﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺚ اﻟــﺪفء ﻓﻲ اﻟــــــﺮوح، وﺣــﻮﻟــﻬــﺎ ﻳــﺘــﺰﻟــﺞ اﳌــﺌــﺎت ﻛﺒﺎرﴽ وﺻﻐﺎرﴽ، ﻳﺘﺒﺎدﻟﻮن اﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ، وﻳﺤﺘﻔﻠﻮن ﻣﻌﴼ أﺳــــﺮة واﺣـــــﺪة ﻛــﺒــﻴــﺮة، ﻳﺠﻤﻌﻬﻢ دفء ﻏــــﺮﻳــــﺐ ﻓــــﻲ ﺷــــﺘــــﺎء ﻛــﺘــﺒــﺖ ﺣــــﻜــــﺎﻳــــﺎت ورواﻳــــــــــــﺎت ﻋـــــﻦ ﺑـــــﺮده اﻟﻘﺎرس.
ﺣــــﺘــــﻰ اﻟـــــﺴـــــﺎﺣـــــﺔ اﻟــــﺤــــﻤــــﺮاء اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻗـﺮب اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ، ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻓـﻲ ﻫــﺬه اﻷﻳــﺎم إﻟــﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺗﺰﻟﺞ، وﺳــــــﺎﺣــــــﺔ ﻣـــــﺮﻛـــــﺰﻳـــــﺔ ﻟـــﻼﺣـــﺘـــﻔـــﺎل ﺑــﺎﻷﻋــﻴــﺎد، ﺣــﻴــﺚ ﻗـــﺎم ﻣﺨﺘﺼﻮن ﺑــﺈﻗــﺎﻣــﺔ ﻣــﺴــﻄــﺢ ﺟــﻠــﻴــﺪي ﻫــﻨــﺎك، ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﻦ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﳌـﺪ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻓـﻲ ﻣﻼﻋﺐ اﻟﻬﻮﻛﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﻴﺪ، إذ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ أن ﺗـــﺴـــﻜـــﺐ اﳌــــــــﺎء ﻋـــﻠـــﻰ اﻷرض، وﺳﻴﺘﺤﻮل ﺧﻼل دﻗﺎﺋﻖ إﻟﻰ ﻃﺒﻘﺔ ﺟﻠﻴﺪﻳﺔ ﺟـﺎﻫـﺰة ﳌﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺰﻟﺞ واﻟـــﺮﻗـــﺺ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺠــﻠــﻴــﺪ. وﻳــﺒــﺪو اﳌـــﺸـــﻬـــﺪ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻋــــــﺎم أﻗـــــــﺮب إﻟـــﻰ ﻋـﺎﻟـﻢ اﻟـﺤـﻜـﺎﻳـﺎت اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻋـﻦ ﻋﻴﺪ رأس اﻟﺴﻨﺔ، وﺑﺎﺑﺎ ﻧﻮﻳﻞ، ﺑﻔﻀﻞ اﻹﺿــــــﺎءة اﻟـﺠـﻤـﻴـﻠـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻐﻄﻲ واﺟﻬﺎت ﺟﺪار اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ وواﺟﻬﺔ أﻗــــﺪم ﻣــﺮﻛــﺰ ﺗــﺠــﺎري ﻓــﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻳﻄﻞ أﻳﻀﺎ ًﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺤﻤﺮاء. واﻧـﻄـﻼﻗـﴼ ﻣــﻦ ﻣـﺮﻛـﺰ اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﺣــــﻴــــﺎء اﻟــﺴــﻜــﻨــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﻻﺗـــــﺠـــــﺎﻫـــــﺎت، ﺗــﻨــﺘــﺸــﺮ ﺳـــﺎﺣـــﺎت اﻟﺘﺰﻟﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن، ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ دفء اﻟﻌﻴﺪ.
وﻛـــــــــﺎن »اﻟــــﻌــــﻴــــﺪ اﻟــــﺮﻳــــﺎﺿــــﻲ اﻟــــــﺸــــــﺘــــــﻮي«، واﺣــــــــــــﺪة ﻣــــــﻦ آﺧــــﺮ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮى اﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ »ﻟﻮﺟﻴﻨﻴﻜﻲ« اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ. ﻋﻠﻰ أرض اﻟـــﺴـــﺎﺣـــﺔ اﳌــﺨــﺼــﺼــﺔ ﻟــﻠــﺤــﻔــﻼت اﻟـــﻔـــﻨـــﻴـــﺔ ﻓـــــﻲ ذﻟــــــﻚ اﳌـــﺠـــﻤـــﻊ ﺷــﻴــﺪ ﻣـــﻬـــﻨـــﺪﺳـــﻮن »ﺣـــﺪﻳـــﻘـــﺔ اﻟــﺘــﺴــﺎﻟــﻲ اﻟﺸﺘﻮﻳﺔ«، اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺳﺎﺣﺔ ﺗﺰﻟﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﻴﺪ، وﺳـﺎﺣـﺎت ﳌﻤﺎرﺳﺔ رﻳﺎﺿﺎت ﺷﺘﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻜﻴﺮﻟﻴﻨﻎ، وﺳـــــﺒـــــﺎق اﻟـــــﺴـــــﺮﻋـــــﺔ، ﻓــــﻀــــﻼ ﻋــﻦ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎت ﺛﻠﺠﻴﺔ ﳌﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺰﻟﺞ ﺑـــﺎﻟـــﻠـــﻮح ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﺜـــﻠـــﺞ وﻏـــﻴـــﺮﻫـــﺎ. وﺑـــﲔ اﻟــﺴــﺎﺣــﺎت ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ وﻣــﺠــﺴــﻤــﺎت ﻓــﻨــﻴــﺔ ﺑــﻌــﻀــﻬــﺎ ﻣـﻦ اﻟـﺠـﻠـﻴـﺪ واﻟــﺒــﻌــﺾ اﻵﺧـــﺮ ﺛﻠﺠﻲ. وإﻟـــــﻰ ﺟـــﺎﻧـــﺐ ﻫــــﺬا ﻛــﻠــﻪ اﻧــﺘــﺸــﺮت ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣــﻦ اﻟــﻘــﻼع اﻟـﺠـﻠـﻴـﺪﻳـﺔ، ﺗﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ﻣــﻤــﺮات وأﻧــﻔــﺎق ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺤﺖ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺠﻠﻴﺪ، اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو ﻣﺜﻞ ﺟﺪران زﺟﺎﺟﻴﺔ، ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﺎ إﺿــــﺎءة ﻓـﻨـﻴـﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ اﻷﻟــــﻮان، ﺗــﺘــﺮاﻗــﺺ ﻋــﻠــﻰ إﻳـــﻘـــﺎع ﻣـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ وأﻏﺎﻧﻲ اﻷﻋﻴﺎد.