دراﻣﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﻣﻊ ٦١ ﻻﺟﺌﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮح ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت
ﻣـــــــﻌـــــــﺎﻟـــــــﺠـــــــﺔ اﳌـــــــﺸـــــــﻜـــــــﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﻓﻲ اﻵوﻧـﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت. ﻓﺎﻟﺒﻮح ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺳـــﺠـــﻨـــﺎء أو ﻻﺟـــﺌـــﲔ ﻳــﻌــﺎﻧــﻮن ﻣــﻦ اﻹﺣـــﺒـــﺎط واﻟــﺨــﺴــﺎرة ﻋﻠﻰ أﺻﻌﺪة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ اﳌـــﺴـــﺮح أو ﻓـــﻲ ﻓــﻴــﻠــﻢ ﻣــﺼــﻮر، ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺰوﻳﺪ ﻫﺆﻻء ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وﺑﻤﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺼﺎﻋﺐ ﺑﻘﻮة.
ﻣــﻦ ﻫـــﺬا اﳌـﻨـﻄـﻠـﻖ، ﺗـﻌـﺮض اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ ﻣﺴﺮح »ﺑﺴﻤﺔ وزﻳﺘﻮﻧﺔ« ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﺎﺗﻴﻼ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت دراﻣﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ، ﺑﻄﻼﺗﻬﺎ ٦١ اﻣﺮأة ﻻﺟﺌﺔ ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ. وﻫﻲ ﻣﺤﺼﻠﺔ ورﺷﺔ ﻋﻤﻞ اﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻧــﺤــﻮ ٣ أﺷــﻬــﺮ ﳌــﺸــﺮوع »ﻧــﺴــﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺮب« اﳌﻤﻮل ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ »اﻧﺘﺼﺎر« اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ، اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺴﺮﺣﻲ أوﻟﻰ ﺑﺬور ﻣﺠﻬﻮدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
»إﻧـــﻬـــﺎ ﻣــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺣــــﻮارات وإﺳـﻜـﺘـﺸـﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻏـﻴـﺮ ﻣـﺘـﺮاﺑـﻄـﺔ« ﺗــﻘــﻮل ﻣﺨﺮﺟﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺮح واردﻳﻨﻲ، ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ«. وﺗﻀﻴﻒ: »أﻣــــــﺎ ﻃــﺒــﻴــﻌــﺔ اﻟـــﻘـــﺼـــﺺ اﻟــﺘــﻲ ﺳﻨﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺴﻮة ﻓـــﻬـــﻲ ﻧـــﺎﺑـــﻌـــﺔ ﻣــــﻦ واﻗـــــــﻊ أﻟـــﻴـــﻢ، ﻳــﻌــﺎﻧــﻮن ﻣــﻨــﻪ ﺑــﻔــﻌــﻞ ﻫـﺠـﺮﺗـﻬـﻢ ﻣــﻦ ﺑــﻼدﻫــﻢ واﻓــﺘــﻘــﺎدﻫــﻢ أرض ﺟــــﺬورﻫــــﻢ اﻷﺻـــﻠـــﻴـــﺔ. ﻓـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺧــﺮوﺟــﻬــﻢ ﻣــﻦ أوﻃــﺎﻧــﻬــﻢ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺤﺮوب ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻟﻬﻦ ﺑﻤﺼﺎﻋﺐ ﻛـــــﺜـــــﻴـــــﺮة، ﻳـــﺤـــﺘـــﻔـــﻈـــﻦ ﺑــــﻬــــﺎ ﻓــﻲ أﻋﻤﺎﻗﻬﻦ، وﻻ ﻳﺠﺮأن ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻮح ﺑﻬﺎ ﻷﺳﺒﺎب ﻛﺜﻴﺮة، اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻧﻔﺴﻴﺔ«.
وﺗﻮﺿﺢ ﻓﺮح اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻈﺖ ﺗــــﻘــــﺪﻣــــﴼ ﻣـــﻠـــﻤـــﻮﺳـــﴼ ﻓــــــﻲ اﻷداء اﻟــﻴــﻮﻣــﻲ ﻟـﺒـﻄـﻼت ﻣﺴﺮﺣﻴﺘﻬﺎ، ﺑﻌﻴﺪ ﻗﻴﺎﻣﻬﻦ ﺑﺘﻤﺎرﻳﻦ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻬﺎ، أن دراﺳـــﺎت أﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻗﺒﻴﻞ وﺑﻌﻴﺪ ﻫﺬه اﻟﻮرﺷﺔ، أﻇـــﻬـــﺮت ﺑـــــﺎﻷرﻗـــــﺎم اﻟــﺘــﻐــﻴــﻴــﺮات اﻟــــــﺠــــــﺬرﻳــــــﺔ اﻟـــــﺘـــــﻲ أﺻــــــــﱭ ﺑــﻬــﺎ إﺛﺮﻫﺎ، وﺧﺼﻮﺻﴼ ﺗﻠﻚ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑــﺤــﺎﻻت اﻹﺣــﺒــﺎط واﻟـﻘـﻠـﻖ اﻟﺘﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗـﺴـﻴـﻄـﺮ ﻋــﻠــﻴــﻬــﻦ. ﺑﻌﺾ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﻨــﺴــﻮة ﻳﺤﻤﻠﻦ ﺷــﻬــﺎدات ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ واﻟﺼﻴﺪﻟﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺪروس اﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻛﻦ ﻳﻤﺎرﺳﻦ أﻋﻤﺎﻟﻬﻦ ﻓﻲ ﺑﻼدﻫﻦ، وﻳــﻌــﺸــﻦ ﻛــﻐــﻴــﺮﻫــﻦ ﻣـــﻦ اﻟــﻨــﺴــﺎء اﳌﺜﻘﻔﺎت ﻓﻲ إﻃﺎر ﺣﻴﺎة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، إﻻ أن ﻫﺠﺮﺗﻬﻦ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻫﻦ إﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﺿﻄﺮﺗﻬﻦ ﳌـــﻤـــﺎرﺳـــﺔ أﻋـــﻤـــﺎل ﻣـــﻦ ﻣــﺴــﺘــﻮى أﻗــﻞ »ﻛﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﻘﻬﻮة وﺗﻨﻈﻴﻒ اﻟﺒﻴﻮت«، ﻣﺎ وﻟﺪ ﻟﺪﻳﻬﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑــﺎﻹﺣــﺒــﺎط وأﺣــﻴــﺎﻧــﴼ اﳌــﻴــﻞ إﻟــﻰ اﻻﻧــﺘــﺤــﺎر. وﺑـﺤـﺴـﺐ اﻟــﺪراﺳــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ أﺟــــﺮﻳــــﺖ ﻣــــﻦ ﻗــﺒــﻞ إﺣــــﺪى اﳌـــﺸـــﺎرﻛـــﺎت ﻓـــﻲ ﻫــــﺬه اﻟـــﻮرﺷـــﺔ، اﻟـــــﺒـــــﺎﺣـــــﺜـــــﺔ واﻻﺧــــﺘــــﺼــــﺎﺻــــﻴــــﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺳــﺎرة ﺳﺨﻲ، ﺗﺒﲔ أن ﺣﺎﻻت اﻹﺣﺒﺎط ﺗﺪﻧﺖ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٩٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻟﺪى اﻟﻨﺴﺎء اﳌﺸﺎرﻛﺎت ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟـﻌـﻤـﻞ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻘﻠﻖ إﻟــﻰ ١٣ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ؛ ﻟﺘﺸﻜﻞ اﻟـﻔـﺮق ﻣـﺎ ﺑـﲔ اﻷﺳـﺒـﻮع اﻷول ﳌﺸﺎرﻛﺘﻬﻦ ﻓﻲ اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ وﺑــﻌــﻴــﺪ ﻣــــــﺮور ١١ ﺷـــﻬـــﺮﴽ ﻋـﻠـﻰ إﺟﺮاء اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ.
وﺗـــــﻘـــــﻮل ﻣـــــــﺎرﻳـــــــﺎن، إﺣـــــﺪى ﺑــــــﻄــــــﻼت اﻟـــــﻌـــــﻤـــــﻞ ﻟـــــــ»اﻟــــــﺸــــــﺮق اﻷوﺳﻂ«: »ﻗﺒﻞ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻲ ﻛﻨﺖ أﺻـــــﺎب ﺑـــﻨـــﻮﺑـــﺎت ﻏــﻀــﺐ ﺗــﺠــﺎه أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﻻ أﻋﺮف أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ. واﺳـــﺘـــﻮﻋـــﺒـــﺖ ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺑـــﻌـــﺪ أﻧــﻬــﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻜﺒﺖ اﻟﺬي أﻋﻴﺸﻪ. اﻟﻴﻮم ﺗﻐﻴﺮ أداﺋﻲ ﻣﻊ أوﻻدي وزوﺟﻲ، وﺑــﻌــﺪ أن أدرﻛــــﺖ اﻟــﺴــﺒــﺐ اﻟــﺬي ﻳﻘﻒ وراء ﻫــﺬا اﻟﻐﻀﺐ، ﺻﺮت ﻣﺘﺤﻜﻤﺔ أﻛﺜﺮ ﺑﻪ«.