Asharq Al-Awsat Saudi Edition

‪Vampyr ( ٢٣٩١ )‬ اﻟﻈﻼل ﺗﺘﺤﺮك وﺣﺪﻫﺎ

-

»ﻓﺎﻣﺒﺎﻳﺮ« ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد أي ﻓﻴﻠﻢ ﻋﻦ أي ﻣﺼﺎص دﻣﺎء. ﺑﻞ ﻫﻮ واﺣﺪ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ أﻓﻼم اﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻨـﴼ واﺧﺘﻼﻓﴼ. اﻟﺮﻋﺐ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺮﻋﺐ، ﺑﻞ إﺛـﺎرة اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺄن ﻣﺎ ﻳﺮاه اﳌﺸﺎﻫﺪ ﻣﺮﻋﺐ. إﻧﻪ ﻟﻴﺲ اﻟﺨﻮف ﺑﺄﻧﻴﺎب ﺑﺎرزة، ﺑﻞ اﻹﻳﺤﺎء اﳌﻤﻌﻦ واﻷﺳﺌﻠﺔ اﳌﺘﺮاﻛﻤﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻊ وﻋﻤﺎ ﺳﻴﻘﻊ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ دون إﺟﺎﺑﺎت ﺳﻬﻠﺔ ﺛﻢ ﻛﺸﻒ اﳌﻮاﻗﻒ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﳌﺸﺎﻫﺪ ﺧﺎﺋﻔﴼ ﻣﻤﺎ ﻳﺮاه ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. ﺣﻘﻘﻪ اﳌﺨﺮج اﻟﺪﻧﻤﺎرﻛﻲ ﻛــﺎرل ﺛــﻴــﻮدور دراﻳـــﺮ )٩٨٨١ - ٨٦٩١( ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪ ﻓﻴﻠﻢ ﻛﻼﺳﻴﻜﻲ آﺧﺮ ) أﻛﺜﺮ ﺷﻬﺮة ( ﻫﻮ » ﻋﺎﻃﻔﺔ ﺟﻮان ذو آرك « ) ٨٢٩١ .(

ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺮد، ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ وﺣﺘﻰ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟــﺴــﺎﺑـ­ـﻌــﺔ واﻟــﻌــﺸـ­ـﺮﻳــﻦ ﻣــﻨــﻪ، ﻟــﻴــﺲ ﺳـــﻮى ﻋـــﺮض ﳌﺎ ﻳـﻜـﺘـﺸـﻔـ­ﻪ اﻟـــﺸـــﺎ­ب دﻳــﻔــﻴــ­ﺪ ﻏـــــﺮاي )ﺟـــﻮﻟـــﻴ­ـــﺎن وﺳـــﺖ( ﺑﺨﺼﻮص اﻟﺒﻠﺪة اﻟﺘﻲ وﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ. ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﺘﻌـﺮﻓـﴼ ﻋـﻠـﻰ ﺣـــﺎﻻت ﺗـﺜـﻴـﺮ اﻫـﺘـﻤـﺎﻣـ­ﻪ ﺑـﻐـﺮاﺑـﺘـ­ﻬـﺎ. ﺗــﻮﻋــﺰ ﻟـﻪ، وﻟــﻨــﺎ، أن اﻷﻣـــﻮر ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣــﺎ ﻳـــﺮام. إﻧـﻬـﺎ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻟﻜﻦ إﻟﻰ ﺣﺪ. ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ اﻷوﻟﻰ، ذﻟﻚ اﻟﺤﺪث اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺆﻟـﻒ دﻳﻔﻴﺪ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺧﺎﺻـﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﺣـﻮﻟـﻪ. وﻫـﺬا اﻟﻼوﺟﻮد ﻳﺆﺧـﺮ دﺧﻮل اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺣﺒﻜﺘﻪ وﻟﻮ أﻧﻪ ﻳﺒﻘﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺗﺴﺎؤﻻت ﺣﻮل ﻏﻤﻮض اﳌﻜﺎن وﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻪ واﺣﺘﻤﺎل أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺸﻬﺪ ﻣﺸﻬﺪﴽ ﻋﻨﻴﻔﴼ ﻓﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ. اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘﻊ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، وﺣﲔ ﻳﻘﻊ ﻻ ﻳﻌﻤﺪ إﻟﻰ اﻟﻌﻨﻒ وﻣﺺ اﻟﺪﻣﺎء ﻛﻌﺎدة أﻓﻼم ﻫﺬا اﻟﻨﻮع، ﺑﻞ ﻟﻨﻘﻞ اﳌﻮﺿﻮع إﻟﻰ ﻓﻀﺎء وﺟﺪاﻧﻲ ﻏﺮﻳﺐ.

ﺗﺘﺒﻠﻮر اﻷﺣﺪاث ﻣﻊ اﻧﺘﻘﺎل دﻳﻔﻴﺪ ﻣﻦ دور اﻟﺰاﺋﺮ إﻟﻰ اﻟﺸﺮﻳﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻊ رب اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف دﻳﻔﻴﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻘﺘﻮﻻ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ وﺻﻮل اﻟﻔﺎﻣﺒﺎﻳﺮز إﻟﻰ اﺑﻨﺘﻴﻪ. ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻷم اﻟﺒﻘﺎء ﳌﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ درء اﻟــﺨــﻄــ­ﺮ ﻓـــﻴـــﻮا­ﻓـــﻖ. ﺗـﺴـﺘـﺠـﻴـ­ﺐ اﺑــﻨــﺘــ­ﻬــﺎ ﻟـﻴـﻮﻧـﻲ )ﺳﻴﺒﻴﻞ ﺷﻤﻴﺘﺰ( ﻟﻨﺪاء ﻏﺎﻣﺾ وﺗﻨﻘﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻓﺮاﺷﻬﺎ وﻋﻠﻰ رﻗﺒﺘﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ »ﺗﺸﺒﻪ ﻋﻀـﺔ اﻟﻘﻄﺔ أو اﻟﺠﺮذ«، ﺣﺴﺐ اﻟﻔﻴﻠﻢ. ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺛﻨﺎء ﻳﺠﺪ دﻳﻔﻴﺪ ﻛﺘﺎﺑﴼ ﻳـﺆرخ ﻷﺣـﺪاث ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟـﺒـﻠـﺪان، ﺑﻤﺎ ﻓـﻲ ذﻟــﻚ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻛــﺎن ﻃﺒﻴﺐ اﻟﺒﻠﺪة ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮﻳﻜﴼ ﳌﺼﺎﺻﻲ اﻟــﺪﻣــﺎء؛ إذ ﻛــﺎن ﻳـﺆﻣـﻦ ﻟﻬﻢ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ. ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ دﻳﻔﻴﺪ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰور ﻟﻴﻮﻧﻲ إﻻ ﻟﻴﻼ ﻣﺎ ﻫﻮ إﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺼﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺻﻲ اﻟـﺪﻣـﺎء، وإن اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺮاﻛﺪة ﺧﺴﺮت ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﻣﺤﺎوﻟﺔ إﻧﻘﺎذ ﻧﻔﺴﻪ إذا ﻣﺎ اﺳﺘﻄﺎع.

ﻟــﻢ ﻳـﻨـﺘـﻢ اﳌــﺨــﺮج اﻟــﺪﻧــﻤـ­ـﺎرﻛــﻲ ﻛـــﺎرل دراﻳــــﺮ إﻟـﻰ اﳌــﺪرﺳــﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ذاﺗــﻬــﺎ اﻟــﺘــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺳــﺎﺋــﺪة ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات، اﻟﺘﻲ ﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﻠﻤﺎ اﻟﺮﻋﺐ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺎن »ﻋﻴﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻛﺎﻟﻴﻐﺎري« ﻟﺮوﺑﺮت واﻳﻦ - ) ٠٢٩١ ( و » ﻧﻮﺳﻔﻴﺮاﺗﻮ « ﻟﻔﺮدرﻳﻚ . و . ﻣﻮرﻧﺎو - ) ٢٢٩١ (، ﺑﻞ ﻛﻮن ﻣﻨﻬﺠﻪ اﻟﺨﺎص وأﺟﺎد ﻓﻴﻪ . وﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﻳـﻮﻓـﺮ أﻓــﻜــﺎرﴽ ﺟـﺪﻳـﺪة ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻠﺨﻴﺎل وﺗـﻘـﻊ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻢ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة ذﻟﻚ اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺬﻋﺮ اﳌﻨﺴﺎب ﺗﺤﺖ اﻟﺠﻠﺪ ﺑﻬﺪوء. إﺣـﺪى دﻻﻻت ذﻟﻚ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻔﻴﻠﻢ، ﻳﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ دﻳﻔﻴﺪ وﺟـﻮد ﻇﻞ ﻳﺘﺤﺮك وﺣﺪه ﻣﻦ دون ﺻﺎﺣﺒﻪ. ﻳﺘﺎﺑﻌﻪ ﻣﺴﺘﻌﺠﺒﴼ. إﻧﻪ ﻇﻞ ﻟﺠﻨﺪي ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻘﺪ ﺳﺎﻗﻪ. ﻳﺘﺎﺑﻌﻪ دﻳﻔﻴﺪ ﺑﻨﺎﻇﺮﻳﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺪه ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﻌﲔ ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻣﻦ وﺿﻊ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻈﻞ ﻧﻔﺴﻪ. ﻫﺬا اﻟﻈﻞ ﻫﻮ اﻟﺮوح اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﻟﺠﺴﺪ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﻀﻢ إﻟﻴﻪ. ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺗﻨﻔﺼﻞ روح دﻳﻔﻴﺪ ﺑﺪورﻫﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻗﺪم اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﺤﺐ دﻣﻪ ﻟﻴﻤﻮت. ﻧﺸﺎﻫﺪ دﻳﻔﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺑﻮت. ﻟﻜﻦ دﻳﻔﻴﺪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣـﺎت ﺑﺄﺳﺮه وﻫﻮ ﻳﻨﺠﺢ ﻓـﻲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣـﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻌﻨﺔ وإﻧـﻘـﺎذ اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺟﻴﺰﻳﻞ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﺤﺘﻤﺔ ﺛﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪة أﺣﺪ رﺟﺎل اﻟﺒﻠﺪة ﻧﺒﺶ ﻗﺒﺮ رﺋﻴﺲ اﻟﻔﺎﻣﺒﺎﻳﺮز )ﻻ ﻧﺸﺎﻫﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ( ﻟﺪق إﺳﻔﲔ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ.

ﺟــﻤــﻊ اﳌــﺨــﺮج ﻟـﻌـﻤـﻠـﻪ ﻟـﻔـﻴـﻔـﴼ ﻣــﻦ اﳌـﻤـﺜـﻠـﲔ ﻏﻴﺮ اﳌﺤﺘﺮﻓﲔ ) ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺳﻴﺒﻴﻞ ﺷﻤﻴﺘﺰ اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي دور ﻟﻴﻮﻧﻲ.( ﺟﻴﻤﺲ وﺳﺖ، اﻟﺬي ﻟﻌﺐ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﺎب دﻳﻔﻴﺪ ) اﺳﻤﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻧﻴﻜﻮﻻس د ﻏﻮﻧﺰﺑﻴﺮغ ( ، ﻫﻮ ﺑـﺎرون أﳌﺎﻧﻲ ﻗﺎم ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟـﺪور وإﻧﺘﺎج اﻟﻔﻴﻠﻢ، ﺛﻢ اﻧﺴﺤﺐ ﻣﻦ اﳌﻬﻨﺘﲔ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﻗﻴﻤﺔﺗﺎرﻳﺨﻴ­ﺔ |ﻗﻴﻤﺔﻓﻨﻴﺔ:

 ??  ?? » رﻋﺐ ﺗﺤﺖ اﻟﺒﺸﺮة «
» رﻋﺐ ﺗﺤﺖ اﻟﺒﺸﺮة «

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia