»ﻣﻄﻠﻮﺑﲔ« ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻳﻀﻊ اﻹﺻﺒﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮح
ﻳﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﻫﻮاﺟﺲ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﳌﱰوﻛﲔ ﰲ دور اﻟﻌﺠﺰة
ﻗــــــﺪ ﺗــــﺸــــﻜــــﻞ ﻣــــﺮﺣــــﻠــــﺔ اﻟـــﻌـــﻤـــﺮ اﻟـﺜـﺎﻟـﺚ ﻫـﺎﺟـﺴـﴼ ﻟـﻜـﻞ واﺣـــﺪ ﻣـﻨـﺎ ﻻ ﻧـﻨـﻔـﻚ ﻧـﻔـﻜـﺮ ﻛــﻴــﻒ ﺳــﺘــﻜــﻮن؟ وأﻳــﻦ ﺳـﻨـﻤـﻀـﻴـﻬـﺎ؟ وﻧـﺘـﻤـﻨـﻰ ﻓــﻲ ﻗـــﺮارة أﻧﻔﺴﻨﺎ أﻻ ﻧﻜﻮن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺣــــﺪ . ﻓـﺎﳌـﺜـﻞ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻲ ﻳــﻘــﻮل : » ﻻ ﺗﻘﻮل ﻳﺎ أوﻟﺘﻲ ﺑﻞ ﻳﺎ آﺧﺮﺗﻲ«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻐﻤﻮض اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻠﻒ ﻣـﺮﺣـﻠـﺔ ﻋـﻤـﺮﻧـﺎ اﻟــﺨــﺮﻳــﻔــﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺪأ أوراﻗﻨﺎ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ أﻣﺎم أﻋﻴﻨﻨﺎ وﻻ ﻧﻌﺮف إذا ﻣﺎ اﻟﻮﺣﺪة ﺳﺘﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻴﺮﻧﺎ .
ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ﺗﺪﻳﺮ اﳌﺨﺮﺟﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻧﺒﺎل ﻋﺮﻗﺠﻲ ﻛﺎﻣﻴﺮﺗﻬﺎ ﻟﺘﺼﻮر ﻓﻴﻠﻢ » ﻣﻄﻠﻮﺑﲔ « (wanted) ، اﻟــــــﺬي ﺗـــﺘـــﻨـــﺎول ﻓــﻴــﻪ ﻗــﻀــﻴــﺔ ﻛــﺒــﺎر اﻟﺴﻦ اﳌﺘﺮوﻛﲔ ﺑﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻮﺣﺪة ﻓــﻲ دور اﻟــﻌــﺠــﺰة. وﺻـﺤـﻴـﺢ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﺎول ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻘﺪﻳﻢ واﻗﻊ أﻟﻴﻢ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﺧﻔﻴﻒ ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺔ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣﻦ دون ﺷﻚ ﺗﻀﻊ اﻹﺻﺒﻊ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــــﺠـــــﺮح، ﻓـــﺘـــﻼﻣـــﺲ ﺷــﻌــﻮر اﳌﺸﺎﻫﺪ ﻋﻦ ﻗﺮب.
ﻣــــﻐــــﺎﻣــــﺮة ﺣـــﺎﻓـــﻠـــﺔ ﺑـــﺎﳌـــﻮاﻗـــﻒ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﳌـﺆﺛـﺮة واﳌﻀﺤﻜﺔ ﻓﻲ آن، ﻳــﺨــﻮﺿــﻬــﺎ أرﺑـــﻌـــﺔ ﻣـــﻦ ﻫـــﺆﻻء ) ﺟـــﺎﻛـــﻮ، ودﻋـــــﺪ، ووﻟـــﻴـــﺪ، وأدﻳــــﺐ ( اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﺠــﺴــﺪ ﺷــﺨــﺼــﻴــﺎﺗــﻬــﻢ ﻛـﻞ ﻣــﻦ اﳌـﻤـﺜـﻠـﲔ ﺳــﻬــﺎم ﺣــــﺪاد، ودﻋــﺪ رزق، وﺟـــﻮرج ﺑـﻮ ﺧﻠﻴﻞ، وﺟــﻮرج دﻳـــــﺎب. ﻛــﻤــﺎ ﺗــﻠــﻮﻧــﻪ أﺳـــﻤـــﺎء ﻻﻣـﻌـﺔ ﻣـــﻦ أﻫــــﻞ اﻹﻋــــــﻼم واﻟـــﻔـــﻦ ﻟــﻴــﺆﻟــﻔــﻮا ﻣـﺠـﺘـﻤـﻌـﲔ، ﺿــﻴــﻮف اﻟـــﺸـــﺮف ﻓﻴﻪ أﻣﺜﺎل اﻹﻋﻼﻣﻴﲔ دﻳﺎﻧﺎ ﻓﺎﺧﻮري، وﻃــــﻮﻧــــﻲ ﺑــــــــــﺎرود، وﺑــــﻴــــﺎر رﺑــــــﺎط، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﳌﻤﺜﻞ ﺑﺪﻳﻊ أﺑﻲ ﺷﻘﺮا، وﻋــﻠــﻲ ﻣـﻨـﻴـﻤـﻨـﺔ، ووﺳــــﺎم ﺻﻠﻴﺒﺎ، وﻏﻴﺮﻫﻢ .
وﻳﺘﻤﺤﻮر اﻟﻔﻴﻠﻢ، وﻣـﺪﺗـﻪ ٠٩ دﻗﻴﻘﺔ، ﺣﻮل أرﺑﻌﺔ ﻣﺴﻨﲔ ﻳﻘﻴﻤﻮن ﻓــﻲ ﺑـﻴـﺖ ﻟــﻠــﺮاﺣــﺔ. وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺟﺎﻛﻮ رﺳﺎﻟﺔ ﺗﻌِﻠﻤﻬﺎ ﺑـﺄن ﺿﺮﻳﺢ زوﺟﻬﺎ اﳌﺘﻮﻓﻰ واﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺘﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻇﻼل ﺷﺠﺮة زﻳﺘﻮن، ﺳﻴﺰال ﻷن إﺣـــﺪى اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت ﺗـﻌـﺘـﺰم ﺑﻨﺎء ﻣﺠﻤﻊ ﺗــﺠــﺎري ﻋـﻠـﻰ أرﺿـــﻪ، ﻳﻘﺮر أﺻـــﺪﻗـــﺎؤﻫـــﺎ اﻟــﺜــﻼﺛــﺔ ﻣـﺴـﺎﻋـﺪﺗـﻬـﺎ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻫــﺬا اﻟﺨﺒﺮ اﻟــﺬي دﻣﺮﻫﺎ، ﻓـــﻴـــﻬـــﺮﺑـــﻮن ﻣـــﻌـــﴼ ﻣــــﻦ اﳌــــــــﺄوى ﳌـﻨـﻊ اﻟــــﺸــــﺮﻛــــﺔ ﻣـــــﻦ ﺗـــﻨـــﻔـــﻴـــﺬ اﳌـــــﺸـــــﺮوع. وﻓــﻲ رﺣﻠﺘﻬﻢ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ إﻟــﻰ ﻣﻮﻗﻊ اﳌﺸﺮوع، ﻳﻮاﺟﻪ اﻷﺻﺪﻗﺎء اﻷرﺑﻌﺔ ﻛـــــﻞ أﻧــــــــــﻮاع اﳌــــــﻮاﻗــــــﻒ اﳌـــﺠـــﻨـــﻮﻧـــﺔ، وﺗﺼﺒﺢ ﻗﺼﺘﻬﻢ ﻗﻀﻴﺔ رأي ﻋﺎم.
وﺗﺄﺗﻲ إﻃﻼﻟﺔ اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ ﻣﻴﺮﻳﺎم ﻛــﻠــﻴــﻨــﻚ ﻓـــﻲ اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﻣــﺠــﺴــﺪة دور » ﺑـــﻴـــﺴـــﻲ « ﻟــﺘــﺜــﻴــﺮ ﻟـــــﺪى ﻣــﺸــﺎﻫــﺪه ﻣـﻘـﺎرﻧـﺔ ﻻﻓـﺘـﺔ ﻣـﺎ ﺑـﲔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻋﻤﺮ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺴﻦ. ﻓﻨﺮاﻫﺎ ﻓــــﻲ ﻛـــﺎﻣـــﻞ ﻟــﻴــﺎﻗــﺘــﻬــﺎ وﻧــﻀــﺎرﺗــﻬــﺎ اﻟـﺠـﺴـﺪﻳـﺔ ﺗـﺴـﺎﻫـﻢ ﻓــﻲ ﻣــﺴــﺎﻧــﺪة ٤ ﻣﺴﻨﲔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻓﺘﻨﺸﺮ ﻗﺼﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﳌـــــﻸ ﻣــــﻦ ﺧـــــﻼل ﺗــﺴــﺠــﻴــﻞ ﻣــﺼــﻮر ﺗـــﺘـــﺤـــﺪث ﻓـــﻴـــﻪ ﺟـــﺎﻛـــﻮ ﻋــــﻦ اﻟـــﺪاﻓـــﻊ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟﺬي أدى إﻟﻰ ﻫﺮﺑﻬﺎ ﻣﻊ أﺻــﺪﻗــﺎﺋــﻬــﺎ ﻣــﻦ دار اﻟـــﺮاﺣـــﺔ وإﻟــﻰ ارﺗﻜﺎب أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وأﻫـﻤـﻬـﺎ اﻟـﺴـﺮﻗـﺔ؛ وذﻟـــﻚ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺿﺮﻳﺢ زوﺟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺟﺮﻓﻪ . ﻓﻬﻲ أﺣﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻣﻤﺎﺗﻪ وﻗﺮرت أن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ وﺻﻴﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ أن ﻳﺪﻓﻦ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮة اﻟﺰﻳﺘﻮن ﻓﻲ أرﺿﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ.
وﺗﺴﻠﻂ اﳌﺨﺮﺟﺔ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻷﺳـﺒـﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺑـــﺎﻷوﻻد إﻟﻰ اﻟــﺘــﺨــﻠــﻲ ﻋـــﻦ أﻫــﺎﻟــﻴــﻬــﻢ ووﺿـﻌـﻬـﻢ ﻓـــﻲ دور ﻋـــﺠـــﺰة. وﺗـــﻤـــﺮر رﺳــﺎﺋــﻞ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة أﺣـﻴـﺎﻧـﴼ وﻣﺒﻄﻨﺔ أﺣﻴﺎﻧﴼ أﺧــــــﺮى ﻟــــﻬــــﺆﻻء اﻷوﻻد اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻻ ﻳــﻘــﺪرون اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺑﺬﻟﻬﺎ أﻫـﺎﻟـﻴـﻬـﻢ ﺗـﺠـﺎﻫـﻢ وﻣــﻦ أﺟـﻠـﻬـﻢ ﻛﻲ ﻳﺼﺒﺤﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم. واﺧﺘﺎرت ﻋﺮﻗﺠﻲ ﻣﺴﻨﲔ ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺪرﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ واﻟﺼﺤﺔ اﻟﺠﻴﺪة ﻟـﻺﺷـﺎرة إﻟـﻰ أن اﻟﺤﺠﺔ ﻻ ﺗﺒﺮر اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣـــﻦ اﻷﺣــــﻴــــﺎن. ﻓــﻤــﺠــﺮد أن ﻳـﺘـﻘـﺪم اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ، ﻻ ﻳﺘﻮاﻧﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﺑــﻨــﺎء ﻋــﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻋــﻦ ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻬﻢ ﺑﺤﺠﺔ أن ﻻ وﻗـﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻟﻼﻋﺘﻨﺎء ﺑـﻬـﻢ. وﻣــﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻜﺒﺮ اﻟـﻔـﺠـﻮة ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ وﺗﺼﺒﺢ ﳌﺴﺔ اﻟﺤﻨﺎن اﻟﺘﻲ ﻳـﺘـﻮق إﻟﻴﻬﺎ اﻷﻫــﻞ ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟﻌﻤﺮ وﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻴﻬﺎ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻠﺬات أﻛﺒﺎدﻫﻢ ﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻛﻨﺰ ﻳﺮاودﻫﻢ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ أﺣﻼﻣﻬﻢ.
وﻋـــﻦ أﺳـــﺒـــﺎب اﺧــﺘــﻴــﺎرﻫــﺎ ﻫــﺬا اﳌــــﻮﺿــــﻮع ﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﺳــﺒــﻖ أن ﻛﺘﺒﺖ ﺳــﻴــﻨــﺎرﻳــﻮ ﻟــﺜــﻼﺛــﺔ ﻏــﻴــﺮه »)ﺛــﻮاﻧــﻲ وﻳــﻼ ﻋﺎﻗﺒﺎﻟﻜﻦ« و»ﻳـــﻼ ﻋﺎﻗﺒﺎﻟﻜﻦ ﺷـــــﺒـــــﺎب (« ، ﺗـــﻘـــﻮل اﳌـــﺨـــﺮﺟـــﺔ ﻧــﺒــﺎل ﻋﺮﻗﺠﻲ: »ﻟﻘﺪ ﺗﻮﻗﻌﺖ أن ﻳﺸﻌﺮ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣـﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﺮف ﻫـــﺆﻻء اﻷﺷــﺨــﺎص، وأن ﻳﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣــﻌــﻬــﻢ وﻳـــﺘـــﺄﺛـــﺮ ﺑــﻘــﺼــﺼــﻬــﻢ. ﻓـﻤـﻦ ﻣﻨﺎ ﻻ أم وأب ﻟﻪ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ؟ أو ﺟﺪ وﺟﺪة ﻧﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻊ أﻧﻨﺎ ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﻧﻤﻀﻲ ﻣﻌﻬﻢ اﻟﻮﻗﺖ اﻟـﻜـﺎﻓـﻲ؟ ﻓـﻬـﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻳﺒﲔ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧـــﻼل ﻋــﻴــﻮن ﻛــﺒــﺎرﻧــﺎ أن اﻷﻫــــﻢ ﻓﻲ اﻟـــﺤـــﻴـــﺎة ﻫــــﻮ اﻟــــﺤــــﺲ اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻲ، ووﻗﻮﻓﻨﺎ وﺗﻀﺎﻣﻨﻨﺎ ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻨﺎ وﻋـــﺎﺋـــﻼ ِﺗـــﻨـــﺎ .« وﺗــﺨــﺘــﻢ : » إﻧــــﻪ ﻓﻴﻠﻢ ﻳــﺤــﻜــﻲ ﻋـــﻦ أﻫــﻤــﻴــﺔ أن ﻧـــِﺤـــﺐ وأن ﻧــﺤــﺐ. وأن ﻧـﺴـﻌـﻰ ﺟــﺎﻫــﺪﻳــﻦ إﻟــﻰ ﺗـﺤـﻘـﻴـﻖ ﻣـــﺎ ﻧــﺆﻣــﻦ ﺑـــﻪ، وأن ﻧـﻜـﻮن ﻣﻨﺴﺠﻤﲔ ﻣﻊ ﻣﺒﺎدﺋﻨﺎ وﻗﻴﻤﻨﺎ.«
وﺗﻌﺰز ﻋﺮﻗﺠﻲ ﻣﺎ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫــﺬا اﻟــﺼــﺪد ﻣــﻦ ﺧــﻼل أداء ﻋﻔﻮي ﻟـﻠـﻤـﻤـﺜـﻠـﲔ اﳌـــﺸـــﺎرﻛـــﲔ ﻓـــﻲ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﺿــﻤــﻦ ﻧــــﺺ اﻧــﺴــﻴــﺎﺑــﻲ ﻳـﺤـﺎﻛـﻴـﻨـﺎ ﺑﻠﻐﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ إﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ، وﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟـﺒـﺴـﺎﻃـﺔ ﻧـﻔـﺴـﻪ اﻟـــﺬي ﺗﺘﻨﻘﻞ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻣﻴﺮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﻬﺪ ﻷﺧﺮ.
وﻟﻌﻞ ﻇﻬﻮر اﳌﻘﺪم اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﺑــﻴــﺎر رﺑــــﺎط )ﻣـــﻘـــﺪم ﺑــﺮﻧــﺎﻣــﺞ »ﻣـﻨـﺎ وﺟﺮ (« ، ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ » إم ﺗﻲ ﻓﻲ « ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﺪور اﳌﻤﺮض اﳌﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ اﳌﺴﻨﲔ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺣـﺐ، واﳌﻤﺜﻠﺔ ﺟــﻮزﻳــﺎن ﺑــﻮﻟــﺲ اﻟــﺘــﻲ ﺗـــﺆدي دور زﻣﻴﻠﺔ ﻟـﻪ ﻣﺘﻔﺎﻧﻴﺔ ﻓـﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ إﻟــﻰ آﺧــﺮ ﺣــﺪود، ﻳﺸﻜﻼن ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ اﳌـﺨـﺮﺟـﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ أن دور اﻟــــﺮاﺣــــﺔ ﻻ ﺗــﺨــﻠــﻮ ﻣـــﻦ اﻷﺷـــﺨـــﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻊ ﺿﻴﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ زواﻳﺎ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺮﺋﻴﺴﺔ اﻟــﺪار »ﻗـﻤـﺮ« اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺴﺪ دورﻫــــﺎ اﳌـﻤـﺜـﻠـﺔ اﳌـﺴـﺮﺣـﻴـﺔ اﻟــﺮاﺋــﺪة ﻋﺎﻳﺪة ﺻﺒﺮا، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﻘﺴﻮة ﻏــﻴــﺮ آﺑــﻬــﺔ ﺑــﺸــﻌــﻮر اﻟـــﻮﺣـــﺪة اﻟـــﺬي ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ اﳌﺴﻨﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم.
» ﻣـــﻄـــﻠـــﻮﺑـــﲔ « اﻟــــــﺬي ﺗــﻌــﺮﺿــﻪ ﺻـﺎﻻت اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن اﺑﺘﺪاء ﻣـــﻦ ﺑــﻌــﺪ ﻏــــ ٍﺪ ) ٠١ ﻳــﻨــﺎﻳــﺮ / ﻛــﺎﻧــﻮن اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ(، ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺳــــﻴــــﺘــــﺮك دون ﺷـــــــﻚ، أﺛـــــــــﺮه ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺸـــﺎﻫـــﺪﻳـــﻪ؛ ﻋـــﻠـــﻰ أﻣــــــﻞ أن ﻳــﻔــﻜــﺮ اﻟـــﺸـــﺒـــﺎب ﻣــﻠــﻴــﴼ ﻗــﺒــﻞ اﻟــﺘــﺨــﻠــﻲ ﻋـﻦ اﳌﺴﻨﲔ ﻣﻦ اﳌﺤﻴﻄﲔ ﺑﻬﻢ، ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻣﺜﻼ ﻳﺤﺘﺬى أﻣﺎم أوﻻدﻫﻢ أﻳﻀﴼ.